الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
عن أبي موسى «أن رجلين اخْتَصَمَا إلى النبي ﷺ في دَابَّةٍ ليس لِوَاحَدٍ منهما بَيِّنَةٌ فَقَضَى بَهَا بينهما نِصْفَينِ».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد.]
أفاد الحديث أن رجلين اختصما وتداعيا على دابة كل واحد منهما يدعي ملكه لها، إلا أنه ليست لأحدهما بينة على ملكها، فليس لهما شهود ولا غيرهم، فاستويا في الدعوى، فجعلها النبي ﷺ بينهما مناصفةً، وذلك لاستوائهما في الملك باليد، فإما أن يذبحوها ويقتسموا لحمها، وإما أن يبيعوها ويقتسموا ثمنها، وإما أن يستعملها الأول في نصف زمن معين كيوم أو أسبوع أو شهر، ويستعملها الآخر في النصف الثاني.
فِي دَابَّةٍ | أي: ملكها بأن ادّعى كلّ منهما أنها ملكه. |
ليس لواحد منهما بينة | أي: ليست لأحدهما بينة مرحجة على الأخرى؛ لأن الشهادتين لما تعارضتا تساقطتا، فصارا كمن لا بينة لهما، أو لأنهما ليس لهما شهود ولا غيرهم من البينات. |
فقضى بها بينهما نصفين | أي: قسمها بينهما نصفين. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".