البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

شيء من أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-

العربية

المؤلف محمد بن صالح بن عثيمين
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - السيرة النبوية
عناصر الخطبة
  1. شكر النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه وكثرة استغفـاره .
  2. خوف النبي -صلى الله عليه وسلم- من الله .
  3. شجاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحلمـه ورفقـه .
  4. حسن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- .
  5. جود النبي -صلى الله عليه وسلم- وزهده .
  6. جملة من شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه .
  7. فصاحة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبلاغته .

اقتباس

كان أجود الناس؛ فما سئل على الإسلام شيئا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة. وكان أزهد الناس في الدنيا؛ فقد خير بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش، وبين لقاء ربه، فـ....

الخطبة الأولى:
الحمد لله ذي الفضل والإحسان والكرم والامتنان، اصطفى نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- على جميع بني الإنسان، وأدبه فأحسن تأديبه فكان خلقه القرآن.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات الحسان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بمكارم الأخلاق وأتم الأديان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعرفوا أخلاق نبيكم المصطفى، فإنها مشتملة على القيام بحق الله، وحقوق عباده، وبها الحياة السعيدة، والغايات الحميدة.
كان صلى الله عليه وسلم قائما بشكر ربه، منيبا إليه، كثير التـوبة والاستغفـار: "فلقد قام يصلي حتى تورمت قدماه، فقيل: يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا"[البخاري (4556) مسلم (2819) الترمذي (412) النسائي (1644) ابن ماجة (1419) أحمد (4/251)].
وقد خير بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا، فقال: "لا، بل أكون عبدا نبيا".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"[البخاري (5948) الترمذي (3259) ابن ماجة (3816) أحمد (2/341)].
وكان أشد الناس خوفا من الله: "فكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه، فقالت عائشة: يا رسول الله الناس يفرحون رجاء المطر وأنت تعرف الكراهية في وجهك؟ فقال: يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح"[البخاري (4551) مسلم (899) الترمذي (3257) أبو داود (5098) ابن ماجة (3891) أحمد (6/66)].
وكان مع ذلك أعظم الناس شجاعة، وأشدهم بأسا: "فلقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت، واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف، وهو يقول: لم تراعوا"[البخاري (2875) مسلم (2307) الترمذي (1687) أبو داود (4988) ابن ماجة (2772) أحمد (3/271)].
وكـان صلى الله عليه وسلم حليمـا رفيقـا: "أدركه أعرابي فجذبه جذبا شديدا، وكان عليه برد غليظ الحاشية، فأثرت حاشيته في عاتق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شدة جذب الأعرابي، فقال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك؟ فالتفت إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضحك، ثم أمر له بعطاء"[البخاري (2980) مسلم (1057) أحمد (3/210)].
وخدمه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عشر سنين في الحضر والسفر، فما قال له: أف، قط، ولا قال لشيء صنعه: لم صنعته؟ ولا لشيء تركه: لم تركته؟
وما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده شيئا قط، لا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله.
وكان أحسن الناس خلقا؛ فلم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا سبابا ولا لعانا، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فيكون أبعد الناس عنه.
وكان أجود الناس؛ فما سئل على الإسلام شيئا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة.
وكان أزهد الناس في الدنيا؛ فقد خير بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش، وبين لقاء ربه، فاختار لقاء ربه.
وكان يلتوي من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
ومات ولم يخلف دينارا ولا درهما، ولا شاة ولا بعيرا، إلا سلاحه وبغلته، ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير ابتاعه لأهله.
وكان بيده عقار ينفق على أهله منه، والباقي يصرفه في مصالح المسلمين.
وكان يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويكون في مهنة أهله، ويمشي مع الأرامل والمساكين، ويجيب دعوتهم، ويقضي حاجتهم، ويسلم على الصبيان إذا مر عليهم.
وكان يمزح، ولا يقول إلا حقا.
وكان طويل الصمت، قليل الضحك، كثير التبسم.
وكان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ.
وكان محترما مفخما، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا.
وكان أشد حياءً، وأفصحهم لسانا، وأبلغهم بيانا، صلى ذات يوم الفجر، فصعد المنبر فخطب الناس حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر حتى حضرت العصر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرهم بما كان وما هو كائن.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: بسم الله الرحمن الرحيم: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 1 - 4].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...