البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

الليبرالية وكبار العلماء

العربية

المؤلف سعد بن عبدالله البريك
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات فقه النوازل - أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. فضل العالم .
  2. نشأة السعودية على التحالف بين الأمراء والعلماء .
  3. محاربة أعداء الإسلام للعلماء .
  4. إسقاط المرجعية الشرعية .
  5. عدم الاكتراث والانجرار وراء ما يقوله الليبراليون .
  6. تصريحات سمو النائب الثاني عن صحيفة الوطن .
  7. فتوى الشيخ الشثري في حكم الاختلاط .
  8. مقالة رئيس تحرير جريدة الوطن .
  9. تصوير القسمة الثنائية .
  10. وقفات مع مقالة رئيس التحرير .
  11. تساؤلات منددة برئيس التحرير .
  12. مطالبة العلمانيين بالجواب على إنكار الملك عبدالعزيز على الاختلاط .
اهداف الخطبة
  1. تعليم الناس ما جرى بشأن التطاول على العلماء ومجرياته
  2. تنبيه الناس إلى عظم قدر العلماء

اقتباس

.. إسقاط المرجعية الشرعية: وظهر ذلك جلياً في حوارات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية وعبث بالمصطلحات وتمريرها على العامة؛ مرَّة بدعوى عدم الهيمنة الشخصية، ومرة برفض الكهنوت في الإسلام. وكل هذا بُغية أن يتجاوز الناس الرجوع للشريعة بعد إسقاط المرجعية العلمية وتخفيفها في نفوس الناس

 

 

 

 

الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته قال في محكم كتابه (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )[الزمر: 9].

الحمد لله والقائل في كتابة ويقول -جلا وعلا (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم) [آل عمران:18].

والحمد لله والقائل جلَّ شأنه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].

والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد الأولين والآخرين قال: " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر.العلماء هم ورثة الأنبياء ".

اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد القائل: " إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة ".

اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد القائل: " فقيه أشد على الشيطان من ألف عابد ".

اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد القائل: " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا هذه الآية: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]، إن لله وملائكته وأهل سماواته وأرضيه والنون في البحر يصلون على الذين يعلمون الناس الخير ".

فإذا كان هذا فضل العالم على العابد؛ فما بالك بفضل العالم على العاصي والفاسق والليبرالي.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " من آذى فقيهاً فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله -عز وجل " -.

أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ) [الأحزاب:70].

 

أيها المسلمون: حديثنا اليوم تأكيد وتقرير لمنهجنا ومنهج علمائنا في صدق النصيحة والولاء والمحبة والنصرة لدين الله ثم لولاة الأمر ثم لعامة المسلمين.

الدين النصيحة: لله ورسوله وكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم.

حديثنا اليوم عن الهجمة الصحفية المنظمة الشرسة التي قادتها جريدة الوطن وتبعها كتاب آخرون واستهدفت عضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ / سعد بن ناصر عبد العزيز الشثري؛ نفع الله به وبعلمه وجعله مباركاً أينما كان وبقية علمائنا وعلماء المسلمين.

 

أيها المسلمون: إن مما أنعم الله على بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وتأسيسها على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب مع الإمام محمد بن سعود -رحمهم الله- أنها قامت على التحالف بين العلماء والقادة الولاة فكان الأمر منذ تأسيس الدولة قائماً على تحكيم الشريعة وتوقير العلماء وهو من أسباب تمكين هذه البلاد وخصيصةٌُ من خصوصياتها.

 

