اِخْتِلَافُ التَّنَوُّع

اِخْتِلَافُ التَّنَوُّع


علوم القرآن أصول الفقه
معاني متنوعة غير متعارضة يصح حمل الآية عليها جميعاً . ومن أمثلته تفسيرهم للصراط المستقيم في قوله تَعَالَى : ﱫﭧ ﭨ ﭩﱪالفاتحة :6، فقال بعضهم : القرآن، وقال غيرهم : الإسلام، وقال آخرون : طريق العبودية، وقال آخرون : طاعة الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
انظر : مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، ص :11، لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني، 1:38، أسباب اختلاف المفسرين لمحمد الشايع، ص :16

المعنى الاصطلاحي :


تَنَازُعٌ بَيْنَ قَوْلَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ صَحِيحَيْنِ غَيْرِ مُتَعَارِضَيْنِ مَعَ إِمْكَانِ الجَمْعِ بَيْنَهُمَا.

الشرح المختصر :


اخْتِلاَفُ التَّنَوُّعِ نَوْعٌ مِنْ أَنْواعِ الاخْتِلاَفِ وَالتَّنَازُعِ فِي الآرَاءِ، وَسَبَبُهُ أَحَدُ أَمْرَيْنِ: الأَوَّلُ: أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ المُخْتَلِفَيْنِ عَنِ المَعْنَى بِعِبَارَةٍ غَيْرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى فِي الشَّيْءِ غَيْرِ المَعْنَى الآخَرِ ولا تنافي بينها، مِثَالُ ذَلِكَ: اخْتِلَافُ المُفَسِّرِينَ فِي مَعْنَى (الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ)، فَقِيلَ: هُوَ القُرْآنُ، وَقِيلَ الإِسْلَامُ، وَقِيلَ: السُنَّةُ، وَكُلُّ هَذِهِ المَعَانِي صَحِيحَةٌ وَغَيْرُ مُتَعارِضَةٍ. الثَّانِي: أَنْ يَذْكُرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ المُخْتَلِفَيْنِ أَحَدَ أَنْواعَ اللَّفْظِ، وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ: بعضُ القِرَاءَات الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، مثل (تعالَوا إلى كلمة سواء) وفي قراءة ابن مسعود: (تعالوا إلى كلمة عدل)، وَمنهُ في الفقهِ اختلاف الفضيلة في صِفَةِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ والتشهد وَغَيْرهَا. وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنَ الاخْتِلاَفِ: اخْتِلَافُ التَّضَادِّ، وَهُوَ اخْتِلَافُ تَنَاقُضٍ يَدلُّ فِيهِ أَحَدُ الشَّيْئَيْنِ علَى خِلَافِ الْآخَرِ تمامًا، مِثْلُ أباطيلِ الفِرَقِ المُبْتَدِعَةِ فِي تَفْسِيرِ آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ كالرَّافِضَةِ وَالصُّوفِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ.

المراجع :


الإتقان في علوم القرآن : (100/3) - الموافقات : (210/5) - مقدمة في أصول التفسير : ص42 - التفسير والمفسرون : (200/1) -