الحق
كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...
العربية
المؤلف | عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - المهلكات |
ما بال أقوام قابلوا نِعَم الله بالمعاصي, وتمادوا وأصرُّوا وجاهروا بها, ألم يعتبروا بمن مضى؟! ألم يتَّعظوا بحال مَن سبقهم؟ ألم يروا عصاة زالت عنهم النعم وحلَّت بهم النقم بعد أن كانوا في أرغد عيش وأهنئه! ألا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي بيَّن الحلال والحرام, وأمَر عباده بما ينفعهم, ونهاهم عمَّا يضرُّهم, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله, ما من خير إلا دلَّ الأمة عليه, وما من شرٍّ إلا حذَّرها منه, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
أما بعد: فاتقوا الله -أيها المؤمنون-, ولا تقابلوا نعم الله عليكم بالمعاصي؛ فإنَّ الذنوب مزيلات للنعم, موجبات للنقم.
معاشر المسلمين: إذا نظرتم في نِعَم الله الكثيرة رأيتم أنَّ الله -تعالى- خصَّكم بنعم عظيمة من بين الأمم, أعظمها نعمة الإسلام, ثم نعمة الأمن والرخاء ورغد العيش, أرزاق تتجدد, وأصناف تتعدد؛ فهلَّا نُظِرَ إليها نظر المتفكِّر الشاكر, الذي يعلم أنَّ النعم إنَّما هي من الله وحده, فشكره عليها (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)[لقمان:20] وقال -تعالى-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)[النحل:53]، هكذا هو المؤمن يعلم أنَّ النعم من الله فيشكره عليها, بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه, والتوبة من الذنوب.
معاشر المسلمين: من الناس أقوام لمَّا رأوا نعم الله عليهم في تتابع واستمرار وكثرة وازدياد تقاصرت أنفسهم عن الشكر, وتمادت في اقتراف الذنوب والخطايا؛ فلا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى, وقد يؤخرونها حتى يخرج وقتها لأجل غفلة بمباحات غمروا أنفسهم بها, أو محرَّمات أغرقوا أنفسهم فيها تمتعًا؛ استهانة بها واستحقارًا لها, وما نظروا لعظمة من عصوا, ولا استحيوا من خالقهم الذي أسبغ عليهم النعم أن يراهم، وقد خالفوا أمره, ولبسوا ثوب معصيته باسم حريَّة زعموها, واتباع للهوى أعماهم, يرزقهم ربهم وهم على معاصيهم يصرّون, ولا هم عنها يتوبون, ولا بذنوبهم يعترفون.
وإن ذكروا الله فإنهم لا يذكرونه إلا قليلاً, مع أنَّ الله أمرهم بكثرة ذكره, قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)[الأحزاب:41-42]، ونهاهم عن المعاصي وعن مخالفة أمره؛ فقال -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63]، وقال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينًا)[الأحزاب:36].
معاشر المسلمين: يعظم الذنب إذا كان صاحبه يراه هيِّنًا فيجاهر به أمام الناس, وقد يحضر أماكن يعصى فيها الله؛ من اختلاط رجال بنساء سافراتٍ خلعن جلباب الحياء, وألقين جلباب الستر, فأظهرن وجوههن وشعر رؤوسهن, متجملات متعطرات، وإذا صدحت المعازف تمايل المتمايلون منهم طربًا, في رقصٍ على مزمار ودندنة على صوت مُغنٍ أو قينة, وسهر ليل على غفلة طرب سيجد غِبَّها من حضرها إن عاجلاً أو آجلاً.
إنَّ المؤمن -يا عباد الله- لا يستهين بالذنب، ولا يُحقِّر من المعاصي شيئًا؛ لمعرفته عظمة من يعصي, قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "إنَّ الْعَبْدَ لَا يَزَالُ يَرْتَكِبُ الذَّنْبَ حَتَّى يَهُونَ عَلَيْهِ وَيَصْغُرَ فِي قَلْبِهِ، وَذَلِكَ عَلَامَةُ الْهَلَاكِ، فَإِنَّ الذَّنَبَ كُلَّمَا صَغُرَ فِي عَيْنِ الْعَبْدِ عَظُمَ عِنْدَ اللَّهِ"(الداء والدواء ص: 58).
معاشر المسلمين: ما بال أقوام قابلوا نِعَم الله بالمعاصي, وتمادوا وأصرُّوا وجاهروا بها؟! ألم يعتبروا بمن مضى؟! ألم يتَّعظوا بحال مَن سبقهم؟! ألم يروا عصاة زالت عنهم النعم وحلَّت بهم النقم بعد أن كانوا في أرغد عيش وأهنئه؟! ألا يخافون أن تُبدَّل أحوالهم إن هم غيَّروا ما بأنفسهم؟!
قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[الأنفال:53]، وقال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ)[الرعد:11].
قال الإمام السعدي -رحمه الله-: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ) من النعمة والإحسان ورغد العيش (حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو مِن شكر نعم الله إلى البطر بها, فيسلبهم الله عند ذلك إياها, وكذلك إذا غيَّر العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غيَّر الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة"(تفسير السعدي، ص: 414).
معاشر المسلمين: ومن المجاهرة بالمعاصي: أن يكشف العاصي عن معصيته يقول: فعلت وفعلت مخبرًا أو مفاخرًا بسوء فعلته, ناشرًا مشيعًا للفاحشة في غيره؛ فليتق الله أقوام هذا حالهم؛ فإنَّهم بذلك يدعون إلى اقتراف المعاصي, ويُهوِّنونها على من يخشى فعلها, ويساهمون في انتشارها ويدلون على فعلها, وهؤلاء عليهم إثمهم وآثام من تبعهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا"(أخرجه مسلم 2674)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: "إِذَا ظَهَرَتِ القَيْنَاتُ وَالمَعَازِفُ وَشُرِبَتِ الخُمُورُ"(أخرجه الترمذي 2212 وصححه الألباني في الصحيحة 2203).
