البحث

عبارات مقترحة:

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

المطر

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التاريخ وتقويم البلدان
عناصر الخطبة
  1. رحمة الله لخلقه بالمطر .
  2. حال النبي -صلى الله عليه وسلمَ- عند رؤية الآيات الكونية .
  3. ضعف الإنسان وعجزه .
  4. عظم قدرة الله وبعض أوصاف المطر .
  5. بعض الآيات والعبر المستفادة من نزول المطر .

اقتباس

يَرُشُّ السَّحَابُ الْمَاءَ عَلَى الأَرْضَ رَشَّاً، وَيُرْسِلَهُ قَطَرَاتٍ مُفَصَّلَةٍ لا تَخْتَلِطُ قَطْرَةٌ مِنْهَا بِأُخْرَى وَلا يَتَقَدَّمُ مُتَأَخِرُهَا، وَلا يَتَأَخَّرُ مُتَقَدِّمُهَا، وَلا تُدْرِكُ الْقَطْرَةُ صَاحِبَتَهَا فَتَمْزَجُ بِهَا، بَلْ تَنْزِلُ كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي الطَّرِيقِ الذِي رُسِمَ لَهَا لا تَعْدِلُ عَنْهُ حَتَّى تُصِيبَ الأَرْضَ قَطْرَةً قَطْرَةً، قَدْ عُيِّنَتْ كُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهَا لَجُزْءِ مِنَ الأَرْضَ لا تَتَعَدَّاهُ إِلَى غَيْرِهِ، فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَى أَنْ...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الحمد لله القائل: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) [الشورى: 28]، هو الذي يري عباده بعض مظاهر قدرته وحكمته، وفيض كرمه، سبحانه له الحجة البالغة على خلقه فإن أعطاهم فبجوده، وإن منعهم فبحكمته، وإن عاقبهم فبظلمهم وعدله، فله (الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 70].

معاشر الإخوة: كان صلى الله عليه وآله وسلمَ إذا رأى آية من آيات ربه الكونية تأرجح قلبه بين الخوف والرجاء يخاف أن تكون عذابا، ويرجو ما فيها من رحمة؛ قالت أم المؤمنين عائشة -رَضي الله عنها وأرضها-: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: "إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي"، وَيَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: "رَحْمَةٌ".

أيها الإخوة: نحن والخلق جميعا كلنا عبيدا لله -تعالى- لا قيام لنا إلا بأمره -عز وجل-، نحن تحت قهره نعيش جل وعلا، وبأمره نسير، وفي سلطانه نتحرك، ومن رزقه نأكل، فلا حول لنا ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

إن استبطئنا رزقه استغفرناه ودعوناه المدد، وإن رأينا بوادر نعمته فرحنا وشكرنا، فنحن نتقلب في ملكوته بين الخوف والطمع، ومما يثير هذين الشعورين: البرق، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا) [الرعد: 12]، ويقول جل وعلا: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الروم: 24] ما أشد عجزنا! وما أعظم قدرة الله! وما أحوجنا إليه! وما أكثر ما أنعم علينا وقليل منا الشكور!

إن البشر يفرحون بالسحاب الثقال ويستبشرون ببرقه ورعده، والصالحون الذين يتأملون في صفات الله العظيمة لهم شأن آخر؛ فهم يخافونه ويرجونه، ويعيشون تلك اللحظات بين الطمع والخوف، فإذا هز الرعد بأصواته أرجاء السماء فهو يسبح لله -تعالى-: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) [الرعد: 13].

وإذا أضاء البرق أمام من أطرقوا بأبصارهم إلى السماء كاد أن يذهب بالأبصار؛ كما قال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].

في أجواء هذا المنظر المهيب تسري في القلوب مسارب الخوف مغلفة بالرجاء في رحمة الإله؛ كما كان حال النبي -صلى الله عليه وسلمَ- في وصف أم المؤمنين؛ لأن تغير أحوال الكون واضطراب نظامه يبعث الرهبة في قلوب المحسنين فيشاركون الرعد تسبيحه الإله؛ ثبت هذا عن بعض الصحابة في المجموع بسند صحيح عن عبد الله بن الزبير: أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".

وذكر ابن حجر عن عبد الله بن عباس قال: "كنا مع عمر بن الخطاب في سفر فأصابنا رعد وبرق ومطر، فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد"، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "فقلنا فعوفينا، ثم لقيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في بعض الطريق فإذا بردة أصابت أنفه فأثرت به، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذا؟ فقال: بردة أصابت أنفي فأثرت بي، فقلت: إن كعبا حين سمع الرعد قال لنا: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته عوفي مما يكون في ذلك الرعد، فقلنا فعوفينا، فقال عمر -رضي الله عنه-: فهلا أعلمتمونا حتى نقوله".

قال الحافظ ابن حجر: "هذا موقوف (أي على الصحابي) حسن الإسناد وهو وإن كان عن كعب فقد أقره ابن عباس وعمر فدل على أن له أصلا، أي سنة".

أيها الإخوة: إن مما يدل على عظم نعمة الغيث الأوصاف التي ذكره الله -تعالى- في كتابه فأحيانا يصف الماء بالبركة، وأحيانا يصفه بالطهر، وأحيانا بأنه سبب الحياة، يقول سبحانه: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا) [ق: 9]، ويقول سبحانه: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا) [الفرقان: 48]، ويقول جل وعلا: (وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [النحل: 65]، فلنحمد الله -تعالى- على نعمته، ولنشكره عليها بطاعته.

أيها الإخوة: لما كان كثير من الناس ينظرون إلى نعمة الغيث نظرة سطحية خالية من ذكر الرحمن فقد فاتهم غيث القلوب وهو النظر إلى تلك النعمة بنظر البصيرة  لا البصر، ففي هذا الغيث مواطن للعبر، ومن أبرزها أنه دليل باهر، وبيان قاهر على توحيد الله، وعظيم أمره، وجليل سلطانه.

وأن لو اجتمع الإنس والجن والملائكة وأردوا إنزال قطرة غيث واحدة فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وإذا أراد الله أمراً فإنه يقول له كن فيكون فتتحرك بموجبه السنن فتنشأ السحب وتتراكم، وتتجمع على أشكال مختلفة، ثم تأتي الرياح بأمر الله فتسوقها إلى بلد محدد دون بلد إلى مكان محدد دون آخر، فينزل المطر بقدر معلوم، وفي أوقات معلومة بتقدير العزيز العليم، قال ابن مسعود -رَضي الله عنه-: "ليس عام أكثر مطر من عام ولكن الله يقسمه كيف يشاء فيمطر قوم ويحرم آخرون وربما كان المطر في البحار والقفار"، وهذا معنى قوله سبحانه: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى: 27].

ووصف ابن القيم -رحمه الله- نزول المطر، فقال: "فَيَرُشُّ السَّحَابُ الْمَاءَ عَلَى الأَرْضَ رَشَّاً، وَيُرْسِلَهُ قَطَرَاتٍ مُفَصَّلَةٍ لا تَخْتَلِطُ قَطْرَةٌ مِنْهَا بِأُخْرَى وَلا يَتَقَدَّمُ مُتَأَخِرُهَا، وَلا يَتَأَخَّرُ مُتَقَدِّمُهَا، وَلا تُدْرِكُ الْقَطْرَةُ صَاحِبَتَهَا فَتَمْزَجُ بِهَا، بَلْ تَنْزِلُ كُلُّ وَاحِدَةٍ فِي الطَّرِيقِ الذِي رُسِمَ لَهَا لا تَعْدِلُ عَنْهُ حَتَّى تُصِيبَ الأَرْضَ قَطْرَةً قَطْرَةً، قَدْ عُيِّنَتْ كُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهَا لَجُزْءِ مِنَ الأَرْضَ لا تَتَعَدَّاهُ إِلَى غَيْرِهِ، فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَى أَنْ يَخْلُقُوا مِنْهَا قَطْرَةً وَاحِدَةً، أَوْ يُحْصُوا عَدَدَ الْقَطْرِ فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ لَعَجَزُوا عَنْهُ، فَتَأَمَّلْ كَيْفَ يَسُوقُهُ سُبْحَانَهُ رِزْقَاً لِلْعِبَادِ وَالدَّوَابِ وَالطَّيْرِ وَالذَّرِّ وَالنَّمْلِ، يُسُوقُهُ رِزْقَاً لِلْحَيَوانِ الْفُلانِيَّ فِي الأَرْضِ الْفُلانِيَّةِ بِجَانِبِ الْجَبَلِ الْفُلانِيِّ فَيَصِلُ إِلَيْهِ عَلَى شِدِّةٍ مِنَ الْحَاجَةِ وَالْعَطَشِ فِي وَقْتِ كَذَا وَكَذَا" انْتَهَى كَلامُهُ -رَحِمَهُ اللهُ-.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صَلى الله عليه وسلم-.

أما بعد:

فمن العبر عند المطر الشديد: أن ندرك أن المطر من جنود الله وقد أهلك به أقواما، قال سبحانه: (وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا) [العنكبوت: 40] -نسأل الله السلامة والعافية-، وفي النسائي قال أنس -رَضي الله عنه- في حادثة المطر الشديد في عهد النبي -صَلى الله عليه وسلم- بعد طلب بعضهم أن يستسقي لهم بسبب الجفاف فاستسقى فنزل المطر واستمر أسبوعا، قال أنس: "فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله" لا يستطيع أن يرجع إلى أهله "فدامت جمعة" استمر المطر "فلما كانت الجمعة التي تليها، قالوا: يا رسول الله تهدمت البيوت واحتبس الركبان؟ قال: فَتَبَسَّمَ لِسُرْعَةِ مَلَالِ ابْنِ آدَمَ وَقَالَ بِيَدِهِ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا" فَتَكَشَّطَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ"، فنسأل الله العافية وأن يجعلها سقي رحمة لا عذاب.

من الآيات والعبر بنزول المطر: أنه دليل واضح على قدرته سبحانه على إحياء الموتى، وبعثهم يوم النشور، فالذي يحيي الأرض بعد موتها بالمطر قادر على إحياء الموتى بعد مفارقتهم الحياة، قال سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [فصلت: 39]، وقال تعالى مذكرا: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) [فاطر: 9]، في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما بين النفختين أربعون، قال: أربعون يوما؟ قال: أبيتُ، قال: أربعون شهراً؟ قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت" (يعني أبيت أجزم أن المراد أبعون يوم أو شهر بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة)، قال: ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجْب الذنَب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة".

وفي حديث آخر حسنه الألباني في كتاب السنة لابن أبي عاصم عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الأَرْضُ إِلا عَجِبَ الذَّنْبِ مِنْهُ يَنْبُتُ، وَيُرْسِلُ اللَّهُ مَاءَ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ نَبَاتَ الْخَضِرِ، حَتَّى إِذَا أُخْرِجَتِ الأَجْسَادُ، أَرْسَلَ اللَّهُ الأَرْوَاحَ، وَكَانَ كُلُّ رُوحٍ أَسْرَعَ إِلَى صَاحِبِهِ مِنَ الطَّرْفِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ".

أسأل الله -تعالى- أن يجعل هذه الأمطار أمطار رحمة للعباد والبلاد، وأن تكون سقيا رحمة.