الخالق
كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...
العربية
المؤلف | صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - التوحيد |
وله -سبحانه وتعالى- إخلاص العبادة بأن يخلص العبد بأنواع العبادات التي يأتي بها من صلاة أو صيام أو خوف أو توكل أو رجاء فكلها لله وحده، قال تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) [الزمر: 2]؛ فهذان المعنيان؛ من الإخلاص في إخلاص الكمالات لله، وإخلاص العبادة لله وحده هما مدخران في...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم-.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: اتقوا ربكم حق التقوى وتمسكم من دينكم بالعروة الوثقى والزموا جماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع الجماعة من شذ شذ في النار، ثم اعلموا رحمكم الله أن من سور القرآن سورتين خصتا بالميزان لفضل لما شملت عليه من عظيم المعنى وجلالته.
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفتتح يومه بهما؛ فهما أول مقروءه -صلى الله عليه وسلم- من صلاته؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى ركعتي الفجر النافلة قرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، وقرأ في الركعة الثانية سورة الإخلاص؛ لأن هاتين السورتين هما سورة الإخلاص في القرآن الكريم؛ ففيهما إخلاص الكمالات لله -سبحانه وتعالى- ونفي النقائص والعيوب عنه.
وفيهما إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له؛ فله -سبحانه وتعالى- أنواع الكمالات في أسمائه وصفاته وأفعاله، قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، وقال تعالى: (وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ)، وقال تعالى: (اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة:255].
وقال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22 - 24].
وله -سبحانه وتعالى- إخلاص العبادة بأن يخلص العبد بأنواع العبادات التي يأتي بها من صلاة أو صيام أو خوف أو توكل أو رجاء فكلها لله وحده، قال تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) [الزمر: 2]؛ فهذان المعنيان؛ من الإخلاص في إخلاص الكمالات لله، وإخلاص العبادة لله وحده هما مدخران في سورتي الإخلاص سورة الكافرين والإخلاص؛ فنحن نقرأ بهما في فاتحة كل يوم في ركعتي الفجر للإعلان بأننا من عباد الله المخلصين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الحق المبين، وأشهد أن محمد عبده ورسوله رحمة للعالمين -صل الله عليه وعلى آله و صحبه أجمعين-.
أيها المؤمنون: أخلصوا دينكم لله -سبحانه وتعالى-، واعرفوا ما لله من أنواع الكمالات في أسمائه وصفاته وأفعاله متمثلين قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص: 1 - 4].
وأخلصوا عبادتكم لله؛ فلا تجعلوا منها شيئا لغيره ممتثلين قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون: 1- 6]؛ فإنكم إذا قلتم ذلك كنتم من عباده لله المخلصين، ومن كان مخلصا سعد في الدنيا والآخرة وكان من عباد الله المفلحين.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها.