الحكم
كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...
العربية
المؤلف | عمر بن عبد الله المقبل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
إن الشكوك والقدح في نيات الآخرين طريق مختصرٌ للشيطان في التفريق. وهو -أيضاً إذا لم يكن له قرائن قوية تؤكده- عذرٌ لا يتكئ عليه مريض في قلبه، يريد أن يبرر كرهه لفلان، واحتقاره لفلان، وللاعتداء على فلان. والشكوك وسوء الظن -أيضاً- كفيلة بإيجاد جفوة وشقة بعيدة لا يمكن التلاقي فيها، فكل قول أو فعل يحمل على خلاف الظاهر المتبادر منه للذهن من دون قرينة تصرفه عن ظاهره فيه ظلم وتجنٍّ على الآخرين.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصَح الأمة، وجاهَد في الله حق جهاده، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنه إلا هالكٌ، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فبعد استقرار دعائم التوحيد في جزيرة العرب؛ أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن يأس الشيطان من عبادته في الجزيرة، ولكنه أخبر عن بقاء باب يدخل منه الشيطان على قلوب العباد، ألا وهو التحريش بينهم؛ كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه-. (صحيح مسلم ح: 2812).
وإذا ذكر التحريش بين العباد، فإن أوائل شراراته المؤذنة باندلاع ناره، هو ذلكم المرض القلبي، الذي امتحن الله به قلوبَ عباده المؤمنين، وفرّق الشيطان بسببه بين الزوج وزوجه، والأخ وأخيه، والحبيب وحبيبه، إنه سوء الظن فيمن نتعامل معهم، من غير بيّنة على ذلك.
أيها المسلمون: إن الظن السيئ عملٌ من أعمال القلوب التي تُمتحن بها وتُسأل عنها، يقول تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)[الإسراء: 36]، وقال جل جلاله: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) [يونس: 36].
ويقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات: 12]، وهذه الآية أتت في سورة الحجرات التي بيَّن الله -تعالى- فيها أنه امتحن فيها قلوب بعضِ عباده الذين وقع منهم رفعٌ لأصواتهم فوق صوت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وغفر لهم ذلك..
وهي إشارة لطيفة إلى أن ما في السورة الكريمة من أعمال الجوارح والقلوب التي رُبِّي المؤمنون عليها: كالتثبت في الأخبار، وتحريم المقاتلة بين المؤمنين، والسخرية، والظن، واللمز، والتجسس، والغيبة، وغيرها كلها من الأعمال التي تُمتحن بها قلوب العباد، وسِرُّ ذلك ما ذكره ابن القيم -رحمه الله-: من أن "مبدأ كل علمٍ نظري، وعملٍ اختياري هو الخواطر والأفكار، فإنها توجب التصورات، والتصوراتُ تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل، وكثرة تكراره تعطي العادة، فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادها بفسادها"ا.هـ. (الفوائد ص306، عن تفسير سورة الحجرات للعمر).
وصدق أبو الطيب المتنبي إذ يقول:
إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونُه | وصدّق ما يعتاده من تَوَهّم |
وعادى محبيه بفعل عِداته | وأصبح في ليل من الجهل مظلـمِ |
من هنا كان لزاماً علينا معشر الإخوة، أن نجتهد في صلاح الواردات على القلب، فإن النار الكبيرة إنما هي شرارة صغيرة في أصلها.
لقد جاءت النصوص الشرعية -كما سلف بعضُها- بالتحذير من ركوب مطية الظن الذي لا يُبنَى على أساس صحيح، وقد بيَّنت آيةُ الحجرات السبب في ذلك: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث"، فهاتان علتان واضحتان:
الأولى: كون بعض الظن إثمًا.
والثانية: أن الظن –أي: الذي ليس له قرائن تؤكده- أكذب الحديث.
أيها المسلمون: وفي النهي عن سوء الظن أمرٌ بإحسان الظن، وقد قيل قديماً: "وبضدها تتميز الأشياء".
وحينما نتحدث عن حسن الظن، فإننا نذكره لا على أنه خُلق بسيط، بل هو عملٌ قلبي ضروري في حياتنا، بل هو الأصل -فيما لم تدل الأدلة الظاهرة عليه-؛ لأن فقده يعني فساد ذات البين.. ولكم أن تتصوروا أخص علاقة في الدنيا -وهي العلاقة الزوجية- كيف ستكون لو خلت من هذا العمل القلبي الجليل؟! إن ذلك يعين خراب البيت تماماً.. كم هي المواقف التي تقع من أحد الزوجين كان القصد فيها حسناً, لكنها لم تُشفع بتصرف حسن، فأعمَل أحدُ الزوجين سوء الظن فخرب البيت!
كم يُبتلى أحدُ الزوجين برسالة طائشة من جوال عابث، فتقع هذه الرسالة على عين الزوج الآخر، فلا يتثبت، ويُقدِّمُ سوء الظن -بلا أمارات قوية- فيعلنها الزوج طلاقاً، وتعلنها المرأة شقاقاً وخصاماً، ربما صَحِبَهُ إلحاحٌ شديد بطلب الطلاق، قبل التثبت والتريث!
وقُلْ مثل ذلك في علاقة الوالد مع ولده والعكس! فهذا ولدٌ نصح أباه بطريقة مهذبة -بعد أن أثنى على حسنات أبيه الكثيرة- نصحه عن معصيةٍ كانت فيه، والأب مصرٌّ عليها منذ سنين، فما كان من الشيطان إلا أن دخل ليغيّر منطق الأب، بدلاً من أن يفرح أن يخرج الله من صلبه من يناصحه، ويدله على الخير، ويحذره من مغبة الاستمرار على معصية الله -عز وجل-، قال له أبوه -بمنطق سوء الظن-: أصلاً تتلقط عيوبي! أنت تبحث عن جوانب النقص عندي! والقصص في هذا كثيرة، والله المستعان.
وإذا أردنا أن نوسِّع الدائرة قليلاً لنصل إلى الأقارب والأرحام والأصهار، وخواص الأصدقاء؛ فإن الشيطان يوسِّع احتمالات الظن الفاسد أيضاً.. ولن نجد علاجاً لذلك كله أحسن من إحسان الظن حتى يتبين خلافه.
قال أحدهم: وقف فلانٌ من الأقارب أو الأصدقاء، ووقف بجواري عند الإشارة ولم يسلم عليَّ!
نعم.. نعم هو متكبر أصلاً! هو لا يراني شيئاً! وإذا كانت سيارته جديدة أو مكانته الوظيفية أو الاجتماعية فيها نوع تميّز، فإن الشيطان سيطرح احتمالات أخرى، بل سيطرح مؤكدات أخرى! وهذا مثالٌ يتكرر كثيراً، فقِس عليه.
هنا -أيها الإخوة- يأتي دور الإيمان والعقل، ودور التماس الأعذار لقطع الطريق على هذا العدو الذي يريد أن ينزغ بيننا، كما قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)[الإسراء: 53]، ألا يحتمل أن الرجل سارح البال؟! ألا يحتمل أن عنده مشكلة شتَّت عليه ذهنه؟! ألا يمكن أنه لم يرك أصلاً؟! فإن الرؤية الحقيقة ما تواطأ عليها القلب والبصر.. ألم يمر عليك يومٌ من الأيام فقطعت الإشارة وأنت سارح الذهن؟!
ومن هنا يعظم في نفسك موقف زينب بنت جحش -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سألها الرسول عليه الصلاة والسلام عن أمر الإفك الذي رُميت به عائشة -رضي الله عنها-، فقالت مقولة المؤمنة، المحسنة الظن: قالت: "يا رسول الله! أحمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ إلا خيراً"، وإذا علمت أن هذه الكلمة صدرت من ضَرتها وجارتها، أي شريكتها في أعظم زوج عرفه التاريخ، إنه: محمد -صلى الله عليه وسلم-.. إذا عرفت ذلك ازداد إجلالك وإكبارك لهذا الموقف الكبير.
ليتنا -معشر الإخوة- نعيش فيما بيننا بخلقِ النملة التي قصّ الله علينا خبرها في القرآن، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[النمل: 18]، فانظر كيف التمست هذه الحشرة الصغيرة العذرَ لسليمان وجنوده، مع أنها كانت في مقام النذارة والتحذير من الموت بالنسبة لها ولرفيقاتها.. ولكنها لم تجد بداً من التماس العذر.. أتدرون لماذا؟
إن سيرة سليمان -عليه الصلاة والسلام- كانت شافعةً له بمثل هذا الالتماس والعذر.
و-رضي الله عنه- الفاروق إذ يقول: "لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك إلا خيراً، ما دمتَ تجد لها في الخير محملاً، فإن لم تجد له عذراً، فقل: لعل له عذراً لا أعلمه". فبهذا تطمئن النفوس، وترتاح القلوب، وتنجح في امتحانها.
إخوة الإسلام: إن الشكوك والقدح في نيات الآخرين طريق مختصرٌ للشيطان في التفريق.
وهو -أيضاً إذا لم يكن له قرائن قوية تؤكده- عذرٌ لا يتكئ عليه مريض في قلبه، يريد أن يبرر كرهه لفلان، واحتقاره لفلان، وللاعتداء على فلان.
والشكوك وسوء الظن -أيضاً- كفيلة بإيجاد جفوة وشقة بعيدة لا يمكن التلاقي فيها، فكل قول أو فعل يحمل على خلاف الظاهر المتبادر منه للذهن من دون قرينة تصرفه عن ظاهره فيه ظلم وتجنٍّ على الآخرين.
قال الخليل بن أحمد: "أربعٌ تعرف بهن الأخوة: الصفح قبل الانتقاد له، وتقديم حُسن الظن قبل التهمة، وبذل الود قبل المسألة، ومخرج العذر قبل العيب".
ولقد أحسن الشاعر في قوله:
إذا أنت لم تعف عن صاحبٍ | أساءَ، وعاقبتَـه إن عثر |
بقيت بلا صاحب فاحتمل | وكن ذا قبول إذا ما اعتذر |
أيها الأحبة: ومن المجالات التي ينفخ فيها الشيطان نار الفُرقة بين المسلمين، وخصوصاً في هذا العصر الذي كثرت فيه أسباب الاجتماعات، هو ميدان الحوار والنقاش، سواءٌ في الأمور العلمية أو الاجتماعية، أو غيرها من المجالات.
ولئن كان الحوار -في أصله- سمة إيجابيةً إلا أنك تَحزن وتخاف –أيضاً- عندما يفتقد هذا الحوار أبسط أبجدياته، ومنها: حسنُ الظن بالطرف الآخر حينما يحاوره ويناقشه، فبعض الناس وللأسف -وإن لم يقل ذلك بلسان مقاله- يريد من الناس أن يوافقونه في كل ما يطرح من رؤى وتصورات وربما تحليلات مستقبلية..!
والأدهى من ذلك أن يَعْتَبِرَ المخالف له: يكرهه، أو يتقصد عناده، أو غير ذلك من شرارات سوء الظن والفرقة!
وكم من علاقات طيبة عرفناها انقلبت إلى عداوة بسبب ذلك..!
أين هؤلاء من مقولة الإمام الشافعي -رحمه الله- الذي كان يناظر -وهو أحد أئمة الدنيا في قوة المناظرة وسعة العلم- كان يقول: "رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"؟!
ولسان حال البعض -وإن أنكرها بلسانه- لسان حاله يقول: "رأيي صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب"!
وإذا ادَّعَى البعضُ إيمانه وقناعته بهذه المقولة، فقلّ بل -والله ندر- من يَسلم من الآفة التي بعدها، وهي بقاء الرواسب القلبية حينما تنفض المحاورة وينتهي المجلس.
وهذه لا يتخلص منها إلا أصحاب العقول الكبيرة والعقول الناضجة الذين "يظلون دائماً قادرين على الاحتفاظ بالعلاقات الممتازة على الرغم من النقاش الحاد، والنقد الشديد الذي يمكن أن يغشى مجالسهم؛ لأنهم يعرفون بشكل واضح، أن نقد أفكارهم وآراءهم لا يعني نقد ذواتهم".
وتذكر -أيها الأخ الكريم- "أنك لن تجد -ما بقيت- مهذباً لا يكون فيه عيبٌ، ولا يقع منه ذنبٌ:
ولست بمستبق أخاً لا تلمّه | على شعثٍ، أي الرجال المهذبُ؟! |
فلا ينبغي أن توحشك فترةٌ تجدها من صاحب، ولا أن تسيء به الظن في كبوة تكون منه، ما لم تتحقق تغيّره، وتتيقن تَنكّره، وليكن حكمك هذا عند راحة الخاطر، وفترة النفس، وإياك أن تُصدر حكمك عليه حال سَورة غضب، أو فترة ملل، فقلّ أن يصحّ رأيٌ في فورة طبع.. واحذر: لا يفسدنّ الظن عليك أخاً أو صديقاً أصلحه لك اليقين".
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة...
الخطبة الثانية:
الحمد لله علام الغيوب، ومصلح القلوب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أطيب الناس نفساً، وأعظمهم خلقاً في السلم والحروب.
أما بعد: فحينما نتحدث عن حسن الظن، والتأكيد على أهميته؛ فإننا لا نُغفِل أهمية كون الإنسان فطناً لبيباً، غير مغفلٍ ولا غِرٍّ تنطلي عليه ألاعيب الناس.
والله -تعالى- لم يحرِّم كل الظن، بل أبقى للظن المبني على أساس صحيح، وقرائن قوية مجالاً للأخذ به، وفي القرآن تطبيق عملي لهذا، فهذا نبي الله يعقوب -عليه الصلاة والسلام- قال لأولاده -بعد ما امتنع من إرسال يوسف معهم، حتى ألحوا عليه جداً، ثم قال لهم، بعدما أتوه وزعموا أن الذئب أكله-: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا)[يوسف: 18]، وقال لهم في الأخ الآخر: (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ)[يوسف: 64]، ثم لما احتبسه يوسف عنده، وجاء إخوته لأبيهم، قال لهم: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا)[يوسف: 83]، فهم في ذهاب أخيهم الآخر -وإن لم يكونوا مفرطين- فقد جرى منهم ما أوجب لأبيهم أن قال الذي قال، من غير إثم عليه ولا حرج.
وقد أخذ العلماء من هذه القصة: أن سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم.
ومع هذا فينبغي التأكيد على أن الأصل في التعامل مع المسلمين هو حسن الظن ما لم يتبين ويتضح خلاف ذلك، خصوصاً لمن طالت عشرته، وامتدت صحبته.
اللهم إنا نسألك حسن الظن وشكر العافية، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر: 10]، اللهم أصلح أحوال المسلمين، وألف بين قلوبهم واهدهم سبل السلام.