الصمد
كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله ﷺ عن الخمر تُتَّخَذُ خَلًّا؟ قال: «لا».
[صحيح.] - [رواه مسلم.]
يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سئل عن حكم الخمر إذا عولجت حتى صارت خلًّا, وذلك بعد نزول تحريم الخمر, فنهى عن ذلك. وعليه فالخمرة إذا حُوّلت إلى خلٍّ بأي طريقة كانت, سواء بوضع شيء فيها كخبز أو بصل أو خميرة أو حجر ونحو ذلك, أو بنقلها من الظل إلى الشمس أو العكس, أو بخلطها بمادة أخرى فهي على تحريمها، ولا ينقلها هذا التحويل عن حكمها، أما إذا تخللت بنفسها من دون عمل أحد فإنها تطهر بذلك وتباح.
الخمر | ما أسكر سواء كان من عصير العنب أو من غيره، وسُمِّيت خمرًا؛ لأنَّها تخامر العقل فتغطيه, من التخمير, وهو التغطية. |
تتخذ | تعالج حتى تصير خلًّا بوضع شيء فيها أو خلطها بغيرها. |
خلًّا | ما حَمُضَ من عصير العنب وغيره ولم يُسكر. |
لا | لا: حرف نفي, أي لا يجوز إمساكها من أجل أن تحوَّل إلى خل. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".