الكريم
كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...
عن أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه قال: لقد نَفَعني الله بكلمة سمعتُها من رسول الله ﷺ أيَّام الجَمَل، بعد ما كدْتُ أنْ ألْحَقَ بأصحاب الجَمَل فَأُقاتِل معهم، قال: لمَّا بلَغَ رسول الله ﷺ أن أهل فَارِس، قد مَلَّكوا عليهم بنت كِسْرَى، قال: «لن يُفْلِح قوم ولَّوْا أمْرَهُم امرَأة».
[صحيح.] - [رواه البخاري.]
يذكر أبو بكرة رضي الله عنه أن الله -تعالى- قد نفعه أيام وقعة الجمل المشهورة, بكلمة سمعها من رسول الله ﷺ, وكان انتفاع أبي بكرة رضي الله عنه بتلك الكلمة أن حفظته من الخروج والمشاركة في الفتنة, حيث أخبر أنه سمع رسول الله ﷺ لما بلغه أن الفرس ملَّكوا عليهم ابنة ملكهم بعد موته يقول: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة», والمعنى أنه لا يظفر بالخير ولا يبلغ ما فيه النفع لأمته من جعل للمرأة ولاية عامة من رئاسة أو وزارة أو إدارة أو قضاء, ونحوه؛ وذلك لأن الله -تعالى- فضَّل الرِّجال على النِّساء في أصل الخِلْقة، وأعطاهم ما لم يعطهنَّ من الحول والقوَّة، فكانوا أنسب لتولي مثل هذه المناصب.
أيام الجمل | أيام وقعة الجمل التي وقعت بين الصحابة -رضي الله عنهم- . |
لن يفلح | لا يظفرون بالخير ولا يبلغون ما فيه النفع لأمتهم, والفلاح اسم جامع لكل مطلوب محبوب, وسلامة من كل مكروه. |
ولوا أمرهم امرأة | جعلوا لها ولاية عامة من رئاسة أو وزارة أو إدارة أو قضاء, أما الأمور الخاصة كولاية وقف أو يتامى أو إدارة مدرسة ونحو ذلك فلا بأس, وقد جعل عمر وقفه إلى بنته حفصة -رضي الله عنهما-. |
بنت كسرى | اسمها: بوران. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".