اللطيف
كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...
العربية
المؤلف | خالد بن سعود الحليبي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
لقد وضع الإسلام القواعد الحكيمة للحفاظ على الأسرة من الشقاق والشتات وأرسى المبادئ القويمة التي تدرأ عنها المشكلات التي تنغّص على الزوجين سعادتهما وتذهب بالمودة والسكينة بينهما، كما منع الإسلام كل ما من شأنه أن يفرّق أفرادها، أو يُعيق الأسرة عن تحقيق أهدافها، وإن اهتمام الإسلام بالأسرة له أسبابه، فالأسرة هي...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار.
أما بعد:
عباد الله: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله وطاعته؛ استجابة لأمر الله -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 1.2].
أيها الإخوة المؤمنون: لقد وضع الإسلام القواعد الحكيمة للحفاظ على الأسرة من الشقاق والشتات وأرسى المبادئ القويمة التي تدرأ عنها المشكلات التي تنغّص على الزوجين سعادتهما وتذهب بالمودة والسكينة بينهما، كما منع الإسلام كل ما من شأنه أن يفرّق أفرادها، أو يُعيق الأسرة عن تحقيق أهدافها، وإن اهتمام الإسلام بالأسرة له أسبابه، فالأسرة هي اللبنة القوية التي يبنى بها صرح المجتمع المسلم، وهي المدرسة الإيمانية التي تخرج الأجيال المسلمة.
لذلك حرص أعداء الإسلام الذين فشلوا في بناء الأسرة في مجتمعهم الموبوء حرصوا أن يفرّقوا شمل الأسرة المسلمة، وأن يزعزعوا أركانها لتفقد قدرتها على الاستمرار والإنتاج والعطاء، فأدخلوا إليها باطلهم عبر المسلسل والمسرحية والفيلم والأغنية والمجلة، ونحو ذاك من صور الفساد المدروس بعناية فائقة ليحقق أهدافه الخبيثة.
إننا نسمع عن كثير من الأزواج يكثرون الشكوى فيقولون: لا نشعر بسعادة في حياتنا الزوجية! زوجتي لا تبادلني الشعور بالحب! إنها سريعة الغضب! لا تهتم بمظهرها أمامي! كثيرة الطلبات! تفتعل المشكلات! وتبني حياتها معي على الشكوك والظنون! وإذا اهتمت فإنها لا تهتم إلا بأبنائها! وهكذا .. سلسلة من الأسباب التي يجعلها الأزواج سببًا في فشلهم وفقدانهم السعادة الزوجية التي كانوا ينشدونها.
وفي المقابل تشتكي الزوجات من أزواجهن، زوجي كثير الخروج من المنزل! إنه لا يتحدث معي إلا وهو يصرخ أو يأمر أو ينهى! لا يبالي بمشاعري! ترك تربية أولاده عليَّ وانصرف لأصدقائه وأصحابه! كثيرًا ما ينغّص عيشتي بذكره الزواج من أخرى! يضرب أولاده بقسوة! وقد يضربني! وكثيرًا ما يشتمني!
ولو نظرنا في واقع الأمر لوجدنا أن الفريقين كل منهما لم يفهم طبيعة الحياة مع الآخر، فالرجل حين يفقد رجولته، وتترجل المرأة أمامه، يختل التوازن، وحين يتخلى أحد الزوجين عن واجباته، ويضيّع حقوق الآخر، وحقوق الأسرة عمومًا تبدأ سلسلة من المشكلات لا نهاية لها إلا ربما بالكسر.
كما أن لكل من الجنسين أعني الذكر والأنثى طبيعة خَلْق خاصة، فالرجل عقلي يتعامل مع الأمور بالتفكير الحاد، والحساب الدقيق للأشياء، والنظرة المستقبلية البعيدة، بينما المرأة عاطفية تتعامل مع الحياة بحساسية مرهفة، وكثير جدًا من العواطف، وبقليل من التفكير المنطقي، وكل منهما يعبّر عن مشاعره بالطريقة التي خُلق عليها، فالرجل بالعمل، والمرأة بالحديث وبثّ المشاعر، ولذلك لو أن كلاً منهما حاول التعبير عن إحساساته تجاه الآخر بالطريقة التي يفهمها ويتعامل معها لاقتربت النفوس، وتبددت كثير من المشكلات بينهما.
وفي البدء أهمس في أذن كل منهما: لا تصنعا من صغير الأخطاء كبيرها، فالحياة بينكما عشرة وتذمم، وتسامح وتجمل، ولا ينس أحدكما أن أخطاء صاحبه قد تكون من صنعه، أو هو المتسبب فيها، فالمرأة التي تشكو من خروج زوجها إلى مجالس أصدقائه وسهره إلى قريب من الفجر، ربما تكون هي التي لم تهيئ له الجو الملائم في المنزل، ولم تحرص على تشويقه للحضور بينها وبين أولاده. والرجل الذي يشكو من عدم زينة زوجته له وتجملها لعينيه، ربما يكون هو السبب في ذلك؛ لكونه لا ينظر إلى زينتها إذا تزينت، ولا يبدي إعجابه بها، ولا يلتفت إلى شيء من ذلك.
وقد يكون أحد الزوجين ممن يضخّم الأخطاء وينسى المحاسن، ويبني من التصرفات العادية تلالاً من الأوهام والظنون الفاسدة والشكوك المدمرة، وعلى من هذا حاله أن يقوم بإصلاحها وتقويمها حتى تكون جديرة بالحكم على الآخرين، فمن لم يستطع قيادة نفسه أنىّ له أن يتمكن من قيادة غيره وتربيته.
وعلى كل الأحوال فالصبر بين الزوجين على أخطاء الآخر وهفواته أمر مطلوب، فكل إنسان معرّض للخطأ والزلل والنسيان.
من ذا الذي ما ساء قط | ومن له الحسنى فقط؟ |
وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- طبيعة خلق المرأة، وأن المتعامل معها ينبغي ألا يجهل هذه الطبيعة فيحسن إليها مهما كانت تصرفاتها، قال صلى الله عليه وسلمَ: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وأن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا " [متفق عليه]، وفي رواية لمسلم: "إن المرأة خُلقت من ضلع، لن تستقيم على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".
ولا يفهم من هذا الحديث: ذم النساء كما يفعل كثير من الرجال حين يوردونها وهم يشتمون نساءهم، بل هو تقرير لطبيعة المرأة، وأنها خُلقت لمهمة أخرى غير مهمتك أيها الرجل، وهي أن تكون سكنًا للرجل، ومأوى لفؤاده، وراحة لنفسه، وكنفًا صالحة لتربية أولاده، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
ولا يحسن أن يكون خلق مثل هذا المخلوق إلا بهذه الطبيعة الرقيقة العاطفية التي خُلقت بها المرأة، فالضلع الذي خُلقت منه حواء هو أقرب ما يكون للقلب، وانحناؤه كما ينحني أحدنا على ولده ليضمه حنانًا وحبًّا ورحمة، والمطلوب من الرجل ألا يطلب من المرأة أن تعيش بطبيعة خلقه هو من عقلية منطقية، واستقامة تامة على خُلق معين يحبه، وإلا فإنه سيكسر ذلك الضلع، بل عليه أن يتعامل مع امرأته بحسب طبيعة خلقها، ويستمتع بالحياة معها كما هي، مقدرًا لها أصل تكوينها، وطبيعة نفسيتها، بل والظروف الشهرية التي تمر بها، وما يصاحبها من تغيرات نفسية قد تنال من الرجل أو الأولاد.
وإليكما هذه الصورة الجميلة من صور الوئام النفسي بين الزوجين: رُوي أن شريحًا القاضي قابل الشعبي يومًا، فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عامًا لم أر ما يغضبني من أهلي! قال له: وكيف ذلك؟ قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي رأيت فيها حسنًا فاتنًا، وجمالاً نادرًا، قلت في نفسي: سوف أتطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي، فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبيّن لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك.
قال شريح: فأحوجتني-والله- يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم، وبعد: فإنك قلت كلامًا إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدّعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟
قلت: ما أحب أن يملني أصهاري؟ فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة، فمكثت معي عشرين عامًا لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالمًا.
