البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الرياء

الأهداف

أن يدرك خطورة هذه الكبيرة العظيمة. أن يتعرف على العقوبة والآثار المترتبة على الرياء. أن يستشعر مكانة نفسه، وأنه إنسان ضعيف؛ يجب عليه مراقبة الخالق لا المخلوق الضعيف.

المقدمة

من أعظم الآفات والأمراض خطرًا، وأعمّها وقوعًا وانتشارًا، وأخوف عقبة ينبغي إزالتها، هو الداء العضال، والمرض المستشري (الرّياء)؛ حيث ينبغي على كلّ عبد إزاءه المجاهدة، والاحتراز منه في ثنايا السّير إلى الله -تبارك وتعالى -.

لماذا الحديث عنه

لأنه من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات. لأنه يهلك العمل الصالح، ويجعله هباء منثورا. لأن أصحابه أول من تسعر بهم نار جهنم –عياذًا بالله تعالى -.

المادة الأساسية

(تعريف الرياء): هو إظهار العبادة؛ لقصد رؤية الناس لها، فيحمدوا صاحبها، فهو ابتغاء العاجل الفاني الدّنيوي ممّا عند الناس، بإظهار خصال الخير، وإيثاره على الآخر الدائم الأخروي، ممّا عند الله -تبارك وتعالى -.
(حكمه، والأدلة على تحريمه): حرام، وممقوت، ومن أكبر الكبائر على الإطلاق، وقد تضافرت على حرمته وشناعته جميع الأدلّة من الكتاب والسّنة، وتطابقت عليه كلام الأئمة من السلف وغيرهم : 1 /قال الله تعالى : ﴿ والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ﴾ [فاطر : 10]، جاء في تفسيرها : هم المراؤون بأعمالهم؛ يعني : يمكرون بالناس، يوهمون أنهم في طاعة الله، وهم بغضاء إلى الله. 2 /وقال الله تعالى : ﴿ فويل للمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون * الّذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون ﴾ [الماعون : 4 – 7].
3 /عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول : «إنّ أوّل الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرّفه نعمه عليه فعرفها، قال : فما عملت فيها؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت، قال : كذبت، ولكنّك قاتلت؛ لأن يقال : جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجل تعلّم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرّفه نعمه عليه فعرفها، قال : فما عملت فيها؟ قال : تعلّمت العلم وعلّمته، وقرأت فيك القرآن، قال : كذبت، ولكنّك تعلمت العلم؛ ليقال : عالم، وقرأت القرآن؛ ليقال : قارئ، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأتي به، فعرّفه نعمه عليه فعرفها، قال : فما عملت فيها؟ قال : ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال : كذبت، ولكنّك فعلت؛ ليقال : هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار».
[رواه مسلم ] (خطر الرياء وضرره): 1 /الرياء محبط للأعمال : قال الله تبارك وتعالى: ﴿ من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الّذين ليس لهم في الآخرة إلاّ النّار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ﴾ [هود : 15، 16]. 2 /أهل الرياء أول من تسعّر بهم النار يوم القيامة – كما في الحديث السابق -. 3 /يقابل صاحبه بالحرمان من الأجر والثواب وتوفيق الله تعالى : قال الله تعالى : ﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا ﴾ [الفرقان : 23]. 4 /الوعيد الشديد للمرائي : قال الله تعالى : ﴿ من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها مذمومًا مدحورًا ﴾ [الإسراء : 18].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال : «من تعلّم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» يعني : ريحها.
[رواه أبو داود ] وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال : «بشّر هذه الأمّة بالسّناء والرّفعة، والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب».
[رواه أحمد ] 5 /آفة من الآفات يهلك ويفسد : قال عبداللّه بن عبّاس رضي الله عنهما: «لكلّ شيء آفة، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الكسل، وآفة التّجارة الكذب، وآفة السّخاء التبذير، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الدّين الرّياء، وآفة الإسلام الهوى».
