البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

وقفات مع الزلازل والهزات الأرضية

العربية

المؤلف عبد الله اليابس
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التاريخ وتقويم البلدان
عناصر الخطبة
  1. زلزال إيران واهتزاز بلادنا به .
  2. وقفات مع الزلازل تفكُّراً واعتباراً .
  3. واجب المسلم عند الزلازل والآيات .

اقتباس

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وتأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقها واقفة ساكنة؛ لتكون مهادًا ومستقرًا للحيوان والنبات والأمتعة, ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم, ولو كانت رجراجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قراراً، ولا ثبت لهم عليها بناء، ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة، وكيف كانوا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم؟ واعتبِر ذلك بما يصيبهم من الزلازل -على قلة مكثها- كيف...

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الأرض قرارا ومهادا, وفراشا وبساطا, ألقى فيها رواسي أن تميد بكم, وجعل السماء سقفًا محفوظًا.

أحمده على نعمه الظاهرة والباطنة, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أعرف الخلق بربه, وأتقاهم له, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: فقبل أيام أصاب إيرانَ زلزالٌ قويٌّ مدمّر, تسبب في وفاة وإصابة المئات, وهدم العديد من المباني والمنشآت, وبلغ من قوته أن شعر به سكان البلاد التي تقع قريبًا من مركز الزلزال, بل وصل أثره إلى بعض الدول المجاورة لإيران، كدول الخليج والهند وشرق ووسط المملكة.

شعر بعضنا باهتزاز الأرض من تحته, وأُخْلِيَتْ بعضُ الأبراج والمباني المرتفعة, ولقد مررت بعد هذه الهزة ببعض المباني فوجدت الموظفين قد خرجوا من مكاتبهم وجلسوا في الشارع, وبعض العوائل قد خرجت من بيوتها إلى قارعة الطريق.

يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: إن هذه الحادثة يجب أن لا تمر علينا مرور الكرام, وينبغي أن نتوقف عندها, لنستخلص الدروس والعبر.

ولنا معها ست وقفات:

الوقفة الأولى: لقد جعل الله -تبارك وتعالى- الأرض قرارًا ومستقرًا, وأنشأ فيها جبالاً أوتادًا, تثبتها أن تميد وتزول وتضطرب, لكن؛ حين يأذن الله -تعالى- للأرض أن تضطرب فلا رادّ لأمره وحكمه, عندها تصبح هذه الأرض التي كانت ملجأً من الأخطار هي الخطر ذاته, ويصبح بقاء الإنسان في مسكنه الذي يتقي به الأذى, سببًا من أسباب حدوث الضرر والأذى.

إن الأرض في أصلها مستقرة, وقد اعتاد عليها الإنسان كذلك, وهذا الاستقرار نعمة عظيمة من الله يغفل عنها كثير من الناس, ولا يدركونها؛ لاعتيادهم عليها وعدم استشعارهم عظيم هذه النعمة.

ولذلك؛ امتن الله كثيرًا في كتابه على عباده بهذه النعمة: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ:6-7]، (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل:61]، (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [غافر:64-65].

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وتأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقها واقفة ساكنة؛ لتكون مهادًا ومستقرًا للحيوان والنبات والأمتعة, ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم, ولو كانت رجراجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قراراً، ولا ثبت لهم عليها بناء، ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة، وكيف كانوا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم؟ واعتبِر ذلك بما يصيبهم من الزلازل -على قلة مكثها- كيف تصيِّرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها!".

الوقفة الثانية: إن هذه الهزة الأرضية, وفزع الناس منها, مع أنه لم يصبهم إلا شيء يسير من أثرها, مع بعدهم جدًا عن مركز الزلزال, يذكرنا بالزلزلة العظيمة الكبرى, يقول ربنا -تبارك وتعالى- في مطلع سورة الحج: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج:1-2].

مطلع عنيف مرعب، ومشهد ترتجف لهوله القلوب، يبدأ بالنداء الشامل للناس جميعا مسلمهم وكافرهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، يدعوهم إلى الخوف من الله: (اتَّقُوا رَبَّكُمْ)، ويخوفهم ذلك اليوم العصيب: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ), هكذا بدأ بالتهويل قبل التفصيل.

ثم يأخذ في التفصيل، فإذا هو أشد رهبة من التهويل، وإذا هو مشهد حافل! هناك مرضعة ذاهلة عما أرضعت تنظر ولا ترى، وتتحرك ولا تعي! وهنا حامل تُسقط حملها للهول المروع ينتابُها! والناس سكارى وما هم بسكارى، يتبدى السُكْرُ في نظراتهم الذاهلة، وفي خطواتهم المترنحة! مشهد مزدحم بذلك الحشد المتماوج، تكاد العين تبصره لحظة التلاوة، بينما العقل يتخيله.

يوم القيامة تزلزل الأرض كلها, من أقصاها إلى أقصاها, ويستنكر الإنسان هذا الأمر ويفزع. (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا) [الزلزلة:1-3].  يقول: ما لها؟ ما الذي حدث بها, وقد عهدتها مستقرة؟...

 (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا) [الواقعة:4-6]، في ذلك اليوم؛ ما حالي؟ فالناس ثلاثة أصناف: (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) [الواقعة:7-12]. فلمثل هذا اليوم فأعدوا.

الوقفة الثالثة: في الأزمان المتأخرة كثرت الزلازل والهزات الأرضية, بدرجات قوتها المختلفة, وهذه علامة من علامات الساعة, روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ" رواه البخاري.

وأغلب ما في الحديث واقع مشاهد, يقول ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-: "وقَدْ وَقَعَ فِي كَثِير مِنْ الْبِلَاد الشّمَالِيَّة وَالشَّرْقِيَّة وَالْغَرْبِيَّة كَثِير مِنْ الزَّلَازِل, وَلَكِنَّ الَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِكَثْرَتِهَا شُمُولها وَدَوَامها" اهـ.

وثبت في السنة الصحيحة أن الخسف والمسخ وكثرة الزلازل من علامات الساعة الصغرى، وأيد ذلك ما أثبته العلم الحديث "من أنه يقع في الأرض مليون زلزال كل عام" كما في دراسة نشرتها إحدى المجلات السعودية عام سبعة وعشرين وأربعمائة وألف.

فاللهم جنبنا الزلازل والفتن, ما ظهر منها وما بطن, يا أرحم الراحمين.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, قد قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، أمر أن لا تعبدوا إلا إياه، وجعل الجنة لمن أطاعه واتقاه، وجعل النار لمن تعدى حدوده وعصاه.

والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فيا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: ما زلنا نستخلص الدروس والعبر من حادثة اهتزاز الأرض واضطرابها.

الوقفة الرابعة: لا شك أن للزلازل والاهتزازات أسبابًا دنيوية مادية, لا ينكرها منكر, وقد أقر بهذه الأسباب علماء الشرع منذ القدم.

ولما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أسباب ذلك أجاب -رحمه الله-: الحمد لله رب العالمين. الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات والحوادث, لها أسباب وحكم, فكونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمه في ذلك.

وأما أسبابه؛ فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق، فإذا انضغط طلب مخرجا؛ فيَشُقُ ويُزلزل ما قرب منه من الأرض. اهـ.

 وقال ابن القيم -رحمه الله-: "ولما كانت الرياح تجول فيها (أي في الأرض) وتدخل في تجاويفها, وتُحدث فيها الأبخرة, وتخفق الرياح, ويتعذر عليها الـمَنفذ, أذن الله -سبحانه- لها في بعض الأحيان بالتنفس, فتحدث فيها الزلازل العظام, فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن معاصيه والتضرع إليه والندم". اهـ.