هكذا تكون البداية؛ لتكون السعادة في خاتمة المطاف هي النتيجة بإذن الله.
أسعدكم الله جميعًا، وألّف بين قلوبكم، إنه سميع مجيب.
توبوا إلى الله واستغفروه إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله شرح صدور المؤمنين لطاعته، وأعانهم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، واعلم -أيها الزوج- أن أهم ما ينبغي لك إدراكه هو أن سعادتك في الزواج تتوقف على ما تفعله بعد زواجك، فإذا كنت شخصًا تتعامل بالتوازن والتعقل في معالجة أمورك، مستقيمًا على شرع الله، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة في الزواج -بإذن الله-، فالزواج برغم مشكلاته ومصاعبه هو أفضل طرق الحياة وأرضاها.
ولعل من أسباب جلب السعادة إلى نفسك تجديد حبك لزوجتك، فالحب يسهم إسهامًا رائعًا في صناعة الزواج السعيد، بل هو الباعث على كل التصرفات الحميدة.
واعلم أن زوجتك ليست أنت، فعلى الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينك وبين زوجتك، فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عنك زوجتك من نقاط اختلاف فلا يمكن لاثنين يجتمعان في خلية زوجية أن يكونا متطابقين تمامًا تطابق نصفي الكرة، ولا بد أن يكون كل منهما متفردًا بشخصية مميزة وذاتية محددة، تجعله بعيدًا عن التماثل مع صاحبه.
ولا تظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف، فقد تنشأ الخلافات والمنغّصات والمشكلات في أية لحظة، ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين، وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لا بد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البنّاء فلكل داء دواء، ولكل مشكلة علاج، فلا تيأس من علاج أي مشكلة إذا كنت تتطلع إلى تأسيس حياة زوجية سعيدة.
وحاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك، وتستدعي غضبها، واجتنب القيام أمامها بعمل شيء تعرف سلفًا أنه يغضبها وهو مما لا تطلب به رضا الله -تعالى-، ولا يحقّق لك منفعة لا بد منها.
ولا تكن معارضًا لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك، فإن ذلك يؤلمها ويفقدها الإحساس بقيمتها عندك، مما يؤثر على سعادتكما الزوجية، وعليك -بدلاً من ذلك- أن تشجّعها على إبداء رأيها، وتحمد الصواب من آرائها، ولا تظهر المعارضة لأمور تعرف أنها محبوبة ومرغوبة لديها إلا ما كان فيه محذور شرعي، وفي هذه الحالة عليك التوجيه بلطف ولين ورفق.
واعلم أن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدةً ولينًا، ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى نقيض السعادة.
وإذا كنا قد قررنا أن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل، وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة، فالواجب عليك عندئذ ألا تقابل هذه الثورة العاطفية بثورة أخرى غضبية منشؤها إرادتك إظهار رجولتك، فإن الرجولة الحقيقية تعني التعقل في جميع التصرفات، ووضع الأمور في نصابها، وقيادة سفينة الحياة حتى تصل إلى بر الأمان بإذن الله.
ولا تكن كهؤلاء الرجال الذين لا يرون ما عند زوجاتهم من الإيجابيات والفضائل ولا ينظرون إليهن إلا بعين التقصير والانتقاص قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة | كما أن عين السخط تبدي المساويا |
وقال آخر:
نظروا بعين عداوة لو أنها عين | الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا |
واحرص على أن تُسعد زوجتك، فإنك إذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت؛ لأنك إذا نجحت في إسعادها فسوف لا تدخر وسعًا لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
ثم صلوا وسلموا على معلم الناس الخير، ومربي البشرية على منهج الله القويم؛ سيدنا ونبينا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله كما أمركم الله -جل وعلا- بذلك، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
فاللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، أخص منهم الخلفاء الراشدين المهديين من بعده؛ أبا بكر، وعمر وعثمان وعلي، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر إخواننا المجاهدين، وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.
اللهم فك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضال المسلمين، وهيئ لأمة الإسلام أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.