6 /فتنة عقدها الهوى على القلب : بل قد يصل ببعض الخلق إلى أن يجعل الهوى إلهه من دون الله تبارك وتعالى: ﴿ أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه ﴾ [الجاثية : 23]، فجاء التحذير منه في النصوص لشدّة خطره، وقال - تعالى -: ﴿ فلا تتّبعوا الهوى ﴾ [النساء : 123]، وقال : ﴿ ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين ﴾ [القصص : 50]. (صوره ومظاهره): 1 /أن يكون من جهة البدن، بإظهار النّحول والصّفار؛ ليريهم بذلك شدّة الاجتهاد، وغلبة خوف الآخرة. 2 /أن يكون من جهة الزّيّ، كالإطراق حالة المشي، وإبقاء أثر السجود على الوجه، وغلظ الثياب، ولبس الصّوف، وتشمير الثّياب كثيرًا، وتقصير الأكمام، وترك الثوب مخرقًا غير نظيف.
3 /أن يكون الرّياء بالقول، فرياء أهل الدّين بالوعظ والتذكير، وحفظ الأخبار والآثار؛ لأجل المحاورة، وإظهار غزارة العلم، والدلالة على شدّة العناية بأحوال السّلف، وتحريك الشّفتين بالذّكر في محضر الناس، وإظهار الغضب للمنكرات بين الناس، وخفض الصوت وترقيقه بقراءة القرآن؛ ليدلّ بذلك على الخوف والحزن، ونحو ذلك، وهذا مما حذّر منه النبي - صلّى الله عليه وسلّم - كما جاء من حديث كعب بن مالك، عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال : «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار». [رواه الترمذي ] 4 /أن يكون الرّياء بالعمل : كمراءاة المصلّي بطول القيام، وتطويل الرّكوع والسّجود، وإظهار الخشوع، وكذلك بالصّوم والغزو، والحج والصدقة، ونحو ذلك. (أسباب الرياء وبواعثه): 1 /الجهل. 2 /حب الجاه : وهو ارتفاع المنزلة في قلوب الناس. 3 /الطمع فيما في أيدي الناس. 4 /الفرار من ألم الذم، كمن يرائي ليفرّ من ذمّ البخل، أو ذمّ الجبن وعدم الشجاعة، أو ذمّ الجهل وغير ذلك.
5/لذة الحمد والثناء.
(علاج الرياء): 1 /الاتصال بالله – جل جلاله -؛ قال الله تعالى : ﴿ فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم ﴾ [التوبة : 129]، ﴿ قل حسبي اللّه عليه يتوكّل المتوكّلون ﴾. 2 /المجاهدة الدائمة للنفس؛ قال الله تعالى : ﴿ والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ اللّه لمع المحسنين ﴾ [العنكبوت : 69].
3 /الحرص على كتمان العمل وإخفائه؛عن معاذ رضي الله عنه أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال : «نّ أدنى الرّياء شرك، وأحبّ العبيد إلى الله الأتقياء الأخفياء الّذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا شهدوا لم يعرفوا أولئك أئمّة الهدى ومصابيح العلم». [رواه الطبراني ] 4 /التفكر في شناعة الرياء وقبحه. 5 /النظر في عواقبه الدنيوية والأخروية. 6 /الابتعاد عن مواطنه ومواقعه.

ماذا نفعل بعد ذلك

أن نتصل بالله جل وعلا، ونخلص له الأعمال. أن نحرص على مجاهدة أنفسنا دائما. أن نستحضر مراقبة الله تعالى. أن نستعين بالله تعالى في دفع الرياء.

الآيات


﴿ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ
سورة الماعون

﴿ﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙﰚﰛﰜﰝ
سورة الكهف

﴿ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ
سورة البقرة

الأحاديث النبوية

عن محمود بن لبيد رضي الله عنه مرفوعاً: "أَخْوَفُ ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال: الرياء".
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [رواه أحمد.]
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "قال -تعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكَه".
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
عن أبي موسى الأشعريرضي الله عنه قال: «سُئِلَ رَسُولُ الله عَنْ الرَّجُلِ: يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله؟ فَقَالَ رَسُولُ الله : مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله».
شرح الحديث وترجماته
[صحيح.] - [متفق عليه.]
*تنبيه: بذرة مفردة