البحث

عبارات مقترحة:

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

آخر آيتين من سورة البقرة

الأهداف

أن يعرف فضل آخر آيتين من سورة البقرة. أن يحفظهما. أن يعرف معانيهما.

المقدمة

آخر آيتين من سورة البقرة : قال تعالى : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾ [البقرة : 285-286].

لماذا الحديث عنه

لأنها من أعظم آيات سورة البقرة. لأنها مما يحفظ الله بها عباده. للفضائل الواردة فيهما.

المادة الأساسية

من فضلها : 1 /أن من قرأهما في ليلة كفتاه، قال : «مَنْ قَرَأَ بالْآيَتَيْنِ مِنْ آخرِ سورةِ الْبقَرةِ في ليلةٍ كَفَتاهُ» قيل : كفتاه أي دفعتا عنه الشر، والمكروه، وقيل : كفتاه من كل شيطان، فلا يقربه ليلته، وقيل : حسبه بها فضلًا وأجرًا، ويحتمل من الجميع. 2 /عن أبي ذَرٍّ أن النبي قال : «أُعْطِيتُ خَواتِيمَ سورةِ البقرةِ مِن كَنزٍ تحت العرشِ لَمْ يُعْطَهُنَّ نبِيٌّ قبلي» [المسند : 21344].
3 /عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ انْتُهِيَ به إلى سِدْرةِ الْمُنْتَهَى، وهي فِي السَّماءِ السَّادسةِ، إليها يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ به مِنَ الأرضِ، فَيُقْبَضُ منها، وإليها يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ به مِنْ فَوقها فَيُقْبَضُ منها، قال تعالى : ﴿ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴾ [النجم : 16]، قال : فراشٌ مِنْ ذهَبٍ، قال : فَأُعْطِيَ رسولُ اللهِ ثلاثًا، أُعْطِيَ الصَّلواتِ الْخَمسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتيمَ سورةِ البقرةِ، وَغُفِرَ لمنْ لم يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شيئًا، الْمُقْحِماتُ» [مسلم : 179].
4 /عن ابن عباس رضي الله عنه ما قال : بينما جبرِيلُ قاعِدٌ عند النَّبِيِّ سَمِعَ نَقيضًا مِن فَوقِهِ فرفعَ رَأْسَهُ، فقال : هذا بابٌ مِنَ السَّماءِ فُتِحَ الْيَوْمَ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا اليومَ، فنزلَ منه مَلَكٌ فقال : هذا مَلَكٌ نزلَ إلى الأرضِ، لم ينزِلْ قَطُّ إلا اليومَ، فسَلَّمَ، وقال : أبشِرْ بِنورَيْنِ أُوتِيتَهُما لم يُؤْتَهُما نبِيٌّ قبلَكَ، فاتِحةُ الكتابِ، وخواتيمُ سورةِ البقرَةِ، لن تقرَأَ بِحرفٍ مِنهما إِلَّا أُعْطِيتَهُ».
تفسيرها : قوله : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ قال ابن كثير رحمه الله : "قوله : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ عطف على ﴿ الرَّسُولُ ﴾ ثم أخبر عن الجميع فقال : ﴿ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾، فالمؤمنون يؤمنون بأن الله واحد أحد، فرد صمد، لا إله غيره ولا رب سواه، ويصدقون بجميع الأنبياء، والرسل، والكتب المنزلة من السماء على عباد الله المرسلين والأنبياء، لا يفرقون بين أحد منهم، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون، بَارُّونَ راشدون، مهديُّون هادون إلى سبل الخير، وإن كان بعضهم ينسخ شريعة بعض بإذن الله، حتى نسخ الجميع بشرع محمد خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تقوم الساعة على شريعته، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين.
قوله : ﴿ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ : أي سمعنا قولك يا ربنا وفهمناه، وقمنا به وامتثلنا العمل بمقتضاه، ﴿ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا ﴾ سؤال للمغفرة والرحمة، واللطف، ﴿ وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾ : أي : المرجع والمآب يوم الحساب.
قوله : ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لَمَّا نزلتْ ﴿ وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ. ..
إلى آخِرِ الآيةِ، قال : فَاشْتَدَّ ذلك على أصحابِ رسولِ اللهِ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ بَرَكوا عَلَى الرُّكَبِ، فقالوا : أَيْ رسولَ اللهِ : كُلِّفْنَا مِنَ الأَعمالِ ما نُطِيقُ : الصَّلاةَ، وَالصِّيامَ، والجِهادَ، والصَّدَقَةَ، وقد أُنْزِلَتْ عليك هذه الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا، قال رسولُ اللهِ : «أتريدون أن تقولوا كَمَا قال أهلُ الكتابَينِ من قبلِكم : سمِعنا وعصيْنا؟ بل قولوا : ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ قالوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، فأنزل الله في إِثْرِها : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾ [البقرة : 285]، فَلَمَّا فعلوا ذلك نسخَها الله تعالى فأنزل الله عزَّ وجلَّ : ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ قال : نَعمْ.
﴿ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ﴾ قال : "نَعَمْ " ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ قال : نَعمْ ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾ [البقرة : 286] قَالَ : نَعمْ». قوله : ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ أي لا يكلِّف أحدًا فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه، وإحسانه إليهم.
قوله : ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ ﴾ أي من خير و﴿ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ أي من شر، وذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال : «إِنَّ اللهَ تجاوَزَ عن أُمَّتِي ما حدَّثَتْ به أَنْفُسَها ما لم تعمَلْ أو تتكَلَّمْ».
قوله : ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ أي إن تركنا فرضًا على جهة النسيان، أو فعلنا حرامًا كذلك، ﴿ أَخْطَأْنَا ﴾ : أي الصواب، جهلًا منا بوجهه الشرعي، روى ابن ماجه في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنه ما أن النبي قال : «إنَّ اللهَ وضَعَ عن أُمَّتِي الخطَأَ، والنِّسيانَ وما اسْتُكْرِهُوا عليه».
قوله : ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ أي : لا تكلفنا من الأعمال الشاقة، وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية من قبلنا من الأغلال، والآصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدًا نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيف السهل السمح. قوله : ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ أي : من التكليف، والمصائب والبلاء، لا تَبتَلِنَا بما لا قِبَلَ لنا به.
قوله : ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ ﴾ أي : فيما بيننا وبينك، مما تعلمه من تقصيرنا، وزللنا، ﴿ وَاغْفِرْ لَنَا ﴾ أي : فيما بيننا وبين عبادك، فلا تظهرهم على مساوئنا وأعمالنا القبيحة، ﴿ وَارْحَمْنَآ ﴾ أي : فيما يستقبل، فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر.
قوله : ﴿ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾ أي : أنت وَلِيُّنَا، وَنَاصِرُنَا، وعليك توكلنا، وأنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك، ﴿ فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾ أي : الذين جحدوا دينك، وأنكروا وحدانيتك، ورسالة نبيك، وعبدوا غيرك، وأشركوا معك من عبادك، فانصرنا عليهم، واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة.

ماذا نفعل بعد ذلك

نقرؤهما في بيوتنا كثيرا، فنحرص على قراءتهما في أذكار الصباح والمساء. نستشفي بها لقلوبنا وأبداننا؛ ونتحصن بها من كيد شياطين الجن والإنس. نتعلمها ونتعلم معانيها، ونحفظها صبياننا، ومن تحت أيدينا.

الآيات


﴿ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ
سورة البقرة

الأحاديث النبوية

عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي قال: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاه».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: (بينما جبريل -عليه السلام- قاعد عند النبي سمع نَقِيضَا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فُتِحَ اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم. فنزل منه مَلَكٌ، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم وقال: أبشر بنُورين أُوتِيْتَهُما لم يُؤتهما نَبِيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخَوَاتِيمُ سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أُعْطِيتَهُ).
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
عن أبي ذَرٍّ أن النبي قال : «أُعْطِيتُ خَواتِيمَ سورةِ البقرةِ مِن كَنزٍ تحت العرشِ لَمْ يُعْطَهُنَّ نبِيٌّ قبلي».
[المسند : 21344]
3 /عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ انْتُهِيَ به إلى سِدْرةِ الْمُنْتَهَى، وهي فِي السَّماءِ السَّادسةِ، إليها يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ به مِنَ الأرضِ، فَيُقْبَضُ منها، وإليها يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ به مِنْ فَوقها فَيُقْبَضُ منها، قال تعالى : ﴿ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴾ [النجم : 16]، قال : فراشٌ مِنْ ذهَبٍ، قال : فَأُعْطِيَ رسولُ اللهِ ثلاثًا، أُعْطِيَ الصَّلواتِ الْخَمسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتيمَ سورةِ البقرةِ، وَغُفِرَ لمنْ لم يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شيئًا، الْمُقْحِماتُ».
[مسلم : 179]
*تنبيه: بذرة مفردة