الحفيظ
الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...
العربية
المؤلف | خالد بن سعود الحليبي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
إن من الناس اليوم من تأهبوا واستعدوا وعملوا على تربية أولادهم أجسادًا، وأهملوا تربية القلوب التي بها يحيون ويسعدون، أو بها يشقون ويهلكون، ولك أن تختبر نفسك بهذه الأسئلة: هب أن ابنك تأخر عن وقت الاختبار ماذا ستكون حالتك؟ وما شعورك؟ ألا تسابق الزمن ليلحق الاختبار؟ ألا تنام بعدها بنصف عين لئلا يفوته الاختبار؟!. كأن الجواب يقول بلى؛ فهل كان شعورك حين نام عن صلاة الفجر كشعورك حين نام عن اختباره...
الخطبة الأولى:
الحمد لله أهل الحمد والثناء، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- ممتثلين أمر بارئكم -تعالى- الذي قال في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
أيها الأحبة في الله: لا شك أنّ كل أب يتمنى لابنه النجاح في دراسته، فهو دائمًا يدعو الله بتوفيقه وتسديده وتثبيته، يَعِده ويُمنّيه إن نجح في الاختبار، ويتوعّده ويهدده إن رسب، وهذا إحساس من الأحاسيس التي فُطر عليها البشر، لكن -أيها الأب الحنون- وقد اهتممت بابنك هذا الاهتمام بدراسته ومستقبله وأمور دنياه, وأحسست أنك عنه مسئول، فهلاّ كان الاهتمام بآخرته كالاهتمام بدنياه, هلاّ كان الاهتمام به بعد موته كالاهتمام براحته وسعادته في حياته.
مسئوليتك -أيها الأب- أعظم من أن تكون بمستقبل محدود فانٍ مهما بلغ، بل عليك بالمستقبل الممدود الباقي، وها أنت ذا شُغلت به في حياته فهل تهمله لما بعد مماته؟! بنيت له بيت الطوب والإسمنت في دنياه؛ فلا تحرمه بيت اللؤلؤ والياقوت والمرجان في الآخرة.
طموحك، أملك، غاية مُناك أن يكون طبيبًا أو مهندسًا، أو طيارًا أو عسكريًّا، أو معلمًا أو إداريًّا، الله أكبر! ما بال أمانيك كلها دنيوية!, السعي والجد للدنيا الفانية، فماذا بقي من اهتمامك للأخرى الباقية؟.
إن من الناس اليوم من تأهبوا واستعدوا وعملوا على تربية أولادهم أجسادًا، وأهملوا تربية القلوب التي بها يحيون ويسعدون، أو بها يشقون ويهلكون، ولك أن تختبر نفسك بهذه الأسئلة: هب أن ابنك تأخر عن وقت الاختبار ماذا ستكون حالتك؟ وما شعورك؟ ألا تسابق الزمن ليلحق الاختبار؟ ألا تنام بعدها بنصف عين لئلا يفوته الاختبار؟!.
كأن الجواب يقول بلى؛ فهل كان شعورك حين نام عن صلاة الفجر كشعورك حين نام عن اختباره؟ ألا تسأله كل يوم عن اختباره ماذا عمل، وبماذا أجاب؟ وعسى أن يكون الجواب صحيحًا, فهل سألته عن أمور دينه يومًا ما؟ هل سألته صلّى أم لا؟ هل سألته من يُجالس ومن يُصاحب؟ هل سألته أين يكون عندما يتغيب عن البيت؟ ألا يضيق صدرك ويعلو همّك حين تعلم أن ابنك قصّر في الإجابة في الاختبار؟ فهل ضاق صدرك حين قصّر في سُنن دينه وواجباته؟.
أرك تمنعه -في أيام الاختبار- من الملاهي التي جلبتها في بيتك، من ألعاب الفيديو -بلايستيشن- وفضائيات وإنترنت وصحف ومجلات؛ لئلا تشغله عن المذاكرة والاستعداد للاختبار؟ فما عساك فاعل -أيها الأب الحنون- في اختبار ليس له دور ثانٍ ولا إعادة ولا حمل للمواد؟.
فقط نجاح أو رسوب، والرسوب معناه: دخول النار - والعياذ بالله - معناه الخسران المبين والعذاب المهين، ماذا تُغني عنه شهاداته ومركزه وماله إذا أوتي كتابه بشماله، ثم صاح بأعلى صوته، فيقول: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه) [الحاقة: 25-29]. ما أغنى عنّي مركزي، ما أغنى عنّي سلطاني، ما أغنى عنّي علمي الدنيوي وشهادتي، كل ذلك هلك واندثر, خسارة ورسوب، وأية خسارة؟!.
هب أنه أصبح في الدنيا طبيبًا أو مهندسًا؟ أو طيارًا أو مدرسًا؟ ولكن البعيد أصبح شقيًّا في الآخرة فأية حسرة ستبقى على جسدٍ رُبِّيَ للنار.
لا يفهم من هذا الحديث الدعوة إلى إهمال حض الأولاد على النجاح في أمور الدنيا، لا والله, بل يجب علينا أن نحضهم على التفوق في اختبارات الدنيا، ولكن ذلك لا يعني في المقابل أن نهمل الآخرة, بل إن الآخرة أجدر بالسعي، وأحق بالعمل؛ لأنها الأبقى بلا شك.
أيها الأب: وازن معي بين أب حرص على إحضاره مُربٍّ لابنه يُعلّمه القرآن ويدارسه السنة؟ وأب آخر جلب لابنه وابنته بل وزوجته سائقًا يتكشف المحارم ويخلو بالنساء، وخادمًا رجلاً في بحبوحة المنزل يقف إلى جوار المرأة وهي تعمل، وهيأ له بيتًا ملأه بكل المحرمات والملهيات عن ذكر الله وطاعته!.
وازن -أيها الأب الحنون- بين أب جعل مكافأته لابنه على إنجازه العلمي إنشاء مكتبة له في المنزل، أو برنامجًا تربويًّا يشترك فيه بعد الاختبار، أو رحلة للعمرة أو زيارة مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو جهاز حاسوب مليء بالبرامج النافعة, وبين أب يعد ابنه إن نجح في الاختبار بقضاء أمتع الأوقات على شواطئ الفساد في أية بلاد، أو بشراء جهاز يفسد به دينه وأخلاقه، أو بشراء سيارة له وهو في عمر المراهقة يحيل بها الطرقات إلى مواطئ للموت والأخطار، وتعينه على تجميع شلل الفساد من حوله، والذهاب إلى دور الخنا والضياع.
ماذا سوف تكون النتيجة بعد كل هذا الإهمال في التربية؟, النتيجة أن نخسر تقدير أولادنا لنا، وبرهم بنا، فلن تجد هذا الابن يسعى إلى البر وطاعة أبيه أو خدمة أمه، بل سوف يسخط عليه وربما شتمه وضربه أو ضرب أمه.
النتيجة أن يخسر أولادنا حياتهم الحقيقية، وعلاقتهم بالله، ومن ثَم يخسروا حياتهم التعليمية.
النتيجة أن الأب الذي يتيح أدوات المعاصي بين يدي أولاده سوف يحصد كل الآثام والسيئات التي يرتكبونها بسببه قبل أن يحصدها أولاده.
النتيجة أن يدخل الابن العاصي البعيد عن أداء الصلوات في المسجد، المنغمس في متابعة ما جد وما عتق من الأغاني والأفلام والصور الخليعة أن يدخل في دوامة من القلق والهموم، مهما أظهر أنه سعيد بما يقترفه من الآثام.
إن ابنًا بنيناه جسدًا حريٌّ بنا أن نُربي عقله وقلبه ونهتم بحياته بعد موته, يقول الله -جل في علاه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا -أيها الأولياء آباء وأمهات- أن الأمر ليس على التخيير، أو يكفي فيه أن أعلق المسؤولية على وسائل الإعلام، وأنا الذي أدخلت أذاها إلى بيتي بيدي، أو أعلقه على المدرسة وأنا المهمل في متابعة ولدي، أو أعلقه على أمه، وأنا قد تخليت عن مسؤوليتي، أو أعلقه على هداية الله له وأردد قول الله -تعالى-: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص: 56]، وتنسى أن الآية لا تعني إعفاءك من مسؤولية التأديب والتربية، التي نص الله عليها بقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52]، وقوله -سبحانه-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214], وقوله -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) [التحريم: 6].
والمسألة بينها عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- حين قال: "الهداية من الله, والأدب من الآباء", إذن لا بد أن تؤدب لتحصل الهداية من الله, والله -قبل ذلك وبعده- يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ولكن فساد أكثر الأولاد من إهمال الآباء لهم ,كما يقول ابن القيم: "فكل مولود يولد على الفطر، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".
وينشأ ناشـــئ الفتيان فيـــــنا | على ما كان عوّده أبوه |
وما دان الفتى بحجى ولكن | يعـــلمه التــديــن أقـــربوه |
فيجب علينا -أولاً-: أن نصلح أنفسنا؛ فبصلاحنا تكون استقامتهم ورعاية الله لهم، قال -تعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) [الكهف:82], ولقد ذكر لي أحد الآباء أن هدايته واستقامته على الصلاة وتركه للمعاصي والتدخين كانت بسبب حرصه على صلاح أولاده، فكلما أمرهم بشيء وجد نفسه مندفعًا لتغييره في نفسه أولاً ليكون قدوة صالحة لهم.
