البحث

عبارات مقترحة:

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

أحكام تتعلق بِأحوال المأموم مع الإمام في الصلاة

العربية

المؤلف أحمد بن محمد العتيق
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصلاة
عناصر الخطبة
  1. فضل التفقه في الصلاة .
  2. حالات المأموم مع الإمام في الصلاة وحكم كل حالة .

اقتباس

اعْلمُوا أن الصلاةَ أفضَلُ عِباداتِ البدَن, فاعْتَنُوا بِها, وتَفَقَّهُوا في أحْكامِها, والتي مِنْها ما يَتَعَلَّقُ بِحالِ المَأْمُومِ خَلْفَ الإمام, فإنَّ فيها مَسائِلَ يَحْتاجُ المسلمُ إلى معرفةِ أحكامِها: المسألَةُ الأولى: المُتَابَعة, وذلكَ بأنْ تكونَ أقوالُ المأمومِ وأفعالُهُ بَعْدَ أقوالِ وأفعالِ إِمامِه, لقولِ...

الخطبة الأولى:

إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً.

أمّا بعد:

أيها الناس: اتقوا اللهَ -تعالى-, واعْلمُوا أن الصلاةَ أفضَلُ عِباداتِ البدَن, فاعْتَنُوا بِها, وتَفَقَّهُوا في أحْكامِها, والتي مِنْها ما يَتَعَلَّقُ بِحالِ المَأْمُومِ خَلْفَ الإمام, فإنَّ فيها مَسائِلَ يَحْتاجُ المسلمُ إلى معرفةِ أحكامِها:

المسألَةُ الأولى: المُتَابَعة, وذلكَ بأنْ تكونَ أقوالُ المأمومِ وأفعالُهُ بَعْدَ أقوالِ وأفعالِ إِمامِه, لقولِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما جُعِل الإمامُ ليُؤتمَّ بِه, فإذا كبَّر فكبِّروا ولا تُكبِّروا حتى يُكَبِّر, وإذا ركع فاركعوا, ولا تركعوا حتَّى يركعَ, وإذا قال: سمِع اللهُ لمن حمِده, فقولوا: اللَّهمَّ ربَّنا لكَ الحمدُ, وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتَّى يسجُدَ, وإذا صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا, وإذا صلَّى قاعدًا فصلُّوا قُعودًا أجمعون".

وبناءً على ذلك, فلا يَجُوزُ مُسابقةُ الإمامِ والتَقَدُّمُ عليه, يقول النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أما يَخْشَى أحدُكُم، إذا رفعَ رأسَهُ قبلَ الإمامِ، أنْ يجعَلَ اللهُ رأسَهُ رأسَ حمَارٍ، أو يجعَلَ صورتَهُ صورَةَ حمَار".

وكَذلِكَ لا يجوزُ للمأمومِ أنْ يُوافِقَ الإمامَ في أفعالِهِ وأقوالِه, وذلكَ بِأنْ يَكَبِّرَ مَعَهُ ويَرّكَعَ مَعَه, ويُسَلِّمَ مَعَه.

وكذلكَ لا يجوزُ التَخَلُّفُ عن الإمامِ, وذلكِ بأنْ يَتَأَخَّر المأمومُ عن الإمامِ في الركوعِ أوِ السَجودِ، ونحوِ ذلكَ إلى أَنْ يَنتَقِلَ الإمامُ إلى رُكْنٍ آخَر؛ مثالُ ذلك: لَو رَفَعَ الإمامُ رأسَهُ مِنَ السجدةِ الأولى, وبقي المأمومُ ساجداً إلى أنْ يَسْجَدَ الإمامُ سجدتَه الثانية, فإنه في هذه الحالةِ يكونُ تاركاً للمتابعة.

فمَنْ سَبَقَ الإمامَ أو وافقَهُ أو تَأخَّرَ عنه عالِماً ذاكِراً على نحوِ ما تَقّدّمَ, بَطَلَتْ صلاتُه.

المسألةُ الثانية: إذا صلى الإمامُ جالساً لِعُذْرٍ, فإنْ كانَ بدأَ الصلاةَ جالساً, وَجَبَ على المأمومِ أنْ يُتابِعَه فيصلِّي جالساً.

وإنْ بَدَأَ الصلاةَ قائماً ثُمَّ تَعِبَ فاضْطَرَّ إلى الجلوسِ، فلا يَلْزَمُ المأمومَ الجُلوسُ مَعَه.

المسألةُ الثالثة: إذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المسجدَ والإمامُ على حالٍ, فَلْيَصْنَعْ كما يَصْنَعُ الإمام, سواءً كانَ راكِعاً أو ساجداً أو جالِساً، حتى لو كانَ الإمامُ في التشهُّدِ الأخير, وحتى لو كان يعْلَمُ أنَّ جماعةً أُخْرى قادِمَةٌ على الصحيحِ مِنْ أقوالِ أهلِ العلم؛ لأن إدْراكَ الجماعَةِ الأولى ولو بِجُزْءٍ يسير, أفضلُ من الصلاةِ مع الجماعةِ الثانية, ولعُمُومِ قولِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا".

