فَنَاءُ الْعَالَم

فَنَاءُ الْعَالَم


العقيدة
نهايته، وعدمه، وبطلانه . وهو مصطلح فلسلفي، يعني انتقال العالم من الوجود إلى اللاوجود . ويقابل الحدوث البدء المطلق الذي هو الانتقال من اللاوجود إلى الوجود . وقد أجمعت المعتزلة على القول بفناء الجواهر، والأجسام، والأعراض
انظر : التوحيد للماتريدي، ص :148، بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية، 1/142

المعنى الاصطلاحي :


زوال الدنيا، وانتهاء مدة بقائها، وهلاكها بالكلية.

الشرح المختصر :


ظن أهل البدع من الجهمية ومن وافقهم أن الله يفني العالم كله، ولا يبقى موجود إلا الله تعالى، كما قالوا: إنه لم يكن موجود إلا هو، فقطعوا بعدم كل ما سوى الله، ثم اختلفوا، فقال الجهم: إنه يفني العالم كله، وإنه وإن أعاده فإنه يفني الجنة والنار، فلا يبقى جنة ولا نار؛ لأن ذلك يستلزم دوام الحوادث، وذلك عند الجهم ممتنع بنهاية وبداية في الماضي والمستقبل. وقال الأكثرون منهم: بل هو إذا أعدم العالم بالكلية فإنه يعيده ولا يفنيه ثانيا؛ بل الجنة باقية أبدا، وفي النار قولان. وللنظار فيه ثلاثة أقوال: أحدها: القطع بإفنائه. والثاني: التوقف في ذلك، وأنه جائز، لكن لا يقطع بوجوده ولا عدمه. والثالث: القطع بأنه لا يفنيه. وهذا هو الصحيح، والقرآن يدل على أن العالم يستحيل من حال إلى حال، فتنشق السماء فتصير وردة كالدهان، وتسير الجبال، وتدك الأرض، وتسجر البحار، وتتناثر النجوم، وغير ذلك مما أخبر الله به في القرآن، ولم يخبر بأنه يعدم كل شيء؛ بل أخباره المستفيضة بأنه لا يعدم الموجودات. والفناء الذي أخبر الله به يراد به الموت ولا يراد به عدم ذواتهم، فإن الناس إذا ماتوا صارت أرواحهم إلى حيث شاء الله من نعيم وعذاب، وأبدانهم في القبور وغيرها، منها البالي وهو الأكثر، ومنها ما لا يبلى كأبدان الأنبياء، فهؤلاء لما قالوا: إنه يفني جميع العالم وإن ذلك واقع وممكن، احتاجوا إلى تلك الأقوال الفاسدة، وإلا فالفناء الذي أخبر به القرآن هو الفناء المشهود بالاستحالة إلى مادة، كما كان الإحداث بالحق من مادة.

إطلاقات المصطلح :


يرد مصطلح (فناء العالم) عند الكلام على فرقة الخطابية أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، المعمرية الذين ينكرون فناء الدنيا، ويرون أن ما يصيب العالم فيها، من خير وشر هو الجزاء.

المراجع :


مجموع فتاوى ابن تيمية : (4/342) - القيامة الصغرى : (ص 121) - مقدمة ابن خلدون : (ص 590) - المنار المنيف في الصحيح والضعيف : (ص 80) - لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية : (2/66) - الملل والنحل : (1/180) - دستور العلماء : (3/329) - جامع المسائل : (5/174) - درء تعارض العقل والنقل : (8/280) -