اللطيف
كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...
العربية
المؤلف | عبدالمحسن بن محمد القاسم |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان |
لقد هتك الله أستار المنافقين وكشف أسرارهم وجلى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر؛ فقولهم يخالف فعلهم، وسرهم ضد علانيته.. أعملوا أفكارهم وأجالوا آراءهم في كيد الإسلام وأهله، يفسدون في الأرض وينافحون عن فسادهم بدعوى الصلاح والإصلاح؛ كيف يكونون هم المصلحون وهم صم بكم عمي قد نهكت أمراض الشهوات...
الخطبة الأولى:
الحمد لله عالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحمده -تعالى- على ما علم، وأشكره -جل وعلا- على ما هدى وقوَّم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عَلَا على سماواته ثم علا على عرشه استوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُهُ ورسوله، أكرم الأصفياء والداعي إلى سلوك المحجة البيضاء، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه خلفاء الدين وحلفاء اليقين، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم حشر العباد أجمعين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى؛ فأوثق العرى كلمة التقوى، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى.
أيها المسلمون: لقد ميز الله أهل البصائر والإيقان من الذين في قلوبهم مرض وضَعْف إيمان، ورفع أقواما إلى الدرجات العالية؛ كما خفض آخرين إلى المنازل الهاوية، والناس متفرقون ما بين شقي وسعيد، ولقد كانوا قبل هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة إما مؤمن وإما كافر، ولم يكن فيهم صنف متذبذب بينهما، ولما استقر في طابة صار الناس؛ إما مؤمن مجتهد في نصرة الدين، وإما كافر مظهر للكفر وعداوة أهل الإيمان، وإما منافق ظاهره الإسلام وباطنه الكفران.
وقد ذكر الله ذلك في مطلع سورة البقرة فأنزل أربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة الكافرين، وبضع عشرة آية في صفة المنافقين، وكان هذا الابتلاء تمييزا من الله لعباده؛ ليجزي الصادقين بصدقهم، ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم.
وقد حذر الله في كتابه من النفاق ومن صفات المنافقين في أكثر من ثلاثمائة آية، في سبع عشرة سورة، وأفرد لهم سورة كاملة في القرآن؛ حتى قال ابن القيم: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم"، وهم أنواع وأقسام شتى؛ منهم من حصل له الإيمان ثم رجع عنه، ومنهم من استحب الضلالة على الهدى، ومنهم قوم ظهر لهم الحق تارة، وشكوا فيه أخرى.
وإن بلية المسلمين بهم شديدة ينتسبون إلى الإسلام وهم أعداؤه، محتارون في معتقدهم بين التصديق والتكذيب، يطلبون الدنيا مع الكافرين أو المؤمنين، مترددون حيارى بين الفريقين؛ ليسوا بمسلمين مخلصين ولا بمشركين مصرحين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة".
أيها المسلمون: لقد هتك الله أستار المنافقين وكشف أسرارهم وجلى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر؛ فقولهم يخالف فعلهم، وسرهم ضد علانيته.. أعملوا أفكارهم وأجالوا آراءهم في كيد الإسلام وأهله، يفسدون في الأرض وينافحون عن فسادهم بدعوى الصلاح والإصلاح، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)[البقرة:11]؛ كيف يكونون هم المصلحون وهم صم بكم عمي قد نهكت أمراض الشهوات والشبهات قلوبهم، دأبهم السعي لوقوع المنكرات وفشوها في المجتمعات، ويمنعون الخير والإصلاح فيها، ويبغضون شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن يقوم بها ويعادونه؛ لذلك يقول الله -عز وجل-: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)[التوبة:67].
ويلقبون أهل الإيمان بأقبح الصفات، ويسخرون منهم ويتربصون ويهزؤون بهم، قالوا عن المؤمنين: إنهم سفهاء، ولكن الله حصر السفاهة فيهم فقال: (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ)[البقرة:13].
ويغررون بالمسلمين، ويوردنهم حِيَضَ العطب، (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9].
ويسعون بالفتنة والنميمة والبغضاء، قال تعالى: (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)[التوبة:47].
إن أصاب المسلمين خير أسفوا وإن أصابهم بلاء فرحوا، متسمون بالكبر والغرور، يصدون وهم مستكبرون، متصفون بالعجب بذواتهم واحتقار غيرهم، (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)[المنافقون:8].
عهودهم غادرة، ومواثيقهم منقوضة، ووعودهم مخلفة، وأماناتهم خائنة، ومخاصماتهم فاجرة، يخون أحدهم صاحبه أحوج ما يكون إليه، لا ذمة لهم ولا أمان، فلا تثق بعهودهم ولا تطمئن إلى وعودهم، وفي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم-: "إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر".
أخلب الناس ألسنة وألطفهم بيانا، وأعسلهم مقالا، وأخبثهم قلوبا، يصورون الباطل بصورة الحق إذا سمعهم السامع يصغي لقولهم قال تعالى: (وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)[المنافقون:4]، ولكن أجسادهم خواء (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ)[المنافقون:4].
يزدرون الآخرين في مخاطباتهم، فأقوالهم في المجالس كاذبة، وربك شهيد عليهم بذلك قال -عز وجل-: (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)[المنافقون:1]؛ بل ويؤكدون كذبهم بالأيمان الفاجرة الآثمة، قال الله عنهم: (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[المجادلة:14].
حالهم في الأمن علو ألسنتهم بالقول العنيف بألفاظ متنوعة شديدة مؤذية على الدين وأهله، وعند البأس هم أجبن قوم وأخذلهم للحق، يقول -تعالى-: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ)[الأحزاب:19].
شأنهم الخوف والفزع، يحسبون كل صيحة عليهم، يبادون إلى تصديق الخبر المخوف، وتكذيب خبر الأمن، وفي الإنفاق عباد للدنيا، أبخل الناس في بذل الخير، أيديهم شحيحة عن البذل والعطاء، لذوي المسكنة والفقراء، وشر ما في المرء شح هالع، وجبن خالع، يقول ابن القيم: "هم أخبث بني آدم، وأقذرهم وأرذلهم، آذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أذية شديدة، فعابوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قسمته، وسخروا بصحابته، وهزئوا بالمتصدقين منهم، ورجع رأسهم عبد الله بن أبي يوم أحد بثلث الجيش والمسلمون في أحوج ما يكونون للعدد والعدة، وهموا بالفتك بسيد البشر في ظلماء الليل في غزوة تبوك"، يقول ابن كثير: "لم يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال".
أيها المسلمون: ليس للمنافقين في عبادتهم قدم صحيحة، ولا همة في العمل عالية؛ فأشرف الأعمال وأفضلها الصلاة إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى، لا نية لهم لله فيها ولا إيمان لهم بها، صلاة أحدهم صلاة أبدان لا صلاة قلوب، يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "تلك صلاة المنافق، يظل يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا" (رواه مسلم)، وذكرهم لربهم قليل (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ)[المجادلة:19].
وإن أنفقوا أموالهم أنفقوها على كره ومنة وتردد، ولسوء معتقدهم وخبث طويتهم فنفقاتهم غير مقبولة عند الله مهما أنفقوا، يقول -تعالى-: (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ)[التوبة:53]، وأموالهم وأولادهم عذاب عليهم، (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)[التوبة:55].
وبواطنهم في الأعمال فاسدة مدنسة بالرياء وطلب السمعة؛ فلا إخلاص لله في أعمالهم؛ ولذا يتخلفون كثيرا عن صلاة الجماعة التي لا يرون فيها غالبا، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا" (متفق عليه)؛ هذه معاملتهم للخالق وتلك معاملتهم للخلق.
وأما عددهم فهم كثير منتشرون في بقاع الأرض وهم أصناف ولهم أحوال وصفات يقول حذيفة -رضي الله عنه-: "النفاق اليوم أكثر منه على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، ويقول شيخ الإسلام: "وما زال النفاق بعده -عليه الصلاة والسلام-، بل هو بعدَه أكثرُ منه على عهده؛ لكون مُوجِبات الإيمان على عهده أقوى، فإذا كان النفاق مع قوتها موجودا فوجوده فيما دون ذلك أولى".
ولهذا لما سمع حذيفة -رضي الله عنه- رجلا يقول: "اللهم أهلك المنافقين" قال: "يا بن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في الطرقات من قلة السالكين"، وقد عين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جماعة من المنافقين وأطلع حذيفة على أسمائهم، وخفي عليه آخرون منهم، يقول الله -تعالى- لنبيه: (لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ)[التوبة:101]. وإذا جاز على سيد البشر -صلى الله عليه وسلم- ألا يُعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات فمن الأولى أن يخفى حال جماعة منهم على من بعده.
ومعرفة المنافقين في لحن القول ثابتة مقسم عليها في الكتاب، لكن هذا إذا تكلموا، وأما معرفتهم بالسيما فهو موقوف على مشيئة الله، يقول عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: "ما سر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه"، وكلما قويت شوكة المسلمين ضعفوا وإذا ضعفت شوكة المسلمين برزوا، وبلية المسلمين بهم أعظم من بليتهم بالكافرين المجاهرين، ولهذا قال الله عنهم: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ)[المنافقون:4].
ولجرم أفعالهم ليسوا أهلا لأن يستغفر لهم، ولا أن يقام على قبورهم بعد دفنهم، وفي الآخرة هم في الدرك الأسفل من النار، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ)[التوبة:68].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني به وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
أيها المسلمون: إن من النفاق ما هو أكبر ويكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار؛ وذلك بأن يكذب المرء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو يجحد بعض ما جاء به، أو يبغضه أو لا يعتقد وجوب اتباعه، أو يسر بانخفاض دينه ونحو ذلك.
ومنه ما هو أصغر؛ بأن يعمل شيئا من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب، وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق، وإذا كثر صار بسببه منافقا خالصا، وإن صام وصلى ظاهرا، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" (متفق عليه)؛ فمن اجتمعت فيه هذه الخصال فقد اجتمع فيه الشر، وخلصت فيه نعوت المنافقين، ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق، والنفاق الأصغر وسيلة إلى النفاق الأكبر.
ولعظيم خطره قطع خوف النفاق قلوب السابقين؛ فساءت ظنونهم بأنفسهم، يقول ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخشى النفاق على نفسه"، ويقول الحسن -رحمه الله-: "لا يأمنه إلا منافق، ولا يخافه إلا مؤمن".
فاحذر الوقوع في صفات المنافقين وجانب نعوتهم، واجتهد في إخلاص عملك لله، والقيام بالعبادة له ظاهرا وباطنا، وأد الصلوات المفروضة مع جماعة المسلمين في المساجد وأنتم عظيم الرغبة شديد الفرح بها، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فهو آية الإيمان، وعليك بالثبات عند النوازل وأكثر من ذكر الله، يقول أهل العلم: "لو لم يكن من فوائد الذكر إلا أنه ينفي عن صاحبه النفاق لكفى به فائدة"، واصدق في حديثك، وأد ما ائتمنت عليه على التمام، وَأَوفِ بعهدك على الدوام، وكن حليما في الخصام، وابتعد عن سماع الأغاني والمعازف؛ فإنها تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، وألح على ربك بأن يهب لك إيمانا راسخا، وأن يحميك من النفاق وخلاله.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا)[الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلِّم وَزِدْ وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين؛ الذين قَضَوْا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمَر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنَّا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعل اللهم هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق.
اللهم وفِّق إمامنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغنيّ ونحن الفقراء، أَنْزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أَغِثْنَا، اللهم أَغِثْنَا، اللهم أَغِثْنَا، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الأعراف:23].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت:45].