الحكم
كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...
العربية
المؤلف | خالد بن عبدالله الشايع |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | صلاة العيدين |
أن يوم العيد هو يوم التواصل والتعاطف والتكافل، يجب أن يفرح الجميع، يجب أن تسودة المحبة والألفة والتواضع لجميع المسلمين، صلوا أرحامكم، واعطفوا على الفقراء والمساكين أسعدوهم في هذا اليوم، فإن من أفضل الأعمال سرور...
الخطبة الاولى:
أما بعد فيا أيها الناس: إن المسلم العاقل هو الذي يهنئ نفسه بتمام الشهر واكتمال الأجر، ولقد أمر الله بالفرح بذلك حيث يقول: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].
فهنيئا لكم جميعا وتقبل الله منا ومنكم، وأعاده علينا أعواما عديدة ونحن في صحة وإيمان.
عباد الله: هذا يوم جمع الله لكم فيه عيدين، عيد سنوي وعيد أسبوعي، أدام الله علينا وعليكم الأفراح، والسنة في ذلك أن من صلى العيد مع المسلمين؛ فهو مخير بين أن يصلي الجمعة أو أن يصليها ظهرا في بيته، وهذا من رحمة الله بالخلق، فله الحمد والمنة، أخرج أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون".
وهذا كان رخصة لأهل العوالي والذين يسكنون خارج المدينة لأنه يشق عليهم البقاء حتى الجمعة، كما يشق عليهم الرجوع مرة أخرى للجمعة، فرخص لهم أن يصلوها ظهرا في بيوتهم، وهي رخصة للجميع، إلا أن صلاة الجمعة أفضل.
واعلموا -عباد الله- أن يوم العيد هو يوم التواصل والتعاطف والتكافل، يجب أن يفرح الجميع، يجب أن تسودة المحبة والألفة والتواضع لجميع المسلمين، صلوا أرحامكم، واعطفوا على الفقراء والمساكين أسعدوهم في هذا اليوم، فإن من أفضل الأعمال سرور تدخله على مسلم.
اللهم ارحم أمة محمد وارفع عنهم البلاء أقول قولي …..
الخطبة الثانية:
أما بعد فيا أيها الناس: لقد خرج المسلمون جميعا من رمضان، من مدرسة الإيمان والتقوى، مر بهم شهر كنزوا فيه من الحسنات الشيء العظيم من رب كريم، ألا فلا تذهب أدراج الرياح، ولا نكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، حافظ على وردكم من القرآن، واحفظوا جواركم من الآثام، ولا تنقصوا فرائض الله، لا في وقتها ولا كميتها، احرصوا على السنن، فإنها ترقع خلل الفرائض، عيشوا حياتكم وكأنها كلها رمضان، فإن رب رمضان هو رب الشهور كلها، واعلموا أن من علامات قبول العمل اتباعه بالعمل الصالح، والتجافي عن المحرمات، واعلموا أن العمل الصالح يكفر السيئات كما قال سبحانه (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هود: 114].
ولا نكن كعبيد السوء، الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فإذا انقضى رمضان رجعوا لمعاصيهم، وتركوا الفرائض والسنن أو قصروا فيها، فمثل هؤلاء حري بعم أن يكونوا من الخاسرين الذين لم يحصلوا التقوى التي من أجلها فرض رمضان.
عباد الله: لتكن التوبة مصاحبة لنا في كل وقت وحين؛ فالمسلم مفتن تواب، على وجل، يخشى أن يبغته الموت وهو على معصية، فتراه يسارع بالتوبة كل حين.
اللهم تقبل منا الصيام والقيام والدعاء يارب العالمين …