الرزاق
كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...
مقابلة دعاء الداعين، وسؤال السائلين بالقبول، والعطاء . وهي صفةٌ فعليةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالكتاب، والسنة على الوجه اللائق به سبحانه، كسائر صفاته، والمجيب اسمٌ من أسمائه تعالى، قال تعالى : ﭽﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﭼ البقرة : ١٨٦ ، وفي الحديث: "وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء . فَقَمِنٌ أن يستجاب لكم " مسلم : 479، وهو المجيب للمضطرين، ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين، وقويَ تعلقهم به طمعاً، ورجاءً، وخوفاً . وإجابة الله للدعاء نوعان : إجابة عامة للداعين مهما كانوا، وعلى أي حال كانوا؛ كما وعدهم بهذا الوعد المطلق، والثاني : إجابة خاصة للمستجيبين له، المنقادين لشـرعه
مصدر أجاب، يجيب، إجابة، ومعناها: قبول الدعوة، وأصل الكلمة يدل على مراجعة الكلام، أي: مداولته بين طرفين، ومنه: أجاب عن سؤاله، وفي أمثال العرب: أساء سمعا فأساء إجابة، والإجابة والاستجابة بمعنى، يقال: أجابه إجابة: إذا دعاه إلى شيء فأطاع، وأجاب الله دعاءه واستجاب له، أي: قبله.
يطلق مصطلح (الإجابة) في الفقه، كتاب النكاح، باب: الوليمة، ويراد به: تلبية طلب الحضور إلى طعام العرس أو نحوه. ويطلق في كتاب الحج، باب: التلبية.
جوب
مقابلة الدعاء وسؤال قضاء الحاجات من جلب المنافع ودفع المضار بالقبول والعطاء.
الإجابة: صفة فعلية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة، والمجيب اسم من أسمائه تعالى؛ إذ هو سبحانه المجيب لدعوة الداعي إذا دعاه في أي مكان كان، وفي أي وقت من الأوقات، فلا يشغله سمع عن سمع، ولا تختلف عليه المطالب، ولا تشتبه عليه الأصوات، فيكشف الغم، ويذهب الهم، ويفرج الكرب، الذي ينيل سائله ما يريد، ولا يقدر على ذلك غيره. وإجابته تعالى نوعان: أحدهما: إجابة عامة لكل من دعاه دعاء عبادة، أو دعاء مسألة، فهو المجيب إجابة عامة للداعين كما وعدهم بذلك، مهما كانوا، وعلى أي حال كانوا، بحسب ما تقتضيه حكمته؛ وهذا مما يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر، ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته، إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه، وعلى صدقه، وتعين الحق معه، كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم، فيجيب الله دعاءهم. الثاني: إجابة خاصة للمستجيبين له، المنقادين لشرعه، وهو المجيب أيضا للمضطرين، ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين، وقوي تعلقهم به طمعا، ورجاء، وخوفا. والله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات؛ لأن الخير كله بيده، فمن كانت له حاجة؛ كشفاء مريض، أو تيسير عسير، أو زوال فقر، أو رد غائب، أو غيرها؛ فلينزلها بربه ولا ينزلها بالخلق.
مصدرأجاب، يجيب، إجابة، ومعناها: قبول الدعوة، وأصل الكلمة يدل على مراجعة الكلام، أي: مداولته بين طرفين.
مقابلة الدعاء والسؤال بالقبول والعطاء. وهي صفةٌ فعليةٌ ثابتةٌ لله -عزَّ وجلَّ- بالكتاب والسنة، على الوجه اللائق به سبحانه.
* معجم مقاييس اللغة : (1/491)
* تهذيب اللغة : (11/149)
* المحكم والمحيط الأعظم : (7/567)
* النهاية في غريب الحديث والأثر : (1/310)
* مختار الصحاح : (ص 63)
* تاج العروس : (2/201)
* اشتقاق أسماء الله : (ص 148)
* المنهاج في شعب الإيمان : (1/204)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 132)
* معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول : (1/51)
* المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى : (ص 118)
* شرح العقيدة الطحاوية : (2/677)
* صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة : (ص 47)
* شرح القصيدة النونية : (2/93)
* التمهيد شرح كتاب التوحيد : (ص 80)
* الفروق اللغوية : (ص 223)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 42، و 144) -
التَّعْرِيفُ:
1 - الإِْجَابَةُ فِي اللُّغَةِ: رَجْعُ الْكَلاَمِ.
وَالإِْجَابَةُ وَالاِسْتِجَابَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، تَقُول: أَجَابَهُ عَنْ سُؤَالِهِ وَاسْتَجَابَ لَهُ: إِذَا دَعَاهُ إِلَى شَيْءٍ فَأَطَاعَ، وَأَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ: قَبِلَهُ، وَاسْتَجَابَ لَهُ كَذَلِكَ.
وَجَوَابُ الْقَوْل قَدْ يَتَضَمَّنُ إِقْرَارَهُ، وَقَدْ يَتَضَمَّنُ إِبْطَالَهُ، وَلاَ يُسَمَّى جَوَابًا إِلاَّ بَعْدَ الطَّلَبِ. (1) وَلاَ يَخْرُجُ اسْتِعْمَال الْفُقَهَاءِ لَهُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.
وَالإِْجَابَةُ قَدْ تَكُونُ بِالْفِعْل، كَإِجَابَةِ الدَّعْوَةِ إِلَى الْوَلِيمَةِ، وَقَدْ تَكُونُ بِالْقَوْل، سَوَاءٌ كَانَتْ بِجُمْلَةٍ كَرَدِّ السَّلاَمِ، أَمْ بِحَرْفِ الْجَوَابِ فَقَطْ كَنَعَمْ وَبَلَى، حَيْثُ يُؤْخَذُ بِهِ فِي الأَْحْكَامِ.
وَقَدْ تَكُونُ بِالإِْشَارَةِ الْمَفْهُومَةِ.
وَقَدْ يُعْتَبَرُ السُّكُوتُ إِجَابَةً كَسُكُوتِ الْبِكْرِ عِنْدَ اسْتِئْذَانِهَا فِي النِّكَاحِ. (2)
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
2 - الإِْغَاثَةُ هِيَ: الإِْعَانَةُ وَالنُّصْرَةُ (3) . وَالإِْجَابَةُ قَدْ تَكُونُ إِعَانَةً وَقَدْ لاَ تَكُونُ.
وَالإِْجَابَةُ لاَ بُدَّ أَنْ يَسْبِقَهَا طَلَبٌ، أَمَّا الإِْغَاثَةُ فَقَدْ تَكُونُ بِلاَ طَلَبٍ.
وَالْقَبُول هُوَ التَّصْدِيقُ وَالرِّضَا، أَمَّا الإِْجَابَةُ فَقَدْ تَكُونُ تَصْدِيقًا وَرِضًا وَقَدْ لاَ تَكُونُ (4) .
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
3 - يَخْتَلِفُ الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ لِلإِْجَابَةِ بِحَسَبِ الأَْمْرِ الْمَطْلُوبِ.
فَالإِْجَابَةُ إِلَى دَعْوَةِ الإِْسْلاَمِ، وَالْعَمَل بِمَا خُوطِبَ بِهِ الإِْنْسَانُ مِنْ فَرَائِضِ الدِّينِ، وَإِجَابَةِ الأَْمِيرِ لِلْجِهَادِ، أُمُورٌ وَاجِبَةٌ بِلاَ خِلاَفٍ. (5)
وَمَا كَانَ لِدَفْعِ ضَرَرٍ عَنِ الْغَيْرِ، كَإِجَابَةِ الْمُسْتَغِيثِ، فَإِجَابَتُهُ أَمْرٌ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقٍ، حَتَّى إِنَّ الصَّلاَةَ تُقْطَعُ لإِِجَابَتِهِ. (6)
وَمَا كَانَ لِقَطْعِ الْخُصُومَةِ وَالْمُنَازَعَةِ، كَإِجَابَةِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَمَامَ الْقَاضِي، وَكَالإِْجَابَةِ فِي تَحَمُّل الشَّهَادَةِ، فَهُوَ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقٍ. (7)
وَقَدْ تَكُونُ الإِْجَابَةُ مُسْتَحَبَّةً كَإِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ (8) وَهِيَ أَنْ تَقُول مِثْل مَا يَقُول.
وَقَدْ تَكُونُ الإِْجَابَةُ مُحَرَّمَةً كَالإِْجَابَةِ لِلْمَعْصِيَةِ. (9)
أَمَّا الإِْجَابَةُ فِي الْعُقُودِ فَهِيَ مَا قَابَلَتِ الإِْيجَابَ (10) . وَتُسَمَّى فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ بِالْقَبُول.
وَأَمَّا الإِْجَابَةُ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَهِيَ الْقَبُول الَّذِي يَرْجُوهُ الإِْنْسَانُ مِنَ اللَّهِ بِدُعَائِهِ وَعَمَلِهِ. (11) مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
4 - لِلإِْجَابَةِ أَحْكَامٌ مُتَعَدِّدَةٌ مُفَصَّلَةٌ فِي مَوَاطِنِهَا، وَمِنْ ذَلِكَ: إِجَابَةُ الْوَلِيمَةِ فِي بَابِ النِّكَاحِ، وَإِجَابَةُ الْوَالِدَيْنِ فِي بَابِ الْجِهَادِ، وَفِي بَابِ الصَّلاَةِ، وَرَدُّ السَّلاَمِ أَثْنَاءَ خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ، وَالسَّعْيُ لِنِدَاءِ الْجُمُعَةِ وَالإِْجَابَةُ (الْقَبُول) فِي الْعُقُودِ، كَالْوَصِيَّةِ وَالْبَيْعِ (1) وَغَيْرِ ذَلِكَ.
__________
(1) لسان العرب، والمصباح المنير، والمفردات للأصفهاني (جوب)
(2) حاشية ابن عابدين 1 / 265 ط بولاق ط الأولى، غاية المحتاج 8 / 47 ط مصطفى الحلبي، والمغني 5 / 348 ط المنار، وكفاية الطالب الرباني 2 / 34 ط مصطفى الحلبي.
(3) المصباح المنير.
(4) المصباح المنير.
(5) القرطبي 7 / 389، 9 / 306 وما بعدها ط دار الكتب المصرية، وكفاية الطالب الرباني 2 / 315، وبدائع الصنائع 7 / 100، 135، 140، ط الجمالية، والمهذب 2 / 231 ط عيسى الحلبي، وابن عابدين 1 / 553، والمغني 2 / 145
(6) حاشية ابن عابدين 1 / 478، ومنح الجليل 1 / 87 نشر طرابلس ليبيا.
(7) ) البدائع 224 / 6، وكفاية الطالب 271 / 2، والقليوبي 4 / 321، 330 ط مصطفى الحلبي، والمغني 9 / 86، 146
(8) ابن عابدين 1 / 265، والشرح الصغير 1 / 87 ط الحلبي، والمهذب 1 / 58
(9) تنبيه الغافلين ص 216 - 220 ط الجمالية، والفروق للقرافي 1 / 79 ط دار إحياء الكتب العربية، وكفاية الطالب 2 / 328 - 334
(10) البدائع 7 / 333، ومنح الجليل 2 / 464
(11) تنبيه الغافلين ص 145، 146، وابن عابدين 1 / 554
الموسوعة الفقهية الكويتية: 251/ 1