الودود
كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السوق، ولا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ منها، فإنها مَعْرَكَةُ الشيطان، وبها يَنْصِبُ رايته". وفي رواية: "لا تكُنْ أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفَرَّخ".
[صحيح، لكن الرواية الثانية ضعيفة.] - [رواه مسلم، والرواية الثانية رواها الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان.]
وصية النبي ﷺ لسلمان رضي الله عنه وهي بمعنى الأمر، ألا يكون أول من يدخل الأسواق ولا آخر من يخرج منها؛ لأنها أبغض البلاد إلى الله، ويحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، والنظرات المحرمة، والكلام المحرم وما أشبه ذلك، ولأن إبليس يزين للناس فيها فعل القبيح والمنكر، ففيها باض وفرخ، أي: استوطنها وأحبها.
فيها باض الشيطان وفرخ | استوطنها وأحبها لكونه محل المعاصي من الغش، والخداع، والأيمان الكاذبة، والأفعال المنكرة ونحوها. |
معركة | موضع العراك والمقاتلة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".