البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

فلسطين قضيتنا الأولى

العربية

المؤلف خالد بن سعود الحليبي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات فقه النوازل
عناصر الخطبة
  1. فلسطين قضية عقيدة تهم المسلمين كافة .
  2. عدم وجود مقارنة بين جرائم المحتل ومقاومة حماس .
  3. (سخافة) فكرة إلصاق الإرهاب بالمقاومة .
  4. فضح أحداث غزة للمنافقين والعملاء .
  5. وجوبُ نصرة المجاهدين في غزة .
  6. قوةُ المقاومةِ في غزة وحسن إعدادها .

اقتباس

قضية فلسطين -أيها الأكارم- ليست وليدة اللحظة، وغزة ليست متفاجئة من العدوان الإجرامي، إنها القضية التي تقف كل الاعتبارات عندها، ويقف الزمن ساعة في محيطها، إنها ليست مسألة وقت تنتهي بانسحاب، أو مفاوضات، أو انصراف إعلام، أو تسلُّط خائن أو مُستبد، كلا؛ ففلسطين قضيَّة أكبر من ذلك كله. لماذا؟.

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا إمام المجاهدين، وسيد الشهداء أجمعين، عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله وطاعته، يقول الله، جل في علاه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أيها الأحبة في الله: مع كثرة الأحداث الحَرِجة التي تمر بها منطقتنا العربية، بقي العالم كله يُصوِّب -خلال الشهرين الماضيين- جُلَّ أخباره واهتماماته نحو فلسطين، وبالتحديد: غزَّة، كل القنوات تقف مندهشة مما يجري هناك، اندهاشًا متفرِّقًا، بين رؤية خِذلان بعض أصحاب القضية لقضيتهم، أو متعجِّبًا من صمود وعبقرية المجاهدين والمقاومين هناك، وحدهم الرجال على أرض غزة من يرسم للعالم هذه المعالم، وحدهم جعلوا كل الأرقام ممكنة، وكل اللحظات متسلسلة.

قضية فلسطين -أيها الأكارم- ليست وليدة اللحظة، وغزة ليست متفاجئة من العدوان الإجرامي، إنها القضية التي تقف كل الاعتبارات عندها، ويقف الزمن ساعة في محيطها، إنها ليست مسألة وقت تنتهي بانسحاب، أو مفاوضات، أو انصراف إعلام، أو تسلُّط خائن أو مُستبد، كلا؛ ففلسطين قضيَّة أكبر من ذلك كله. لماذا؟.

لأنها - فقط - قضية عقديَّة، ودفاع عن عقيدة: "إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين؛ فهي ليست ملك يميني، بل ملك للأمة الإسلامية"، بهذا النص الإيماني ردَّ أول حاكم مسلم تم اختباره من قِبل اليهود ليسلم فلسطين، وكانت أهم ركيزة وسياسة ورؤية واضحة جليَّة للقضية وللأرض الفلسطينية، بجعلها -كما الأصل- قضية جميع المسلمين، وعقيدتهم وأرضهم، لا تفرِّقها سياسة، ولا يبعدها صهاينة وإعلام، ولا يُمزِّقها خونة أو مرتزقون.

ولئن رأى بعض المتصهينة، أو المنتمين عِرْقًا، أنَّ فلسطين قضية سياسيَّة، أو مزايدات، أو تصفيات حسابية، أو أراجيف مصالحية، فإن شعبًا كاملاً يرى خلاف ما يرى، ويفنّد هذه الأوهام الباطلة بأفعاله؛ فهو شعبٌ ناضل -ولا يزال- من أجل أرضه منذ أكثر من نصف قرن، وروَّى أرضَه بدماء الشهداء من أبنائه، وقضى أعمارًا -وليس أيامًا فقط- تحت نيران العدوِّ أو مؤامراته وعدوانه وتصفياته، وقلوب المؤمنين معهم صِدقًا وابتهالاً، حبًّا وعوْنًا، وإن غلَبَ على عمومها الضعف والقهر، وفرَّقت بينهم الحدود، وأبعدتهم السياسات الأجنبية.

إن العقيدة هي ما يملأ القلوب صدقًا فتفيض بذلك عطاءً، بذْلاً ودفاعًا، صمودًا ونصرًا، ولا يمكن لمن لم يملك هذه العقيدة تجاه القضيَّة الفلسطينية أن يعرف ما معنى أن تكون قضية ما، أهمَّ وأشرفَ القضايا، إن لم تكن هي أمَّ القضايا، حتى وإن مُزِّقت الأمَّة، وتفرَّقت وَحدتُها، وأُضيعَت كلمتها وقوَّتُها، إلا إنها تبقى هي الأساس للدفاع، والبذل للاسترجاع.

وكل من أيَّد أو ناصرَ أو تعاطفَ مع الصهاينة القتلة المجرمين محتلي الأرض ومُدنِّسي القداسة الإسلاميَّة، عليه مراجعة إيمانه قبل أفكاره، حتى وإن وجدَ تبريرًا لنفسه أن كل ما يجري في فلسطين هي حرب حزبية أو مسألة جزئية، وحتى إن زعم لنفسه ملجأ واهيًا بدعوى إرهاب القضية.

يقول الأمير سعود الفيصل -وفَّقه الله لما فيه صلاح البلاد والعباد- فيما نشرته جريدة الرياض: "نحن لا نستطيع مقارنة ما تفعله القوات الإسرائيلية بالفلسطينيين بما تقوم به حماس للدفاع عن الفلسطينيين، في أي شيء، فكيف نقول: إن إسرائيل تدافع عن مواطنيها، وهي بالأساس دولة محتلة لفلسطين، وحماس تقوم بأعمال للدفاع عن الأراضي المحتلة، فيما إسرائيل تدعي أنها تحمي أراضيها، وهي تقتل آلاف الفلسطينيين، وتتهم حماس بأنها خطفت بعض الإسرائيليين الذين لا يُعلم مكانهم، ويعتبرونها إرهابية! أين العدالة في ذلك؟! وما وجه الشبه بين موقف الجانبين، وبالتأكيد، الموقفان مختلفان، فإسرائيل تريد تشريد الفلسطينيين من أراضيهم للتخلص منهم، كما أن إسرائيل ليس لها الحق للدفاع عن نفسها، إذ لا يوجد قانون في العالم يجيز لدولة محتلة لأخرى أن تدافع عن نفسها، وهذا سخيف" انتهى كلام الفيصل.

نعم، (سخيف) أن يلصق الإرهاب بهذه القضية وبمن يدافع عنها، ولم يكن متصوَّرًا حينًا أن يجهر عربيٌّ واحد بنصرة صهيوني واحد على أدنى أفعاله، فضلاً عن جرائم جيش وإرهاب دولة، كما أشار خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- في كلمته، وأصبح البعيد -من هول ما يرى، وأسفًا على صمت كثير من المسلمين- يُدافع عن قضيَّتنا، ويتكلَّم باسمها، ويتظاهر لها، ويندِّد ويرغي ويزبد لأجلها، فكان البعيد أرحم وأرأف بقضيتنا من بعض أبناء جلدتنا، في هجومه وقلة شرفه وعقله ودينه على أهلنا في غزة وفي فلسطين!.

يجب أن تعلم الأمة بجميع أفرادها ومؤسساتها أن فلسطين هي أرضهم، وأن غزَّة هي معركتهم، وأن المجاهدين هم جنودهم، وأن نساءها هنَّ شرفهم، وبذلك يجب عليهم -بل فرض شرعي- أن ينصروهم، ولا يسلموهم.

هنيئًا للشهداء الذين قضوا صبرًا واحتسابًا، وندعو لذويهم بالخلف والاحتساب، وللجرحى بالشفاء، ولمن هدمت بيوتهم، وسلبت أموالهم بالعوض والمضاعفة، وهنيئًا لكل الفلسطينيين صمودهم، ونصرهم، ولا عزاء للذين كانوا يتمنون هزيمتهم أمام شُذاذ الأرض، والصهاينة المحتلين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم) [محمد:7].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا بأنني لو تكلَّمت سنين وعقودًا ودهرًا من الزمان نحو فضيلةِ ما يقوم به المجاهدون وأصحاب الأرض والمقاومة في فلسطين عامة، وفي غزة خاصَّة؛ من إعادة لكرامة الأمة وعزتها لما كفى ذلك، فهم الذين يحملون لواء الجهاد النقي، فاللواء واحد، والعدو متفق على عداوته، والقضية قرآنية، والصراع فيها كعين الشمس، وإعادة فلسطين واجب شرعي، والثبات حتى عودتها هو طريق الفاتحين، وليس ثمة نصر إلا وله ثمن، (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [النساء:104].

في الأيَّام الماضية انظروا، كمْ من الأقنعة تساقطت! وكم من عدوٍّ خفي اتضح أمرُه! وكم من شعارات أصبحت زائفة! فظهر كل شيء على حقيقته وأصله، وبانت معادن، واستشرفت معالم، لقد كشفت لنا أحداث غزة (أنه) كم هناك من صدْر يحمل حقدًا وضغينة على المجاهدين، وكم من أصحاب سموم رموا بسمومهم الجهاد جزْمًا منهم أنه الإرهاب ولو لم يكن تصريحًا، وكم جَيَّش المتصهينون إعلامهم للنيل من أبطال المقاومة وآساد الجهاد هناك، حتى إن الواحد ليُخيَّل إليه أن المجاهدين المقاوِمين هناك هم الإرهابيون المحتلون! كما أشار الفيصل في حديثه.