إذا عرفنا ذلك؛ علمنا أن للزلازل أسبابًا دنيوية, لكن؛ لها في المقابل أسباب شرعية, فمن الذي أذن لهذه الأرض أن تهتز وتضطرب في هذا الوقت بالتحديد بعد أن كانت هامدة مدة طويلة؟ ومن هو القادر على أن يوقف هذا الزلزال؟ ومن الذي يحدد قوة الزلزال وتأثيره في الأرواح والممتلكات؟ إنه الله جل جلاله.

مهما توقع علماء الأرض وخططوا ودرسوا فإن أجل الله إذا جاء لا يؤخر, ومهما محصوا فإن الله يأتي بالزلزال بغتة دون أن يشعروا, ولو تنبؤوا وعلموا بوقته وموضعه ما استطاعوا دفعه وإيقافه, فتبارك الله رب العالمين.

الوقفة الخامسة: إذا علمنا أن للزلازل أسبابًا فإن لها حكمًا, ومن أبرز حكمها: التخويف؛ (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء:59].

إن الإنسان إذا رأى اضطراب الأرض واهتزازها من تحته حتى لا يستطيع معها قرارًا ولا ثباتًا, يصيبه الخوف والهلع, خصوصًا إذا علم أن بعض الأقوام كان هلاكهم وعذابهم بالرجفة والزلزلة, كما قال -تعالى- عن قوم شعيب -عليه السلام-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [العنكبوت:37]، وقال عن ثمود قومِ صالح -عليه السلام-: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [الأعراف:78].

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-:" لما كان هبوب الريح الشديدة يوجب التخويف, المفضي إلى الخشوع والإنابة, كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك". اهـ.

وقال عمر بن عبد العزيز: "إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد".

الوقفة السادسة: إذا وقعت الهزات والزلازل؛ فما الذي ينبغي أن يفعله المسلم؟ هناك من يفزع إلى القنوات الفضائية, يتابع أخبار الزلزال: كم عدد الضحايا؟ إلى أي مدى بلغ؟ وآخرون يتجهون لبث الأخبار والأراجيف مما يضر ولا ينفع.

لكن المسلم الحصيف ينبغي عليه أن يلتزم هدي الإسلام في مثل هذه المواقف, فيلجأَ إلى الله -تعالى-, ويكثرَ من الأعمال الصالحة، وخاصة الصدقة؛ فالزلازل والكوارث تنبيه من الله -عز وجل- لعباده, وتجب التوبة إلى الله, والإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء وقراءة القران؛ فإن الله -تعالى- يقول: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا) [الأنعام:43].

وكذلك فإن الاستغفار له أثر كبير في منع وقوع العذاب, وقد قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال:33].

ووقعت رجفة في عهد عمر بن عبد العزيز فكتب إلى أهل البلدان: "إن هذه الرجفة شيء يعاتب الله به عباده، فمن استطاع أن يتصدق فليفعل؛ فإن الله يقول: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) [الأعلى:14]".

ولما رجفت الأرض بالكوفة قال ابن مسعود: أيها الناس، إن الله يستعتبُكم؛ فاعتبوه.

وليس في السنة دليل على استحباب ذكر أو دعاء معين عند حدوث الزلازل، وإنما يدعو بما فتح الله عليه مما فيه طلب الرحمة, والغوث من الله -عز وجل-، ليصرف عن الناس البلاء.

يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-: الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات؛ البِدار بالتوبة إلى الله سبحانه, والضراعة إليه, وسؤاله العافية, والإكثار من ذكره واستغفاره, كما قال -صلى الله عليه وسلم- عند الكسوف: "فإذا رأيتم ذلك, فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:190-191].

يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: اعلموا أن الله -تعالى- قد أمرنا بالصلاة على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجعل للصلاة عليه في هذا اليوم والإكثار منها مزية على غيره من الأيام, فللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي, يعظكم لعلكم تذكرون, فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلم ما تصنعون.