الرحمن
هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: «مَا أَكْرَم شَابٌّ شَيخًا لِسِنِّه إِلاَّ قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُه عِندَ سِنِّه».
[ضعيف.] - [راه الترمذي.]
هذا الحديث من الأحاديث التي أكَّدت على وجوب احترام وتوقير الصغير للكبير، وقد تضافرت عليه أدلة كثيرة على الترغيب في هذا الخلق الاجتماعي العظيم، وربَّى عليه الرسول ﷺ أصحابه رضي الله عنهم حتى صار في قلوبهم وعقولهم. والحديث يعطي المخاطب شعورا بأن إكرام هذا الشيخ إكرام لنفسه، وأن هذا الإكرام من الشاب للمُسِن سبب في أن يوكل به من يكرمه عند تقدمه في السن.
مَا أَكْرَم | ما وَقَّر واحترم. |
شَيخًا | داخلا في سن الشيخوخة بعد الخمسين. |
لِسِنِّه | لأجل سنه. |
إِلاَّ قَيَّضَ | هيَّأ وقدَّر. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".