الخالق
كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...
العربية
المؤلف | عبد الله بن طاهر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - السيرة النبوية |
كونوا مع الله في إيمانكم بالصدق يكن الله معكم في أعمالكم بالرزق، كونوا مع الله في أعمالكم بالطاعة يكن الله معكم في الجزاء والثواب يوم الساعة، كونوا مع الله في تجارتكم وأموالكم بالحلال يكن الله معكم في أرباحكم في الحال والمآل، كونوا مع الله في الضراء يكن الله معكم في السراء، كونوا مع الله في السر يكن الله معكم في العلانية، كونوا مع الله في الدنيا يكن الله معكم في الدنيا والآخرة..
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أكرم النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجرته بمعيته، فقال -سبحانه وتعالى- في محكم آياته: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]، فنصره بجنوده وملائكته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أفعاله وصفاته، شهادة صدق وإيمان تنفع المسلم في سره وعلانيته، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي كان الله معه في حياته ومماته، فأكرم الإنسانية بدينه ورسالته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته، الذين التزموا في حياتهم بدينه وشريعته، وعلى التابعين لهم بإحسان مادام الإنسان يعيش في هذه الدنيا بفضل الله ورحمته.
أما بعد: فيا أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته. يقول الله تعالى: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].
أيها الإخوة المؤمنون: قد وقفنا بكم في الجمعة الماضية عند قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) حيث صاحبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجرته من مكة إلى الغار؛ حيث كشفنا عن نصرة أبي بكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- الستار، وربطنا ذلك بما يفرضه علينا اليوم واقع الأمة من النصرة الواجبة وهي تفوق المليار، ولكنها ضعيفة فيا للشنار ويا للعار! والصهاينة يحفرون تحت مسرى النبي -صلى الله عليه وسلم- النفق والغار، ولم ينج من هدمهم في القدس منزل ولا جدار.
فتعالوا بنا اليوم نقف عند قوله تعالى: (لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا)، فهذه الآية الكريمة تحكي حالة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه في الغار، حيث تبعهما المشركون حتى وقفوا بمقربة منهما، وقد انكشفا أمام أعين عدوهما، لا يفصلهم عن الوصول إليهما إلا بضعة أمتار، وهنا يحزن أبو بكر ويرتعش، ليس بسبب خوف متجذر في نفسه؛ بل من أجل الخوف على مصير دينه وعقيدته.
وهنا يعالج النبي -صلى الله عليه وسلم- الحال، وينفث بنفحاته في قلب أبي بكر ليهدأ ويتماسك، فيقدم له قاعدة لا يجوز لمن يعيش في ظلها أن يتسرب الحزن إلى قلبه أبدا، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا).
أيها الإخوة المؤمنون: إن الحزن هو أمر طبيعي في الإنسان، وهو من الأحوال الثمانية التي تعتريه وتعترضه ولكنها لا تدوم، يجمعها من قال:
ثمانية تجري على المرء دائمًا | وكل امرئ لا بد يلقى الثمانية |
سرور وحزن واجتماع وفرقة | وعسر ويسر ثم سقم وعافية |
والحزن يصيب المسلم كما يصيب الكافر، وقد حزن سيدنا يعقوب لفراق ابنه يوسف قال الله تعالى: (وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) [يوسف: 84]، وحزن النبي -صلى الله عليه وسلم- لموت ابنه إبراهيم فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- وعيناه تذرفان: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» (رواه البخاري ومسلم).
والحزن هو ألم يشعر به الإنسان ويتعلق بما مضى من أفعال ندم على ارتكابها بعد فوات الأوان، وهو مقرون بالخوف والوهن في القرآن الكريم كما هو مقرون في الحديث بالهم والغم، والخوف يتعلق بأمور مستقبلية يتوجس منها الإنسان وينتظر وقوعها، فيكون مهموما فيؤذي به ذلك إلى الضعف والوهن.
(لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا)، ومن كان الله معه لا ينبغي أن يحزن على ما فات، ولا أن يخاف على ما هو آت، يقول الله تعالى: (يَا عِبَادِي لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [الزخرف: 68]، ويقول سبحانه: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس: 62]، ويقول سبحانه: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [الزخرف: 69].
ومن كان الله معه لا ينبغي أن ينال منه هم ولا وهن يقول الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، ويقول سبحانه: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ) [محمد: 35]. وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله فيقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ» وعلمنا أن نقول ذلك إذا أصبحنا وإذا أمسينا، يذهب ما بنا من الهم والحزن.
(لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا)، وذهاب الحزن نعمة عظيمة يجب أن نحمد الله عليها كما حمده أهل الجنة: يقول الله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 34]. ولهذا كان أحبَّ شيء إلى الشيطان أن يُحْزن العبد المؤمن ليقطعه عن عمله، ويوقفه عن فعل الخير فيزين له التناجي بالغيبة والنميمة قال الله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزنَ الَّذِينَ آَمَنُوا) [المجادلة: 10].
(لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا) ومعية الله تعالى للإنسان على نوعين:
الأولى: المعية الشاملة العامة التي تكون مع كل شيء في كل زمان ومكان، وتكون مع الإنسان مسلما أو كافرا أيا كان، يرانا يعلم بوجودنا، ويرى أفكارنا ويعلم ما توسوس به نفوسنا، وما تخفي صدورنا، يقول الله –تعالى- في هذا: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، و يقول سبحانه: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) [المجادلة: 7].
الثانية: المعية الخاصة وهي معية الحفظ والعناية، معية الجزاء والثواب، معية الفضل والإكرام، معية الرحمة والرأفة والإنعام، وهذه إنما تكون مع من كان مع الله في سره وعلانيته، يراقب الله –تعالى- في سريرته وفي سيرته وفي صورته، فتكون سريرته مليئة بمقامات اليقين: من الإيمان والمحبة والصدق، والإخلاص والخوف، والرجاء والشكر، والصبر والتوبة، والزهد والتوكل والرضا.
كما تكون سيرته في معاملاته وعباداته وعاداته وفق سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما تكون صورته وفق مظهره -صلى الله عليه وسلم- طاهرًا نقيًّا جميلاً نظيفًا تقيًّا، وهذا لا يتحقق إلا بالإيمان الذي يصلح القلب، والتقوى التي تصلح العمل، والإحسان وهو الجودة في الإيمان والتقوى، والصبر وهو الحصن والحماية للإيمان والتقوى، وقد ذكر الله –تعالى- معيته في القرآن الكريم مع المؤمنين ومع المتقين ومع المحسنين ومع الصابرين.
أما مع المؤمنين ففي قوله تعالى: (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنفال: 19]، وذلك لأن الإيمان هو مفتاح العمل، والعمل بدون الإيمان مجرد سراب بقيعة، أو رماد في مهب الريح، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا) [النور: 39]، (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّياحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْء) [إبراهيم: 18].
أما مع المتقين ففي قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، والتقوى صلاح في العقيدة والسلوك ربط الله –تعالى- بها النعم في الدنيا كما ربط بها العاقبة في الآخرة، فقال سبحانه: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، وقال سبحانه: (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وقال سبحانه: (وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).
أما مع المحسنين ففي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69]، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)؛ ذلك لأن الإحسان هو الإتقان في الإيمان والعمل.
أما إتقان الإيمان فأساسه أن تعبد الله كأنك تراه، خاضعًا خاشعًا مستحضرًا قلبك، مركزًا في دعواتك ومناجاتك لربك، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
أما إتقان العمل فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».
وإتقان العمل أساس العبادة والطاعة كما هو أساس الحضارة والصناعة، فما فاتنا الغرب والشرق اليوم إلا بالإحسان وإتقان العمل، فنجحوا في الدنيا وإن كانوا كافرين، فتقدموا والأمة المسلمة في مؤخرة الحضارة وذيل الصناعة، يستوردون كل شيء ولا يصنعون أي شيء، حتى قيل فيهم: "لو قيل لكل شيء عد إلى أصلك لخشيت أن يبقى المسلمون حفاة عراة".
أما مع الصابرين ففي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153]، وقوله تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46]؛ وبالصبر والمثابرة نستعين على أداء العبادات، وبالصبر والمثابرة تبنى الحضارات، وبالصبر والمثابرة تتحقق الوحدة والنصر في مجال المواجهات، وبالصبر والمثابرة نحمى الإيمان من اليأس والقنوط والإحباط، وبالصبر والمثابرة نصون العمل والتقوى من التهور والفوضى، والصبر أنواع ثلاثة:
1) الصبر على أداء العبادة، فالتزام العبادة يوميا صعب وشاق، يقول الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
2) الصبر عن المعصية، فالمعصية لها في النفس حلاوة مزورة، لها في الشهوة طلاوة مزينة، يقول سبحانه: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) [النمل: 24]، والامتناع عنها والإقلاع عنها والاقتناع بغيرها لا يكون إلا بالصبر والتحمل.
3) الصبر على المصائب في الدنيا من الحروب والجفاف والفيضانات، والنقص من الأموال والأنفس والثمرات لا بد من مواجهة كل ذلك بالشكر والصبر لا بالسآمة والضجر، إذ لا محل لليأس والقنوط والإحباط في قاموس المسلم، والله تعالى يقول: (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]، وقال سبحانه: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ) [الحجر: 56].
صدق الله العظيم، وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين...
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ إن الآية الكريمة: (لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا) هي قاعدة نرى أثرها واضحًا جليًّا في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- يطبع سيرته كلها، لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان مع الله في السراء فكان الله معه في الضراء، كان مع الله في السر فكان الله معه في العلانية، ففي غزوة بدر الكبرى مثلا حيث فاق المشركون المسلمين بضعفي عددهم ورغم القلة انتصر الصحابة يقول الله تعالى في هذه المعية: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [الأنفال: 12].
أيها الإخوة المؤمنون: كونوا مع الله في إيمانكم بالصدق يكن الله معكم في أعمالكم بالرزق، كونوا مع الله في أعمالكم بالطاعة يكن الله معكم في الجزاء والثواب يوم الساعة، كونوا مع الله في تجارتكم وأموالكم بالحلال يكن الله معكم في أرباحكم في الحال والمآل، كونوا مع الله في الضراء يكن الله معكم في السراء، كونوا مع الله في السر يكن الله معكم في العلانية، كونوا مع الله في الدنيا يكن الله معكم في الدنيا والآخرة، يقول الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30].
ألا فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...