القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
الأَدَبُ حُسْنُ الأخْلاقِ، وفِعلُ المَكارِمِ، يُقال: قد أدُبَ الرَّجُلُ، يأدُب، أدَباً، فهو أدِيبٌ، وأَصْلُ الأَدَبِ: الدُّعاءُ، وسُمِّي الأَدَبَ الذي يَتَأَدَّبُ بِهِ الأديبُ مِن النّاس بِذلك؛ لأنّه يَدعو النّاسَ الذين يَتَعَلَّمُونَهُ إلى المَحامِدِ ويَنْهاهُم عن المَقابح والجمع: آدابٌ.
يُطْلق مُصْطَلَحُ (الأَدَب) عند الفُقَهاءُ في مَواطِنَ كَثِيْرَةٍ مِن الفِقْهِ، وبِمَعانٍ عَدِيدَةٍ، ومِن ذلك: إِطْلاقُهُ على المَنْدوبِ أَصالَةً، ويُعَبِّرون عن ذلك بِتَعْبِيراتٍ مُتَعَدِّدَةٍ منها: النَّفلُ، والمُسْتَحَبُّ، والتَّطَوُّعُ، وما فِعْلُهُ خَيْرٌ مِن تَرْكِهِ، وما يُمْدَحُ به المُكَلَّفُ ولا يُذَمُّ على تَرْكِهِ، والمَطْلوبُ فِعْلُهُ شَرْعاً مِن غَيْرِ ذَمٍّ على تَرْكِهِ، وجمِيعُ هذهِ المعاني مُتَقارِبَةٌ. ويُطلَقُ أيضاً على كُلِّ ما هو مَطْلُوبٌ، سَواءٌ كان مندُوباً أم واجِباً. ويُطلَق في كتاب الجامع للآداب، عند الكلام على التَّأديب والتَّعزِير، ويُراد به: المُعاقَبَةُ على الإساءَةِ. كما يُطْلَقُ في عِلْمِ الجَدَلِ وآدابِ البَحْثِ، ويُراد بِهِ: الصِّناعَةُ النَّظَرِيَّةُ لاسْتِفادَةِ كَيْفِيَّةِ المُناظَرَةِ وشُرُوطِها؛ صَوْناً عن الخَبْطِ في البَحْثِ، وإِلزاماً للخَصْمِ وإِفْحاماً. ويُطْلَقُ في عِلْمِ العَرَبِيَّةِ، ويُراد به: جُمْلَةُ العُلومِ التي يُحْتَرزُ بِها عن الخَلَلِ في الكلامِ العَرَبِيِّ نُطْقَاً أو كتابةً، وقد يُخَصُّ بِرِوايَةِ الشِّعْرِ والنَّثْرِ ونَقْدِهِما.
أدب
اسْمٌ للأَخْلاقِ الحَسَنةِ والصِّفاتِ الجَمِيلَةِ المَطْلُوبَةِ شَرْعاً.
الأَدَبُ: حُسْنُ الأخْلاقِ، وفِعلُ المَكارِمِ، وأَصْلُه: الدُّعاءُ؛ لأنَّه يدعُو النّاسَ إلى المحامِدِ ويجمَعُهم عليها.
ما يحمل الناس على الْمَحامِد، ويَنْهاهم عن القَبائح. ومنه ما يروض به الإنسان نفسه؛ ليكسبها فَضيلَة، أو يخليها عن رذيلة، ويؤدي لحُسْن الأَخلاق، وفِعْل الْمَكَارِم.
* تهذيب اللغة : (4/489)
* المحكم والمحيط الأعظم : (9/385)
* الزاهر في معاني كلمات الناس لابن الأنباري : (1/105)
* الكليات : (ص 68)
* أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء : (ص 33)
* البناية شرح الهداية : (9/3)
* الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني : (1/22)
* مغني الـمحتاج فـي شرح الـمنهاج : (5/200)
* مطالب أولي النهى : (6/472)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (2/345)
* معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية : (1/116) -
التَّعْرِيفُ:
1 - أَصْل مَعْنَى كَلِمَةِ " أَدَبٍ " فِي اللُّغَةِ: " الْجَمْعُ (1) "، وَمِنْهُ: الأَْدَبُ بِمَعْنَى الظَّرْفِ وَحُسْنِ التَّنَاوُل (2) . سُمِّيَ أَدَبًا؛ لأَِنَّهُ يَأْدِبُ - أَيْ يَجْمَعُ - النَّاسَ إِلَى الْمَحَامِدِ (3) .
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ، فَلِلأَْدَبِ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ وَالأُْصُولِيِّينَ عِدَّةُ إِطْلاَقَاتٍ:
أ - قَال الْكَمَال بْنُ الْهُمَامِ: الأَْدَبُ: الْخِصَال الْحَمِيدَةُ (4) ، وَلِذَلِكَ بَوَّبُوا فَقَالُوا: " أَدَبُ الْقَاضِي "، وَتَكَلَّمُوا فِي هَذَا الْبَابِ عَمَّا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَفْعَلَهُ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَنْتَهِيَ عَنْهُ. وَكَذَلِكَ قَالُوا: " آدَابُ الاِسْتِنْجَاءِ "، " وَآدَابُ الصَّلاَةِ ". وَعَرَّفَهُ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِهِ: الأَْدَبُ: وَضْعُ الأَْشْيَاءِ مَوْضِعَهَا (5) .
ب - كَمَا يُطْلِقُ الْفُقَهَاءُ وَالأُْصُولِيُّونَ لَفْظَ " أَدَبٍ " أَيْضًا أَصَالَةً عَلَى الْمَنْدُوبِ (6) ، وَيُعَبِّرُونَ عَنْ ذَلِكَ بِتَعْبِيرَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْهَا: النَّفَل، وَالْمُسْتَحَبُّ، وَالتَّطَوُّعُ، وَمَا فِعْلُهُ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِهِ، وَمَا يُمْدَحُ بِهِ الْمُكَلَّفُ وَلاَ يُذَمُّ عَلَى تَرْكِهِ، وَالْمَطْلُوبُ فِعْلُهُ شَرْعًا مِنْ غَيْرِ ذَمٍّ عَلَى تَرْكِهِ، وَكُلُّهَا مُتَقَارِبَةٌ (7) .
ج - وَقَدْ يُطْلِقُ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ كَلِمَةَ " آدَابٍ " عَلَى كُل مَا هُوَ مَطْلُوبٌ سَوَاءٌ أَكَانَ مَنْدُوبًا أَمْ وَاجِبًا (8) . وَلِذَلِكَ بَوَّبُوا فَقَالُوا: " آدَابُ الْخَلاَءِ وَالاِسْتِنْجَاءِ " وَأَتَوْا فِي هَذَا الْبَابِ بِمَا هُوَ مَنْدُوبٌ وَمَا هُوَ وَاجِبٌ، وَقَالُوا: إِنَّ الْمُرَادَ بِكَلِمَةِ " آدَابٍ " هُوَ كُل مَا هُوَ مَطْلُوبٌ.
د - وَيُطْلِقُ الْفُقَهَاءُ أَحْيَانًا (الأَْدَبَ) عَلَى الزَّجْرِ وَالتَّأْدِيبِ بِمَعْنَى التَّعْزِيرِ. (ر: تَعْزِيرٌ) . حُكْمُهُ:
2 - الأَْدَبُ فِي الْجُمْلَةِ هُوَ مَرْتَبَةٌ مِنْ مَرَاتِبِ الْحُكْمِ التَّكْلِيفِيِّ، وَهُوَ غَالِبًا يُرَادِفُ الْمَنْدُوبَ، وَفَاعِلُهُ يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ بِفِعْلِهِ، وَلاَ يَسْتَحِقُّ اللَّوْمَ عَلَى تَرْكِهِ (1) .
مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
3 - لَقَدْ نَثَرَ الْفُقَهَاءُ الآْدَابَ عَلَى أَبْوَابِ الْفِقْهِ، فَذَكَرُوا فِي كُل بَابٍ مَا يَخُصُّهُ مِنَ الآْدَابِ، فَفِي الاِسْتِنْجَاءِ ذَكَرُوا آدَابَ الاِسْتِنْجَاءِ، وَفِي الطَّهَارَةِ بِأَقْسَامِهَا ذَكَرُوا آدَابَهَا، وَفِي الْقَضَاءِ ذَكَرُوا آدَابَ الْقَضَاءِ، بَل صَنَّفَ بَعْضُهُمْ كُتُبًا خَاصَّةً فِي الآْدَابِ الشَّرْعِيَّةِ، كَالآْدَابِ الشَّرْعِيَّةِ لاِبْنِ مُفْلِحٍ، وَأَدَبِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ لِلْمَاوَرْدِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
__________
(1) أساس اللغة لأحمد بن فارس، مادة (أدب) .
(2) القاموس المحيط، مادة (أدب) .
(3) لسان العرب، مادة (أدب) .
(4) فتح القدير 5 / 453، طبع بولاق سنة 1316 هـ، وانظر البحر الرائق 6 / 277، طبع المطبعة العلمية، وحاشية ابن عابدين 5 / 463
(5) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 41 طبع المطبعة العامرة العثمانية سنة 1304 هـ
(6) شرح المنار لابن ملك وحواشيه ص 588، طبع المطبعة العثمانية سنة 1315 هـ، وفتح الغفار شرح المنار 2 / 66، طبع مصطفى البابي الحلبي سنة 1355 هـ، والفتاوى البزازية بهامش الفتاوى الهندية 4 / 25، طبع بولاق سنة 1310 هـ، وحاشية القليوبي 1 / 38، طبع مصطفى البابي الحلبي.
(7) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص 41 - 42
(8) انظر: حاشية البجيرمي على منهج الطلاب 1 / 51، / 316 طبع المكتبة الإسلامية في ديار بكر - تركيا.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 345/ 2