ولقد تنبه الأعداء في الآونة الأخيرة لَّما اشتد الهجوم على بلاد المسلمين ثقافياً وفكرياً إلى عظيم أثر العلماء ودورهم في حفظ الدين والأمن واستقرار الحكم؛ وخاصة عند النوازل وتغير الأحوال وكثرة المستجدات فسعوا إلى أضعاف دور العلماء أولاً، وإقصائهم عن أمور الحياة ومحاولة حصرهم في غسل الأموات ودفن الجنائز ومجالس العزاء واتهامهم بالتخلف وعداوة العلم والتقدم ورفض التطور والإصلاح فراهن الجهلة وفراخ النفاق وصناديد التغريب على الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات على تجاوز الناس للعلماء وأن التغريب سوف يعم المجتمع كله، وحينئذ لا -ولن- يبقى للعلماء دور ولا منزلة، وإذا بالقنوات الفضائية حتى القنوات التغريبية لا تجد مناصاً من استضافة العلماء وإبرازهم؛ لأن هذه هي رغبة المجتمعات المسلمة، وازداد أثر وتأثر الناس بالعلماء -ولله الحمد- فلما عيل صبر الأعداء واستعجلوا التغريب نُظِّمت حملات ضد العلماء بطرق وأساليب مختلفة. فسعوا إلى إسقاط المرجعية ومهاجمة العلماء والتنقيص من قدرهم.

 

إسقاط المرجعية الشرعية: وظهر ذلك جلياً في حوارات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية وعبث بالمصطلحات وتمريرها على العامة؛ مرَّة بدعوى عدم الهيمنة الشخصية، ومرة برفض الكهنوت في الإسلام. وكل هذا بُغية أن يتجاوز الناس الرجوع للشريعة بعد إسقاط المرجعية العلمية وتخفيفها في نفوس الناس.

 

وامتد الأمر إلى هدم كل الحواجز التي تخفف أو تمنع المشاريع التغريبية التي يدعمها الغرب وينفذها الأتباع .. في الوقت الذي يجبن هؤلاء عن نقد مرجعية الكنيسة والكنيس لليهود والنصارى أو مراجع الطوائف المنحرفة .. بل ويعدون السكوت عنهم من احترام الآخر ولو شتموا الرسول صلى الله عليه وسلم وطعنوا في الدين وكل ذلك في سياق منظومة مدروسة لضرب العقيدة بالوطن، والعلماء بالساسة، وتلك شنشنة نعرفها من أخزم والعقلاء اليوم يرقبون ويعلمون تدرج المشروع الليبرالي خطوة خطوة في هجماته على الدعوة / الدعاة / الهيئة / المناهج/ الحسبة / كبار العلماء / جيل الشباب .. فبدأوا بجيل الكبار أولاً كالشيخ الفوزان الذين لم يبق من أعمارهم كالذي مضى فكان لابد من مهاجمة جيل الشباب والكهول في هيئة كبار العلماء ونخشى أن يكون الدور القادم طعناً في ولاة الأمر.

 

وهنا نقول لهؤلاء المكشوفين في خططهم، المفضوحة في لحن قولهم لا تحسبوا أنكم تستدرجوننا إلى جفوة أو قطعية أو عداوة مع ولاة الأمر.

لا وألف لا أن العلماء وطلابهم والغيورين على هذه البلاد هم من يدعون لخادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني في سجودهم وقنوتهم، وهم الذين يؤلفون قلوب رعيته عليه ويحبون ويكرهون من يعادون ويعدون ذلك قربة وعبادة، ولو علموا دعوة مستجابة لصرفوها له.

وفي هذه الأيام دندنة وشنشنة ونعيق وطنطنة أن العلماء لم يستطيعوا مواكبة التقدم التقني والانفتاح الحضاري مع الشعوب الأخرى، وأنهم لا يصلحون لهذه المرحلة.

وغير هذا كثير من أساليب المكر الكبار مكر الليل والنهار؛ لصد الناس عن علمائهم حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

 

ولنبدأ أولاً: ماذا قال معالي الشيخ سعد الشثري.
وماذا قالت الوطن.
وماذا قالت الصحف الأخرى بعد ذلك.
وقبل ذلك من هي جريدة الوطن.

يجيب على سؤالنا سمو النائب الثاني وزير الداخلية: نايف بن عبد العزيز
يقول سموه: " مما يؤسفنا أن ما ينشر في صحيفة الوطن سيئ وتوجه جريدة الوطن سيئ وينشرون أخباراً غير صحيحة، ولا أعرف لماذا، وأرجوا أن تغير الجريدة هذا التوجه؛ أما أن تستكتب أصحاب الأهواء الذين يكتبون ضد العقيدة فهو أمر لا يليق بالجريدة، ولا بأي مواطن، ولا بكاتب أو محرر".

 

أما الحدث. ففي هذا الأسبوع وفي حوار لقناة المجد مع فضيلة الشيخ العلامة: سعد الشثري وقد سأله أحد المشاهدين عن حكم الاختلاط في الجامعة فأجاب فضيلته فقال: إن جامعة الملك عبد الله يُرجَى لها الخير، وأنه إنما افتتحت من أجل مصلحة هذه الأمة ومن أجل إعادة هذه الأمة على ما كانت عليه سابقا من ريادتها للعلوم قاطبة، والهدف الذي قامت عليه الجامعة وأنشئت من أجله هدف نبيل، وكل مسلم يسعى إليه ويرغب في أن يكون سبباً من أسباب علو ورفع درجة هذه الأمة، ومن أسباب علو هذه الأمة على غيرها من الأمم؛ لذلك فإن الملك عبد الله يُشْكَر على هذه الخطوة المباركة التي لعلها -إن شاء الله- تكون من أسباب الخير ومن أسباب رفعة درجة الأمة.

 

لكن قد يكون هناك أشياء خفية وتفاصيل غير موافق عليها من قبل ولي الأمر، وتكون قد خفيت عليه لذلك فإن الوصية في مثل هذا أن يكون هناك لجان شرعية في مثل هذه الجامعة؛ لتفقد هذه العلوم، والنظر فيها، والنظر فيما خالف منها الشرع فيُبْعد؛ لأن ما خالف الشرع فإنه لا يكون صحيحاً ولا صواباً.

هل في هذا الكلام شيء -يا عباد الله- يجيز أو يبيح الهجوم.

ثم قال معاليه: إن الاختلاط إذا نظر الإنسان فيه وجد فيه من المفاسد الشيء الكثير؛ فمن نظر في أحوال تلك الجامعات وتلك المدارس المختلطة وجد شرورا عظيمة فيها درءها الله عز وجل عنا بتبني حكومة الملك عبد الله سياسة عدم الاختلاط في التعليم، وإذا نظرنا في الجامعات المختلطة وجدنا من المفاسد الشيء الكثير.. فهل في هذا الكلام شيء أو خلل؛ وأناض معاليه في مفاسد ومآلات الاختلاط قائلاً: وأنا ما تحدثت بمثل هذا إلا من المحبة العظيمة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الذي له منزلة عالية في القلوب؛ لما قدمه للأمة من خدمات عظيمة جليلة شكرها كل مؤمن في مشارق الأرض ومغاربها.

أسألكم بالله هل في هذا الكلام خلل أو عيب أو ما يبيح الهجوم ؟!!

ثم قال معاليه: " ثم إن هذه الجامعة نريد أن تكون على أعلى الدرجات وأن تخدم الأمة وأن تحقق الأهداف العظيمة التي سعى إليها بتأليف هذه الجامعة وإنشائها ورغبة في قيام الجامعة بهذه الأهداف العظيمة النبيلة تكلمت ما تكلمت به؛ وأسأل الله جلا وعلا أن ينفع بهذه الجامعة وأن يجعلها من أسباب الهدى والخير والصلاح.

 

وفي هذا المقام إني أحث كل من كان لديه قدرة على المساهمة في هذه الجامعة أن يحتسب للأجر في المساهمة فيها؛ سواء كان بتقديم علم أو بتقديم خدمات فنية أو إدارية أو غير ذلك فإن هذا من القربات؛ لأن الجامعة أنشئت على هدف نبيل ولذلك السعي للمساهمة فيها بكل ما نستطيع قربة.

 

ومن ذلك محاولة إبعاد كل ما يكون مسيء إليها من سمعة أو كلام أو نحو ذلك وكذلك محاولة إبعاد كل تصرف يقوم به بعض المسؤولين في الجامعة والتي نظن أن مقام خادم الحرمين الشريفين عبد الله لا يرضى به فإننا قد سمعنا تلك المقالة الجميلة التي قالها وفقه الله قبل العام في انتقاد الصحف والقائمين عليها بنشر صور النساء فهذا يدلنا على أن مثل هذه التصرفات ليست صادرة من خادم الحرمين الشريفين، وإنما هي من بعض المسؤولين، وولي الأمر يسعى إلى خير هذه البلاد ويسعى فيما يحقق المصلحة وما يحقق رفعة شأن هذه الأمة الإسلامية وجعل الأمم الأخرى تستفيد منها بحيث تكون مصدراً للعلم لا مجرد مستقبل له ". انتهى كلامه حفظه الله.

 

أسألكم بالله هل في هذا الكلام خلل بالنظام أو الوطنية ؟!!

ماذا تريد جريدة الوطن أن يجيب معاليه على سؤال السائل: أتريد أن يقول معاليه لا بأس بالاختلاط أو سنة مؤكدة؛ ولقد أجاب الشيخ عن السؤال جواباً ينضح ديانة وطنية؛ فما ذا ينقم عليه في 18 عشر مقال كلها هاجمته على ما قال.

- أليس من الوطنية أن ينصح الشيخ لوطنه، ولأبناء وبنات وطنه..؟!

- أليس من الوطنية أن يحرص الشيخ على فسح المجال للمحافظين والمحافظات من أبناء الوطن وبناته للدراسة في الجامعة بأجواء محافظة، وخصوصية مطلقة لكلا الجنسين..؟!

 

واستمعوا واحتسبوا الأذى فيما تسمعون إلى ما ردَّ به رئيس جريدة الوطن من قول مليء بالتهكم على معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الشثري والافتراء والكذب بغير ما قال معالي الشيخ يقول الكاتب: " يثير الصغار من العامة والغوغاء عملية تشويش منظمة على المسلمين وولي أمرهم فيما يخص خطة التنمية المتكاملة التي يقودها الملك عبد الله، قد يعذر هؤلاء؛ لقلة حكمة أو معرفة، فتركوا كل ما هو بهيج في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وانصرفوا إلى مسألة هامشية هي (الاختلاط)، وكأن الجامعة وعلماءها ومختبراتِها ما كانت إلا من أجل هذا الاختلاط الموهوم.

 

ولكن عندما يشارك في التشويش شيخ في هيئة كبار العلماء وعالم شاب، شجعه ودعمه ولي الأمر كالشيخ سعد الشثري فهذا مدعاة للقلق ".

ثم يقول رئيس تحرير جريدة الوطن عن الشيخ الشثري: " ولنفترض أنه أي الشيخ الشثري لم يقتنع بعد شرح واف صريح، وبقيت شبهات تحوم عليه، وعنده ما يعتقد أنه نصيحة يبرئ بها ذمته فلن يحول بينه وبين ولي الأمر أحد، فهو يسمع للصغير و الكبير؛ فما بالك بعضو في هيئة كبار العلماء "!

 

ثم قال رئيس التحرير: " ولكن الشيخ اختار قناة المجد، والتي فتحت باباً للفتنة والتشويش على الجامعة، وعلى عملية التنمية تصريحاً وتلميحا، فطالب من هناك القائمين على الجامعة التحرك لوقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة، مؤكداً أنه لا يجوز؛ لأنه مدعاة لما هو أكبر من ذلك، ويترتب عليه مساوئ متعددة ويجر إلى السفور والذنوب ".

 

ثم يقول رئيس التحرير: " الأدهى أنْ تبرع الشيخ بوقته وجهده في حملة التشويش "

وقبل هذه الوقفة أريد أن نستحضر هذا الحديث:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة ".

نعود إلى وقفات مع المقالة:

إخواني ماذا تريد جريدة الوطن من معالي عضو هيئة كبار العلماء.عضو اللجنة الدائمة للإفتاء؟.

هل سيقول للاختلاط ممنوع في الدول العربية جائز في السعودية .. أو مستحب أو سنة مؤكدة؟.
أم أن مفاسده عظيمة في الدول العربية؛ ولا مفاسد له في السعودية.
أم أنه لا يجوز عند غير السعوديين أما السعوديون معصومون فجائز ولا بأس به.

ماذا يعني الهجوم المنظم في 18 ثمانية عشر مقالاً في ثلاثة أيام من قبل عدد من الصحفيين يكتبون في صحف متعددة وفي موضوع واحدة بنفس واحد وهجوم على شخص واحد.
هل وقع كل هذا صدفة؟!!

 

الكلام قبل سنوات في الصحف عن الدولة المدنية .. والملكية الدستورية وقع صدفة. الهجوم على المناهج..وقع صدفة! الهجوم على المناشط الدعوية..وقع صدفة! الهجوم على الشيخ صالح الفوزان..وقع صدفة! الهجوم على الهيئات ..وقع صدفة! الهجوم على معالي الشيخ الشثري: وقع صدفة ويجب أن تصدقوا أنه لا يوجد عمل منظم وهدف محدود..كل ذلك صدفة!!.

وأن تعجب فعجب من:
- تصوير القسمة الثنائية.
- إما أن تحب العلم والنهضة العلمية وتسكت عن التحذير من الاختلاط، أو أن تحذر من الاختلاط وتكره العلم والتقدم.
- ونقول يا سبحان الله .. أمام هذا الهجوم المنظم الصارخ.
فأين الحوار وحرية الرأي يا أدعياء حرية الرأي .. واحترام الآخر

الشيخ قال ما يعتقده، وليس ملزماً أن يقول ما تقعده رئاسة تحرير جريدة الوطن، أو غيرها من الصحفيين الذين خاضوا في الإفك.

 

والشيخ بهذا يدلي بدلوه، ولم يعترض على الجامعة؛ بل طالب بأن تكتمل صورتها البهية، بموافقة باطنها لظاهرها، وظاهرها لباطنها، وذلك بأن تكون جامعة علمية كما أراد خادم الحرمين الشريفين، وأن تكون جامعة نقية من الاختلاط المذموم، وأي منكر آخر، كما يريده الله رب خادم الحرمين الشريفين؛ فماذا يضيركم منذ هذه المطالب يا ممن يدعي الفهم والحرية؟

- إن هؤلاء الكتاب أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وأوسعونا تقريعاً واستهزاء وهجوماً على تحذير المخلصين من الاختلاط في الجامعة، وكأن الاختلاط هو الذي سيجلب إلينا السلاح النووي وأسرار التقنية والعلو والرفعة والعلمية، وهو الذي سيعيدنا إلى المجد والسيادة، وهو الذي سيفتح لنا آفاق العلوم وفي هذا مغالطة صريحة واستخفاف بالعقول.

 

- ولا غرابة أنها جريدة الوطن التي قال فيها سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز؛ " مما يؤسفنا أن ما ينشر في صحيفة الوطن سيء ". وأضاف: " توجه جريدة الوطن سيء وينشرون أخبارًا غير صحيحة ولا أعرف لماذا, وأرجو أن تغير الجريدة هذا التوجه أما أن تستكتب أصحاب الأهواء الذين يكتبون ضد العقيدة فهو أمر لا يليق بالجريدة ولا بأي مواطن ولا حتى بكاتب أو محرر ".

لقد " قطعت جهيزة قول كل خطيب "، وليس بعد قول سمو النائب الثاني وزير الداخلية بيان .. ولكن وقفة عند مقال رئيس تحرير الوطن أو الحزب كما يسميها بعضهم؛ لنجد هذه الافتراءات؛ ألا تعجبون من هذه المغالطات:

1- تجاهل ما قاله معالي الشيخ الشثري من دعاء لخادم الحرمين الشريفين وثناؤه على هذه النقلة العلمية المباركة؛ كل هذا تجاهله.

2- جعل كلام الشيخ في بيان إضرار ومآلات الاختلاط بأنه مشاركة وجزء من التشويش المنظم على المسلمين وولي أمرهم

3- الاختلاط أمر ومسألة هامشية .. وسنفرد مزيد البيان والإيضاح في خطر السفور والاختلاط في جمعة قادمة.

4- لماذا لم يناصح ولي الأمر سراً لا جهراً وحديث الشيخ الشثري ليس مناصحة بل هو بيان لحكم شرعي يتعلق بالاختلاط.

5- بيان لضرر وخطر ومآلات الاختلاط في الجامعات وغيرها.
وحسن ظن بل يقين بولي الأمر أنه لا يُقِّرُ الاختلاط .. وأما المناصحة فلها مكانها ووقتها والشيخ أعلم بها.

