الجبار
الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...
العربية
المؤلف | علي باوزير |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - فقه النوازل |
الاعتراف بسلطة اليهود أو تسليمهم جزء من تلك الأرض المقدسة؛ خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، ولا يجوز للأمة أن ترضى به، فالباطل يبقى باطلاً ولو تطاولات الأزمان، والمحتل يبقى محتلاً ولو امتدت الأعوام. إن المسمى بدولة إسرائيل كيان حادث، وجسم غريب على الأمة، وورم سرطاني يجب استئصاله من جذوره، ولا يجوز الاعتراف به مهما كانت الضغوط ومهما كانت الإغراءات ليس في دين محمد -صلى الله عليه وسلم- سلام دائم أو صلح دائم مع عدو محتل غاصب. ليس هذا في دين محمد أبداً ففلسطين ستبقى بلادًا إسلامية...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد أيها المسلمون عباد الله: تحدثنا في الخطبة الماضية عن فضائل المسجد الأقصى، وعن أهمية المسجد الأقصى، وعن منزلته في ديننا وعقيدتنا، وإذا عرفنا أهميته ومنزلته فإنه يلح على الأذهان سؤال مهم جدًّا: إذا كان الأقصى بهذه الأهمية إذا كان ثالث الحرمين الشريفين في المنزلة والفضل، إذا كان من أهم المقدسات الإسلامية، فما هو واجبنا نحو المسجد الأقصى؟ ما هو المطلوب من الأمة أن تفعله لأجل المسجد الأقصى؟
والجواب أيها الأحباب: أن المطلوب أمر عظيم وشيء كثير، المطلوب من هذه الأمة كلها أن تقوم بتحرير هذا المسجد الأقصى؛ أن تسترده من أيدي اليهود، أن تعيده إلى حاضرة الإسلام، كما فعل عمر -رضي الله عنه وأرضاه- حين استعاده من أيدي الروم وكما فعل صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- حين استعاده من أيدي الصليبيين.
ولا ينبغي للأمة أن يهدأ لها بال أو يقر لها قرار حتى تحرر كامل الأراضي المقدسة وتعود إلى حظيرة الإسلام، هذه مسئولية الأمة، فهل تتخلى الأمة عن مسئوليتها كما فعل بنو إسرائيل مع موسى (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة:21]، فنكثوا على أعقابهم وتراجعوا وقالوا: (إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) [المائدة:22]، وقالوا له (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ).
تخلوا عنه، تخلوا عن مسئوليته، ولم يقوموا بالتكليف الذي أوجبه الله -عز وجل- عليهم، فلما فعلوا هذا عاقبهم الله -سبحانه- وكتب عليهم الضياع والتيه في أرض سيناء، قال تعالى: (فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) [المائدة:26]؛ سماهم فاسقين لأنهم ما قاموا بهذا الواجب وبهذه المسئولية العظيمة.
وللأسف -أيها الأحباب- حال الأمة اليوم يقول: "للأقصى رب يحميه"؛ كما قال عبدالمطلب لأبرهة حين جاء ليهدم الكعبة قال: "للبيت رب يحميه"، وفرق عظيم شاسع بين الحالين، عبدالمطلب قال تلك الكلمة في زمن لم تكن أمة مكلَّفة لحماية البيت الحرام، فتولى الله -عز وجل- الدفاع عن بيته الحرام، وأما بعد مجيء الأمة المكلَّفة بحماية المقدسات الإسلامية؛ فإن الواجب منوطٌ بهم، وإن المسئولية ملقاة على أعناقهم وسيحاسبون عليها عند الله -سبحانه وتعالى-.
ليس هناك أيها الأحباب في النصوص ما يدل على أن المسجد لم يهدم أبدًا، بل إن هذا ممكن، وقد يقع؛ إن تخلت الأمة عن مسئوليتها أليست الكعبة بيت الله الحرام، أليست الكعبة ستُهدم في آخر الزمان عندما يتخلى المسلمون عنها.
في صحيح البخاري يقول -صلى الله عليه وسلم-: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة"، يأتي من يخرب الكعبة ويهدمها فلا تجد من يدافع عنها؛ لأن الأمة قد تخلت عنها.
فالمسجد الأقصى كذلك إن تخلت الأمة عنه فإنه مهدَّد بالهدم، فهل تنتظر الأمة حتى تحصل الكارثة وحتى يهدم المسجد الأقصى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إن من واجب المسلمين اليوم أن يجتمعوا على هذه القضية؛ فالله تعالى يقول (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران: 103]، ويقول تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال: 46].
