البحث

عبارات مقترحة:

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

آية الكرسي

الأهداف

أن يعرف فضل آية الكرسي. أن يعرف أنها أعظم آية في كتاب الله. أن يعرف أنها اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة : (الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات).

المقدمة

آية الكرسي : سأل رسول الله أُبي بن كعب رضي الله عنه – وأُبيّ هو أقرأ هذه الأمة وأشهر الصحابة في علم القراءات - فقال له النبي : «ما أعظم آية في كتاب الله؟» فقال أُبي : الله ورسوله أعلم. فسأله مرة ثانية : «ما أعظم آية في كتاب الله؟» فقال : الله ورسوله أعلم.
فحينما سأله الثالثة قال من تلقاء نفسه : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾؛ فضرب النبي على صدره وقال له : «ليَهْنِك العلمُ أبا المنذرِ».

لماذا الحديث عنه

لأنها أعظم آية في القرآن الكريم. لأنها مما يحفظ الله بها عباده. لأنها دلّت على أعظم المعاني وأجلِّها، وعلى أشرف المقاصد وأعظمها، دلت على توحيد الله، ووجوبِ إخلاصِ الدينِ له، وإفرادِه وحده جل وعلا بالعبادة.

المادة الأساسية

(آية الكرسي): هي الآية رقم (255) من سورة البقرة، والكرسي، قال ابن عباس رضي الله عنهما : "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره "؛ أخرجه ابن خزيمة؛ والدارمي بسند صحيح، وجاء في أخبار كثيرة أن السماوات السبع بالنسبة للكرسي؛ كحلْقةٍ أُلقيت في فَلاةٍ من عظمةِ كرسيِّ الرحمن. من فضلها : أنها أعظم آية في كتاب الله – كما مر آنفا -.من فضلها : أن المداومة على قراءتها سبب في دخول الجنة؛ كما قال : «مَن قرأ آيةَ الكُرسيِّ في دُبر كلِّ صلاةٍ لم يحُلْ بينَه وبين دخولِ الجنَّةِ إلا الموت».
من فضلها : أن الله يحفظ قارئها، ويبعد عنه الشياطين؛ كما جاء في القصة المشهورة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكَلَني رسولُ الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعامِ، فأخذتُه وقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله، قال : إني محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجةٌ شديدة. قال : فخليت عنه. فأصبحت، فقال النبيُّ : يا أبا هريرة، ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قال : قلت : يا رسولَ الله، شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته وخليت سبيله. قال : أما إنه قد كذبك وسيعود. فعرفت أنه سيعودُ لقول رسول الله : إنه سيعود. فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله. قال : دعني، فإني محتاج، وعليَّ عيال، لا أعود. فرحمته وخلَّيت سبيله، فأصبحتُ فقال لي رسول الله : يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت : يا رسولَ اللهِ، شكا حاجة وعيالًا فرحمته فخلَّيت سبيله. قال : أما إنه قد كذبك وسيعود. فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله. وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود، ثم تعود. فقال : دعْني أعلِّمْك كلماتٍ ينفعْك الله بها.
قلت : ما هنَّ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ حتى تختمَ الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليتُ سبيلَه، فأصبحتُ فقال لي رسولُ الله : ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قلتُ : يا رسولَ الله، زعم أنه يُعلِّمني كلماتٍ ينفعُني الله بها، فخلَّيتُ سبيلَه.
قال : وما هي؟ قال : قال لي : إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأ آيةَ الكرسيِّ مِن أولها حتى تختمَ الآية : ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي : «أما إنَّه صدَقَك وهو كَذوبٌ، تعلمُ مَن تخاطِبُ ثلاثَ ليالٍ يا أبا هريرةَ؟ قلتُ : لا، قال ذاك شيطانٌ» [البخاري : 2311]. تفسيرها : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ له جميعُ معانِي الألوهيَّة، لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو، فعبادةُ غيره شرك وضلال، وظلم وبطلان. ﴿ الحَيُّ القَيُّومُ ﴾ متصف بجميع معاني الحياة الكاملة على وجه يليق بجلاله وعظمته. قام بنفسه، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام بجميع الموجودات؛ فأوجدها وأبقاها، وأمدَّها بجميع ما تحتاج إليه في وجودها وبقائها؛ فهي مفتقرة إليه وهو غني عنها، ولا قِوامَ لها بدون أمره.
ومن كمال حياته وقيوميته أنه : ﴿ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ﴾ أي نعاس، ﴿ وَلا نَوْمٌ ﴾؛ لأن السِّنَةَ والنوم إنما يعرضان للمخلوق الذي يجري عليه الضعف والعجز والانحلال، ولا يعرضان لذي العظمة والكبرياء والجلال، فلا يعتريه تعالى نقْصٌ ولا غَفْلَةٌ ولا ذهول عن خلقه؛﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾ خلقها ويملكها ويدبرها؛ فالجميع عبيده فلماذا يتكبَّرون؟ ! وفي ملكه فلماذا على معصيته يجترئون؟ ! وتحت قهره وسلطانه فلماذا يظلمون؟ومن تمام ملكه وعظيم سلطانه : أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحدٍ عنده إلا بإذنه له في الشفاعة : ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾ فكل الوجهاء والشفعاء، عبيد له مماليك، لا يقدمون على شفاعة حتى يأذن لهم.
﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات، ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ فهو يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبليةِ التي لا نهاية لها، وما خلفهم من الأمور الماضية التي لا حدَّ لها. وفي مقابل علم الله العظيم فإنه أخبر عن خلقه فقال : ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ﴾ وهو ما أطلعهم عليه من الأمور الشرعية والقدرية وهو جزء يسير مضمحل في علوم الباري.
﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما : "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره "؛ أخرجه ابن خزيمة؛ والدارمي بسند صحيح، وجاء في أخبار كثيرة أن السماوات السبع بالنسبة للكرسي؛ كحلقة ألقيت في فلاة من عظمة كرسي الرحمن.
﴿ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : "أي : لا يثقله حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما؛ بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يَعْزُبُ عنه شيء، ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلها حقيرة بين يديه، متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة. وهو الغني الحميد، الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وهو القاهر لكل شيء، الحسيب على كل شيء، الرقيب العلي العظيم، لا إله غيره، ولا ربَّ سواه».
ـثم ختم الآية بقوله : ﴿ وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ ﴾ عليُّ بذاته على جميع مخلوقاته، وهو العلي بعظمة صفاته، وهو العليّ الذي قهر المخلوقات، ودانت له الموجودات، وخضعت له الصعاب، وذلت له الرقاب، وهو المُعَظَّمُ الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء، والمجد والبهاء، الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء، وإن جلّت عن الصفة فإنها مضمحِلَّة في جانب عظمة العلي العظيم.

ماذا نفعل بعد ذلك

نقرؤها في بيوتنا كثيرًا، فنحرص على قراءتها في أذكار الصباح والمساء. نستشفي بها لقلوبنا وأبداننا؛ ونتحصَّن بها من كيد شياطين الجن والإنس. نتعلمها ونتعلم معانيها، ونحفظها صبياننا، ومن تحت أيدينا. .

مصطلحات ذات علاقة

آيَةُ الكُرْسِي

آية في سورة البقرة، وهي قوله تعالى : ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽالبقرة :٢٥٥


انظر : فضائل القرآن للفريابي، ص : 154، قانون التأويل لابن العربي المالكي، ص : 549.

الآيات


الأحاديث النبوية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكَلَني رسولُ الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعامِ، فأخذتُه وقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله، قال : إني محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجةٌ شديدة. قال : فخليت عنه. فأصبحت، فقال النبيُّ : يا أبا هريرة، ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قال : قلت : يا رسولَ الله، شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته وخليت سبيله. قال : أما إنه قد كذبك وسيعود. فعرفت أنه سيعودُ لقول رسول الله : إنه سيعود. فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله. قال : دعني، فإني محتاج، وعليَّ عيال، لا أعود. فرحمته وخلَّيت سبيله، فأصبحتُ فقال لي رسول الله : يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت : يا رسولَ اللهِ، شكا حاجة وعيالًا فرحمته فخلَّيت سبيله. قال : أما إنه قد كذبك وسيعود. فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت : لأرفعنَّك إلى رسول الله. وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود، ثم تعود. فقال : دعْني أعلِّمْك كلماتٍ ينفعْك الله بها. قلت : ما هنَّ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ حتى تختمَ الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليتُ سبيلَه، فأصبحتُ فقال لي رسولُ الله : ما فعل أسيرُك البارحةَ؟ قلتُ : يا رسولَ الله، زعم أنه يُعلِّمني كلماتٍ ينفعُني الله بها، فخلَّيتُ سبيلَه. قال : وما هي؟ قال : قال لي : إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأ آيةَ الكرسيِّ مِن أولها حتى تختمَ الآية : ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ وقال لي : «لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح» - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي : «أما إنَّه صدَقَك وهو كَذوبٌ، تعلمُ مَن تخاطِبُ ثلاثَ ليالٍ يا أبا هريرةَ؟ قلتُ : لا، قال ذاك شيطانٌ».
[البخاري : 2311]
عن أبي بن كعب، قال : قال رسول الله : «يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معك أعظم؟» قال : قلتُ : الله ورسولُه أعلم. قال : «يا أبا المنذرِ، أتدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معك أعظمُ؟» قال : قلت : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة : 255]. قال : فضرب في صدري، وقال : «والله ليَهْنِك العلمُ أبا المنذرِ».
مسلم : 810
*تنبيه: بذرة مفردة