البحث

عبارات مقترحة:

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

التَّرْجِيلُ


من معجم المصطلحات الشرعية

الزِّيَادَةُ فِي تَحْسِينِ الشَّعْرِ، وهو أَخَصَّ مِنَ التَّمْشِيط . ومن شواهده حديث عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ : " كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ، وَأَنَا حَائِضٌ ." البخاري : 2028.


انظر : الأم للشافعي، 5/231، المغني لابن قدامة، 1/65.

من موسوعة المصطلحات الإسلامية

التعريف اللغوي

التَّرْجيلُ: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ وتَنْظيفُه وتَحْسينُهُ، يُقَال: رَجَّلْتُهُ تَرْجِيلًا: إِذَا سَرَّحْتَهُ وَمَشَّطْتَهُ، وهو مَأْخوذٌ مِن رِجْلِ الإِنْسانِ وغَيْرِهِ، وهي: العُضْوُ الذي يَمْشي عليه، كأنّه إذا سَرَّحَهُ وحَسَّنَهُ جَعَلَهُ قَوِيًّا، يُقالُ: رَجَّلْتُ الشَّعْرَ، أيْ: قَوَّيْتُهُ، فكأَنّه أُقِيمَ الشَّعْرُ على رِجْلٍ؛ لِقُوَّتِهِ وحُسْنِهِ، ومِن مَعانيه أيضًا: الاِرْتِفاعُ والتَّسْوِيَةُ.

إطلاقات المصطلح

يَرِدُ مُصْطلَح (تَرْجِيل) في كِتابِ الاِعْتِكاف، باب: شُروط الاِعْتِكافِ، وكتاب الحَجِّ، باب: مَحْظورات الإحْرامِ، وكتاب النِّكاح، باب: الإحْداد، وغَيْر ذلك من الأبواب.

جذر الكلمة

رجل

التعريف

الزِّيَادَةُ فِي تَحْسِينِ الشَّعْرِ، وهو أَخَصَّ مِنَ التَّمْشِيط.

المراجع

* معجم مقاييس اللغة : (2/293)
* مختار الصحاح : (ص 119)
* مشارق الأنوار : (1/282)
* الفائق في غريب الحديث والأثر : (2/43)
* المصباح المنير في غريب الشرح الكبير : (1/221)
* تاج العروس : (29/43)
* تحرير ألفاظ التنبيه : (ص 285)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 95)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (11/178)
* معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية : (1/453) -

من الموسوعة الكويتية

التَّعْرِيفُ:
1 - التَّرْجِيل لُغَةً: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ وَتَنْظِيفُهُ وَتَحْسِينُهُ. يُقَال: رَجَّلْتُهُ تَرْجِيلاً: إِذَا سَرَّحْتُهُ وَمَشَّطْتُهُ
وَقَدْ يَكُونُ التَّرْجِيل أَخَصَّ مِنَ التَّمْشِيطِ؛ لأَِنَّهُ يُرَاعَى فِيهِ الزِّيَادَةُ فِي تَحْسِينِ الشَّعْرِ (1) .
أَمَّا التَّسْرِيحُ فَهُوَ: إِرْسَال الشَّعْرِ وَحَلُّهُ قَبْل الْمَشْطِ، وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ التَّسْرِيحُ مُغَايِرًا لِلتَّرْجِيل، وَمُضَادًّا لِلتَّمْشِيطِ.
وَقَال الأَْزْهَرِيُّ: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ تَرْجِيلُهُ، وَتَخْلِيصُ بَعْضِهِ مِنْ بَعْضٍ بِالْمُشْطِ. فَعَلَى الْمَعْنَى الأَْوَّل يَكُونُ مُغَايِرًا لِلتَّرْجِيل، وَعَلَى الثَّانِي يَكُونُ مُرَادِفًا (2) .
وَلاَ يَخْرُجُ اسْتِعْمَال الْفُقَهَاءِ لِلَفْظِ التَّرْجِيل عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ (3) . الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ:
2 - الأَْصْل فِي تَرْجِيل الشَّعْرِ الاِسْتِحْبَابُ (4) ، لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ مَرْفُوعًا: مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ (5) وَلأَِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُحِبُّ التَّرْجِيل، وَكَانَ يُرَجِّل نَفْسَهُ تَارَةً، وَتُرَجِّلُهُ عَائِشَةُ ﵂ تَارَةً أُخْرَى
فَقَدْ رَوَتْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (6) .

وَهُنَاكَ حَالاَتٌ يَخْتَلِفُ فِيهَا حُكْمُ التَّرْجِيل بِاخْتِلاَفِ الأَْشْخَاصِ وَالأَْوْقَاتِ مِنْهَا:

أ - تَرْجِيل الْمُعْتَكِفِ:
3 - يَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ: أَنَّهُ لاَ يُكْرَهُ لِلْمُعْتَكِفِ إِلاَّ مَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَجُوزُ لَهُ تَرْجِيل شَعْرِهِ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ ﵂ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (7) .
وَقَال الْمَالِكِيَّةُ: لاَ بَأْسَ بِأَنْ يُدْنِيَ الْمُعْتَكِفُ رَأْسَهُ لِمَنْ هُوَ خَارِجُ الْمَسْجِدِ لِتَرْجِيل شَعْرِهِ، كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ كَرَاهَةَ التَّرْجِيل فِي الْمَسْجِدِ؛ لأَِنَّ التَّرْجِيل لاَ يَخْلُو مِنْ سُقُوطِ شَيْءٍ مِنَ الشَّعْرِ، وَالأَْخْذُ مِنَ الشَّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ مَكْرُوهٌ عِنْدَهُمْ (8) .
وَلِلتَّفْصِيل يُرْجَعُ إِلَى مُصْطَلَحِ: (اعْتِكَافٍ) .

ب - تَرْجِيل الْمُحْرِمِ:
4 - ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى عَدَمِ جَوَازِ التَّرْجِيل لِلْمُحْرِمِ - وَهُوَ قَوْل الْمَالِكِيَّةِ إِذَا كَانَ التَّرْجِيل بِالدُّهْنِ - لِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: الْحَاجُّ الشَّعِثُ التَّفِل (9) . وَالْمُرَادُ بِالشَّعَثِ انْتِشَارُ شَعْرِ الْحَاجِّ فَلاَ يَجْمَعُهُ بِالتَّسْرِيحِ وَالدَّهْنِ وَالتَّغْطِيَةِ وَنَحْوِهِ (10) . وَقَال الشَّافِعِيَّةُ بِكَرَاهِيَّةِ التَّرْجِيل لِلْمُحْرِمِ لأَِنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى نَتْفِ الشَّعْرِ (11) .
وَيَرَى الْحَنَابِلَةُ أَنَّ التَّرْجِيل فِي حَالَةِ الإِْحْرَامِ لاَ بَأْسَ بِهِ، مَا لَمْ يُؤَدِّ إِلَى إِبَانَةِ شَعْرِهِ (12) .
أَمَّا إِذَا تَيَقَّنَ الْمُحْرِمُ سُقُوطَ الشَّعْرِ بِالتَّرْجِيل فَلاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي حُرْمَتِهِ حِينَئِذٍ (13) .
وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي: (إِحْرَامٍ) .

ج - تَرْجِيل الْمُحِدَّةِ:
5 - لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي عَدَمِ جَوَازِ التَّرْجِيل لِلْمُحِدَّةِ بِشَيْءٍ مِنَ الطِّيبِ أَوْ بِمَا فِيهِ زِينَةٌ. أَمَّا التَّرْجِيل بِغَيْرِ مَوَادِّ الزِّينَةِ وَالطِّيبِ - كَالسِّدْرِ وَشِبْهِهِ مِمَّا لاَ يَخْتَمِرُ فِي الرَّأْسِ - فَقَدْ أَجَازَهُ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ؛ لِمَا رَوَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ﵂ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَال: لاَ تَمْتَشِطِي بِالطِّيبِ وَلاَ بِالْحِنَّاءِ فَإِنَّهُ خِضَابٌ، قَالَتْ: قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ أَمْتَشِطُ؟ قَال: بِالسِّدْرِ تُغَلِّفِينَ بِهِ رَأْسَكِ (14) وَلأَِنَّهُ يُرَادُ لِلتَّنْظِيفِ لاَ لِلتَّطَيُّبِ. وَقَال الْحَنَفِيَّةُ بِعَدَمِ جَوَازِ تَرْجِيل الْمُحِدَّةِ - وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ طِيبٍ - لأَِنَّهُ زِينَةٌ، فَإِنْ كَانَ فَبِمُشْطٍ ذِي أَسْنَانٍ مُنْفَرِجَةٍ دُونَ الْمَضْمُومَةِ. وَقَيَّدَ صَاحِبُ الْجَوْهَرَةِ جَوَازَ تَرْجِيل الْمُحِدَّةِ بِأَسْنَانِ الْمُشْطِ الْوَاسِعَةِ بِالْعُذْرِ (15) .
وَيُنْظَرُ التَّفْصِيل فِي (إِحْدَادٌ، وَامْتِشَاطٌ) .

كَيْفِيَّةُ التَّرْجِيل:
6 - يُسْتَحَبُّ التَّيَامُنُ فِي التَّرْجِيل، لِحَدِيثِ عَائِشَةَ ﵂ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَامُنَ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطَهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ (16) .

الإِْغْبَابُ فِي التَّرْجِيل:
يُسَنُّ تَرْجِيل الشَّعْرِ وَدُهْنُهُ غِبًّا (17) ، فَالاِسْتِكْثَارُ مِنَ التَّرْجِيل وَالْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهِ مَكْرُوهٌ إِلاَّ لِحَاجَةٍ؛ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ﵁ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ التَّرَجُّل إِلاَّ غِبًّا (18) .
وَلِمَا رَوَى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ: نَهَى رَسُول اللَّهِ ﷺ أَنْ يَمْتَشِطَ أَحَدُنَا كُل يَوْمٍ (19) .
__________
(1) النهاية لابن الأثير، ولسان العرب وتاج العروس، والمصباح المنير مادة: " رجل "، " مشط ".
(2) لسان العرب مادة: " سرح "، وحاشية السندي على سنن النسائي 8 / 132 ط المطبعة المصرية بالأزهر.
(3) مطالب أولي النهى 1 / 84، وعمدة القاري 22 / 60.
(4) روضة الطالبين 3 / 234، والمجموع 1 / 293 نشر المكتبة الإسلامية، والمغني مع الشرح الكبير 1 / 73، وعمدة القاري 22 / 60 ط المنيرية، ونيل الأوطار 1 / 146 ط الحلبي، وزاد المعاد 1 / 176 ط مؤسسة الرسالة، والفواكه الدواني 2 / 402 نشر دار المعرفة، والمنتقى 7 / 268، 269، وحاشية ابن عابدين 5 / 161، وحاشية الطحطاوي 4 / 203.
(5) حديث: " من كان له شعر فليكرمه ". أخرجه أبو داود (4 / 395 - ط عزت عبيد دعاس) وحسنه ابن حجر في الفتح (1 / 368 - ط السلفية) .
(6) حديث: " كان يصغي إلي رأسه. . . " أخرجه البخاري (الفتح 4 / 273 - ط السلفية) .
(7) حديث: " كان يصغي إلي رأسه. . . " سبق تخريجه (ف / 2) . وانظر روضة الطالبين 2 / 392، والمغني مع الشرح الكبير 3 / 151، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري 11 / 144 ط المنيرية، وفتح الباري 4 / 272، 273 ط السلفية.
(8) جواهر الإكليل 1 / 159، والزرقاني 2 / 226، والحطاب 2 / 463، وإعلام الساجد بأحكام المساجد ص 407.
(9) حديث: " الحاج الشعث التفل " أخرجه الترمذي (5 / 225 ط الحلبي) وإسناده ضعيف، (التلخيص لابن حجر 2 / 221 - ط شركة الطباعة الفنية المحدودة) .
(10) الاختيار لتعليل المختار 1 / 143، ومنح الجليل 1 / 512.
(11) شرح روض الطالب 1 / 510، والمجموع 7 / 352 ط المنيرية.
(12) كشاف القناع 1 / 423.
(13) قليوبي وعميرة 2 / 134، والشرح الصغير 2 / 85، وجواهر الإكليل 1 / 189، وشرح منتهى الإرادات 2 / 20 ط عالم الكتب.
(14) حديث: " لا تمتشطي بالطيب ولا بالحناء فإنه خضاب. . . " أخرجه أبو داود (2 / 728 - ط عزت عبيد دعاس) وأعله عبد الحق الإشبيلي بجهالة بعض رواته، نيل الأوطار (6 / 333 - ط الحلبي) .
(15) الشرح الصغير 2 / 686، ومواهب الجليل 4 / 155 ط ليبيا، ونهاية المحتاج 7 / 143، وروضة الطالبين 8 / 408، والكافي 3 / 328 ط المكتب الإسلامي، والاختيار 2 / 236، والبناية شرح الهداية 4 / 805 ط دار الفكر، وحاشية ابن عابدين 2 / 617، ونيل الأوطار 6 / 334 ط الحلبي، والموسوعة الفقهية 2 / 107.
(16) حديث: " كان يعجبه التيامن في تنعله. . . " أخرجه البخاري (الفتح 1 / 269 - ط السلفية) . وانظر عمدة القاري 3 / 29 - 32 و 22 / 60، وسبل السلام 1 / 50، 51 ط الحلبي، والعدة على شرح عمدة الأحكام 1 / 209، وقليوبي 1 / 54، 55، وفتح الباري 1 / 269، 270 ط السلفية.
(17) الغب بكسر المعجمة وتشديد الباء: أن يفعل يوما ويترك يوما. قال السندي: والمراد كراهة المداومة عليه، وخصوصية الفعل يوما والترك يوما غير مراد. (حاشية السندي على سنن النسائي 8 / 132) .
(18) حديث: " نهي عن الترجل إلا غبا " أخرجه أبو داود (4 / 392 - ط عزت عبيد دعاس) والترمذي (3 / 234 - ط الحلبي) وقال: حسن صحيح.
(19) حديث: " نهي أن يمتشط أحدنا كل يوم. . . " أخرجه أبو داود (1 / 30 - ط عزت عبيد دعاس) والنسائي (1 / 130 - ط المكتبة التجارية) وصححه ابن حجر في الفتح (10 / 367 - ط السلفية) وانظر المجموع للنووي 1 / 293 نشر المكتبة السلفية، وكشاف القناع 1 / 74 ط عالم الكتب، ومطالب أولي النهى 1 / 85 نشر المكتب الإسلامي، ونيل الأوطار 1 / 147 ط الحلبي، وحاشية السندي على سنن النسائي 8 / 132، 133.

الموسوعة الفقهية الكويتية: 178/ 11