المسألةُ الرابعة: إذا لم يُصَلِّي مع الإمامِ إلا شَخْصٌ واحدٌ, فإنَّه يكونُ عن يمينِه مُحاذِياً له, لا مُتأخِّراً عنه.

وَلَوْ صلى عن يسارِه صَحَّتِ الصلاة, لكن الأفضلُ أن يكونَ عن يمينِه.

المسألةُ الخامسة: إذا لَمْ يُصَلِّي معَ الإمامِ إلا صِغارٌ مُمَيِّزون دونَ سِنِّ البلوغ، فإنَهُ يَجْعَلُهُم خَلْفَه, خِلافاً لِما يَفْعَلُهُ بعضُ الناس, حيثُ يُجْعَلُونَهُم عن يمينِهم بِحُجَّةِ أَنَّهم صِغار.

المسألةُ السادسة: وهي الإئتمامُ بالمسبوق, وذلك بأن يدخُلَ الرجلُ المسجدَ فيجدُ الجماعةَ قد فَرَغُوا مِنَ الصلاة, لكنه رأى شخصاً مَسْبُوقاً يُتِمُّ ما فاتَهُ, فلا ينبغي لهذا الشخصِ الداخلِ أن يجعلَ المسبوقَ إماماً له, بل يُصَلِّي وحده, أو مع جماعةٍ جديدة.

المسألة السابعة: إذا دَخَلَ الإمامُ الراتِبُ فوَجَدَ جَماعَتَه قَد شَرَعُوا في الصلاة, ولَمْ يَرْكعُوا الركعةَ الأولى, فإنَّ له أن يتَقَدَّمَ ويَؤُمَّهُم مِنْ غيرِ أن يُعيدوا شيئا مِن صلاتِهِم.

أَمَّا إذا كانوا قَدْ رَكَعُوا الركعةَ الأولى, فإنه يَدْخُلُ معهم مأموماً.

باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُون، وَأسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ، وسلمَ تسليماً كثيراً.

أَمّا بَعدُ:

أيها المسلمون: المسألةُ الثامنة: هي صلاةُ المُنفرِدِ خَلْفَ الصف, فإنها لا تجوز لِنَهْيِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك, إلا عند الضرورة, بِحَيْثُ لا يجِدُ الشَّخْصُ الداخلُ فُرْجَةً في الصف, وَخَشِيَ فَواتَ الركعة.

وَيَدُلُّ حديثُ النهيِ عن صلاةِ المُنْفَرِدِ خلْفَ الصفِّ على عَدَمِ صِحَةِ صلاةِ مَنْ يُتابِعُ الإمامَ عَبْرَ مُكَبِّرِ الصوتِ وهو في بيتِه, وهكذا المرأةُ أيضاً.

وكذلك يَدُلُ حديثُ النَّهْيِ عن صلاةِ المُنْفَرِدِ خَلْفَ الصفِّ على عَدَمِ صِحَةِ الصلاةِ بناءً على صوتِ المِذياعِ أو التِّلفاز.

ويَدُلُّ أيضاً على عَدَمِ صِحَّةِ صلاةِ مَنْ يُصَلِّي خارجَ المَسْجدِ مَعَ وجودِ أماكِنَ فارِغَةٍ داخلَ المَسْجد.

ويَحْدُثُ هذا كثيراً في الحَرَم, حيثُ ترى بعضَ المصلين يُصلونَ خارجَ المسجد, مع وجودِ مساحاتٍ كبيرةٍ خالِيةٍ داخِلَ الحَرَم.

أمَّا إذا امْتَلأَ المَسْجِدُ، واتَّصلَتْ الصُّفُوفُ، مَعَ مَنْ هُمْ خارِجَ المسجدِ, فَحِينَئِذٍ تَصِحُّ الصلاةُ للضَّرُورَة.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وأحوالنا، واستعملنا في طاعتك، وأحسن لنا الختام.

اللهم خلّصنا من حقوق خلقك، وبارك لنا في الحلال من رزقك.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل, ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكاها, أنت وليّها ومولاها.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، واحمِ حوزةَ الدين، وانصر عبادك المؤمنين في كل مكان.

اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاما ومحكومين، اللهم أنزل على المسلمين رحمةً عامة وهدايةً عامةً يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اجمع كلمة المسلمين على الكتاب والسنة، واجعلهم يداً واحدةً على من سواهم، ولا تجعل لعدوهم منةً عليهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم ألّف بين قلوب المؤمنين وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، ونجهم من الظلمات إلى النور، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز.

اللهم احقن دماء المسلمين، اللهم احقن دماء المسلمين، وولّ عليهم خيارهم، واجعل ولايتهم فيمن خافك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، ولا تجعله مُلتبساً عليهم، اللهم احفظ بلادنا ممن يكيد لها، اللهم احفظ بلادنا ممن يكيد لها، اللهم أصلح أهلها وحكامها يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].