الأحد
كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...
عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله ﷺ: «اقْتُلُوا شيوخ المشركين واسْتَبْقُوا شَرْخَهُم».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود والترمذي وأحمد.]
أفاد الحديث -إن صح- حكما من أحكام قتال الكفار، وهو الأمر بقتال الشيوخ وهم كبار السن ومن جاوز الأربعين ونحو ذلك، ويلحق بهم من بلغ؛ لما فيهم من القوة والشدة على قتال المسلمين، ولأنه قلما أن يسلموا ولا أمان منهم على المسلمين لو بقوا، بخلاف صغار السن ومن كان في بداية الشباب، فإنهم بمخالطتهم للمسلمين وبقاءهم في الأسر ربما تأثروا بأحكام الإسلام وهدايته فيسلمون، وأما من قاتل من الشيوخ فلا خلاف في قتله.
شُيوخ المشركين | الشيخ: من استبانت فيه السن، والمراد هنا: الرجال المُسِنُّون، أهل الجَلد والقوة على القتال، ولم يرد: الهَرْمى. |
شَرْخَهُمْ | الصغار الذين لم يبلغوا. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".