وثانيهما: أن نجعل التربية الإسلامية غاية وهدفًا، فلا مانع من تعلم العلوم الدنيوية، ولكن ليس على حساب الاهتمام بالآخرة، قال -تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص: 77].
فيا أيها الأب: اتق الله في رعيتك فأنت مسؤول عنهم أمام الله، اتق الله أن يستأمنك الله عليهم فتشرّع لهم أبواب الفتن في دارك, أو تسمح لهم بالسفر إليها في بلاد تشيع فيها الرذيلة وسقوط الأخلاق، إنك بذلك تخون الأمانة وتغش الرعية, قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من راعٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرّم الله عليه الجنة" (رواه مسلم).
أيها الأب الحنون: أدعوك إلى التأمل في وصية لقمان لابنه الذي يحبه ويفتديه بالغالي والنفيس, هل أوصاه بدنياه؟ هل أوصاه بزخرف؟ لا، بل دعاه إلى ما يحييه حياة طيبة، وينجّيه من العذاب الأليم، أمره أن يخلص العمل لله -تعالى-، ونهاه أن يشرك بالله: (إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13], ودله على ما ينجيه من الله، ألا وهو الهرب منه إليه -تبارك تعالى- بإقامة الصلاة، وبالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ثم دلَّه على مكارم الأخلاق التي تَسمو به نفسه ويعلو بها مركزه، فلا تكبر على الخلق ولا ذلة، مع قصد في المشي، وخفض في الصوت.
تلك -يا عبد الله- جملة وصية الأب الحنون، فهل عملت بهذه الوصية مع ابنك؟ هل أوصيته ببعضها، أو بها جميعها؟.
إن ديدن بعض الآباء -مع الأسف الشديد- هو تثبيط همم أولادهم وتكسير مجاديفهم إذا ما هدى الله ابن بعضهم ذعروا وهبوا، ووصفوه بالوسواس، ووسموه بالعقد النفسية وسخروا منه واستهزءوا به، ولا أحد يدري أيسخرون من شخصه أم من دينه الذي يحمله ويمثله؟.
أهذه هي الأمانة -أيها الأب-؟ أهذه هي النصيحة لرعيتك؟ اتق الله فيهم، راقب الله في تربيتهم، علمّهم ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، ولا تكتف بدار الفناء: (ومَا هذهِ الحَيَاةُ الدُنيَا إلا لَهوّ ولَعِب وإنّ الدّارَ الآخِرةَ لَهِي الحَيوَانُ لو كَانُوا يَعلمُونَ) [العنكبوت:64].
أيها الأب: وأنتم تُعدّون أبناءكم لاختبارات الدنيا اتقوا الله فيهم, واعلموا أنتم وعلّموهم أن سلعة الله أغلى وأعلى من زخارف الدنيا، وعلموهم أن النجاح الحقيقي هو قصر النفس على ما يُرضي الله، علموهم واعلموا أنتم أن السعادة الحقيقية في تقوى الله وطاعته، ثم اعلموا أنتم -أيضًا- أنه لن ينصرف أحد من الموقف يوم القيامة وله عند أحد مظلمة، يفرح الأبناء أن يجدوا عند أبيهم مظلمة، تفرح الزوجة أن تجد عند زوجها مظلمة، يأتي الأبناء يوم القيامة يُحاجّون آباءهم بين يدي الله قائلين: "يا ربنا خذ حقنا من هذا الأب الظالم الذي ضيعنا عن العمل لما يرضيك، وربّانا كالبهائم وأوردنا المهالك، والذي ما من مفسدة إلا وجعلها بين أيدينا وما من مهلكة إلا وأدخلها علينا"، فماذا سيكون الجواب حينئذ -أيها الأب-؟.
اللهم وفق أولادنا في دنياهم وأخراهم، اللهم سدد خطاهم، ورقق للخير أفئدتهم، واجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم يسر أمورهم، وأصلح نفوسهم، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين.
اللهم وفقهم في اختباراتهم، وسدد إجاباتهم، اللهم ذكرهم ما نسوا، وعلمهم ما جهلوا، ورقق قلوب معلميهم ومعلماتهم عليهم، واجعل تعلمهم فيما يرضيك يا كريم.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.
اللهم فك أسرى المسلمين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضالهم، وهيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.