الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
إن المحرمات التي نهى الله عنها عباده حدود لله، فلا ينبغي للمسلم أن يتعد تلك الحدود، (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وفي الحديث: "ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"(متفق عليه)؛ فمن قارب...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلعمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون: إن خير ما نربى عليه أنفسنا، ونغرسه في قلوبنا تعظيم الله -تعالى، فإن الأمة ما ضعفت وهانت، وانتشرت فيها المنكرات والمعاصي إلا يوم أن ضعف في قلوبنا تعظيم الله -جل جلاله-، وتعظيمه: أي بتبجيله وإجلاله، فهو -سبحانه- العلي العظيم، العظمةُ والكبرياء من صفاته، وأمر العباد بتعظيمه وذم من لا يعظمه، قال -سبحانه-: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)[نوح:13].
وتعظيم الله يقتضي أمرين:
الأول: تعظيم شعائر الله، والشعائر: جمع شعيرة؛ وهي كلُّ ما أمر الله به من أمور الدين، وتعظيم شعائر الله بإجلالها، وإحلالها المكانة الرفيعة في المشاعر والقلوب، وأداؤها برغبةٍ ومحبة، قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج:32]
الثاني: تعظيم حرمات الله: وهي حدوده -سبحانه- التي حدها لعباده، ونهاهم عن انتهاكها، ونهى عن تجاوزها، وتعظيمها بالوقوف عندها واجتنابها، قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)[الحج:30]، قال ابن كثير: "أَيْ وَمَنْ يَجْتَنِبُ مَعَاصِيَهُ وَمَحَارِمَهُ وَيَكُونُ ارْتِكَابُهَا عَظِيمًا فِي نَفْسِهِ؛ فَلَهُ عَلَى ذَلِكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَثَوَابٌ جَزِيلٌ".
عباد الله: إن شعائر الله تحيط حياتنا كلَّها، إذ "الشعائر عام في جميع أعلام الدين الظاهرة"(السعدي)، وهي أنواع: شعائر زمانيَّة، وشعائر مكانية، وشعائر تعبدية، فأما النوع الأول: فهي الشعائر الزمانية: وهي كل وقت خصه الله بفضل، أو ضاعف فيه أجر الطاعة، ومن ذلك:
شهر رمضان: شهر عظَّمه الله، فأرسل فيه رسله، وأنزل فيه كتبه، وأمرنا بتعظيمه؛ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة:185]، وفيه ليلة القدر وسميت بذلك لقدرها وعظمتها.
الأشهر الحرم: أمر الله -تعالى- بتعظيمها فقال: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة:36].
ومنها: العشر الأوائل من ذي الحجة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله -عز وجل- من هذه الأيام"، يعني: أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيءٍ"(رواه أحمد).
ومن شعائر الله الزمانيَّة: يوم الجمعة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة"(مسلم)، وفيه ساعة تستجاب فيها الدعاء، لقوله -صلى الله عليه وسلم- عن يوم الجمعة: "وفيه ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه"(رواه مالك).
وأما النوع الثاني: فهي الشعائر المكانية، وهي كل ما عظمه الله من الأماكن وأمر بتعظيمه، أو جعل لها حرمة، ومن ذلك:
المساجد: لقوله -تعالى-: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)[النور:36]، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أحب البلاد إلى الله مساجدها"(مسلم).
ويكون تعظيمها بالحفاظ على طهارتها ورفع الأذان فيها، والحرص على إعمارها بالصلوات والذكر، واجتناب اللغو فيها، وأفضلها تعظيماً وأجراً المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، يقول حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: "صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاةٍ فيما سواه"(رواه أحمد)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: "فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة"(البيهقي وصححه الألباني).
ومنها: مناسك الحج المكانية: وهي الأماكن التي عظمها الله - تعالى- وجعلها علامة على أداء عمل من أعمال الحج والعمرة، مثل: الكعبة والمقام والصفا والمروة، والمشعر الحرام بمزدلفة ومنى، وحرم مكة والمدينة، قال -سبحانه-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً)، [البقرة:125]، وقال: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)[المائدة:97]؛ فالله -تعالى- عظَّم هذا البيت وشرفه على سائر البلدان؛ لأنه من شعائر الله التي يجب أن تعظم.
وأما النوع الثالث: فهي الشعائر التعبدية: وهي كل أمر فيه طاعة لله وقربة؛ يقول -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا)[المائدة:2]، شعائر الله "شعائر الله جميع ما أمر الله به ونهى عنه"(القرطبي)، فيدخل في ذلك الشعائر العملية من صلاة وزكاة وصوم وحج، فكل ما شرعه -تعالى- فهو من شعائره، والمسلم مأمورٌ بأن يعظمها وأن لا يحلها؛ وذلك بأن يقوم بفعلها معظماً لها، ويدخل فيها الشعائر الاعتقادية، ومنها: تعظيم كلام الله قال النووي: "أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته"، وقال القاضي عياض: "من استخف بالقرآن أو بالمصحف أو بشيء منه فهو كافر بإجماع المسلمين".
