الإحسان

مصطلحات ذات علاقة:


الْإِحْسَان


أن تعبد الله كأنك تراه . وقد جاء في حديث جبريل أن الإحسان هو : "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك ." مسلم : 8. وهو أعلى مراتب الدين الثلاثة "الإسلام، والإيمان، والإحسان ". والإحسان في عبادة الله على مرتبتين : مرتبة الرّغب، وهو أن تعبد الله كأنك تراه . ومرتبة الرّهب، وهي أن تعبد الله كأنه يراك. والمحسن من عباد الله من فعل الواجبات، والمستحبات، وترك المحرمات، والمكروهات، وفضول المباحات، وهو أعلى مرتبة من المؤمن، والمسلم
انظر : الدنيا والدين للماوردي، ص : 184، مدارج السالكين لابن القيم،
تعريفات أخرى :

  • الإحسان مع الخلق، يكون بأداء الحقوق لهم، فإن كانت واجبة، فهو واجب، وإن كانت مستحبة، فهو مستحب، ويشمل الإحسان الحسي، والمعنوي
  • فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير، والْبِرِّ .
  • بذل المعروف، وإتقان العمل، ونفع الخلق
  • الإحسان صفة من صفات الله –عز وجل - الثابتة بالكتاب، والسنة، ويأتي بمعنى : الإنعام على الغير، وهو زائد عن العدل، وبمعنى الإتقان، والإحكام، ومن أسمائه المحسن، قال تعالى :ﯹﯺﮀ القصص :٧٧

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف ما هو الإحسان .
  • أن يدرك فضل الإحسان وأهميته .
  • أن يعدِّد صور الإحسان .
  • أن يعرف كيف يطبقه عمليًا في حياته .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الإحسان
  • عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- مرفوعًا:« إن الله كتب الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحة، وليحد أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحتَهُ». شرح وترجمة الحديث
  • عن عمر -رضي الله عنه- قال: «بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم إذ طَلَعَ علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سَواد الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منَّا أحدٌ، حتى جلس إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فأسنَد ركبتيْه إلى ركبتيْه، ووضع كفَّيه على فخذيْه، وقال: يا محمد أخبرْني عن الإسلام؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتُؤتيَ الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً، قال: صدقتَ، فعَجِبْنا له يَسأله ويُصدِّقه، قال: فأخبرْني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمنَ بالله وملائكته وكُتبه ورسُله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدَر خيره وشرِّه، قال: صدقتَ، فأخبرْني عن الإحسان؟ قال: أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإن لَم تكن تراه فإنَّه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلمَ مِن السائل، قال: فأخبرني عن أمَاراتِها؟ قال: أنْ تلِدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأنْ تَرَى الحُفاةَ العُراة العَالَة رِعاءَ الشاءِ يَتَطاوَلون في البُنيان، ثمَّ انطلق فَلَبِثَ مليًّا ثم قال: يا عمر أتدري مَن السائل؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّه جبريلُ أتاكم يعلِّمُكم دينَكم». شرح وترجمة الحديث

