الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | صالح بن محمد آل طالب |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
وإذا كان الوزنُ يوم القيامةِ للحسناتِ والسيئاتِ، فينبغي للمرءِ ألا يزهَدَ في قليلٍ من الخيرِ أن يأتِيَه، ولا في قليلٍ من الشرِّ أن يجتنِبَه، فإنه لا يعلمُ الحسنةَ التي يرحمُه الله بها، ولا السيئةَ التي يسخَطُ عليه بها. فاستكثِرُوا من الصالِحات، وتدارَكُوا أنفُسَكم قبل الفَوَات. فطُوبَى لمن ثقُلَت موازِينُه بالحسنات، ويا خسارةَ من خفَّت موازِينُه...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسِنا، ومن سيئات أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه والتابعين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فإن خيرَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18]، اتَّقوا الله لعلَّكم تُفلِحون، واستكثِرُوا من الصالِحات فعمَّا قليلٍ أنتم راحِلُون، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية: 15].
اذكُر اللهَ في السرَّاء يذكُرك في الضرَّاء، وإذا ذكرتَ الموتَى فعُدَّ نفسَك كأحدِهم، وإذا أشرفَت نفسُك على شيءٍ من الدنيا فانظُر إلى ما يصِير.
عباد الله:
يخرُجُ الناسُ من قبورِهم عارِيةً أبدانُهم، حافِيةً أقدامُهم، ذابِلةً شِفاهُهم، (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) [هود: 103]، (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [التغابن: 7].
في ذلك اليومِ العظيم ينصِبُ الله الموازِينَ لوَزنِ أعمالِ العباد، ولإظهارِ كمالِ عدلِه تعالى، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47]، (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) [المؤمنون: 102، 103].
فطُوبَى لمن ثقُلَت موازِينُه بالحسنات، ويا خسارةَ من خفَّت موازِينُه، (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ) [القارعة: 6- 11].
في ذلك اليوم يتمنَّى المرءُ حسنةً ترفعُ إيمانَه، أو عملاً يُثقِّلُ ميزانَه، وقد أخبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أعمالٍ تثقُلُ بها موازِينُ العباد يوم القيامة، حرِيٌّ بالعاقلِ أن يتلمَّسَها ويتمسَّك بها.
فمنها - رعاكُم الله -: تحقيقُ التوحيد وإخلاصُ الشهادتَين لله رب العالمين.
روى الترمذيُّ وغيرُه عن عبد الله بن عمرو بن العاصِ - رضي الله عنهما -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله سيُخلِّصُ رجُلاً من أمَّتي على رُؤوسِ الخلائِقِ يوم القيامة، فينشُرُ له تسعةً وتسعين سجِلاًّ من الذنوبِ، كلُّ سجِلٍّ منها مدَّ البصر، فيقولُ الله تعالى: هل ظلَمَك كتَبَتي الحافِظون؟ فيقولُ العبدُ: لا يا ربِّ! فيقولُ الله: هل لك من عُذرٍ؟ فيقولُ العبدُ: لا يا ربِّ! فيقولُ الله: بلَى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظُلمَ اليوم، فتُحضَرُ بِطاقةٌ فيها: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمدًا رسولُ الله. فيقولُ العبدُ: وما تفعلُ هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلاَّت؟ فتُوضعُ البِطاقةُ في كفَّة، وسِجِلاَّتُ الذنوبِ كلُّها في كفَّة، فتَطيشُ السِّجِلاَّتُ وتثقُلُ البِطاقةُ، ولا يثقُلُ مع اسمِ الله تعالى شيءٌ».
عباد الله:
هذا حديثٌ عظيمٌ أفردَه بعضُ العلماء بالتأليفِ، وصدقَ الحقُّ - سبحانه -: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48].
وفي آيةِ الرجاءِ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
أرأيتُم كيف فعَلَت الشهادةُ بهذه الذنوبِ؟! وكيف ثقُلَت في ميزان العبدِ يوم القيامة؟! لأنه قالَها مُخلِصًا من قلبِه، لم يقَع فيما ينقُضُها أو يُفسِدُها من دُعاء غير الله، أو صَرفِ عبادةٍ لغيرِ الله، أو تصديقِ السَّحَرة والكُهَّان، أو اتَّخاذِ متبُوعِين من دُون الله.
أيها المسلمون:
ومما تثقُلُ به الموازِينُ: حُسنُ الخُلُق.
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من شيءٍ يُوضَعُ في الميزانِ أثقَلُ من حُسن الخُلُق» (رواه أبو داود وغيرُه).
وحُسنُ الخُلُق: هو الكلمةُ الطيبةُ، والتبسُّمُ في وجهِ أخيك، ولِينُ الجانِبِ، واللُّطفُ والسَّماحة، والصِّلةُ والإحسان، وبَذلُ النَّدَى وكفُّ الأذَى.
وقد قرَنَ الله القولَ الحسنَ بالعبادات الكِبار، فقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة: 83]، وقال - سبحانه -: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ) [الإسراء: 53].
فإذا كان قولٌ حسنٌ وأحسَن، فقُل التي هي أحسَن.
حُسنُ الخُلُق مع الناسِ كلِّهم مُؤمنِهم وكافِرهم، صغيرِهم وكبيرِهم، غنيِّهم وفقيرِهم، يقولُ - عليه الصلاة والسلام -: «إن الرَّجُلَ ليُدرِكُ بحُسن خُلُقِه درجةَ الصائِمِ القائِمِ» (رواه أحمد وأبو داود).
ويقولُ: «إن من أحبِّكم إلَيَّ وأقرَبِكم منِّي مجلِسًا يوم القيامة: أحاسِنُكم أخلاقًا» (رواه الترمذي).
ويقولُ - عليه الصلاة والسلام -: «أكثرُ ما يُدخِلُ الناسَ الجنة: تقوَى الله وحُسنُ الخُلُق» (رواه أحمد والترمذي).
وأحقُّ الناسِ بحُسن خُلُقكم هم الأقرَبُون: الوالِدان، والزوجةُ، والأولاد، يقولُ - عليه الصلاة والسلام -: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي» (رواه الترمذي وابنُ ماجه).
عباد الله:
والعملُ الثالثُ الذي تثقُلُ به الموازِينُ يوم القيامة: هو ذِكرُ الله تعالى.
في "الصحيحين": عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلِمتانِ خفيفَتَانِ على اللِّسانِ، ثقِيلَتَان في الميزان، حبِيبَتَانِ إلى الرحمن: سُبحان الله وبحمدِه، سُبحان الله العظيم»؛ وهو آخرُ حديثٍ في "صحيح البخاري".
من أرادَ أن تثقُلَ موازِينُه يوم القيامة فليُكثِر من هؤلاء الكلِمات، وليكُن لِسانُه رَطبًا من ذِكرِ الله؛ يقولُ - عليه الصلاة والسلام -: «لأَن أقولَ: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلَعَت عليه الشمسُ» (رواه مسلم).
ويقولُ - عليه الصلاة والسلام -: «من قالَ: سُبحان الله وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرَّة، حُطَّت خطايَاهُ ولو كانت مثلَ زبَدِ البَحر» (متفق عليه).
وقال - صلى الله عليه وسلم - لأبي موسَى الأشعريِّ - رضي الله عنه -: «ألا أدُلُّكَ على كنزٍ من كُنوزِ الجنة؟». قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: «لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله» (متفق عليه).
لقِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إبراهيمَ - عليه السلام - ليلةَ أُسرِيَ به، فقال: «يا مُحمَّد! أقرِئْ أمَّتَك منِّي السلام، وأخبِرهم أن الجنةَ طيبةُ التُّربة، عَذبَةُ الماء، وأنها قِيعَان - يعني: أراضٍ مُستوِية -، وأن غِراسَها: سُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» (رواه الترمذي).
وعن جُويرِية بنت الحارِثِ أمِّ المُؤمنين - رضي الله عنها -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجَ من عندِها بُكرةً حين صلَّى الصُّبحَ وهي في مسجِدِها، ثم رجعَ بعدَ أن أضحَى وهي جالِسة، فقال: «ما زِلتِ على الحالِ التي فارَقتُكِ عليها؟»، قالت: نعم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لقد قلتُ بعدَكِ أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مراتٍ لو وُزِنَت بما قُلتِ منذ اليوم لوزَنَتهنَّ: سُبحان الله وبحمدِه عددَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزِنةَ عرشِه، ومِدادَ كلماتِه» (رواه مسلم).
أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) [الأحزاب: 41- 44].
بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنَّة، ونفعَنا بما فيهما من الآياتِ والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وأشهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنِه، وأشهَدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعِي إلى رِضوانه، صلَّى الله وبارَك عليه وعلى آله وصحبِه وإخوانِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد .. فيا أيها المسلمون:
وإذا كان الوزنُ يوم القيامةِ للحسناتِ والسيئاتِ، فينبغي للمرءِ ألا يزهَدَ في قليلٍ من الخيرِ أن يأتِيَه، ولا في قليلٍ من الشرِّ أن يجتنِبَه، فإنه لا يعلمُ الحسنةَ التي يرحمُه الله بها، ولا السيئةَ التي يسخَطُ عليه بها. فاستكثِرُوا من الصالِحات، وتدارَكُوا أنفُسَكم قبل الفَوَات.
ثم اعلَموا أن الله أمرَكم بأمرٍ بدأَ فيه بنفسِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابةِ رسولِك أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، واخذُل الطُّغاةَ والملاحِدَة والمُفسِدين، اللهم انصُر دينَك وكتابَك، وسُنَّة نبيِّك، وعبادَك المؤمنين.
اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى عن المُنكَر يا رب العالمين.
اللهم من أرادَ الإسلامَ والمُسلمين وديارَهم بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نحرِه، واجعَل دائرةَ السَّوء عليه يا رب العالمين.
اللهم انصُر المُجاهدين في سبيلِك في فلسطين، وفي كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم فُكَّ حِصارَهم، وأصلِح أحوالَهم، واكبِت عدوَّهم.
اللهم حرِّر المسجد الأقصَى من ظُلم الظالمين وعُدوان المُحتلِّين.
اللهم إنا نسألُك باسمِك الأعظَم أن تلطُف بإخوانِنا المُسلمين في كل مكان، اللهم كُن لهم في فلسطين، وسُوريا، والعراق، واليمن، وفي كل مكانٍ، اللهم الطُف بهم، وارفَع عنهم البلاءَ، وعجِّل لهم بالفرَج، اللهم أصلِح أحوالَهم، واجمَعهم على الهُدى، واكفِهم شِرارَهم، اللهم اكبِت عدوَّهم.
اللهم عليك بالطُّغاة الظالِمين ومن عاونَهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَك.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضَى، وخُذ به للبرِّ والتقوَى، اللهم وفِّقه ونائبَيه وأعوانَهم لما فيه صلاحُ العباد والبلاد، وجازِهم بالخيرات على ما يبذُلُونَ لخدمةِ الحرمين الشريفَين وقاصِدِيهما.
اللهم وفِّق رِجالَ أمنِنا، والعاملين لخدمةِ الحُجَّاج والمُعتمِرين وقاصِدي الحرمين، وأجزِل لهم الأجرَ والثواب.
اللهم وفِّق واحفَظ المُرابِطين على ثُغورِنا وحُدودِنا، والمُجاهِدين لحفظِ أمنِ بلادِنا وأهلِنا وديارِنا المُقدَّسة، اللهم كُن لهم مُعينًا ونصيرًا وحافِظًا، اللهم داوِ جرحَاهُم، وتقبَّل شُهداءَهم، وتولَّ أمرَهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتِّباع سُنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، واجعَلهم رحمةً على عبادِك المؤمنين.
اللهم انشُر الأمنَ والرخاءَ في بلادِنا وبلادِ المسلمين، واكفِنا شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار، وشرَّ طوارِق الليلِ والنهار.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 147].
اللهم اغفِر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورَنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا.
اللهم اغفِر لنا ولوالدِينا ووالدِيهم وذُريَّاتهم، وأزواجِنا وذريَّاتِنا، إنك سميع الدعاء.
اللهم إنا نسألُك رِضاكَ والجنة، ونعوذُ بك من سخَطِك والنار.
ربَّنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم.
سبحان ربِّنا ربِّ العزَّة عما يصِفُون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.