لقد كشفت لنا أحداث غزة بما لا يشك فيه عاقل -إلا أصحاب الهوى ومنعدمي الضمير- أن الغرب بكل سياساته وأفعاله هو العدوُّ الحقيقي، والمدمِّر الفعلي، وإن كان يتذرَّع بالمنظَّمات وبالحقوق وبالإنسانيَّات التي يضعها لنفسه لا لغيره، وكأنها إعادة لسيرة أسلافهم، ولتاريخ صليبيٍّ قديم يتجدد، وهو متجدد في كل عام، يرتوي من دماء المسلمين، ويُمزِّق وَحْدتهم، ويبعث في نفوسهم الخذلان، ويسعى لتدميرهم.

في هذه الحرب انكشف غطاء أذهل الجميع، وكشف بإبهار حجم العمل الميداني والتربية الحقيقية الجهادية، المتمثلة في الإعداد والاعتماد الذاتي، والتربية النفسية والعقدية الصحيحة السليمة للمجاهدين والمقاومين بلا غُلوٍّ أو تكفير أو تناحر أو تصفية، وبتطور كبير، واستفادة من العقول والعلم وأهله في جميع التخصُّصات، فأنتجت لنا قوة أوقفت العدو وأربكت الصهاينة.

لم يكن يَدُر في خلد إنسان ما أخرجه لنا رجال المقاومة وأبطال الجهاد من سلاسل متلاحقة من الأحداث المفاجئة، ابتداءً من التصنيع والتسلح الذاتي، وانتهاءً بسحْق أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر، لقد حطَّموا أساطير وتماثيل في النفوس، وأسقطوا نظريات وكلامًا كان عند بعضٍ عقيدة وانطباعًا، ولا زالوا -وما يزالون- يكشفون للعالم أجمع ما يمكن أن يفعلوا، وانتقلوا من مرحلة الضعف إلى القوة، ومن الدفاع إلى الهجوم، ومن التكتيك الانسحابي إلى المضاد، ومن طلب الهدنة إلى رفضها، حتى وضعت الحرب أوزارها كما يريدون هم، وليس كما يريد عدوهم. فأيّ شيء أكبر من هذا كشَفه لنا أبطال الجهاد والمقاومة؟!.

لقد أخبرنا المجاهدون في غزة بفعلهم أن تفوَّقَهم ليس بالقتال وحده، بل كان بالإيمان، والتوكل على الله -تعالى- حق التوكل، وبالوحدة التي جعلت كل بيت في غزة مأوى لرجال القسام، وكل طفل من أطفالهم يتمنى أن يكبر ليكون في صفوفهم، بل جعل تلك الأم الغزاوية -بعد قتل ابنتها وكان المقصود زوجها وهو أحد قادة الجهاد- تتمنى أن يكون لديها مائة بنت؛ لتقدمهن له بنتًا بنتًا؛ كلما قُتلت واحدة فداء له، قدمت له الأخرى.

لقد أخبرونا، وأخبروا العالم أجمع، أنه لا عذر لأمة لا تصنع مجدَها بيدِها أو تُطوِّر علمًا ذاتيًّا، حتى وإن حُوصرت أو قوطِعت أو حُوربت أو استُخدم ضدها كل طريقة لأن تُوقفها أو تبيدها.

على تراب غزة يموت الصهاينة، وعلى أرض فلسطين ينكسر المحتل، وعلى أنقاضها تُبنى الحياة ويعود النور، وعلى ترابها يسير المجاهدون ويصعدون بأرواحهم إلى السماء.

فلسطين هي المبتدأ في ضمير كل مسلم، وفي عقيدة كل مجاهد، وهي المنتهى يوم يستردها المسلمون لأرضهم بجيوشهم وعظمتهم.

هي مبتدأ كل مسلم سار على درب عزته بكل قوة ومجد، وهي المنتهى لكل ظالم محتل ومستبد.

فلسطين أرادت أن تخبر العالم أجمع -وليس المسلمين فقط- أن النَّصر من عند الله لعباده المجاهدين الصادقين، (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج:40].

اللهم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض، هيئ للقدس فرسانها، وفك بهم أسرها، وارزقنا في مسجدها الأقصى صلاة آمنة مطمئنة نهنأ بركوعها وسجودها، إنك سميع الدعاء.

اللهم كن في عون إخواننا في فلسطين، اللهم رد عنهم ظلم اليهود وأعوانهم، اللهم ارحم شهداءهم، وفك أسراهم، واخلفهم في أهلهم وذويهم، اللهم أيد بجندك جنودهم، اللهم ارم عنهم اللهم، اللهم ارم عنهم، اللهم بارك لهم في الزاد والعتاد، اللهم احمهم من كيد الجواسيس والخونة والمأجورين، وشر الدسائس والمؤامرات، اللهم حقق آمالهم، وآمن روعاتهم، واحم أعراضهم، يا ناصر المؤمنين، ويا معز الطائعين، وهازم المجرمين.

اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم.

اللهم فك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضال المسلمين، اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، واجعلنا من أهل جنة النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.