القادر
كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تَقَدَّمُوا رمضان بصوم يوم، أو يومين إلا رجلًا كان يصوم صومًا فَلْيَصُمْهُ».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
في هذا الحديث يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ نهى عن التقدم في صيام رمضان بصوم يوم أو يومين قبله متصلا به إلا أن يكون له عادة بصوم يوم معين كيوم الاثنين مثلا، فيصادف ذلك قبل رمضان بيوم أو يومين، فلا بأس بذلك حينئذ؛ لزوال المحذور؛ وهو إدخال ما ليس من العبادة فيها.
لا تَقَدَّمُوا | لا تسبقوا. |
رمضان | أي شهر رمضان ، وهو : ما بين شعبان وشوال. سمي بذلك ؛ لشدة الرمضاء فيه . |
بيوم أو يومين | أي : بصوم يوم ولا يومين ، وهو كذلك في صحيح مسلم. |
الصيام | الإمساك بنية عن المفطرات في نهار الصيام. |
كان يصوم | أي كان من عادته أن يصوم. |
صومًا | أي :صوما معينا : كصوم يوم الاثنين والخميس مثلا. |
فَلْيَصُمْهُ | أي : فليصم ذلك الصوم المعين ، وإن صادف ما قبل رمضان بيوم أو يومين. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".