أشعار عن المفردة


أشعار عن عن الإحسان
معجم الأعلام : البستي
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمُ فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • مع خلق عظيم وعمل جليل من أعمال البر والخير، مع خلق من أخلاق المقربين، وسمة من سمات العابدين، وخصلة من خصال الفائزين . فيه خير للعباد، ومنفعة للبلاد، سبيل إلى تماسك المجتمع، وتقدم الأمم، به تقبل الأعمال وتحسن الأحوال . إنه خلقُ الإحسان .
المادة الأساسية
  • ﴿الإحسان ﴾: نوعان :1/ إحسان في عبادة الخالق : بأن يعبد الله كأنَّه يراه فإن لم يكن يراه فإنَّ الله يراه . وهو الجِدُّ في القيام بحقوق الله على وجه النُّصح، والتَّكميل لها .2/ إحسان في حقوق الخلق : ضد الإساءة، وهو بذل المعروف لعباد الله من قول أو فعل أو مال أو جاه، وفعل ما هو حسن وجميل، وترك ما هو سيء وقبيح .
    قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ .
    [النحل : 90]وقال تعالى : ﴿ وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ .
    [الإسراء : 23]عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رجل : يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليّة؟ قال : «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر ». [رواه البخاري ]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فقال : يا رسول الله ! من أحقّ النّاس بحسن صحابتي؟ قال : «أمّك ». قال : ثمّ من؟ قال : «أمّك ». قال : ثمّ من؟ قال : «أمّك ». [متفق عليه ](عاقبة الإحسان ):1/ معية الله للمحسنين، قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ . [النحل : 128]2/ حب الله للمحسنين، قال تعالى : ﴿ فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ .
    [آل عمران : 148]3/ الجزاء العظيم في الآخرة، قال تعالى : ﴿ بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ . [البقرة : 112](صور الإحسان ):1/ الإحسان في عبادة الله، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
    2/ الإحسان إلى الوالدين، قال تعالى : ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ . [الإسراء : 23-24].
    3/ الإحسان إلى الجار، عن أبي شُريح الخُزاعي أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت ».
    [متفق عليه ]4/ الإحسان إلى اليتامى والمساكين، قال تعالى : ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ ﴾ [البقرة : 83].5/ الإحسان في المعاملات التجارية .
    6/ الإحسان إلى المسيء، - وهو من أجلّ أنواع الإحسان -، قال تعالى : ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصِّلت : 34-35].7/ الإحسان في الكلام، قال تعالى : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء : 53].8/ الإحسان في الجدال، قال تعالى : ﴿ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النَّحل : 125].9/ الإحسان إلى الحيوان، قال صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة ...». [رواه مسلم ](فوائد الإحسان ):1/ للإحْسَان ثمرة عظيمة تتجلَّى في تماسك بنيان المجتمع، وحمايته مِن الخراب والتَّهلكة ووقايته مِن الآفات الاجتماعيَّة .2/ المحسن يكون في معيَّة الله عزَّ وجلَّ، ومَن كان الله معه فإنَّه لا يخاف بأسًا ولا رهقًا .3/ المحسن يكتسب بإحسانه محبَّة الله عزَّ وجلَّ .4/ للمحسنين أجر عظيم في الآخرة حيث يكونون في مأمن مِن الخوف والحزن .5/ المحسن قريب مِن رحمة الله عزَّ وجلَّ .
     6/ الإحْسَان هو وسيلة المجتمع للرُّقي والتَّقدُّم، وإذا كان صنوه، أي : العدل وسيلة لحفظ النَّوع البَشَريِّ فإنَّ الإحْسَان هو وسيلة تقدمه ورقيِّه؛ لأنَّه يؤدِّي إلى توثيق الرَّوابط وتوفير التَّعاون .7/ الإحْسَان وسيلة لإزالة ما في النُّفوس مِن الكدر وسوء الفهم وسوء الظَّنِّ ونحو ذلك .
    8/ الإحْسَان في عبادة الخالق يمنع عن المعاصي، قال ابن القيِّم : «فإنَّ الإحْسَان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي، فإنَّ مَن عبد الله كأنَّه يراه، لم يكن كذلك إلَّا لاستيلاء ذكره ومحبَّته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنَّه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها، فإذا خرج مِن دائرة الإحْسَان، فاته صحبة رفقته الخاصَّة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التَّام، فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين ».
    9/ الإحْسَان إلى النَّاس سببٌ مِن أسباب انشراح الصَّدر؛ فالذي يحسن إلى النَّاس ينشرح صدره، ويشعر بالرَّاحة النَّفسيَّة، وقد ذكر ابن القيِّم في (زاد المعاد ) أن الإحْسَان مِن أسباب انشراح الصَّدر، فقال : «...
    إنَّ الكريم المحسن أشرح النَّاس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق النَّاس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا ».
    10/ الإحْسَان إلى النَّاس يطفئ نار الحاسد؛ فإطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحْسَان إليه، فكلَّما ازداد أذًى وشرًّا وبغيًا وحسدًا ازددت إليه إحسانًا، وله نصيحةً، وعليه شفقةً، وما أظنُّك تصدِّق بأنَّ هذا يكون، فضلًا عن أن تتعاطاه، فاسمع الآن قوله عزَّ وجلَّ : ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت 34-36].
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نحرص كل الحرص على هذا الخلق الجليل باستشعار معية الله للمحسنين .
  • نستشعر أن الله يحب المحسنين .
  • نربي أنفسنا على هذا الخلق النبيل، ونربي أبناءنا ومن تحت أيدينا عليه .
  • استشعار الأجر الأخروي المترتب على هذا الخلق العظيم .

المحتوى الدعوي: