البحث

عبارات مقترحة:

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الانتباه.. في الصلة بالله

العربية

المؤلف خالد بن علي أبا الخيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. منزلة الصلة بالله تعالى .
  2. حاجة المؤمن لها .
  3. حقيقتها .
  4. ثمراتها .
  5. سمات المتصلين بالله .
  6. وسائل وأسباب لتحقيق الصلة برب الأرباب .
  7. موانعُ وعوائقُ تحقيقِ الصلةِ بالله تعالى .

اقتباس

كثيرٌ من الناس في قلبه فراغ، ولا يسد هذا الفراغ إلا الاتصال بالله، وعلى قدر إيمان العبد تكون صلته بالله، فمَن كان في الإيمان أقوى كانت صلته بالله أقوى، ومَن كانت صلته ضعيفة فإنما أوتيَ من قِبل نفسه وهواه وشيطانه.

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي مَن اتصل به كفاه، ومَن لاذ بحماه حماه ووقاه، أحمده -سبحانه- مَن ذكره ذكرهُ مولاه.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وفق مَن شاء بالصلة بالله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومُصطفاه، أعظم مَن اتصل بالله ومولاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن والاه.

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله، جل في علاه، فتقواه، أعظم صلةٍ بالله، وارتباطٍ به، جل في ملكه وعطائه.

والله أكرم مَن رجوت نواله

والله أعظم مَن يُنيلُ نوالا

مَلِكٌ تواضعت الملوك لعزه

وجلاله سبحانه وتعالى

اللهم وفق هؤلاء الحاضرين، اللهم أعطهم ولا تحرمهم، وأكرمهم ولا تُهنهم، وآثرهم ولا تؤثر عليهم، وأرْضِهِم وارض عنهم، وتقبل منَّا ومنهم.

أيها المسلمون: في خضم هذا الزمن، وكثرة الفتن، التي يُرقق بعضها بعضا، شتتت الأذهان، وأيقظت الوسنان، في زمن التواصلات، وكثرة المعلومات، وانفتاح الحضارات، وتوالي المُغريات، في هذا وأمثاله، ما يجعل العبد يتفقد حاله، ويُقبل على ربه، ويتصل بخالقه، في وقتٍ ينظر المرء إلى قلبه فيجد منه فجوة، وينظر إلى عينه فينظر منها بعدا وجفوة، وينظر إلى عباداتٍ كان يفعلها بالأمس تركها أو قلصها، تناساها أو أنقصها، كان قريبًا واليوم بعيدًا، كان رقيقًا واليوم غليظا.

بالأمس كان يقرأ ويُصلي، ويُبكر للمسجد، ويتصدق، ويبكي، ويتصل، ويعمل؛ واليوم تغيرت الأحوال، وانشغل المرء بالأهل والعيال، والافتتان بالرياسة والمال، مما يجعل العبد بعيدا عن ربه، ولا صلة له بمولاه.

فموضوع الصلة بالله من أهم المواضيع التي ينبغي ألا ننفك عنها، ولو كانت صلةً ضعيفةً وعبادةً قليلة؛ فإن أفضل الأعمال عند الله وأزكاها، وأحبها وأعلاها: الإيمان بالله؛ به تُذاق حلاوة الإيمان، وبه تُزال مرارة الكفر والعصيان، وبتحقيقه تُنال ولاية الرحمن.

ومن أعظم ثمار الإيمان -إخوة الإيمان- ما يوصل إلى الرحمن: الصلة بالله، والافتقار إليه، والانقطاع عمَن سواه، والإقبال عليه، والاستئناس به، وتحقيق العبودية له، في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، والرضا عنه في الفقر والغنى، والاستسلام له في الحزن والفرح، والمنشط والمكره.

المُتصل بالله لا يفقده الله حيث أمره الله، ولا يجده حيث نهاه، حقق تقواه، ولزم ذكر مولاه، وخالف هواه.

مَن الذي عامله فلم يربح؟ مَن الذي التجأ إليه فلم يفرح؟ مَن الذي اتصل به واشتهى أن يبرح؟ لا قوة على طاعته إلا بإعانته، ولا تحمل عن معصيته إلا به؛ منح فأعطى، ووهب فأغنى، ومنَّ فهدى. أعطيتني الجليلَ، منحتني الجزيلَ، سوغتني الجميلَ تفضلًا وطولا.

الصلة بالله لا يستغني عنها الإنسان، ومَن استغنى عنها باء بالخسران، بل كيف يعيش في الحياة منقطع الصلة بالله الواحد المنان؟ فالقوي مَن قواه الله، والعالم مَن علمه الله، والغني مَن أغناه الله، والقادر مَن أقدره الله، والمرزوق مَن رزقه الله، والمكفي مَن كفاه الله، والمحفوظ مَن حفظه الله؛ فلا إله إلا الله! ولا معبود بحقٍ سواه! ما أعظم أن تتصل بالله، بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، وتحقيق توحيده، وتعليق القلب به!.

حقيقة الصلة بالله انقطاع العبد عن الخلائق، والقيام بعبودية الخالق.

إذا انقطعت أطماع عبدٍ عن الورى

تعلق بالرب الكريم رجاؤهُ

فأصبح حرًا عزةً وقناعةً

على وجهه أنواره وضياؤهُ

وإن علُقت بالعبد أطماع نفسه

تباعد ما يرجو وطال عناؤهُ

فلا ترج إلا الله في الخطب وحده

ولو صح في خِل الصفاء صفاؤهُ

كثيرٌ من الناس في قلبه فراغ، ولا يسد هذا الفراغ إلا الاتصال بالله، وعلى قدر إيمان العبد تكون صلته بالله، فمَن كان في الإيمان أقوى كانت صلته بالله أقوى، ومَن كانت صلته ضعيفة فإنما أوتيَ من قِبل نفسه وهواه وشيطانه.

فالصلة بالله تقوّي الإيمان، وتُنشط الإنسان على طاعة الرحمن. المتصلون بالله هم الموصوفون بقول الله: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون:1-11].

المتصلون بالله هم المذكورون في قول الله -جل في علاه-: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون:57-61].

المتصلون بالله هم المُطبقون لما في كلام الله: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:20-22].

والمتصلون بالله هم العاملون بما قال الله: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) [المعارج:23-27]، (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) [المعارج:33].

المتصلون بالله هم العاملون بكلام الله: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) [آل عمران:191].

المتصلون هم الواصلون، وبالقرآن والسُنة عاملون، (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) [الفرقان:67-68].

المتصلون بالله أقوى الناس قلبًا، وأصبرهم عند المصائب، المتصلون بالله هم الثابتون في زمن الفتن والمِحن على الحق والصواب، لا تُزعزعهم الحوادث، ولا تُقلقهم الكوارث.

المتصلون بالله له ذاكرون، ولعبادته دائمون، وعلى طاعته قانطون، ولمحبته ومحبة رسوله صادقون.

إن المُحب إذا أحب إلهه

طار الفؤاد وأُلِهم التفكيرَ

فاسأل هدايتك الإله بنيةٍ

فكفى بربك هاديًا ونصيرًا

المتصلون بالله بالأسحار يستغفرون، ولبذل الإحسان لعباده مُحسنون، ولدعائه وسؤاله ملازمون.

المتصلون بالله هم الواصلون لأرحامهم، البارون لآبائهم، المُحسنون لجيرانهم، الصالحون في أنفسهم، المصلحون لغيرهم، يعفون عمَن ظلمهم، ويصلون مَن قطعهم، ويُحسنون إلى مَن أساء إليهم، ويتغافلون عمَن أخطأ عليهم.

فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه

ولا تكُ في كل الأمور تُعاتبه

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

لك الحمد كله، بيدك الخير كله، وإليك يُرجع الأمر كله، علانيته وسره، أوله وآخره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعد: عباد الله، المتصلون بالله في حياةٍ طيبة، وراحةٍ آمنة، وسعادةٍ وارفة، أبعد الناس عن القلق، والكآبة والأرق، المتصل بالله أبعد الناس عن الهموم، والأحزان والغموم، المتصل أبعد الناس عن الغفلة، المتصل بالله أبعد الناس عن إيذاء الناس، أبعد الناس عن الوسواس الخناس، من الجِنة والناس، المتصلون بالله قلوبهم خاشعة، وأبدانهم خاضعة، وأعينهم دامعة، وآذانهم واعية.

الموصول بالله يصدق عليه قول الله -جل في علاه-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].

الموصول بالله منطقه الصواب، ومشيه التواضع، وحليته الاقتصاد، قوةٌ في دين، وحزمٌ في لين، وإيمانٌ في يقين، خشوعٌ في عبادة، وصدقٌ مع قناعة، مطعمه الحلال، وملبسه الحلال، ومأكله الحلال.

الموصول بالله ذو همةٍ عالية، وهدفٍ نبيل. الموصول بالله حقق قول رسول الله: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

الموصول بالله هو الداعي إلى رضوان الله: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].

الموصول بالله هو الناصح لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم، ودينه.

أما إن سألت عن الأسباب، الواصلة للاتصال برب الأرباب، فهي: العلم النافع، والعمل الصالح، والمُعتقد السليم، والمنهج القويم، الصلة بالله في العمل بالعلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الصبر والاحتساب، ولزوم السُنة والكتاب.

ومن وسائلها: الأعمال القلبية، بمحبة الله، وخوفه، ورجائه، والتوكل عليه، ومراقبته في السر والعلانية، وحفظ القلب من أمراضه؛ كالحسد، والكِبر، والرياء، وحب الدنيا، والبغضاء، والشحناء، والعُجب، والازدراء.

ومن أسباب الصلة في الأعمال الجوارحية به -سبحانه-: الصلة بالصلاة، والصدقة، والصيام، والعمرة، والذكر، والقراءة، والاستغفار، ولزوم الأوراد والأذكار، ومطالعة الأسماء الحسنى والصفات العُلا.

وآثارها على النفس والسلوك: تذكر الموت، والاستعداد له، ومحاسبة النفس قبل العمل، وبعد العمل، وقيام الليل، فهو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين.

وإن سألت عن الموانع، فهي عدم حفظ الجوارح عن المحرمات، وعدم حفظ السمع عن الحرام، وعدم حفظ البصر عن الحرام، وعدم حفظ اليد عن الحرام، وعدم حفظ البطن عن الحرام، وعدم حفظ اللسان عن نطق الحرام.

ومن الموانع: الغفلة عن ذكر الله، والاشتغال في الملاهي المُحرمة والشهوات، وصُحبة أهل السوء والغفلات، وكذا التوسع في المباحات؛ فإنها تُعيقه من الوصول إلى رب الأرض والسماوات.

ومن الموانع والحواجز: فضول النظر، والسمع، واللسان، وخلطة الخلان.

ومن عوائقها: عدم الترتيب والتوازن في الحياة وتنظيم الوقت بأورادٍ ليلية ونهارية؛ فهي تُقرّب إلى الله، وتركها والتكاسل عنها تُبعد عن الله، وكذا الفوضوية في الحياة، والتسويف هو القاطعُ الأكبر، وضياع الأوقات بدون فائدة هو المانع الأعظم.

ومن عوائقها: ظن العبد أنه بلغ الكمال، فترك لنفسه العنان والإهمال، ومنها: كثرة الواجبات اليومية؛ ففي زحمة العمل والحاجة يضيق العبد وقته؛ فينقطع اتصاله بربه.

ومن العوائق العصرية: الجوالات الذكية، فكم صدت، وكم منعت، وكم أبعدت، وكم ألهت، وكم أشغلت! قبل أن يعرفها الإنسان ووقته وصلته بالرحيم الرحمن، ولما اشتغلت الأذهان بها ضعفت تلاوة القرآن، وطاعة الواحد المنان؛ فهي تقتل الأوقات، وتُضيع الحياة، إذا لم تُستعمل باتزانٍ واعتدال، وإذا أردت معرفة ذلك فأغلقها فترة قصيرة كبين الظهرين، تر عندك من الوقت والبذل والعمل كما بين المشرقين، وحياتنا معها حياةٌ يُرثى لها! مع الرجال والأطفال والنساء! في سائر الأحوال! فأصبحت كالمغناطيس لا ينفك عنها بحال، وفاقدها كالمجنون في الخيال، دون فائدة تُرجى، وثقافة تُبتغى، وإنتاجٍ يُرتضى؛ فلا بد من الترشيد الحكيم، والتنبيه الكريم، من الآباء والمُربين، والعلماء والمعلمين، بضوابط الاستعمال، وحفظ الوقت من الضياع والإهمال، ومراقبة الكبير المتعال.

ومن آثار الصلة بالله -عز وجل-: انشراح الصدر، وحياة القلب، وراحة النفس، والثبات عند المِحن والشدائد وتقلب الأحوال، والعيشة الهنيئة، والسعادة الأبدية. انظر وقلّب نظرك فيمَن منَّ الله عليه بالصلة بالله في حياته ووقته وأولاده وماله وحياته وآثاره، ترى بركةً وعطاءً، وحياةً طيبةً ونماءً.

هذا، وامتثلوا قول مولاكم، كما في كتابكم حثكم وأولاكم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

يا مَن بُعثت إلى البرايا رحمةً

لو صُغت فيض البحر مدحًا ما كفى

صلى عليك الله يا علم الهدى

وعلى الصحاب ومَن أطاعك واقتفى

والله أعلم.