عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «إنْ كان رسول الله ﷺ لَيَدَعُ العمل، وهو يُحِبُّ أن يعملَ به خَشْيَة أن يعملَ به الناس، فَيُفْرَضَ عليهم، وما سَبَّح رسول الله ﷺ سُبْحَة الضُّحى قَطُّ وإنِّي لَأُسَبِّحُهَا».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
شرح الحديث :
تذكر عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يترك العمل وهو يحب أن يفعله، لئلا يعمل به الناس، فيفرض عليهم، فيشق عليهم أو يعجزوا عنه؛ ثم تذكر رضي الله عنها أن النبي ﷺ لم يكن يصلي صلاة الضُّحى, وحمل العلماء هذا النَّفي على المُدَاومة، أي أنه ﷺ: كان يصليها في بعض الأوقات, لفضلها ويتركها في بعض الأوقات، خشية أن تفرض على أمَّته، كما ذكرت رضي الله عنها في بداية الحديث.
معاني الكلمات :
لَيَدَعُ العمل |
ليترك العمل. |
سُبْحَة |
السُّبحة: أي الصلاة، والصلاة تُسمى تسبيحا، قال تعالى: { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}،[ق: 39]. |
فوائد من الحديث :
-
استحباب صلاة الضحى والمداومة عليها مطلقا.
-
بيان كمال شَفقته -صلى الله عليه وسلم- ورأفته بأُمَّته، فإنه يَخشى أن تفرض عليهم الأحكام ويعجزوا عن القيام بها.
-
حرص عائشة -رضي الله عنها- على المحافظة على نوافل الطاعات.
-
أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم الغيب؛ وجه ذلك أن خشيته دليل على عدم علمه بما سيكون.
-
أنه إذا تعارضت المصالح قُدِّم أهمها.
المراجع :
صحيح البخاري، تأليف: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر، الناشر: دار طوق النجاة الطبعة: الأولى، 1422هـ.
صحيح مسلم، تأليف: مسلم بن الحجاج النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
المنهاج شرح صحيح مسلم، تأليف: محيي الدين يحيى بن شرف النووي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الثانية 1392 هـ.
سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف : محمد بن إسماعيل بن صلاح الصنعاني، الناشر: دار الحديث الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ.
توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرّمة الطبعة: الخامِسَة، 1423 هـ - 2003 م.
تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام، تأليف: صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة: الأولى، 1427 هـ _ 2006 م.
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري, أحمد بن محمد المصري, الناشر: المطبعة الكبرى الأميرية، مصر, الطبعة: السابعة، 1323هـ.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية