المتعالي
كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...
العربية
المؤلف | محمد بن إبراهيم النعيم |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحديث الشريف وعلومه - المنجيات |
راقب الله وخف عصيانه أينما كنت في السر والعلانية، حيث يراك الناس وحيث لا يرونك سواء كنت في بلدك أو خارج بلدك أو في مكتبك أو في مدرستك أو في عملك أو في مهنتك أو في قعر دارك. وهذا باب عظيم في مراقبة الله -عز وجل-، ولو عمل به الناس لما احتاجوا إلى رقيب عليهم. فإن بعض الناس قد يتقي الله في بلده استحياءً من الناس الذين يعرفهم ويعرفونه، ولكنه إذا خلا بمحارم الله انتهكها؛ لأنه يحمل تقوى مزيفة.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
روى أبو ذر الغفاري ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" (رواه الترمذي).
هذا الحديث على قصر عبارته إلا أنه يتضمن وصية عظيمة جامعة لحقوق الله -عز وجل- وحقوق عباده. فإن حق الله على عباده أن يتقوه حق تقاته. والتقوى وصية الله للأولين والآخرين قال الله تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131].
كما أن التقوى وصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم-لأمته في كل خطبة يقولها وحين يبعث أميرًا على سرية فإنه يوصيه في خاصة نفسه بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرًا. كما أنها وصية العلماء لعامة الناس.
فقد قال رجل ليونس بن عبيد أوصني. فقال: أوصيك بتقوى الله والإحسان، فـ (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128].
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: "أوصيك بتقوى الله -عز وجل- التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل جعلنا وإياك من المتقين".
وكتب رجل من السلف إلى أخ له فقال: "أوصيك بتقوى الله فإنها أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت".
وكتب عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- إلى أمير جيشه سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- يحضه فيه على تقوى الله، ويحذره المعاصي فقال: "وبعد، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العُدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احترازًا من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله. ولولا ذاك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا نُنصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا: إن عدونا شر منا فلن يُسلطَ علينا فرُبَّ قومٍ سُلط عليهم شرّ منهم كما سُلط على بني إسرائيل لما عملوا بالمعاصي كفارُ المجوسِ فجاسوا خلال الديار وكان وعد الله مفعولاً. واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل الله تعالى ذلك لي ولكم" اهـ.(موارد الظمآن 3/98).
فتأملوا ما كتبه أمير المؤمنين عمر –رضي الله عنه- إلى قائد جيشه يأمره بتقوى الله ويحذره من المعاصي بأشد المواقف وأحرجها عند مقابلة المسلمين لجيش العدو من الكفرة المعاندين لعلمه –رضي الله عنه- أن تقوى الله أفضل العدة والذخيرة وأقوى عامل لنصرة المسلمين على أعدائهم والغلبة عليهم والظفر بهم.
إن المسلم مطالب أن يسأل الله –تعالى- أن يرزقه التقوى فهي خير وصية لمسافر ومقيم وسائح. فقد كان من دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- "اللهم إني أسألك الهدى والتقوى والعفاف والغنى".
ولقد أحسن من قال:
فعليك بتقوى الله فالزمـها تفز | إن التقي هو البهيُ الأهيبُ |
واعمل بطاعته تنل منه الرضا | إن المطيع له لديـه مُقربُ |
وأصل التقوى: أن يجعل العبدُ بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه: وقاية تقيه من ذلك وهو فعلُ طاعته واجتناب معصيته. أي: أن تتقي الله بالعمل الصالح كقوله –صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
وتارة تضاف التقوى إلى اسم الله -عز وجل-، كقوله تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [المائدة: 96]، أي اتقوا مساخط الله.
وتارة تضاف التقوى إلى عقاب الله، وإلى النار وإلى يوم القيامة، كقوله تعالى: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 24]، وقوله -عز وجل- (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) [البقرة: 281].
وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- ذات يوم كعب الأحبار فقال: حدثني عن التقوى. فقال هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال نعم. قال فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت. قال كعب: كذلك التقوى. اهـ.
فالتقوى خشية مستمرة وحذر دائم من أشواك الحياة من فتن وشهوات وشبهات. ولذلك قال ابن المعتز:
خل الذنوب صغيرها | وكبيرها فهو التقى |
واصنع كماشٍ فوق أرض | الشوك يحذر ما يرى |
ولا تحقرن صغيرة | إن الجبال من الحصى |
وقال شهر بن حوشب: "المتقي الذي يترك ما لا بأس به؛ حذرًا من الوقوع فيما فيه بأس".
وقال طلق بن حبيب: "التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله. وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله".
وقال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
أما قوله –صلى الله عليه وسلم-: "حيثما كنت": أي راقب الله وخف عصيانه أينما كنت في السر والعلانية، حيث يراك الناس وحيث لا يرونك سواء كنت في بلدك أو خارج بلدك أو في مكتبك أو في مدرستك أو في عملك أو في مهنتك أو في قعر دارك.
وهذا باب عظيم في مراقبة الله -عز وجل-، ولو عمل به الناس لما احتاجوا إلى رقيب عليهم.
فإن بعض الناس قد يتقي الله في بلده استحياءً من الناس الذين يعرفهم ويعرفونه، ولكنه إذا خلا بمحارم الله انتهكها؛ لأنه يحمل تقوى مزيفة. ولقد حذَّر النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا الصنف من الناس بحبوط حسناتهم فقال: "لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامةَ بيضاءَ، فيجعلُها الله هباءً منثورًا، أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم قومٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها".
وكان الإمام أحمد يقول:
إذا ما خلوت يومًا لا تقل | خلوتُ ولكن قل علي رقيبُ |
ولا تحسبن الله يغفل ساعةً | ولا أن ما يخفى عليه يغيب |
أما فضائل التقوى وثمراتها؟ فالتقوى سبب لمحبة الله تعالى للعبد قال تعالى (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 76].
وبالتقوى تفتح بركات السماوات والأرض؛ قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف: 96].
وبالتقوى تكون معية الله مع المتقين قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128]، وبالتقوى تيسر لك أمور الدنيا والآخرة. قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4].
وبالتقوى تفرج الكرب ويأتي الرزق من حيث لا تحتسب؛ قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3].
والتقوى هي خير زاد في الدنيا والآخرة. قال تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197].
والمتقين هم أكرم الناس عند الله، قال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].
والمتقي هو الذي ينتفع بالقرآن قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2].
وبتقوى الله يهديك الله إلى العلم. قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 282].
والمتقي مصان من وساوس الشيطان. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 201].
ولذلك كانت عاقبة المتقي هو الفلاح يوم القيامة. قال تعالى (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف: 128].
والجنة لا يرثها إلا المتقون قال تعالى: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا) [مريم: 63].
وهناك العديد من الآيات التي جاءت في فضل التقوى وإعلاء شأنها وتقديس آثارها حتى ليمكن أن نقول: إن القرآن ما أطال في ذكر شيء، ولا ألح في طلب شيء وحض عليه ورغَّب فيه، مثلما فعل بفضيلة التقوى.
فهي تراها مقدِمةُ لكل حكم يشرعه الدين، وهي نهاية لكل تكليف يقرره ويدعو إليه.
فاتقوا الله عباد الله حق التقوى واستمسكوا بالعروة الوثقى. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله يعز من أطاعه واتقاه، ويذل من خالف أمره وعصاه، أحمده سبحانه لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله اجتباه ربه واصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فلا نزال مع وصية رسول –صلى الله عليه وسلم- الجامعة: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
أما قوله "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"، فلأن العبد غير معصوم من المعاصي أمر إذا وقع في معصية أن يبادر إلى عمل ما يضادها من الحسنات، وأن لا يقنط من رحمة الله ولا نستسلم للشيطان.
وكلمة "أتبع" تفيد المبادرة وعدم التواني، ومن فعل ذلك لا يسجل عليه سيئات بإذن الله.
فقد روى أبو أمامة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر ألقاها وإلا كتبت واحدة"(رواه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان).
فالله -جل وعلا- يعطينا فرصة ست ساعات لعلنا أن نتوب ونبادر إلى الأعمال الصالحة كي لا تكتب علينا سيئات. ولكي لا يفاجئنا الموت وعلينا سيئة واحدة.
قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 17].
أما قوله –صلى الله عليه وسلم-: "وخالق الناس بخلق حسن"، وهي الوصية الثالثة في هذا الحديث النبوي الشريف فهو أمر بمعاملة الناس معاملة حسنة.
وقد صح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
"أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلقًا" (رواه الإمام أحمد وأبو داود).
وروى أبو الدرداء –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة".
إن من المعاب على المسلمين حقا أن يعيروا بأخلاق الذين كفروا بعد أن بيّن لنا رسولنا –صلى الله عليه وسلم- بأن هدف بعثته للناس إنما كانت ليتمم مكارم الأخلاق وبعد أن منح صاحب الخلق الحسن قصراً في أعلى درجات الجنة، وبعد أن أعطي صاحب الخلق الحسن أثقل الحسنات في ميزانه فقال –صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه أبو الدرداء –رضي الله عنه-: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء"، ومع ذلك كله فإن كثيراً من المسلمين قد تدنت أخلاقهم وساءت تصرفاتهم.
إن حسن الخلق صفة سامية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فهي تطهر صاحبها من آفات اللسان والجنان وترتقي به إلى مراتب الإحسان مع خالقه ومع سائر الناس، فجملوا شخصيتكم ومعاملتكم مع الناس بتحسين أخلاقكم تدركوا خيري الدنيا والآخرة.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت. اللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك واقطع رجاءنا عمن سواك حتى لا نرجو أحدًا غيرك.
اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم انصرنا على أعدائنا وانصرنا على أهوائنا واهدنا ويسر الهدى لنا. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم يا من لك الملك كله ولك الحمد كله وبيدك الخير كله وإليك الأمر كله يا من شملت قدرتك كل شيء ووسعت رحمتك كل شيء ارفع عن أمتنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم قنا شر أنفسنا وبصرنا بعيوبنا. اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين. اللهم عليك بأعداء الإسلام والمسلمين اللهم صب عليهم العذاب صبًّا. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك. اللهم أشغلهم بأنفسهم ورد كيدهم في نحورهم. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وقوموا إلى صلاتكم ووفقكم الله.