العربية
المؤلف | أحمد عماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - التوحيد |
حديثنا عن خلق يحبط الأعمال، ويمنع من الأجر والثواب، ويورث لصاحبه الخزي والندامة والخسران؛ ذلكم هو: مرض الرياء! وما أدراكما الرياء! خلق ذميم! ووصف قبيح! حذر منه رب العالمين! وحذر منه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد:
إخوتي الكرام: نواصل حديثنا في التحذير من مساوئ الأخلاق، وقبيح الخصال، وحديثنا اليوم عن خلق يحبط الأعمال، ويمنع من الأجر والثواب، ويورث لصاحبه الخزي والندامة والخسران؛ ذلكم هو: مرض الرياء! وما أدراكما الرياء! خلق ذميم! ووصف قبيح! حذر منه رب العالمين! وحذر منه سيد المرسلين!
الرّياء: إظهار العبادة بقصد رؤية النّاس لها، فيحمدوا صاحبها، ويثنوا عليه.
الرياء: أن يعمل المرائي عملا صالحا ولا يريد به وجه الله، ولا يريد به حصول الأجر والثواب، وإنما ليراه الناس، فيظنون به الخير والصلاح، فيكسب ودهم واحترامهم وإعجابهم.
الرِّياء وصف ممقوتٌ عند الله، وممقوت عندَ أصحاب الفِطر السليمة، والقلوب النظيفة الطاهرة، وذوي الألْباب من الخلْق، فقد سأل رجلٌ سعيدَ بن المسيّب -رحمه الله تعالى- فقال: "إنَّ أحدَنا يصطنع المعروفَ يُحِب أن يُحمَد ويؤجَر؟ فقال له: أتحبُّ أن تُمقت؟ قال: لا، قال: فإذا عملتَ لله عملاً فأخْلِصْه".
وكيف لا يكون الرياء خُلقا ذميماً ممقوتاً وصاحبُه قد ابتغى بعمله غير الله -تعالى-؟ وسعى لإرضاء الخلق بعمل لا ينبغي أن يكون إلا للخالق -سبحانه-؟
الرياء كبيرة من الكبائر العظام، وذنب من الذنوب الجسام؛ توعّد الله عليه بالوعيد الشديد، فقال سبحانه: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [الماعون: 4 - 7]، والوَيْلُ: وادٌ في جهنمَ بعيدٌ قعرُه، شديدٌ حرّه، توعَّد الله به مَن يرائِي الناسَ بعمله؛ لأن عمل الطاعات والقربات لا ينبغي أن يكون لغير الله -سبحانه-.
فالمراءون ينتظرون من الناس أن يشكروهم، وينتظرون من الناس أن يمدحوهم، أما أهل الإخلاص فلا ينتظرون من أحد شكرا ولا مدحا، بذلك وصفهم الله -تعالى-، فقال سبحانه: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 8 - 9]، ومدْحُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- للمخلِصين في أعمالهم يقتضي ذمَّه للمرائين، الذين لا يعملون العملَ إلا وهم يُريدون الثناءَ والشُّكر من الناس.
وفي الصحيحين عن جندب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "من سمّع سمّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به".
قال الخطّابيّ -رحمه الله- في شرحه لهذا الحديث: "معناه مَن عمل عملا على غير إخلاص، وإنّما يريد أن يراه النّاس ويَسْمَعُوه، جُوزيَ على ذلك بأن يُشهّرَه الله ويَفضَحَه ويُظهِرَ ما كان يُبْطِنه".
وقال ابن حجر -رحمه الله-: "وقيل من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند النّاس، ولم يرد به وجه الله، فإنّ الله يجعله حديثا عند النّاس الّذين أراد نَيْلَ المنزلة عندهم، ولا ثواب له في الآخرة" ومعنى: "يرائي الله به" أي يُطلِعُهم على أنّه فعل ذلك لهم، لا لِوجهه.
وقيل: مَن يُرائي النّاسَ بعَمله أراه الله ثواب ذلك العمل وحَرَمَه إيّاه.
الرياء شرك خفي وشرك أصغر؛ وَإنما سُمِّيَ الرياء شركا خفيا؛ لأن صاحبه يُظهرُ عمله لله، وقد قصدَ به غيرَه أو جعل له شَريكا فيه، وزيَّن صلاته لأجله، والنياتُ والمقاصدُ وأعمال القلوب لا يعلمها إلا الله -سبحانه وتعالى-.
والعبدُ مطالب ببذل الجهد في التخلص من الرياء والبعد عن أسبابه، وإخلاص القصد لله رب العالمين؛ فقد روى ابن خزيمة في صحيحه من حديث محمود بن لبيد -رضي اللهُ عنه- قال: "خَرَجَ النَّبِيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم- فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ؛ إيَّاكُم وَشِركَ السَّرَائِرِ"، فقالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ؟ قَالَ: "يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي، فَيُزَيِّنُ صَلاتهُ جَاهِدًا، لِمَا يَرَى مِنْ نَظرِ النَّاسِ إِليهِ، فذلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ".
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيح الدّجّال"؟ قال: قلنا بلى، فقال: "الشركُ الخَفِيّ؛ أن يقوم الرجل يصلي، فيزيّن صلاته لِما يَرى مِن نظر رَجُل" (أخرجه ابن ماجة، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة).
وعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: "كنا نعُدّ على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الرياءَ الشركُ الأصغر".
الرياء محبط للأعمال الصالحة؛ ولو لم يكنْ في الرِّياء إلا إحباط عِبادة واحدة، لكفَى في شؤمه وضررِه وقبحه.
وصدق الله العظيم إذ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 264].
وعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -تبارك وتعالى-: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركتُه وشِركه" (رواه مسلم)، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "إنّ أوّل النّاس يقضى يوم القيامة عليه رجلّ استشهد، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت، قال: كذبت، ولكنّك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار، ورجل تعلّم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنّك تعلّمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار، ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلّا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنّك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه، ثمّ ألقي في النّار" (أخرجه مسلم).
للرياء أسباب كثيرة؛ منها:
1- الجهل: جهل بحقيقةِ الرياء ومآلاته، وجهل بقيمة الإخْلاص وفوئده. والجهل داءٌ عُضال ابتليت به البشرية في جميع مناحِي الحياة، وما ضعفت الأمَّة وتجرَّعت الذلَّ والهوان إلاَّ بسبب الجهْل، سواء بمصالِحها الدنيويَّة أو الأخروية.
2- الطمع فيما في أيدي الناس: فما مِن شيءٍ أفسد لدِين المرء من الطَّمَع في شهوات الدنيا، مِن مال، أو منصب أو جاه. ولو لَم يكن في الطَّمع إلا تضييع العُمر الشريف فيما تفنى لذته وتدوم حسرته لكفى بذلك زَاجرًا ورادعا، فكيف وفي الطَّمع التَّعبُ الدائم، وتحقير النفس وإذلالها، ونقصُ الثِّقة بالله -عزَّ وجلَّ-، مع شعور صاحِبه بفقرٍ دائم لا يفارقه.
3- لذة الحمد والثناء: محبة المرائي لمدح الناس له، ورغبته في ثناء الناس عليه سبب في وقوعه في الرياء، أما المخلِص فلا يعمل إلا لله -تعالى-، ولا يلتفت إلى مدْح الناس أو ذمِّهم له؛ إذ لا كمالَ بمدحهم ولا نقص بذمهم.
قال عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "للمرائي ثلاث علامات، يَكسَل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في النّاس، ويزيد في العمل إذا أثنِيَ عليه، ويَنقصُ إذا ذمّ".
أولا: دوام التعلق بالله -جل جلاله-؛ فبتعلق العبد بربه ودوام اتِّصاله بخالِقه يستغني عن الخلق، ولا يطمع فيما عند مخلوق؛ قال تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 129]، وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنفال: 64]، ومَن كفاه الخالق فلا يحتاج إلى غيرِه، ولا يكون هذا إلا إذا تَعلَّق القلْب بالله -جل جلاله-، وأيقن أنَّه هو الغني والناس كلهم مفتقِرون إليه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15].
ثانيا: المجاهدة الدائمة للنفس؛ فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- قد امتحن العبدَ بنفسه وهواه، وأوْجب عليه جهادَهما في الله، فهو دائم المجاهدةِ لنفسه حتى يأتيَ بالشُّكر المأمور به، ويصبرَ عن الهوى المنهيِّ عن طاعته، فلا ينفكُّ العبد عنهما غنيًّا كان أو فقيرًا، معافًى أو مبتلًى.
يقول الحارث المحاسبي -رحمه الله-: "مَن اجتهد في باطنه، ورَّثه الله حسنَ معاملة ظاهره، ومَن حسَّن معاملته في ظاهره مع جهْد باطنه، ورَّثه الله -تعالى- الهدايةَ إليه؛ لقوله عزَّ وجل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
ثالثا: الحِرْص على كِتْمان العمل وإخفائه؛ فكلما كان العمل مخفيا كان صاحبه أبعد عن الرياء، وقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
قال الفضَيل بن عِياض -رحمه الله-: "خيرُ العمل أخْفاه، أمْنَعُه من الشيطان، وأبعدُه من الرِّياء".
وقيل لأحد الحُكماء: مَن المخلِص؟ فقال: "المُخلِص الذي يَكْتُم حسناتِه كما يكتمُ سيئاتِه".
رابعا: النظر في عواقب الرياء ونتائجه؛ وهل في الرياء إلا الحرمان والخسران وضياع الأجر والثواب؟ فالذي يرائي الناس وينتظر منهم المدح والثناء قد أتعب نفسه في عمل لا ينفعه عند الله -سبحانه-، وسيعَضّ على أصابعه من شدة الندم حين ينظر إلى عمله وقد صار هباءً منثورا، ولا ينفعه حينئذ مدح أحد ولا ثناؤه؛ روى الإمام أحمد في مسنده من حديث محمود بن لبيد -رضي اللهُ عنه- أن النبي -صلى اللهُ عليه وسلم- قال: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُمُ الشِّرْكُ الأَصغَرُ"، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى- يَومَ القِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعمَالِهِم: اذهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنتُم تُرَاءونَ فِي الدُّنيَا، فَانظُرُوا هَل تَجِدُونَ عِندَهُم جَزَاءً"؟ بمعنى أنه يُبطِلُ أعمالَ المرائين، ويُحِيلهم على الذين رَاءَوْهُم في الدنيا، فيقال: انظروا هل يثيبونكم، أولئك الذين تزينتم عندهم ورَاءَيتُمُوهُم في الدنيا، هل تجدون عندهم ثوابًا وجزاء؟! أبدا، فالكل منشغل بنفسه، والمتّبَعون يتبرّءون من أتباعهم.
وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تعَلّموا العلمَ لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار".
خامسا: استحضار مراقبةِ الله -تعالى- للعَبْد؛ فالله -تعالى- عليم بالسرائر، مطلع على ما تخفيه الضمائر، رقيب على العباد، سامع لأقوالهم، ناظر إلى أعمالهم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، وقال عز وجل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18].
فمَن استشعر رقابة الله له في أعماله يَهون في نظَرِه كلُّ أحد، ويوجب له ذلك التعظيمَ والمهابة لله -تعالى-.
سادسا: الاستعانة بالله -تعالى-؛ فالاستعانة بالله -جلَّ جلاله- على التخلص من الرِّياء شيءٌ حتمي لا بدَّ منه، وذلك بحسن التعبّد لله -تعالى- ودُعائِه، فذلك أقوى وسيلةٍ للتخلص من الرياء؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقول في دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل" (رواه مسلم).
فجدير بالمسلم أن يُصَحِّح نيته، ويخلص قصدَه في عباداته وأعماله وأقواله وإرادته وفي أموره كلها، فقد قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162 - 163].
فإذا أخلص العبد نيته لله -تعالى-؛ فإنه لا يضره بعد ذلك ثناء الناس ومدحهم، بل إن هذا الثناء من الناس عليه يُعتبر بُشْرَى عَجّلها الله له في هذه الدنيا بأنّ عَمَله عمل خير وصلاح، يرجو ثوابه وأجره عند الله -سبحانه-؛ فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيتَ الرجلَ يعملُ العمل مِنَ الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن" (رواه مسلم).
فاللهم أبعِدْ عنا الرياء والسّمعة، واجعلْ أعمالنا وأقوالنا ونياتنا خالصة لوجهك الكريم، يا رب العالمين.
وصل الله وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتها وقرة أعيننا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.