البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

لا حول ولا قوة إلا بالله

العربية

المؤلف حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. كثرة متاعب الحياة .
  2. الأصل العظيم للخُروجِ من مصاعِب الحياة .
  3. معاني (لا حول ولا قوة إلا بالله) ودلالتها .
  4. أهمية استجلاب معية الله تعالى. .

اقتباس

في مثلِ هذا الزمنِ الذي عمَّت فيه الفِتَن، وكثُرَت فيه المصائِب، وتسلَّط فيه الأعداءُ على أمة الإسلام، مما تولَّدَ عليه آلامٌ مُتنوِّعةٌ، وكُروبٌ مُختلِفةٌ؛ فإن الحاجةَ ماسَّةٌ إلى تذكيرِ المُسلمين بالمخارِجِ اليقينيَّة من كل همٍّ وغمٍّ، وبالأسبابِ الحقيقيَّة للخلاصِ مِن كل الكُروبِ والخُطُوبِ.. والخُروجِ مِن هُمومِها يكمُنُ في تحقيقِ التقوَى لله سِرًّا وجَهرًا، والرُّجوعِ إليه، والتضرُّع لعظَمَتِه، والانكِسار له في السرَّاء والضرَّاء..

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ وليِّ الصالِحين، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أفضلُ الأنبياء والمُرسَلين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وصحبهِ أجمعين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

إخوة الإسلام: في مثلِ هذا الزمنِ الذي عمَّت فيه الفِتَن، وكثُرَت فيه المصائِب، وتسلَّط فيه الأعداءُ على أمة الإسلام، مما تولَّدَ عليه آلامٌ مُتنوِّعةٌ، وكُروبٌ مُختلِفةٌ؛ فإن الحاجةَ ماسَّةٌ إلى تذكيرِ المُسلمين بالمخارِجِ اليقينيَّة من كل همٍّ وغمٍّ، وبالأسبابِ الحقيقيَّة للخلاصِ مِن كل الكُروبِ والخُطُوبِ.

معاشر المسلمين: هذه الحياةُ الفانِيةُ مليئةٌ بالمصاعِب والمتاعِب، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد: 4].

وإن الأصلَ العظيمَ للخُروجِ من مصاعِبِ هذه الحياةِ، والخُروجِ مِن هُمومِها يكمُنُ في تحقيقِ التقوَى لله سِرًّا وجَهرًا، والرُّجوعِ إليه، والإنابةِ لجَنابه ليلًا ونهارًا، والتضرُّع لعظَمَتِه، والانكِسار له في السرَّاء والضرَّاء، قال - جلَّ وعلا -: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 2، 3]، وقال - عزَّ وجل -: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4].

وإن مِن صُور هذا الانكِسار والتضرُّع والاستِسلامِ لله - جلَّ وعلا -: ما أرشدَ إليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- جُملةً مِن الصحابة، وأوصَاهم به قَلبًا وقالَبًا، قَولًا وفِعلًا، سُلُوكًا وحالًا.

فقد أرشدَ أبا مُوسى -رضي الله عنه-، بقولِه -صلى الله عليه وسلم- له: «قُل: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله؛ فإنها كنزٌ من كُنوز الجنة» (رواه الشيخان).

وقال أبو ذرٍّ -رضي الله عنه-: "أوصَانِي حِبِّي -صلى الله عليه وسلم- أن أُكثِرَ مِن قَولِ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله".

إنها الوصيَّةُ الجليلةُ بذِكرٍ عظيمٍ، وَجِيزِ المبنَى، عظيمِ المعنَى، يلهَجُ به اللِّسانُ، ويستَيقِنُ بمعنَاه الجَنان بأنه لا مُعينَ على تحقيقِ مصالِحِ الدارَين إلا الله - جلَّ وعلا -، مَن أعانَه فهو المُعانُ، ومَن خذلَه فهو المخذُولُ.

ذِكرٌ يتيقَّنُ به العبدُ أنه لا تحوُّلَ له ولا لغيره مِن حالٍ إلا حالٍ، ولا قُوَّةَ له على شأنٍ مِن شُؤونِه أو تحقيقِ غايةٍ مِن غاياتِه إلا بتقوَى المَتِين العليِّ العظيم.

ذِكرٌ يُظهِرُ فيه العبدُ فقرَه الحقيقيَّ، وذِلَّه لربِّه، وأنه في أشدِّ ضرورةٍ وافتِقارٍ إلى خالِقِه العزيزِ القهَّار.

ذِكرٌ يخرُجُ مِن لسانِ عبدٍ قَلبُه مُوحِّدٌ لواحدٍ عظيمِ الشأنِ، منه يستَمِدُّ النصرَ والظَّفَرَ، والفرَجَ والمخرَجَ، قال - جلَّ وعلا -: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق: 7].

ذِكرٌ يتحقَّقُ به الفلاحُ والنجاحُ، والمخرَجُ والخلاصُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال: 45].

إنه ذِكرٌ ينبَغي لكلِّ مُسلمٍ أن يلهَجَ به بلسانِ المقالِ والحالِ؛ إذ هو سِرُّ التوحيدِ الذي يقتَضِي انكِسارًا للخالقِ، وانقِطاعًا له ظاهرًا وباطنًا، وبراءةً مِن الحَول والقوةِ إلا بالله - جلَّ وعلا -.

قال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: "وهذه الكلمةُ - أي: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله - لها تأثيرٌ عجيبٌ في مُعاناةِ الأشغالِ الصعبةِ، وتحمُّل المشاقِّ، والدخولِ على المُلُوكِ ومَن يُخافُ، ورُكوبِ الأهوال".

يا عباد الله: اسمَعوا لهذه القصَّة العظيمةِ التي هي بُرهانٌ ساطِعٌ على أن قوَّةَ التوحيدِ تنحَلُّ بها الكُروبُ مهما عظُمَت، وتندَكُّ معها الخُطوبُ مهما اشتَدَّت وتنوَّعَت، إنها قصةٌ ذكرَها كثيرٌ من المُفسِّرين وغيرِهم، وجاءَت مِن أوجُهٍ أقلُّ أحوالِها الحُسن، وهي:

أن عَوفَ بن مالكٍ الأشجعيَّ أسَرَ المُشرِكُون ابنًا له يُسمَّى "سالِمًا"، فأتَى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: يا رسولَ الله! إن العدوَّ أسرَ ابنِي، وشكَا إليه الفاقَةَ - أي: الفقرَ -، فقال له رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما أمسَى عند آلِ مُحمدٍ إلا مُدٌّ، فاتَّقِ الله واصبِر، وأكثِر مِن قولِ: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله». وفي رِوايةٍ: "أنه أمَرَه وأمَرض أمَّ الولَدِ أن يقُولَا ذلك".

ففعلَ الرَّجُلُ ما أوصَى به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فبَينما هو في بيتِه، إذ جاءَه ابنُه وقد غفَلَ عنه العدوُّ، فأصابَ إبِلًا، وأتَى بها إلى أبِيه - وكان فقِيرًا -، فأتَى أبوه رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «اصنَع بها ما أحبَبتَ، وما كُنتَ صانِعًا بإبِلِك»، فأنزلَ الله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا[الطلاق: 2].

ومِن هنا سارَ الصحابةُ الكرامُ - رضي الله عنهم - في حياتِهم العطِرَة بهذه الوصَايَا:

روَى ابنُ أبي الدنيا أن أبا عُبَيدة حُصِرَ، فكتَبَ إليه عُمرُ -رضي الله عنه- يقول: "مهما ينزِلُ بامرئ شدَّةٌ سيجعَلُ الله له بعدَها فرَجًا، وإنه لن يغلِبَ عُسرٌ يُسرَين، وأنه - سبحانه -، يقول: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200]".

هكذا شأنُ الصحابة، القوةُ الحقيقةُ عندهم هي قوةُ التوحيدِ والطاعةِ.

إنه التعلُّقُ باللهِ - جلَّ وعلا -، والتوكُّلُ عليه، ولَهجُ الألسُنِ بذِكرِه - سبحانه -، مما يجعلُ الكُروبَ مهما اشتَدَّت وعظُمَت فمآلُها إلى فرَجٍ ومخرَجٍ ويُسرٍ مِن الله جلَّ وعلا.

قال الفُضَيلُ - رحمه الله -: "والله لو يئِستَ مِن الخلقِ حتى لا تُريدُ منهم شيئًا، لأعطاكَ مولَاك كلما تُريد".

معاشر المسلمين: وإن مِن أسبابِ تفريجِ الكُروبِ وإزالة الهُموم: أن الإنسانَ متى استبطَأَ الفرَجَ، وأيِسَ منه بعد كثرة دُعائِه وتضرُّعه، ولم يظهَر عليه أثرُ الإجابة، فعليه حينئذٍ أن يرجِعَ إلى نفسِه باللائِمَةِ، ويُحدِثُ عند ذلك توبةً صادِقةً، وأوبَةً إلى الله مُخلِصةً، وانكِسارًا للمولَى، واعتِرافًا له بأنه عبدٌ أهلٌ لما نزَلَ مِن البلاء، وأنه ليس بأهلٍ لإجابةِ الدعاءِ، وإنما يرجُو رحمةَ ربِّه، ويطلُبُ عفوَه.

