الغني
كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...
عن علي رضي الله عنه قال: «أَمَرَنَا رَسُولُ الله ﷺ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَيْنِ، ولا نُضَحِّي بِعَوْرَاءَ، ولا مُقَابَلَةٍ، ولا مُدَابَرَةٍ، ولا خَرْقَاءَ، ولا شَرْقَاءَ».
[إسناده ضعيف.] - [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد.]
في هذا الحديث يخبر علي رضي الله عنه بأن النبي ﷺ أمرهم أن يتفقدوا الأضحية عند شرائها أو ذبحها، حتى الأعضاء الصغيرة فيها وهي العين والأذن، لمعرفة سلامتها من آفة تكون فيها، سواء كان خلقة أو بفعل الآدمي، ثم نهاهم أن يضحوا بأضحية فيها عَوَر، أو مقطوعة الأذن سواء من الأمام أو الخلف، أو أذنها فيها خرق أو مشقوقة؛ لأن المقصود من الأضحية أن تكون سليمة من العيوب والآفات.
أنْ نستشرف | مأخوذٌ من الاستشراف، وهو رفع البصر للنظر إلى الشيء، لتأمله وفحصه، لمعرفة سلامته من آفة تكون فيه. |
نضحي | من الأضحية: وهي ما يذبح في أيام النحر بسبب العيد، تقربًا إلى الله -تعالى-. |
بعوراء | العَوَر ذهب حِسُّ إحدى عَيْنَيْه، فهو أَعْوَر وهي عَوْرَاء. |
مقابلة | بفتح الباء، هي الشَّاة التي قطعت أذنها من قدام، وتركت معلقة، كأنَّها زنمة. |
مدابرة | بفتح الباء الموحدة، هي التي قطعت من جانب أذنها المدبر. |
خرقاء | بالمد، هي التي في أذنها خرق مستدير. |
شرقاء | مَشْقُوقَة الأُذُن طولًا. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".