البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

حصن المؤمنين من شرور الملحدين

العربية

المؤلف أحمد بن مسفر المقرحي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - التاريخ وتقويم البلدان
عناصر الخطبة
  1. خضوع الكون واستجابته لأمر الله .
  2. الأمر بالاستجابة لله .
  3. أذكار الصباح والمساء والأجور والآثار المترتبة على قائلها .

اقتباس

فهذه ثمان وسائل حري بالمؤمن أن يحرص عليها، وأن يتشبث بها ضد مخاطر هذا الزمن ومتاهاته، وهذه ثمان الوسائل أوجزت الحديث عنها في الجمعة الماضية، وفي هذه الجمعة أفصل لكم القول، ولكن في مسألة واحدة منها ألا وهي أذكار الصباح والمساء؛ وذلك لعظمها وتفريط كثير من الناس ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

عباد الله: نزولا عند رغبة كثير من الإخوة فسيكون الحديث عند هذه الجمعة تفصيلا لما أجملناه في الجمعة الماضية، في حديثنا عن خطر الإلحاد.

وقبل أن أبدأ أود أن أنبه إلى مسألة نبهني عليها أحد الإخوة -وفقه الله- حيث قال تحدثت عن هذا الموضوع وربطت حاضره بماضيه، وهذا أمر مطلوب، ولكنك أشرت إلى الترجمة، ثم لم تبريء ساحتها من خطر الإلحاد.

وهي مسألة لا غنى لنا عنها، فأقول: صدق أخي، ولكن أنا لم أتحدث عن الترجمة محدِّثا منها، وإنما استشهدت بنتائج العكوف على كتب الباطل عندما ترجمت، وذكرت أنه صاحب ذلك ثلاثة أمور:

أولها: البعد عن كتب الدين؛ وأولها القرآن.

وثانيها: البعد عن مجالس العلماء.

وثالثها: الإكثار من مجالسة أهل الباطل.

فأنا لم أشر إلى الترجمة ولم أتهمها، وإنما اتهمت من عكفوا على كتب الباطل التي ترجمت، وتخلو عن منهجهم، ولذلك فلم أشِرْ إلى التحذير منها في الوسائل العلاجية التي ذكرتها في الخطبة الثانية في الجمعة الماضية.

فتنبهوا لذلك وفقكم الله.

عباد الله: الكون بأكمله قائم على تنظيم محكم، وكل ذرة في هذا الكون قائمة بوظيفتها المناطة بها، وها نحن نرى الحياة تمضي قدما لا يؤثر عليها ما يحدث في هذا الكون من كوارث وفجائع ومعضلات؛ بل الليل قائم بما أوكل به، والنهار منتظم وفق ما أنيط به وقد سمى الله ذلك آية في كتابه فقال -سبحانه-: (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 37-40].

فالكون كله خاضع لله منقاد لأمر الله، بل لقد أخبرنا الله أن كل شيء في هذا الكون يسبح بحمده فقال -سبحانه-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء:44]

فالكون ومن فيه سائر بما أراد الله، وما خرج عن ذلك إلا من أراد الله غوايته من عصاة الجن والإنس، فهؤلاء قد أخبرنا الله عنهم حتى لا نكترث بما يقولون فقال -سبحانه-: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) [غافر:4] وقال -سبحانه-: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103] وقال -جل من قائل-: (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ) [النساء: 88] وقال -سبحانه-: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ) [الأنعام: 116] وقال -سبحانه-: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ) [يونس: 99-100]

ألا فكونوا مستجبين لأمر الله، ولا يغرنكم من تجرأ على حدود لله؛ فالكل قادم على الله، وحينها (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [النمل: 89-90]

عباد الله: ذكرنا في الجمعة الماضية ثمان وسائل يتحصن بها المسلم ضد أي خطر من أخطار الحياة ومنها خطر الكفر والإلحاد.

أولها: الإكثار من حفظ وقراءة القرآن

وثانيها: التضلع من كتب علوم الشريعة.

وثالثها: قراءة السير من الكتب الموثوقة وخصوصا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرة الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-.

ورابعها: طلب العلم.

وخامسها: مجالسة الصالحين.

وسادسها: الإكثار من النوافل.

وسابعها: أذكار الصباح والمساء.

وثامنها: الدعاء.

فهذه ثمان وسائل حري بالمؤمن أن يحرص عليها، وأن يتشبث بها ضد مخاطر هذا الزمن ومتاهاته، وهذه ثمان الوسائل أوجزت الحديث عنها في الجمعة الماضية، وفي هذه الجمعة أفصل لكم القول، ولكن في مسألة واحدة منها ألا وهي أذكار الصباح والمساء؛ وذلك لعظمها وتفريط كثير من الناس فيها مع أنها من أسهل ما يكون.

عباد الله: من الأذكار التي يتسلح بها المؤمن كل يوم وليلة حتى يبقى في حفظ الله آية الكرسي وهي قول الله -جل وعلا-: (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...) [البقرة: 255].