فعندها تسرِي حينئذٍ إجابةُ الدعاء، وتفريجُ الكُروب، فإنه تعالى عند المُنكسِرَة قلوبُهم مِن أجلِه، كما قرَّره عُلماءُ السلَف. فما أحوَجَ الأمة اليوم إلى أن يسِيرُوا على هذا المنهَج العظيم.

أيها المسلمون: حافِظُوا على مثلِ هذا الذِّكرِ العظيمِ في كل وقتٍ وحينٍ، حافِظُوا عليه بقُلوبِكم وألسِنَتكم، وتُصدِّقُ ذلك أحوالُكم؛ فخيراتُ مثلِ هذا الذِّكر خَيراتُه مُتنوِّعة، وأفضالُه مُتعدِّدة.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما على الأرضِ أحدٌ يقولُ: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسُبحان الله، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله إلا كُفِّرَت عنه خطايَاه ولو كانت أكثرَ مِن زبَدِ البحر» (رواه أحمد، وحسَّنه الترمذيُّ).

وعن عُبادة بن الصامِتِ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن تعارَّ مِن الليلِ -أي: استيقظَ- فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير، الحمدُ لله، وسُبحان الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفِر لي، أو دعَا استُجِيبَ له، فإن توضَّأَ وصلَّى قُبِلَت صلاتُه» (رواه البخاري).

إنه دُعاءٌ - أي: هذا الذِّكر لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله - فيه صِيانةٌ للعبدِ، وحِفظٌ له، وسِياجٌ لمصالِحِه.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قال -يعني: إذا خرجَ مِن بيتِه-: بِسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، يُقال له: كُفِيتَ ووُقِيتَ وهُدِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطان» (رواه أبو داود والترمذي).

ذلكم أنه ذِكرٌ يقتَضِي الاستِسلامَ لله - جلَّ وعلا -، وتفويضَ الأمورِ إليه، والاعتِرافَ بأن العبدَ مُنقطِعٌ لا يملِكُ شيئًا من الأمر؛ فأزِمَّةُ الأمور بيَدِ الله - سبحانه -، وأمورُ الخلائِقِ معقُودةٌ بقضائِه وقَدَره، لا رادَّ لقضائِه ولا مُعقِّبَ لحُكمه.

فكُن - أيها المُسلم - بتوحيدِك مُطمئِنَّ القلبِ، مُرتاحَ البالِ، مُستيقِنًا بالفرَجِ والمخرَج، ولتَكُن الأمةُ هذا شأنُها، فكُلُّ ما في الكَون خاضِعٌ لأمرِ الله، وجميعُ ما في هذا العالَم مهما عظُمَت قوَّتُها، وتناهَت شِدَّتُها، فهي خاضِعةٌ لقُوَّةِ الله وأمرِه، وقضائِه وقدَرِه، وكلُّ قويٍّ ضعيفٌ في جَنبِ الله - جلَّ وعلا -، واقرأوا تاريخَ الأُمم.

فأشغِل نفسَك - يا عبدَ الله - بسائِرِ الطاعات، وأنواع الخيرات، والزَم ذِكرَه بأصنافِ الأذكار المُتنوِّعة في السرَّاء والضرَّاء، في الشدَّة والرَّخاء.

ففيما صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَن سرَّه أن يستَجِيبَ اللهُ له عند الشدائِدِ والكُرَب، فليُكثِر الدعاءَ في الرَّخاء».

ما أحوَجَ الأمة اليوم وهم يُعانُون الآلام المُتنوِّعة أن يتفطَّنُوا لمثلِ هذا الكلام العظيم، ويعمَلُوا به صِدقًا وإخلاصًا لله - جلَّ وعلا -.

فكُن - أيها المُسلم - لاهِجًا بـ "لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله"، فهي مُعِينةٌ على تحمُّل الأثقالِ، وتكابُدِ الأهوال، وبها يُنالُ رفيعُ الأحوال.

والله المُستعان، وعليه التُّكلان، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العظيم.

اللهم اجعَل لنا من كل همٍّ فرَجًا، ومن كل ضِيقٍ مخرَجًا.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله وحده، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شَريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أجمعين.

أما بعد .. فيا أيها المسلمون: المُؤمنُ المُوحِّدُ الحافِظُ لحُدودِ الله - جلَّ وعلا -، المُلتَزِمُ بطاعتِه وطاعةِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، صادِقًا مُخلِصًا، مخصُوصٌ بمعيَّةِ الله الخاصَّة التي ذكرَها الله - جلَّ وعلا - بقوله: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128].

ومَن يكُن اللهُ معه فمعَه الفِئةُ التي لا تُغلَب، والحارِسُ الذي لا ينامُ، والهادِي الذي لا يضِلُّ، كما قال قتادةُ.

فهي معِيَّةٌ تقتَضِي النَّصرَ والتأييدَ، والحِفظَ والإعانةَ، والإخراجَ مِن دهالِيزِ الكُرُوب ومُدلهِمَّات الخُطُوب.

فمَن حفِظَ اللهَ - يا أمةَ الإسلام -، وراعَى حقوقَه وجَدَه أمامَه وتُجاهَه على كل حالٍ، ومَن تعرَّفَ على الله في الرَّخاء تعرَّفَ عليه في الشدَّة فنجَّاه من الشدائِد، وخلَّصَه مِن المصائِب، ومَن عاملَ اللهَ بالتقوَى والطاعةِ في رخائِه، عامَلَه الله باللُّطفِ والإعانةِ في شدَّتِه.

أيها المُسلمون .. يا أمة الإسلام: اسمَعُوا لحديثٍ قُدسيٍّ يروِيه رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-: «ولا يزالُ عبدِي يتقرَّبُ إلَيَّ بالنوافِلِ حتى أحِبَّه، فإذا أحبَبتُه كُنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَهُ التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشِي بها، وإن سألَني لأُعطيَنَّه، ولئِن استعاذَني لأُعِيذنَّه» (رواه البخاري).

فما أحوَجَنا - يا أمة الإسلام - والأعداءُ يتربَّصُون بنا، ويمكُرُون بأراضِينا وببلادِنا أن نكون معَ الله - جلَّ وعلا - قَلبًا وقالَبًا، ظاهرًا وباطِنًا، إخلاصًا وصِدقًا وطاعةً لله ولرسولِه.

ثم إن الله - جلَّ وعلا - أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا هو: الصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريمِ.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الآلِ والصحابَة أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم اجعَل للمُسلمين من كل همٍّ فرَجًا، اللهم اجعَل للمُسلمين من كل همٍّ فرَجًا، اللهم اجعَل للمُسلمين من كل همٍّ فرَجًا، ومن كل ضِيقٍ مخرَجًا، ومن كل بلوًى عافِية، اللهم أخرِجهم من الشدائِدِ والخُطُوبِ، اللهم أخرِجهم من الشدائِدِ والخُطُوبِ، اللهم يسِّر أمورَهم، اللهم ارحَم ضعفَهم، اللهم أغنِ فقيرَهم، اللهم اشفِ مريضَهم، اللهم ارحَم موتانا وموتاهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم عليك بأعداء المُسلمين، اللهم عليك بأعداء المُسلمين فإنهم لا يُعجِزونَك، اللهم عليك بأعداء المُسلمين فإنهم لا يُعجِزونَك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم من مكَرَ بالمسلمين فامكُر به يا حيُّ يا قيوم، اللهم مَن أرادَ المُسلمين بسُوءٍ فأشغِله في نفسِه، اللهم مَن أرادَ المُسلمين بسُوءٍ فأشغِله في نفسِه، اللهم مَن أرادَ المُسلمين بسُوءٍ فأشغِله في نفسِه، واجعَل تدميرَه تدبِيرَه يا رب العالمين.

اللهم وفِّق خادمَ الحرمين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه ونائِبَيْه لما فيه صلاحُ الإسلام والمُسلمين، اللهم وفِّقهم لما فيه صلاحُ الإسلام والمُسلمين، وفيه نصرة قضايا المُسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفِر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم يا غنيُّ يا حميد، اللهم يا غنيُّ يا حميد، اللهم أغِثنا وأغِث المسلمين، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِ دِيارَنا ودِيارَ المُسلمين، اللهم أغِثنا وأغِث دِيارَ المُسلمين، اللهم أغِثنا وأغِث دِيارَ المُسلمين، اللهم أغِثنا وأغِث دِيارَ المُسلمين يا حيُّ يا قيُّوم، يا غنيُّ يا حميد.

عباد الله: اذكُروا الله ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلًا.