العليم
كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...
التَّحْرِيْضُ: التَّحْضِيضُ والحَثُّ على الشَّيْءِ والإحْماءُ عليه، يُقال: حَرَّضَهُ على الشَّيْءِ، يُحَرِّضُهُ، تَحْرِيْضاً، أيْ: حَثَّهُ وحَضَّهُ عليه، وأَمَرَهُ بِهِ، ويكون في الخَيْرِ والشَّرِّ، ومنه: الحَثُّ على القِتالِ وغيرِهِ. والحارِضُ: الذي قد قارَبَ الهَلاكَ. والمُحارَضَةُ: المُداوَمَةُ على العَمَلِ، يُقال: حارَضَ فُلانٌ على العَمَلِ: إذا داوَمَ عليه.
يُطلَق مُصطلَح (تَحْرِيض) في الفقه في عدَّة مواطِن، منها: كتاب الحجّ، باب: مَحظورات الإحرام، وكتاب الصَّيد، ويُراد به: إغْراءُ حَيوانِ الصَّيْدِ وتَحرِيشُه على الفَريسَةِ. ويُطلقُ أيضاً في باب: الضَّمان، ويُراد به: تَحرِيشُ الحيوان المُؤذِي كالكَلْبِ العَقورِ على الإنسانِ أو الحيوانٍ فيَجنِي عليه. وفي كتاب المُسابَقَة والرَّمْي، ويُراد به: حَثُّ الرِّجال وحضُّهم على المُسابَقَة والمُناضَلَةِ ورُكوبِ الخَيْلِ. ويُطلق في كتاب الجامع للآداب، باب: محاسِن الأخلاق، ويُراد به: الحثُّ والحضُّ على فِعْلِ أعمالِ البِرِّ، كإطعامِ المِسكين، ورحمة اليَتِيم، ونحو ذلك.
حرض
الحَثُّ على قِتالِ العَدُوِّ في سَبِيلِ اللهِ تعالى وحَضُّهم على ذلك.
التَّحْرِيْضُ: التَّحْضِيضُ والحَثُّ على الشَّيْءِ والإحْماءُ عليه، يُقال: حَرَّضَهُ على الشَّيْءِ، يُحَرِّضُهُ، تَحْرِيْضاً، أيْ: حَثَّهُ وحَضَّهُ عليه، وأَمَرَهُ بِهِ، ويكون في الخَيْرِ والشَّرِّ، ومنه: الحَثُّ على القِتالِ وغيرِهِ.
* العين : (3/103)
* تهذيب اللغة : (4/120)
* شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم : (3/1417)
* مختار الصحاح : (ص 70)
* لسان العرب : (7/133)
* تاج العروس : (18/290)
* الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) : (4/153)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 92)
* طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية : (ص 86)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (10/194)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 122) -
التَّعْرِيفُ:
1 - التَّحْرِيضُ فِي اللُّغَةِ: التَّحْضِيضُ وَالْحَثُّ عَلَى الْقِتَال وَغَيْرِهِ وَالإِْحْمَاءُ عَلَيْهِ. وَجَاءَ فِي التَّنْزِيل: {فَقَاتِل فِي سَبِيل اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} (1) . وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ. وَقَرِيبٌ مِنَ التَّحْرِيضِ الْحَثُّ وَالتَّحْرِيشُ وَالإِْغْرَاءُ وَالتَّهْيِيجُ (2) .
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ - التَّثْبِيطُ:
2 - التَّثَبُّطُ مَصْدَرُ ثَبَّطَهُ عَنِ الأَْمْرِ تَثْبِيطًا: شَغَلَهُ عَنْهُ وَعَوَّقَهُ. وَنَحْوُهُ التَّخْذِيل، وَهُوَ: حَمْل أَنْصَارِ الشَّخْصِ عَلَى تَرْكِ عَوْنِهِ وَتَثْبِيطِهِ عَنْ نُصْرَتِهِ. فَالتَّثْبِيطُ ضِدُّ التَّحْرِيضِ (3) . ب - الإِْرْجَافُ:
3 - الإِْرْجَافُ مَصْدَرُ: أَرْجَفَ فِي الشَّيْءِ: خَاضَ فِيهِ، وَأَرْجَفَ الْقَوْمُ: إِذَا خَاضُوا فِي الأَْخْبَارِ السَّيِّئَةِ وَذِكْرِ الْفِتَنِ. قَال اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} (4) وَهُمُ الَّذِينَ يُوَلِّدُونَ الأَْخْبَارَ الْكَاذِبَةَ الَّتِي يَكُونُ مَعَهَا اضْطِرَابٌ فِي النَّاسِ (5) . فَالإِْرْجَافُ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِل التَّثْبِيطِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ التَّحْرِيضِ.
ج - التَّحْرِيشُ:
4 - التَّحْرِيشُ: إِغْرَاءُ الإِْنْسَانِ أَوِ الْحَيَوَانِ لِيَقَعَ بِقِرْنِهِ أَيْ نَظِيرِهِ. وَلاَ يَكُونُ اسْتِعْمَالُهُ إِلاَّ فِي الشَّرِّ، وَهُوَ فِيمَا يَكُونُ الْحَثُّ فِيهِ لِطَرَفَيْنِ. أَمَّا التَّحْرِيضُ فَيَكُونُ الْحَثُّ فِيهِ لِطَرَفٍ.
الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ:
5 - يَخْتَلِفُ حُكْمُ التَّحْرِيضِ بِاخْتِلاَفِ مَوْضُوعِهِ:
فَالتَّحْرِيضُ عَلَى الْقِتَال فِي الْجِهَادِ مَأْمُورٌ بِهِ، وَكَذَلِكَ التَّحْرِيضُ عَلَى الْبِرِّ وَالإِْحْسَانِ، كَإِطْعَامِ الْمَسَاكِينِ وَالأَْيْتَامِ.
وَالتَّحْرِيضُ فِي الْفَسَادِ، وَأَنْوَاعِ الْمُنْكَرِ حَرَامٌ.
وَتَحْرِيضُ السَّبُعِ الضَّارِي، وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ عَلَى إِنْسَانٍ مَعْصُومِ الدَّمِ أَوْ مَالٍ مُحْتَرَمٍ حَرَامٌ وَمُوجِبٌ لِلضَّمَانِ، بِتَفْصِيلٍ يَأْتِي.
تَحْرِيضُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقِتَال:
6 - يُسَنُّ لِلإِْمَامِ وَالأَْمِيرِ إِذَا جَهَّزَ جَيْشًا أَوْ سَرِيَّةً لِلْخُرُوجِ إِلَى الْجِهَادِ أَنْ يُحَرِّضَهُمْ عَلَى الْقِتَال وَعَلَى الصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ (6) . لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَقَاتِل فِي سَبِيل اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} (7) وقَوْله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَال} (8) وَتَفْصِيلُهُ فِي بَابِ الْجِهَادِ.
التَّحْرِيضُ عَلَى الْمُسَابَقَةِ:
7 - يُسَنُّ تَحْرِيضُ الرِّجَال عَلَى الْمُسَابَقَةِ وَالْمُنَاضَلَةِ وَرُكُوبِ الْخَيْل. وَيَجُوزُ لِلإِْمَامِ أَنْ يَدْفَعَ الْعِوَضَ مِنْ بَيْتِ الْمَال، وَمِنْ مَالِهِ الْخَاصِّ، كَمَا يَجُوزُ لِلأَْفْرَادِ أَيْضًا أَنْ يَدْفَعُوهُ، لأَِنَّهُ بَذْلٌ فِي طَاعَةٍ، وَيُثَابُ عَلَيْهِ (9) . لأَِنَّ ذَلِكَ مِنَ الإِْعْدَادِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْل} (10) وَلِخَبَرِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ يَوْمًا عَلَى قَوْمٍ يَتَنَاضَلُونَ فَقَال: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيل فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا (11) وَلِخَبَرِ: أَلاَ إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلاَ إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ (12) ، وَلِخَبَرِ: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِل الْجَنَّةَ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلاَثَةً: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صُنْعِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنَبِّلَهُ. إِلَخْ (13)
وَالتَّفْصِيل فِي (السِّبَاقِ) .
تَحْرِيضُ الْحَيَوَانِ:
8 - إِذَا حَرَّضَ حَيَوَانًا فَجَنَى عَلَى إِنْسَانٍ فَعَلَيْهِ الضَّمَانُ لِتَسَبُّبِهِ، هَذَا رَأْيُ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ (14) .
وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ وَاسِعٍ كَالصَّحْرَاءِ فَقَتَلَهُ فَلاَ ضَمَانَ، لأَِنَّهُ لَمْ يُلْجِئْهُ إِلَى قَتْلِهِ، وَالَّذِي وُجِدَ مِنْهُ لَيْسَ بِمُهْلِكٍ. أَمَّا إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ، أَوْ كَانَ الْحَيَوَانُ ضَارِيًا شَدِيدَ الْعَدْوِ لاَ يَتَأَتَّى الْهَرَبُ مِنْهُ فِي الصَّحْرَاءِ، وَجَبَ عَلَيْهِ الضَّمَانُ إِذَا قُتِل فِي الْحَال (15) . وَعِنْدَ الأَْحْنَافِ: لاَ يَضْمَنُ.
وَالتَّفْصِيل فِي (الْجِنَايَاتُ) (1) .
تَحْرِيضُ الْمُحْرِمِ كَلْبًا عَلَى صَيْدٍ:
9 - إِذَا حَرَّضَ مُحْرِمٌ كَلْبًا عَلَى صَيْدٍ ضَمِنَ، كَحَلاَلٍ فِي الْحَرَمِ بِجَامِعِ التَّسَبُّبِ فِيهِمَا (2) . وَالتَّفْصِيل فِي (الإِْحْرَامُ) .
__________
(1) سورة النساء / 84.
(2) لسان العرب مادة: " حرض ".
(3) مختار الصحاح.
(4) سورة الأحزاب / 60.
(5) لسان العرب مادة: " رجف ".
(6) روض الطالب 4 / 188.
(7) سورة النساء / 84.
(8) سورة الأنفال / 65.
(9) روضة الطالبين 10 / 354، وأسنى المطالب 4 / 228، المغني 8 / 652.
(10) سورة الأنفال / 60.
(11) حديث: " ارموا بني إسماعيل. . " أخرجه البخاري (6 / 91 - الفتح - ط السلفية) من حديث سلمة بن الأكوع.
(12) حديث: " إلا إن القوة الرمي. . . " أخرجه مسلم (3 / 1522 - ط الحلبي) من حديث عقبة بن عامر.
(13) حديث: " إن الله يدخل الجنة بالسهم الواحد. . " أخرجه أحمد (4 / 144 - ط الميمنية) والحاكم (2 / 95 - ط دائرة المعارف العثمانية) وصححه ووافقه الذهبي.
(14) مطالب أولي النهى 4 / 74، وحاشية العدوي على الخرشي 8 / 8.
(15) روضة الطالبين 9 / 143، والوجيز 2 / 124.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 196/ 10
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".