وقال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان يقال: "إِنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لاَ يُعَذِّبُ الْعَامَّة بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ, وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ الْمُنْكَرُ جِهَارًا اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ كُلُّهُمْ"(موطأ مالك).
وقال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "ما دام الذنب مستورًا فعقوبته على صاحبه خاصة، وإذا ظهر ولم يُنكر كان ضرره عامًّا؛ فكيف إذا كان في ظهوره تحريك لغيره إليه. ولهذا كره الإمام أحمد وغيره إنشاد الأشعار: الغزل الرقيق؛ لأنه يحرك النفوس إلى الفواحش".
وقال الإمام ابن باز -رحمه الله- عند قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)[الفرقان:72]: "ومعنى لا يشهدون الزور لا يحضرونه. والزور يشمل كل منكر، ويدخل في ذلك الشرك والكفر وأعياد المشركين والاجتماع على شرب الخمور والتدخين والأغاني وآلات الطرب وأفلام السينما، وأشباه ذلك من المنكرات".
وقال في موضع آخر -رحمه الله-: "عُلِمَ بالأدلة المتكاثرة أنَّ سماع الأغاني والعكوف عليها, ولا سيما بآلات اللهو كالعود والموسيقى ونحوهما من أعظم مكائد الشيطان ومصائده التي صاد بها قلوب الجاهلين وصدهم بها عن سماع القرآن الكريم، وحبب إليهم العكوف على الفسوق والعصيان، والغناء هو قرآن الشيطان ومزماره ورقية الزنا واللواط والجالب لأنواع الشر والفساد. وحكى الحافظ العلامة أبو عمرو بن الصلاح -رحمه الله- عن جميع العلماء تحريم الغناء المشتمل على شيء من آلات الملاهي كالعود، ونحوه، وما ذاك إلا لما في الغناء وآلات الطرب من إمراض القلوب وإفساد الأخلاق والصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ولا شك أنَّ الغناء من اللهو الذي ذمَّه الله وعابه. ولا سيما إذا كان من مطربين ومطربات قد اشتهروا بذلك فإن ضرره يكون أعظم وتأثيره في إفساد القلوب أشد".
عباد الله: هل ترون مُعافىً يلوثُ سمعه بسماع دندنة معازف, أو يلوث بصره بمشاهدة ما يحرم عليه مشاهدته؛ من نظر إلى امرأة لا تحل له, أو من نظر إلى فاعل محرم لا يُنكرُ عليه, أو يأتي مجمعًا اختلط فيه الرجال بالنساء على ما حرَّم الله؛ فاتقوا الله -أيها المسلمون-, ولا تحضروا مجالس يُعصى فيها الله، وقوموا بواجب إنكار المنكر إن رأيتموه.
اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وارض عنا وعن والدينا يا رب العالمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين, حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله -عز وجل-.
معاشر المسلمين: إنَّ العافية في عدم المجاهرة بالمعاصي؛ ذلك أنَّ من ابتلي بشيء منها فستر على نفسه, وعلم أنَّه آثم بفعله فإنَّه أدعى إلى التوبة والندم، وعدم العودة إلى ما حصل منه من معصية, أما المجاهر بالمعصية فإنَّه مصِرٌّ عليها, لم يستح من فعلها أمام الناس, وقد يفاخر غيره بها, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ"(أخرجه البخاري).
قال الإمام النووي -رحمه الله- عن المجاهرين: "هُمُ الَّذِينَ جَاهَرُوا بِمَعَاصِيهِمْ وَأَظْهَرُوهَا وَكَشَفُوا مَا سَتَرَ اللَّهُ -تعالى- عَلَيْهِمْ فَيَتَحَدَّثُونَ بِهَا لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ وَلَا حَاجَةٍ".
وقَالَ ابن بَطَّالٍ -رحمه الله- "فِي الْجَهْرِ بِالْمَعْصِيَةِ اسْتِخْفَافٌ بِحَقِّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَبِصَالِحِي الْمُؤْمِنِينَ، وَفِيهِ ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَادِ لَهُمْ، وَفِي السِّتْرِ بِهَا السَّلَامَةُ مِنَ الِاسْتِخْفَافِ؛ لِأَنَّ الْمَعَاصِيَ تُذِلُّ أَهْلَهَا".
معاشر المسلمين: من وقع في إثم من الآثام فعليه بالتوبة إلى الله والإنابة إليه؛ فإنَّ من تاب تاب الله عليه.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]؛ اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم انصر من نصر الدين, اللهم أصلح أحوال المسلمين واحقن دماءهم وول عليهم خيارهم, اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك. اللهم أصلح ولي أمرنا وولي عهده وأعز بهما دينك وأعل بهما كلمتك واجعلهما مفاتيح خير مغاليق شر.
اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وأصلح شبابنا ونساءنا واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين, اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا, اللهم انصر المرابطين على حدود بلادنا وانصر قوات التحالف العربي وأهلنا في اليمن ثبت أقدامهم وسدد رميهم وعجِّل بانتصارهم.
اللهم عليك بالحوثيين ومن يعاونهم مزقهم وزلزلهم واشدد وطأتك عليهم, وصب عليهم غضبك وأليم عقابك الذي لا يرد عن القوم الظالمين, اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق.
اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها وزدها قوة وأمنا ورخاء وزدها تمسكًا بالدين وشكرًا.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات:180-182].