مهما كانت الخلافات بين الأمة، ومهما كانت النزاعات بين الدول الإسلامية؛ فإنه يجب عليها أن تتحد في هذه القضية، وأن تجتمع عليها، وأن تكون فيها على كلمة واحدة، وأن تكون فيها عصبة متمسكة لا تتنازل ولا تقبل في هذه القضية أنصاف الحلول، ولا تعترف بأي سلطة على المسجد الأقصى إلا سلطة الإسلام ولا تقبل بغير هذا أبداً.
وأما الاعتراف بسلطة اليهود أو تسليمهم جزء من تلك الأرض المقدسة؛ فإنه خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، ولا يجوز للأمة أن ترضى به، ولا يجوز لها أن ترضى بسياسة الأمر الواقع وفرضه على الأرض؛ فالباطل يبقى باطلاً ولو تطاولات الأزمان، والمحتل يبقى محتلاً ولو امتدت الأعوام.
إن المسمى بدولة إسرائيل كيان حادث، وجسم غريب على الأمة، وورم سرطاني يجب استئصاله من جذوره، ولا يجوز الاعتراف به مهما كانت الضغوط ومهما كانت الإغراءات ليس في دين محمد -صلى الله عليه وسلم- سلام دائم أو صلح دائم مع عدو محتل غاصب.
ليس هذا في دين محمد أبداً ففلسطين ستبقى بلادًا إسلامية والقدس ستبقى إسلامية والمسجد الأقصى سيبقى إسلاميًّا.
أيها الأحباب الكرام: إن ما أخذ بالقوة فلا يمكن أن يسترد إلا بالقوة؛ فإن اليهود لم يأتوا ليرحلوا إنما جاءوا ليبقوا جاءوا يحملون مشروعًا عدوانيًّا محوره هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم الذي يدعونه ويكذبون فيه.
جاءوا لفيفًا من كل مكان عقدوا المؤتمرات وأنفقوا الأموال وضحوا بالأرواح والدماء كل ذلك من أجل ماذا؟ من أن يرحلوا؟! يخطئ من يتصور هذا ويخطئ من يظن أنه سيكون لعهد أو ميثاق أليس هم الذين قال الله -عز وجل- فيهم: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) [النساء: 155].
أليس هم الذين قال الله -عز وجل- فيهم: (وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ) [المائدة: 13]، فإذا نقضوا ميثاقهم مع الله فهل مستبعد أن ينقضوا ميثاقهم مع البشر والناس؟!
فلا ينخدعن أحد بمعسول كلامهم، ولا ينخدعن أحد بجميل شعاراتهم فإنهم أكثر خلق الله قد جُبلوا على الخيانة وطُبعوا على الغدر وهم أشد الناس عداوة للمؤمنين (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) [المائدة: 82].
ولا يجوز للمسلمين أن ينساقوا وراء ألاعيبهم ولسانهم ووراء خداعهم فقضية الأقصى لا يجوز أن تصور على أنها قضية صراع فلسطيني إسرائيلي، أو قضية صراع عربي إسرائيلي، بل قضية صراع إسلامي يهودي؛ صراع الإيمان والكفر، إنما يحاولون أن يصوروها بأنها صراع عربي إسرائيلي لأجل أن يخرجوا من هذا الصراع أكثر من مليار مسلم من غير العرب، فتبقى هذه القضية محصورة بخلاف مع مجموعة من الدول العربية.
ثم يبتذل هذا الصراع مع الفلسطينيين ثم يبتذل أكثر ليكون مع مجموعات من الفلسطينيين وبذلك ذلك تسهل عليهم السيطرة.
وللأسف فإن هذه الحيلة انطلت على كثير من المسلمين، فصار الكثيرون يقولون: هذه قضية الفلسطينيين، هذه مشكلتهم فليحلوها، ولا شك أن هذه القضية هي قضية جميع المسلمين، صحيح أن الواجب على أهل فلسطين أعظم من الواجب على غيرهم ولكنها تبقى قضية كل المسلمين في كل مكان عربي كان أم أعجمي.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه وإياكم من الذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.
وبعد: أيها الأحباب الكرام: إن على كل واحد منا واجبًا ومسئولية تجاه المسجد الأقصى ومن أهم هذه الواجبات إبداء هذه القضية في النفوس، وإبقاءها حاضرة في الأذهان فإن الأقصى لا بد أن يعود، ولا يجوز لنا أن ننساهم في لحظة من اللحظات.
بقي الأقصى في أيدي الصليبين قرابة التسعين عامًا حتى حرَّره صلاح الدين الأيوبي، وما نسي المسلمون أبداً طيلة تلك السنوات ما نسوا أبداً قضية القدس وقضية مسجد الأقصى، فبقاؤها في أذهاننا حاضرة واجب من الواجبات مهما تردت أوضاعنا، ومهما ساءت أحوالنا، ومهما نزل بنا من البلاء يجب علينا أن نبقى دائمًا متذكرين لتلك القضية العظمى.
اليهود ومع مرور أكثر من ألفي عام منذ خروجهم من أرض فلسطين إلا أنه لم ينسوا أبدًا هذه القضية تعرضوا للابتلاء نُكِّلُوا وشُرِّدُوا وهُجِّرُوا وطُرِدُوا من كل مكان، ومع ذلك لا تزال قلوبهم معلقة بالقدس، ولا تزال عقولهم متوجهة إلى القدس، ولا يزالون يخططون ويتآمرون حتى رجعوا إلى القدس بعد أكثر من ألفي عام من خروجهم من هذه الأرض المقدسة، وإن أخطر ما يتهدد الأقصى اليوم هو نسيان المسلمين لقضيتهم وانشغالهم عنها فتنشأ أجيال المسلمين، وقد نسيت هذه القضية ورضيت بالأمر الواقع واستسلمت لما هو موجود على الأرض فيترك الأقصى لحاله يفعل به اليهود ما يشاءون.
كم من بلاد المسلمين كانت محكومة بالإسلام وكانت الغلبة فيها للإسلام فجاء المحتلون فاحتلوها فنسيها المسلمون، ولا تزال تحت الاحتلال منذ عشرات بل مئات السنين.
ألم تكن الأندلس يومًا من الأيام إسلامية، ألم تكن الهند يومًا من الأيام محكومة بالإسلام، أليست هذه تركستان الشرقية بلادًا إسلامية، كل قضايا هذه البلاد نسيت ورضي المسلمون بالأمر الواقع، وهذا أخطر ما يتهدد قضية المسجد الأقصى.
ومما يجب هنا -أيها الأحباب- أن نربي أولادنا على حب القدس وعلى حب الأقصى وعلى التعلق به والتطلع إليه أن نربيهم على أمنية عظيمة أن يكتب الله -عز وجل- لهم صلاة في المسجد الأقصى، أن نعلمهم ما هو الأقصى أن نعلمهم ما هي القدس، أن نعرفهم بفضائلها ومكانتها ومنزلتها؛ أن نغرس في قلوبهم أن هذا جزء عظيم مهم من أمتنا أن هذا هو قلب الأمة النابض، أن هذا المكان مكان مقدَّس عن الله -عز وجل- وعند الخلق، أن نربيهم على هذا، وأن نعلمهم هذا، وأن نسقيهم هذا لعل منهم من يأتي فيجدد فعل صلاح الدين -رحمه الله-.
ومما يجب كذلك -أيها الأحباب- أن نساهم في نصرة الأقصى بأموالنا بقدر ما نستطيع، فإن الجهاد بالمال قدم في القرآن على الجهاد بالنفس، وفي كثير من أغلب المواضع (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) [الأنفال: 72]؛ لأن الجهاد بالمال مقدور عليه عند معظم الناس باختلاف الجهاد بالنفس؛ فنصرة الأقصى بالمال كل واحد بحسب استطاعته وكل واحد بحسب قدرته واجب على كل مسلم.
كذلك أيها الأحباب: الدعاء وهو السلاح النافذ والسهام التي لا تخطئ
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ | وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ |
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ | لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ |
وربنا -تبارك وتعالى- يقول: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فلعل دعوة صالحة صادقة تخرج من قلب مؤمن موقن يرفع الله -عز وجل- بها عن الأمة البلاء وتكون سببًا في كشف الغمة عن تلك البلاد المقدسة.
في إحدى المعارك كان قائد المسلمين قتيبة بن مسلم الباهلي يطوف على جيش المسلمين، فافتقد الإمام العادل محمد بن واسع فقال: أين محمد بن واسع؟ فقالوا: هو ذاك رافع يديه يدعو الله قبل المعركة، فقال قتيبة بن مسلم: لهذه الأصبع –يعني: إصبع محمد بن واسع الذي يدعو الله -عز وجل- بها-؛ "تلك الأصبع أحب إليَّ من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير".
أخيرًا أيها الأحباب: واجبنا أن نتخذ كل وسيلة وسبب علمي وعملي من أجل الوصول إلى هذه الغاية العظمي، وهي تحرير المسجد الأقصى.
واجبنا أن نحافظ على هويته الإسلامية قدر ما نستطيع بكل وسيلة ممكنة، وأن نبقي قضيته حاضرة في قلوب المسلمين جميعًا، وإنا موعودون -بإذن الله- بالنصر والتمكين، ولكن النصر هذا لا بد له من أسباب؛ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يمكِّن للمسلمين في كل مكان.