المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من تَكَفَّلَ لي أن لا يسأل الناس شيئًا، وأَتَكَفَّلُ له بالجنة؟» فقلت: أنا، فكان لا يَسأل أحدًا شيئًا.
[صحيح.] - [رواه أبو داود وأحمد والنسائي وابن ماجه وأحمد.]
معنى الحديث: أن من التزم للنبي ﷺ ترك سؤال الناس أموالهم أو الاستعانة بهم في قضاء شؤونه مما قل أو كثر، ضمن له عليه الصلاة والسلام الجنة؛ ذلك لأن ترك سؤال المخلوقين فيه توكل على الله ودليل على قوة الرَّجاء والثقة بالله -تعالى-، فكان جزاؤه أن يدخله الله -تعالى- الجنة. بعد أن سمع ثوبان رضي الله عنه هذا الحديث، التزم للنبي ﷺ أن لا يسأل الناس شيئا، حتى جاء عنه رضي الله عنه كما في رواية ابن ماجه: "أنه كان يقع سَوْطُه وهو راكب فلا يقول لأحدٍ ناولنيه حتى ينزل فيأخذه". وفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه مع رسول الله ﷺ.
تَكَفَّل | التزم وتعهد. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".