"من قرأها حين يصبح أجير من الجن حتى يمسي، ومن قرأها حين يمسي أجير منهم حتى يصبح" أخرجه الحاكم وصححه الألباني.

وأنا أحدثكم عن أذكار الصباح والمساء، وليس عن أذكار الصلاة؛ لأن لها شأن آخر مع الصلاة.

ومن الأذكار التي يتحصن بها المؤمن في الصباح والمساء سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس "من قالها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات كفته من كل شيء بإذن الله" رواه أبو داود والترمذي.

ومن الأذكار التي يتحصن بها المسلم قوله -صلى الله عليه وسلم- حين يصبح " أَصْبَحْنا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْأَلُكَ خَيرَ ما في هذا اليوم وَخَيرَ ما بَعْدَه، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْدَه، رَبِّ أَعوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسوءِ الْكِبَر، رَبِّ أَعوذُ بِكَ مِنْ عَذابٍ في النّارِ وَعَذابٍ في القَبْر" وإذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله" وقال: "أعوذ بك من شر ما في هذه الليلة" بدلا من شر ما في هذا اليوم. الحديث رواه مسلم.

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي؛ فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" وكذلك إذا أصبح فمات من نهاره دخل الجنة. رواه البخاري.

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَعْتَقَ اللَّهُ رُبُعَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ النَّارِ، فَإِنْ قَالَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَعْتَقَهُ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ النَّارِ" أخرجه أبو داود والبخاري في الأدب.

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" يقولها ثلاث مرات. رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

ومما يتحصن به المسلم في الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" من قالها حين يمسي وحين يصبح سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة، أخرجه ابن السني مرفوعا وأبو دواد موقوفا.

ومما شرع لنا -صلى الله عليه وسلم- أن نتحصن بها في الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تحتي" رواه أبو داود وابن ماجه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق:3].

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله معيذ من استعاذ به وغافر الذنب لمن استغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله ناصر من نصره وقاسم الطغاة والكفرة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله خير من طبق الدين ونشره صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام البررة وسلم تسليما كثيرا إلى يوم يجمع الله فيه أول الخلق وآخره.

أما بعد:

عباد الله: ومن أذكار الصباح والمساء التي سن لنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن نتحصن بها قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم" رواه الترمذي وأبو داود.

يستعيذ من شر نفسه -صلى الله عليه وسلم- حتى من شر نفسه! ونحن نحسن الظن بأنفسنا!

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ" من قالها ثلاث مرات حين أصبح وثلاث مرات إذا أمسى لم يضره شيء. رواه أحمد وأهل السنن إلا النسائي.

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: " رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً من قالها ثلاثا حين يمسي وثلاثا حين يصبح كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة". رواه أحمد والنسائي وأبو داود.

ومما يتحصن به المسلم كل يوم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين". رواه أحمد.

ومن الأذكار التي يتحصن بها المسلم كل يوم قوله -صلى الله عليه وسلم- من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل عملاً أكثر من ذلك" متفق على صحته.

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وعملا متقبلا" رواه ابن ماجه يقولها مرة واحدة إذا أصبح وانطلق إلى رزقه.

ومن أذكار الصباح والمساء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه مداد كلماته يقولها ثلاث إذا أصبح" رواه مسلم.

ومما يتحصن به المسلم إذا أمسى خصوصا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" يقولها ثلاث مرات إذا أمسى من قالها "لم يضره حُمَةٌ تلك الليلة".

عباد الله: هذا جزء يسير مما كان يتحصن به -صلى الله عليه وسلم- في الصباح والمساء، ناهيك عن أذكار الصلوات الخمس، وأذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ، وأذكار دخول البيت والخروج منه، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، وأذكار لبس الثوب، وكل حياته ذكر لله فأنَّا للشياطين أن تقترب من هذا مذهبه، وأنَّا للشياطين أن تقترب من شخص اعتصم بالله في كل لحظة من حياته.

ألا فاعتصموا بالله، وسيروا على نهج الله في جوف الآخرة هذه الأذكار جميعها موجودة في كتيب (حصن المسلم) احمله في جيبك.. اجعله معك على مدار الساعة، واقرأه في كل وقت؛ ووالله أنه من الغبن الفاحش أن نقرأ كل يوم عشرات القروبات ومئات الرسائل عبر وسائل الواتساب، وكذلك من الغبن الفاحش أن نقرأ الصحف والمجلات والكتب المبعثرة والخرافات ولا نقرأ كتاب الله ولا سنة رسوله.

لا إله إلا الله، والله لقد رحمنا الله عندما شرع لنا دينه ورحمنا عندما أنزل علينا كتابه ورحمنا عندما أرسل إلينا رسولا، أفلا نرحم أنفسنا فنطيع الله ونعبده ونقتضي بنبيه نطبق شرعه!

صلوا وسلموا على ما أمركم بالصلاة عليه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]

اللهم صلي وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وارض الله عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أجمعين وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.