6- ومعلوم أن ولي الأمر ليس شمساً تشرق على كل شيء وتطلع على تفاصيل كل شيء ويبقى واجب النصح أمانة في رقاب العلماء.

7- وإذا كان رئيس تحرير الوطن يحتج بسرية النصيحة فلم يكتب رسالة للشيخ الشثري؟ ولماذا اختار الحملة الصحفية .. هو وممن وافقه وتابعه؟.

8- اختار قناة المجد واتهمها بأنها التي فتحت باب الفتنة والتشويش على الجامعة.
9- هذا حق لقناة المجد أن تنظر في اتهامها باتهامها بالفتنة ونحن في دولة تحكم بالشريعة فلتفصل في هذا المحكمة المختصة شرعاً.

10- ومن حقنا أن نقول أن قناة المجد الموثوقة والمؤتمنة على العقول والناشئة قد أبلت بلاء حسناً وطنياً صادراً من عقيدة وديانة في الوقوف إلى جانب الوطن وقيادته في مواقف عديدة، ولا زالت على النهج الذي يحبب الرعية إلى ولاة أمرها؛ فكيف تكون المجد فاتحة باب الفتنة، وإذا كانت المجد هي التي فتحت باب الفتنة؛ فماذا نقول لجريدة الوطن؟!
أنقول أن الوطن حاملة لواء العقيدة المدافعة على الفضيلة والحجاب؟!
أم القول أن جريدة الوطن هي المحذرة من السفور والاختلاط؟!
أم نقول أن جريدة الوطن هي المحذرة من الربا والفواحش الداعية إلى التمسك بتحكيم الشريعة واحترام العلماء الناهية عن البدع والخرافة؟!.

 

ماذا نقول في الوطن إذا كانت المجد فاتحة باب الفتنة؟!

هل كل هذا الهجوم على الشيخ؛ لأنه حذَّر من الاختلاط ( أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)[الأعراف: 82] هل يستعدون الولاة على العلماء أم ترهبون العلماء بالأقلام.

يا رئيس التحرير: تخوفنا بالحكومة والدولة وتستعدي علينا ولي الأمر؟!. تستعدي علينا من ندعو له في سجودنا؟! تستعدي علينا من ندعو ونخطب ونحاضر في وجوب طاعته عقيدة وديانة؟! تستعدي علينا ولي الأمر ونحن نغشي مجلسه ونستقبله ونودعه بالدعاء ونذْكره في مواطن الإجابة قبل ذرياتنا ووالدينا ولو علمنا دعوة مستجابة لصرفناها له؟! تستعدي علينا من تعرضنا للخطر وهددنا بالاغتيال في الذب عنه وفضح فكر من يعاديه من غلاة التكفير ودعاة التغريب؟! تخوفنا بولي الأمر ونحن لا نعلم أصدق على الأرض من هؤلاء العلماء في ولائهم وأعف عن الأموال العامة؟!. تخوفنا بولي الأمر: والعلماء أول ممن وقفوا ونصروا ولي الأمر واصطفوا معه في الملمات والأزمات؟!

 

ويقول رئيس التحرير في مقاله: " تبرع الشيخ بوقته وجهده في حملة التشويش " أكلُّ هذا الهجوم الذي وقع صدفة من عدد من الكتاب وفي صحف متعددة؛ لأن الشيخ حذَّر من الاختلاط .. فما أنتم قائلون -إذاً- يا جريدة الوطن؟ نحن بانتظار تعليقكم ومن وافقكم من الكتاب على كلام الملك عبد العزيز موحد البلاد.

مؤسس الدولة السعودية -رحمه الله-، حيث قال: " أقبح ما هناك في الأخلاق، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية؛ من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن، وأمل المستقبل إلى ما فيه حب الدين والوطن، ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخُلقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة. ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن؛ فلا -والله- ليس هذا (التمدن) في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة، أن يرى زوجته أو أحداً من عائلته، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي.

هذه طريق شائكة، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه، خارج من عقله، خارج من بيته.

 

ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب، واجتمع بهم كثير ممن نثقق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مر الشكوى؛ من تفكك الأخلاق، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى، وساحل السلامة، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار، والحروب الجائرة.

 

وهؤلاء نوابغ ومفكريهم، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم بالكتب والنشرات والجرائد، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب.

إنني لأعجب أكبر العجب، ممن يدعي النور والعلم، وحب الرقي لبلاده، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم، ثم لا ترعوي عن ذلك، وتتبارى في طغيانها، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، رحمةً وهدىً لنا ولسائر البشر ". انتهى كلامه رحمه الله.

 

فماذا يقول المتأثرون بالفكر العلماني والليبراليون في الملك عبد العزيز إرهابي أم أصولي أم متطرف؟!!

أيها المسلمون: إن من أخطر ما في تغييب العلماء ودورهم عن الحياة بعد انتشار الفساد وهلاك العباد ألا وهو: نمو ظاهرة التكفير والغلو بين شباب الأمة بعد إسقاط المرجعية العلمية المعتبرة، ولهذا يتحمل أولئك السفهاء الفئة الضالة الثانية الأقلام الجاهلة والمأجورة الذين يتحملون نصيباً من أسباب الغلو والتطرف.

ما فتئوا يطعنون في علماء الأمة ودعاتها صباح مساء، ومطالبة إقصائهم عن واقع تأثير الحياة، ثم لا تسل بعد ذلك عن اختلال الأمن وزعزعة الحكم والاستقرار وهجرة الأموال والعقول.

 

وهنا أُوجِّه: دعوه صادقة إلى الشباب أن لا يجعلوا هذه السقطة الصحفية أرجو أن تكون سقطة وليست مرحلة من مشروع منظم، من بعض الكتاب فرصة لتمرير الفكر المنحرف أو الغلو أو التطرف أو ترويج فكر الخروج عن طاعة ولاة الأمر .. بل يجب أن نجعل هذه السقطة .. يقظة لمزيد الفهم والعلم بحاجتنا إلى الاجتماع والوحدة والألفة والسمع والطاعة لولاة أمرنا وحفظ وطننا، والنظر إلى أننا أكثر أرض الله خيراً وأقل أرض الله شراً، وأن نحفظ نعم الله علينا بالنصح والدعاء ومزيد القرب من ولاة أمرنا.

 

أيها المسلمون: هذا ما جعلنا نقف وقفه تأمل وتحذير وفضح لعواقب ومقاصد ما قادته صحيفة الوطن ممثلة في رئيس تحريرها الذي كتب مقالاً هاجم فيه معالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د/ سعد الشثري.

إن من حقنا ومن واجبنا بعد هذا الهجوم السافر على مقام المرجعية الشرعية ممثلاً في عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د/ سعد الشثري أن نذب عن علمائنا ومراجعنا الشرعية، وأن نتواصل مع علمائنا بكل وسائل التواصل الممكنة؛ وهذا من التعبد والقربات إلى الله عز وجل.

 

ومن حق علمائنا أن نحيطهم بكل المستجدات والمعلومات؛ ليكونوا على مزيد علم وإحاطة بكل ما يدور حولهم؛ فهم من ولاتنا وجزء رئيس من قادتنا، ونحن أحبابهم وطلاؤهم وإخوانهم وأعوانهم وأنصارهم، ونحن وإياهم جنود وأعوان لولاة أمرنا ونجمع ولا نفرق ونوحد ولا نشتت ونعتصم بحبل الله جميعا .. ونحن في مرحلة نواجه فيها أحداثاً جسيمه وتحديات وتحولات خطيرة.

 

أيها المسلمون: أمام هذا الإنجاز الحضاري الكبير المتمثل في هذه الجامعة العملاقة أننا نسجل بكل وعي وفخر واعتزاز أنها لبنة في علاج منكر حضاري كبير ألا وهو التخلف والعجز عن مواكبة ومسابقة الدول المتقدمة في مجالات العلوم والتقنية، ولكن هذا لا يتعارض أبداً مع إظهار الشكر والمحبة والدعاء لولي الأمر وبيان محاذير الاختلاط حتى لو لم يقع: فإن الله نهى المؤمنين عن المنكر قبل أن يقعوا فيه وليس فيه اتهام لهم به وأمرهم بالإيمان وهم مؤمنون كذلك.

