الوهاب
كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...
عن عمران بن حصين: أن رجلًا أتى النبي ﷺ، فقال: إن ابن ابني مات، فَمَا لي مِنْ مِيرَاثَهَ؟ فقال: «لكَ السُّدُس». فلما أَدْبَرَ دَعَاهُ، فقال: «لك سُدُسٌ آخر». فلما أَدْبَر دَعَاهُ، فقال: «إن السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود والترمذي وأحمد.]
جاء رجل يطلب ميراث ولده الذي مات فأخبره عليه الصلاة والسلام بأن فرضه السدس، فلما ذهب دعاه وأخبره بأن له سدسا آخر، فالأول بالفرض والثاني بالتعصيب، لكن قال العلماء إن صورة هذه المسألة، أنَّه ترك الميت بنتين وهذا السائل، فللبنتين الثلثان فبقي ثلث، فدفع النبي ﷺ إلى السائل سدسًا بالفرض لأنه جد الميت، ولم يدفع إليه السدس الآخر لئلا يظن أن فرضه الثلث، وتركه حتَّى ولّى -أي ذهب- فدعاه وقال: "لك سدس آخر" فلما ولّى دعاه وقال: "إن السدس الآخِر -بكسر الخاء أو فتحها- طُعمة" أعلمه أن السدس الثاني طعمة له، ومعنى الطعمة هنا أنَّ له ذلك زائدًا على السهم المفروض، بالتعصيب لما بقي على الفروض، وما يؤخذ بالتعصيب ليس بلازم كالفرض المقدر.
لك السدس | أي: بالفرض. |
لك سدس آخر | أي: بالتعصيب. |
طعمة | بضم الطاء، وسكون العين، جمعها طعم، هي الرزق، و المراد أنه زيادة على حقه. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".