الحي
كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...
عن زَيد بن أرْقَم رضي الله عنه: أنه رأى قوما يصلُّون من الضُّحى، فقال: أمَا لقد عَلِموا أن الصلاة في غير هذه السَّاعة أفضل، إن رسول الله ﷺ، قال: «صلاة الأَوَّابِين حين تَرْمَضُ الفِصَال».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
رأى زيد بن أرقم رضي الله عنه بعض الناس يصلِّي الضُّحى, فذكر أنه سمع رسول الله ﷺيقول: صلاة الأوابين حين تَرْمضُ الفِصَال, أي أن أفضل وقت لصلاة الضحى هو عند شدة ارتفاع الشمس, حين تحترق خفاف صغار الإبل من شِدِّة حَرِّ الشمس على الأرض, فهذا هو الوقت الذي يصلي فيه المطيعون لله تعالى كثيرو الرجوع إليه صلاة الضحى.
الأَوَّابِينَ | الأوَّاب: الرَّجاع إلى الله تبارك وتعالى، بترك الذُّنوب، وفعل الطَّاعات والخير. |
تَرْمَضُ | أي: تَحترق أخفافها من الرَّمضاء، وهي شِدَّة حرارة الأرض من وقوع الشمس على الرَّمل، عند ارتفاع الشمس. |
الفِصَال | جمع "فصيل"، وهو ولد النَّاقة، سُمي بذلك؛ لفَصْلِه عن أُمِّه. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".