المحيط
كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...
مَنْ عرف صِدق الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم يَنْقَدْ استكباراً، واستعلاءً . مثل كفر إبليس، قال تعالى :ﱫﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﱪالبقرة :34، قال الإمام ابن القيم – رَحِمَهُ اللهُ – عند كلامه عن أنواع الكفر الأكبر : "وأما كفر الإباء والاستكبار فنحو كفر إبليس، فإنه لم يجحد أمر الله، ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء، والاستكبار . ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول، وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم ينقد له إباء واستكباراً، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل .".
يَرِد مُصْطلَح (كُفْر الإباءِ والاسْتِكْبارِ) في العَقِيدَةِ في باب: تَوْحِيد الأُلُوهِيَّةِ، وباب: الشِّرْك وأَنْواعه.
تَرْكُ الحَقِّ مُعانَدَةً فلا يَتَعَلَّمُهُ ولا يَعْمَلُ بِهِ، سَواءً كان قَوْلاً أو عَمَلاً أو اعْتِقاداً.
كُفْرُ الإباءِ والاسْتِكْبارِ: نَوْعٌ مِن أَنْواعِ الكُفْرِ الأَكْبَرِ؛ لأنَّ الإيمانَ قَوْلٌ وعَمَلٌ ونِيَّةٌ، والدِّين يَشْمَلُ الأَخْبارَ والأَوامِرَ، فيُصَدِّقُ القَلْبُ أَخْبارَهُ تَصْدِيقاً، ويَنْقادُ لأَوامِرِهِ تَسلِيماً، ولا يكونُ العَبْدُ مُؤْمِناً إلّا بِمَجْموعِ الأَمْرَيْنِ، وهما: التَّصْدِيقُ بالأَخْبارِ، والانْقِيادُ لِلْأَوامِرِ، فمتى تَرَكَ الانْقِيادَ كان مُسْتَكْبِراً وإن كان مُصَدِّقاً بِقَلْبِهِ، كَكُفْرِ إِبْلِيسَ وفِرْعَوْنَ واليَهودَ، حيث إِنَّهُم عَرَفُوا الحَقَّ ولم يَنْقادوا له، فمَن أَعْرَضَ عمَّا جاءَ بِهِ الرَّسولُ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بِالقَوْلِ كمَن قال لا أَتَّبِعُهُ، أو بِالفِعْلِ كَمَن أَعْرَضَ عن سَماعِ الحَقِّ الذي جاءَ بِه، أو وَضَعَ أُصْبُعَيْهِ في أُذُنَيْهِ حتَّى لا يَسْمَعَ، أو سَمِعَهُ لكِنَّهُ أَعْرَضَ بِقَلْبِهِ عن الإيمانِ بِه، فقد كَفَرَ كُفْرَ إِباءٍ واسْتِكْبارٍ.
مَنْ عرف صِدق الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم يَنْقَدْ استكباراً، واستعلاءً.
* مجموع فتاوى ابن تيمية : (7/561)
* الصارم المسلول على شاتم الرسول : (ص 520)
* كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة : (ص 66)
* مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية : (ص 338)
* أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة : (ص 177)
* تسهيل العقيدة الإسلامية : (ص 217) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".