البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

الأصناف السبعة (1)

العربية

المؤلف سعد بن عبد الله العجمة الغامدي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الحديث الشريف وعلومه - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. فضائل الأصناف السبعة يوم الحشر .
  2. سمات الحاكم العادل .
  3. فضائل الشباب الصالح .
  4. أهمية تعلق القلب بالمساجد. .

اقتباس

وأولئك السبعة هم أصنافٌ سبعةٌ وليسوا أشخاصًا معدودين، بل قد يكونون بالملايين وأكثر، وقد يكون الشخص جامعًا خصلتين أو ثلاثًا أو أكثر كما هو واضح من نص الحديث الشريف، فقد تجتمع معظم الخصال في بعض المسلمين لإمكان ذلك، وقد تجتمع لبعض الولاة تلك الخصال كلها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. أولاً: الإمام العادل: وهو كل من تولى شأنًا من شؤون المسلمين، وهو الذي يحكم بالحق ولا يظلم أحدًا لأحد ولو كان من أعز الخلق عليه وأحبهم إليه،...

الخطبة الأولى:

أما بعد: فلقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ يوم القيامة في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في ِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَن تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقِةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).

ففي هذا الحديث النبوي الشريف توضيح وبيان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كرم الله الواسع وفضله العظيم وشمول عنايته لعباده ورحمته الواسعة التي وسعت كل شيء.

ولقد أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام، وهو الذي لا ينطق عن الهوى (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى) [النجم: 4]، فلقد أوضح في أجمل عرض وأقوى بيان وبَشَّرَ أَصْنَافًا سَبْعَةً من المؤمنين بالاستظلال يوم القيامة في ظل عرش الله جلَّ جلالُه وتعالى سلطانُه، والشمسُ تَلْفَحُ جُلُودَ الآخرين والْعَرَقُ يُلْجِمُهُمْ ولا يَدْرُونَ ما اللهُ صانعٌ بهم عند الحساب وأين يُسَاقُون: إلى الجنة أم إلى النار؟

ويوضح ذلك ويبينه ويبشر به ليلهب نفوس المؤمنين ويحرك فيهم روح الجد والإخلاص والعمل الصالح، ولتتطلع أرواح المؤمنين إلى أن تكون من السعداء في الآخرة ولتفوز بخصلة من هذه الخصال أو أكثر.

وأولئك السبعة هم أصنافٌ سبعةٌ وليسوا أشخاصًا معدودين، بل قد يكونون بالملايين وأكثر، وقد يكون الشخص جامعًا خصلتين أو ثلاثًا أو أكثر كما هو واضح من نص الحديث الشريف، فقد تجتمع معظم الخصال في بعض المسلمين لإمكان ذلك، وقد تجتمع لبعض الولاة تلك الخصال كلها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

أولاً: الإمام العادل: وهو كل من تولى شأنًا من شؤون المسلمين أو ولي أمرًا من أمورهم سواء كانت الولاية خاصة ببلد معين أو عامة لبلدان متعددة، وهو الذي يحكم بالحق ولا يظلم أحدًا لأحد ولو كان من أعز الخلق عليه وأحبهم إليه، يرى القوي ضعيفًا حتى يأخذ منه الحق لغيره، والضعيف قويًا حتى يأخذ حقه من ظالمه كائنًا من كان، لا يفرق بين قريب وبعيد وسيد ومَسُود في معاملتهم بالحسنى والرفق بهم والإحسان إليهم.

ورعية الإمام العادل كأولاده فيما لهم من العطف والحنان والتربية الصالحة، فيعلّم جاهلَهم، ويواسي فقيرَهم، ويربي صغيرَهم، ويعالج مريضَهم، ويكرم حاضرَهم، ويحفظ غائبَهم في أهله وماله. قال الإمام -علي رضي عنه-: "حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك فحق على الناس أن يسمعوا له وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دُعُوا".

ومن ولي أمر عشرة فما فوقهم جاء يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه حتى يطلقَهُ عدلُه أو يوبقَه جَوْرُهُ، هكذا ورد الخبر عن سيد البشر محمد بن عبد الله ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حُكْمِهِمْ وأهليهم وما ولوا" (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم"، قالوا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم؟ قال: "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة" (رواه مسلم). وقوله: "تُصَلُّون عليهم" أي: تدعون عليهم.

ومن عدل الإمام عدم اتخاذه للحجّاب الأشرار الذين لا يُمَكِّنُونَ الناسَ من الدخول على ولاة أمرهم ولا يرفعون حاجاتهم إليهم، ورد في الحديث عن النبي  -صلى الله عليه وسلم- قوله: "من ولاه الله عز وجل شيئًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلّتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة" (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته" (رواه الترمذي).

واتخاذ الحاجب الذي يدل اتخاذه على التعاظم وقلّة العناية بقضاء حاجات الناس هو الذي يَحْرُمُ، أما إذا كثر الخصوم وازدحموا على الحاكم أو دخلوا عليه بغير إذنه فلا بأس بِرَدِّهِم وإغلاق الباب لترتيب الدخول مع اتخاذ الحصانة التي تكفل أمن المجتمع بإذن الله.

وأورد حديثًا صحيحًا يشمل الإمام وغيره ممن ولي من أمر المسلمين شيئًا في إدارة أو مؤسسة أو عمل صغير أو كبير فَشَقَّ عليهم أو رَفَقَ بهم؛ ليعلم كل مسلم خطورة أمورٍ تهاون بها الناس اليوم ولم يعلموا عظم الأمانة التي حملوها، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فَشَقَّ عليهم فَاشْقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فَرَفَقَ بهم فَارْفُقْ به" (رواه مسلم). وحول الولاية وما يتعلق بها من حقوق الوالي المسلم وحقوق الرعية تأتي خطبة مستقلة إن شاء الله تعالى.

ثانيًا: الشاب المسلم القوي الماسك لأمر نفسه إذا نشأ في عبادة ربه، العبادة بمعناها الصحيح المعروف في الإسلام، إذا استعمل جوارحه وحواسَّه وروحه ووقته وماله وما أنعم الله به عليه في مرضاة ربه وخالقه فقد استحق من الله خير الجزاء، وكان محبوبًا في أهله وقومه وموطنه لأنه يريد الخير ويفعله ويدعو إليه ويرغّب فيه ويثني على فاعله.

وإنْ عَرَضَتْ له المعصيةُ وزَيَّنَهَا له الشيطانُ تجده الشابَّ القويَّ المؤمنَ الذي يَكْبَحُ جِمَاحَ نفسه ويخاف من الله ويمنعه دينه من ارتكاب أي معصية، ويُؤْثِرُ ما عند الله من حياة أبدية لا تَفْنَى على المتاع الزائل، وهو الشاب الذي يرى أقرانه في السهر واللهو والفساد وسائر الْمُتَعِ البهيمِيَّةِ، ورد أن رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صَبْوَةٌ" (رواه أحمد).

ومع ذلك تجده المشتغل بعبادة ربه وطاعته ويسعى في الأرض لكسب المال الحلال وإنفاقه في الحلال، وهو البار لوالديه، وهو الذي يسعى لتربية أبنائه وصغار إخوانه ونفع أمته، فالشباب يكون في المراحل العمرية من سن المراهقة والتكليف إلى الأربعين سنة في الغالب، وتشمل المتزوج وغير المتزوج من الجنسين، فالجميع يشملهم الحديث إذا كانوا في رَيْعَانِ الشباب، وإن كان مفهوم الشباب يقيده بعض الناس بمرحلة البلوغ وما بعدها، فهذا التَّقْيِيدُ تَضْيِيقٌ لواسع.

فالشاب المسلم ذلك الجندي في الميدان، والتاجر في السوق، والفلاح في المزرعة، والطبيب في المستشفى، والعامل في المصنع، والعضو الصحيح الصالح المصلح في المجتمع، وهو الذي إذا دعي إلى الخير أجاب ولَبَّى، وإذا سمع الشر أو رآه سعى لِنُصْحِ مرتكبيه باللسان والكتابة بالقلم، وإن كان ممن يقع عليه الإنكار باليد ويستطيع ذلك فإنه يقوم به خير قيام، ويبتعد عنه إن فقد النصير من البشر، وكان منكرًا له بقلبه إن لم يستطع بلسانه أو القلم، وهو وما يعني الإنكار بالكتابة.

إن عبادة الله على الشيخ الكبير الذي تنتابه الأمراض سهلة ميسرة في الغالب، لكنها على الشاب الصحيح صعبة ثقيلة لطول أمله واستبعاده الموت، ولكثرة المغريات وخاصة في هذا العصر، وللصحة في بدنه، وقد يكون المال متوفرًا وميسورًا إضافة إلى ما سبق، ومع وجود هذه المغريات نجد الكثير من شبابنا متمسكين بإسلامهم عاملين به داعين إليه مقبلين على طاعة ربهم، وهذا مما يبشر بالخير ويدعو إلى الطمأنينة والحمد لله.

فهنيئًا لشابٍ تَقِيٍّ تعلق قلبه بعبادة ربه واعتاد المساجد لتأدية الصلوات المكتوبة وللجلوس في مجالس الخير وعمل الصالحات وقراءة القرآن وذكر الله، وهنيئًا له إذا اغتنم شبابه قبل هرمه، وصحته قبل سقمه، وغناه قبل فقره، وفراغه قبل شغله، وحياته قبل موته، إذا اغتنم ذلك وسار في الطريق الصحيح السليم.

ومن علم أن الشباب ضيف لا يعود وفرصة إذا مرت لا رجوع لها شغل شبابه بطاعة الله، واستعان به على الصالح لدينه ودنياه وآخرته، ومن تعوّد الطاعة في صغره يفعلها قادرًا عليها في كبره، ومن أتبع نفسه هواها وقاده الشيطان بزمام الشباب إلى الذنوب والمهالك ندم حين يشيخ وَلاَتَ ساعةَ مَنْدَمِ إن بقي على ما هو عليه، وإن تاب فباب التوبة مفتوح، ويتوب الله على من تاب.

وأكرم الناس نفسًا وأَنْدَاهُمْ كَفًّا وأطيبهم قلبًا وأرقهم عاطفة وأصدقهم عزمًا هو الشاب المؤمن التقي الذي يُجِلُّ الكبير ويحترمه، ويَحِنُّ على الصغير ويرحمه، فلا تسمعه إلا مهنئًا أو معزيًا أو مشجعًا أو مسلِّمًا، ولا تراه إلا هَاشًّا باشًّا طَلْقَ الوجهِ مُبْتَسِمًا، يُحَلِّيهِ إيمانه بمكارم الأخلاق، ويبعده دينه عن طَيْشِ الصغر وإصرار الكبر، وجدير بشاب هذا شأنه أن يكون آمنًا إذا فزع الناس أجمعون، وأن يظله الله سبحانه وتعالى تحت ظل عرشه يوم القيامة، (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف: 13].

الخطبة الثانية:

 الحمد لله يهدي من يشاء بمنّه وفضله، ويضل من يشاء بحكمته وعدله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فإنَّ الصِّنْفَ الثالثَ من الأصناف السبعة الذين بَشَّرَهُمْ رسولُ الهدى محمد   والذين يظلُّهم الله تبارك وتعالى سلطانه تحت ظل عرشه يوم القيامة هو الْمُعَلَّقُ قَلْبُهُ من الرجال بالمساجد بكثرة التردد إليها لتأدية الصلاة المفروضة فيها، فما إن تنتهي صلاة فرض وإلا قلبه معلق بتأدية الصلاة التي تليها؛ لأنه يجد السعادة والأُنْسَ والراحة والاطمئنان والاستمتاع بأداء الصلاة في جماعة في بيوت الله حيث يُنَادَى بها.

ويجد المتعة في الجلوس بالمساجد لانتظار الصلوات ولذكر الله والاعتكاف وتلاوة القرآن الكريم، وهذا هو دأبه في كل وقت من الأوقات في رمضان الكريم وفي غيره، ليس كالذي استهواه الشيطان يحافظ على الصلوات في رمضان وعلى تلاوة القرآن فما إن ينتهي شهر الخير والبركة إلا وقد انتكس ورجع إلى حالته الأولى، أو كالمنافق الذي لا يجد المتعة والراحة والأنس بجلوسه في المسجد لانتظار الصلاة أو لطلب العلم أو لذكر الله بقراءة القرآن أو الذكر عمومًا.

وشتّان ما بين رجل مؤمن قلبه معلق بالمساجد وما بين منافق هَمُّهُ الدنيا وحُطَامُها، فالمؤمن في المسجد كالسمكة في الماء، والمنافق في المسجد كالطير في القفص. ويستطيع كل شخص أن يعرف نفسه ويعرضها ويقيسها على هذا المثل ليعلم من أي صنف هو. أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الذين قلوبهم معلقة بالمساجد المتلذذين بعبادة ربهم المسبحين لله تعالى الخائفين الوجلين منه المتقين له عز وجل.

وشتان بين ما كانت عليه المساجد في صدر الإسلام وفي القرون الأولى وما نحن عليه الآن، لقد كانت المساجد في ذلك العصر هي المعاهد والمدارس والأندية ولوقوف المؤمنين بالله واليوم الآخر بين يدي ربهم مُذْعِنِينَ له بالعبودية كلَّ يوم خمس مرات، وقد ألصق الشريف منهم كتفه بالضعيف، واحْتَكَّ جسمُه بجسمه قيامًا وركوعًا وسجودًا، لا يُقَدَّمُ مسلمٌ على مسلم آخر بمكان أو نظام يخصه إلا العلماء وأولو النُّهَى، فَيُقَدَّمُونَ لمراقبة الإمام وملاحظته والفتح عليه لما قد ينتابه في الصلاة لقوله : "لِيَلِنِي أولو الأحلام منكم والنُّهَى".

ولقد نسينا أو تناسينا الاهتمام بشؤون المساجد بالفرش والإنارة والْمَطَاهِرِ ـ أي: محلات الوضوء ـ وما يتبعها والمياه المبردة والمكاتب والغرف والمنازل المعدة للمعلمين والمتعلّمين والأئمة والمؤذّنين والفقراء والمساكين وأبناء السبيل، ولقد كان سلفنا الصالح يبايعون الأئمة في المساجد ويُخْرِجُون الجيوش والفاتحين منها ويطلبون العلم بين جدرانها، وكانوا إذا حَزَبَهُمُ الأَمْرُ اجتمعوا في المسجد وتشاوروا فيه، وكانت البركة والخير كل الخير فيما يكون ويتصل عمله بالمساجد بيوت الله التي عرفوا مكانتها حق المعرفة.

وهكذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- وكذلك التابعون ومن بعدهم، ولا يظن أحد أنَّ تَعَلُّقَ القلب بالمساجد لإقامة الصلاة فحسب، ولكنه لكل ما ذُكِرَ من الصلاة والاعتكاف والتعلم والتعليم وذكر الله عز وجل إلى غير ذلك من أنواع الطاعات والقربات، قال الله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور: 36-38]،  (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة: 18].

وفي الخطبة القادمة إن شاء الله أكمل بقية الأصناف السبعة الواردِ ذِكْرُهُمْ في الحديث المتفق على صحته والْمَرْوِيِّ عن حبيبنا وسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.