ومنها: تعظيم نبيه وتقديم أمره ونهيه على أي أحد، كائناً من كان، والرضا بدينه والاتباع لسنته، ومحبته وتوقيره، (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)[الفتح:8-9]، "أي: تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه"(السعدي)، وقال –تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الحجرات:1]، "أي لا تقولوا ولا تعملوا إلا تبعا لما قال الله ورسوله"(أيسر التفاسير للجزائري).
أيها المؤمنون: والناس في تعظيم شعائر الله بين غالٍ وجافٍ ووسط؛ فأما الغلاة: فقد أدخلوا في الشعائر ما ليس منها؛ سواء أكان تعظيمًا للأمكنة أم تعظيمًا للأزمنة، كتعظيم أماكن مخصوصة لم يرد فيها شيءٌ عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كما يفعله بعض الناس من الذهاب إلى غار ثور أو إلى غار حراء ويصلون هنالك، أو يتبركون بأماكن كثيرة من مكة أو المدينة مما لا أصل له، أو يعظمون أزمنة لم يرد فيها دليل ولا نص؛ فيحيونها بالبدع والمحدثات، كإحياء ليلة النصف من شعبان والسابع والعشرين من رجب، والاحتفال بيوم مولده -عليه الصلاة والسلام-، فكل ذلك محدثٌ مبتدع ولا يجوز.
وأما الجفاة: فهم الذين لا يبالون بتعظيم حرمةٍ ولا شعيرةٍ، فالأماكن والأزمنة عندهم سواء، فلا يعظمون لله -تعالى- مسجدًا ولا موضعاً مباركاً، ولا زمناً فاضلاً، فتجدهم لا يجتهدون بالعمل الصالح في هذه الشعائر التي عظمها الله -سبحانه-، وهؤلاء قومٌ ضرب الله على قلوبهم الغفلة، نسأل الله العفو والعافية.
وأما أهل الوسط: فهم أهل الهدى، القوم الوسط الذين عظموا ما عظم الله -عز وجل-، وتركوا ما لم يعظمه الله، فإن كانوا في مكان فاضل عظموه بما أمر الله ورسوله، وإن كانوا في زمان فاضل اجتهدوا فيه بالعبادة، وتمسكوا بسنة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاتبعوا ولم يبتدعوا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، ومن تبعه، وبعد:
أيها المسلمون: إن حرمات الله التي نهى عنها عباده هي حدوده -سبحانه-، فلا ينبغي للمسلم أن يتعدى تلك الحدود، (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[البقرة:229]، وفي الحديث: "ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"( متفق عليه)، فمن قارب شيئاً من تلك الحرمات فقد أوقع نفسه في عقوبة الله -تعالى- له.
عباد الله: إن المؤمن الحق هو الذي يعظم حرمات الله، ويستشعر هيبته ويذعن لجلاله، ويخاف غيرته -تعالى- على حرماته، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ"(البخاري)، قال شيخ الإسلام: "أول مراتب تعظيم الحق -عز وجل- تعظيم أمره ونهيه"، ولذا فإن التهاون بالذنب والمجاهرة بالمعصية والإصرار على الخطيئة، ليست من صفات من يعظم حرمات الله، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا" أَيْ بِيَدِهِ فَذَبَّهُ عَنْهُ.
أيها الأحبة: وإن من تعظيم حرمات الله -تعالى-: تعظيم حرمة المؤمن واحترام حقوقه وعدم النيل من كرامته والتعدي عليه، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ النَّبِيَّ قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ أَوْ بِزِمَامِهِ وقَالَ: "أَيُّ يَوْمٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا".
واعلموا أن حرمة دم المؤمن عند الله أشد من حرمة الكعبة، كما ورد في سنن الترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه نظر يوما إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك"(الترمذي)، بل إن حرمة دم المسلم أعظم حرمة من الدنيا وما فيها، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم بغير حق"(الترمذي).
أيها الإخوة: إن تعظيم شعائر الله وحرماته، مما حث الله عليه، وجعله من تقواه -سبحانه-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج:32]، فهي طريق إلى الفلاح، وسبيل للنجاح، ودليل على الإيمان، ومعين على الاستقامة، قال ابن القيم: "الذي يستقيم به القلب تعظيم الأمر والنهي وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي"، فلنعظم ما أمر الله أن يعظم، ولنعلم ان تعظيمنا لأمر عظمه الله ورسوله هو من تعظيمنا لله -تبارك وتعالى-.
هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله...