الفتاح
كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...
عن جابر، أن رسول الله ﷺ قال: «لا رَضاع بعد فِصال، ولا يُتم بعد احْتِلام، ولا عِتق إلا بعد مُلك، ولا طلاق إلا بعد النكاح، ولا يمين في قَطِيعَة، ولا تَعَرُّب بعد هِجْرَة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا يمين لولد مع والد، ولا يمين لامرأة مع زوج، ولا يمين لعبد مع سيده، ولا نَذْر في معصية الله، ولو أن أعرابيا حَجّ عَشْر حِجَج ثم هاجر كانت عليه حَجَّةٌ إن استطاع إليه سبيلا، ولو أن صبيا حَجّ عَشْر حجج ثم احتلم كانت عليه حَجَّةٌ إن استطاع إليه سبيلا، ولو أن عبدا حَجّ عَشْر حجج ثم عُتِقَ كانت عليه حَجَّةٌ إن استطاع إليه سبيلا».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود الطيالسي وعبد الرزاق الصنعاني.]
في هذا الحديث -مع ملاحظة ضعفه- جملة من الأحكام التي نبَّه عليها رسول الله ﷺ أمته، حيث لا أثر لحكم الرضاع بعد أن ينفصل الولد عن أمه، وأنَّه يرتفع اسم اليتيم عن الشخص بعد بلوغه، ولا عبرة بعتق العبد إذا لم يملكه المعتق، ولا يقع طلاق بدون نكاح، ولا يجوز الوفاء بيمين فيها معصية كقطيعة الرحم، ولا سكنى لبادية بعد أن هجرها من أجل الله، ولا هجرة من مكة وما حولها إلى المدينة بعد فتح مكة. وفي الحديث عدم جواز قبول شهادة الأقارب بعضهم لبعض، كشهادة الولد لوالده، والزوجة لزوجها، والعبد لسيده، وفيه دليلٌ على أنَّه لا يجوز الوفاءَ بنذرٍ فيه معصية. وفي الحديث بيان أنَّ حجة الإسلام لا تسقط عن الأعرابي بعد هجرته وإن حج عشر مرات قبل ذلك، ولا تسقط عن الصبي بعد بلوغه وإن حج عشر مرات قبل بلوغه، ولا عن العبد بعد عتقه وإن حج عشر مرات قبل عتقه.
لا رضاع بعد فصال | لا يؤثر الرضاع بعد أَنْ يَفْصِل الولد عن أُمِّه أي يُفطم. |
ولا يتم بعد احتلام | يرتفع اسم اليتيم بالبلوغ، ويقتضي ذلك ارتفاع أحكامه. |
ولا عتق إلا بعد ملك | لا يصح أن يعتق رقيقًا لا يملكه؛ لأنَّ تصرفه لم يقع في محله. |
ولا طلاق إلا بعد نكاح | لا يصح الطلاق من رجل على امرأة أجنبية، ليست زوجة له. |
ولا يمين في قطيعة | لا يجوز الوفاء إن حلف على ما فيه قطع للرحم. |
تعرب | انتقل للإقامة في البادية بعد هِجْرَتِهِ. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".