إن هذه الجامعة حصن من حصون العلم وقلعة من قلاع المعرفة والتحذير من خطر الاختلاط لا يجعلنا نتجاهل ما من فيها الخير العظيم والأثر المرتجى -بإذن الله-.

 

ومجتمعنا السعودي -بإذن الله- متطلع لمزيد من حَذِرُ مما يكدرها من المكدرات الأخلاقية أو غيرها أياً كانت، وأن هذا الإنجاز يزيدنا قرباً وحباً لولي أمرنا خادم الحرمين الملك عبد الله وليس كما صوَّره عدد من الكتاب أن العلماء وطلابهم والدعاة المصلحين أننا أعداءُ لهذه الجامعة الواعدة المباركة -بإذن الله-.

وإنا لنرجوا خيراً كثيراً..بتوفيق الله ثم صلاح النيات..والجد والمنافسة.

فاحرصوا يا شبابنا وبناتِنا على الاستفادة من هذه الجامعة وما فيها من الإمكانيات المتقدمة المتنوعة، وخذوا بأسباب العلم وتجنبوا أسباب الخذلان التي حذر الله ورسوله منها..

 

وكما قال معالي الشيخ الشثري: " إن ما حرم الله ورسوله لا يكون صحيحاً ولا صواباً وأقول أيضاً إن ما حرم الله ورسوله لن يكون فيه مصلحة ولا منفعة ولن يعود علينا إلا بضرر عاجل أو آجل."

وليعلم الجميع أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولو سكت الشيخ الشثري وغيره من العلماء عن جواب السؤال الذي وجه إليه في قناة المجد وتردد في قول الحق؛ خوفاً من إرهاب الصحافة وأقلام الكتاب - ما الذي سيحدث؟! ومن سيتولى الجواب؟!.

 

هل سيترك الميدان مسرحاً لمدعي الإصلاح على طريقة المنافقين أم لمواقع الإنترنت مجهولة المصادر أم لفكر الظلام والسراديب .. فيا علمائنا الكبار أن قولكم الحق ودعوتكم للشباب إلى التؤدة والرفق وتحذيركم الشباب من الطيش والعجلة وعدم الإقدام على أمر يخص العامة إلا بإذنكم وتوجيهكم لمن أعظم أسباب الاستقرار في هذه البلاد..

فاصبروا وأجركم على الله .. فإن جلدكم بعض السفهاء من الصحفيين في أعراضكم فقد جلد الأمام أحمد بالسياط والخيزران على القول بخلق القرآن.

ومن هذا المنبر نقول لكبار العلماء لا تحسبوه aراً لكم وامضوا حيث أمركم الله وتذكروا العهد والميثاق بقول الله عز وجل:  (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران: 187]. وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار ".

امضوا ونحن معكم ماضون باقون على ما علمتمونا من الغيرة لديننا وحب ولاة أمرنا والدعاء لهم والحذر من الغلاة والمتطرفين دعاة الخروج والتطاول عليهم ..

 

نذكركم معاشر العلماء بسورة العصر؛ فكلنا في خسر إلا من أمن وعملوا تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. (والْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). فاصبروا واعفوا واصفحوا وأبشروا.

أسال الله أن يهدي كتاب الصحافة إلى الحق، وأن يسخر أقلامهم لما ينفع العباد والبلاد، ومن كان في علم الله عناده وإصراره وإمعانه اللهم اكفنا شره وعاجله بما يستحق يا أحكم الحاكمين.

أما نحن وإياكم من أبناء هذا الشعب الوفي المخلص فعزاؤنا ويقيننا أن البقاء لما هو أصلح لهذا الوطن وأهله ما دام مقيما على صفاء العقيدة من شوائب الشرك وسلامة التعبد من البدع، وأما المعاصي فتجيء وتروح وتظهر وتزول -بإذن الله- .. وإن طوفان الصلاح والتدين سيبدد ما يكدره، وإن الماء إذا بلغ القلتين لا يحمل الخبث، واطمئنوا وثقوا بقول الله -عز وجل-: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)، وثقوا بقول الله -عز وجل-: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) [الإسراء:81]، وثقوا بقول الله -عز وجل-: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).