الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | ماهر بن حمد المعيقلي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
إن من مقاصد الصيام تربية النفس على الطاعة وتزكيتها بالبعد عن المعصية، وكما يمنع المسلمُ نفسَه عن بعض المباحات حال الصيام، فمن باب أولى يمنع نفسه عن الحرام، فليس الصيام مجرد امتناع عن الطعام، بل هو شهر يُثمر الإيمانَ والعملَ الصالحَ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي جعَل الصيام جُنَّةً، وسبيلًا مُوصِلًا إلى الجَنَّةِ، أحمده -تعالى- وأشكره، وأثني عليه وأستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، وجاهَد في الله حقَّ جهاده، حتى أتاه اليقينُ من ربه، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، وَمَنْ سار على نهجهم واقتفى أثرَهم، واستنَّ بسُنَّتِهم إلى يوم الدين.
أما بعد أيها المؤمنون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي جماع الخير كله، وعليكم بالصبر والمصابرة، والجِدِّ والمثابرة، وتذكروا بأن الدنيا أيام معدودة، وأنفاس محدودة، لا يدري أحدُنا متى الرحيل، فلنستعدَّ يا عباد الله، ما دام في العمر فسحة، ولنتذكر بأن الموت يأتي على حين غِرَّة، وعند الصباح يحمد القومُ السُّرَى، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].
أمة الإسلام: مما لا شكَّ فيه أن الله -تعالى- خلَقَنا لعبادته، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذَّارِيَاتِ: 56]، فما من يوم إلا ولله فيه وظيفة من وظائف طاعته، ولطيفة من لطائف رحمته، يوفِّق اللهُ -تعالى- فيه مَنْ يشاء من عباده، والله ذو الفضل العظيم، وهو -سبحانه- الغفور الرحيم، وإن بين أيديكم ليالي شريفة، وأياما فاضلة، كان يبشِّر بمقدمها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ففي (مسند الإمام أحمد)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابَه-: "قد جاءكم رمضانُ، شهر مبارك افترض اللهُ عليكم صيامَه، تُفَتَّح فيه أبوابُ الجنة، وتغلَّق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ" قال ابن رجب -رحمه الله-: "هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضِهم بعضًا بشهر رمضان، كيف لا يبشَّر المؤمنُ بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشَّر المذنبُ بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشَّر العاقلُ بوقت يُغَلُّ فيه الشياطينُ؟! من أين يُشبه هذا الزمانَ زمانٌ؟!" (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يُونُسَ: 58].
إن شهر رمضان -يا عباد الله- هو شهر الصيام والقيام والقرآن والإحسان، اجتمعت فيه فضائلُ الأعمال؛ فالصيام والقرآن يشفعانِ للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: "أَيْ ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنهار فشَفِّعْني فيه، ويقول القرآنُ: منعتُه النومَ بالليل فشَفِّعْني فيه"، و(في الصحيحين) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ صامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ فيه ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه"، ولقد تكفَّل اللهُ -تعالى- بأجر الصائم لنفسه؛ فجاء في صحيح البخاري: "كلُّ عمل ابن آدم يضاعَف، الحسنةُ بعشر أمثالِها إلى سبعمائة ضِعْف، قال الله -عز وجل-: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلي".
إنه شهر عظيم، وموسم كريم، تَستغفر فيه الملائكة للصائمينَ حتى يُفطروا، وللصائم فيه فرحتان؛ إذا أفطَر فَرِحَ بفطره، وإذا لقي ربه فَرِحَ بصومه، ويُزَيِّن اللهُ -عز وجل- فيه كلَّ يوم جنَّتَه، ثم يقول: "يُوشِكُ عبادي الصالحون أن يُلقُوا عنهم المؤونةَ والأذى ويصيروا إليكِ"، وينادي فيه منادي الله: "يا باغي الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشر أَقْصِرْ"، فتقترب فيه القلوبُ من خالقها، وتصفو فيه النفوسُ لبارئها، وفيه العشر الأواخر الفاضلات النيرات، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
ومن فضائله: أن مَنْ قام مع إمامه حتى ينصرف كُتِبَ له قيامُ ليلة كاملة، ولله -تعالى- فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة، فرَغِمَ أنفُ ثم رَغِمَ أنفُ ثم رَغِمَ أنفُ امرئ أدركه رمضانُ فلم يُغفر له، وللصائم في رمضان دعوات لا ترد، وساعات الإجابة فيه كثيرة، فأكثِروا فيه من الدعاء، فقد ذكَر سبحانَه بين آيات الصيام قربَه من عباده المؤمنين، وإجابتَه دعوة الداعين، فقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 186]، وفي (مسند الإمام أحمد) قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم".
وأبواب الخير في رمضان كثيرة؛ فمَنْ فَطَّرَ صائمًا ولو بتمرة كان له مثل أجره غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا، وأفضل الصدقة صدقة في رمضان، فمن خاف يوم الحساب فليُطعم جوعة مسكين، وليسُدَّ خلةَ أرملة ويتيم، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)[الْإِنْسَانِ: 8-12].
أيها الإخوة المؤمنون: إن شهر رمضان من أعظم مواسم التقوى، فالصيام جُنَّة؛ أَيْ حِصن حصين عن الفحش والمحرَّمات، وافتتح الربُّ -جل جلاله- آياتِ الصيام بالتقوى، واختَتَمَها بالتقوى، فالتقوى خير زاد، ولباسها خير لباس، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطَّلَاقِ: 2-3]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطَّلَاقِ: 5]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطَّلَاقِ: 4]، وقد خصَّ اللهُ -تعالى- أهلَ التقوى بمعيته، وتفضَّلَ عليهم -سبحانه- بمحبته، (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 76]، قال قتادة: "مَنْ يتقِ اللهَ يَكُنْ معه، وَمَنْ يكن اللهُ معه فمَعَه الفئةُ التي لا تُغلب، والحارسُ الذي لا ينام، والهادي الذي لا يَضِلُّ".
وأهل التقوى هم الأعلون في الآخرة والأولى، (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[الْقَصَصِ: 83].
وبالتقوى -معاشر المؤمنين- تتحقق السعادةُ الأبديةُ في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، فيها ما لا عين رأت ولا أُذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[يُونُسَ: 62-64].
أيها المسلمون: إن شهر رمضان فرصة لاسترضاء الرحمن، والاستقامة على صراطه والاستعداد للقائه، فاليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، فتَزَوَّدُا فإن خير الزاد التقوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183].
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، ونفَعَنا بما فيه من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر -تعالى- لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله الذي تفضَّل علينا بشهر رمضان، وأنزَل فيه القرآنَ هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعينَ، وَمَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد معاشر المؤمنين: إن من مقاصد الصيام تربية النفس على الطاعة وتزكيتها بالبعد عن المعصية، وكما يمنع المسلمُ نفسَه عن بعض المباحات حال الصيام، فمن باب أولى يمنع نفسه عن الحرام، فليس الصيام مجرد امتناع عن الطعام، بل هو شهر يُثمر الإيمانَ والعملَ الصالحَ، فمن لم يدع قولَ الزور والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجة أن يدع طعامَه وشرابَه، ولقد كان نبينا -صلوات ربي وسلامه عليه- أجود ما يكون بالخير في رمضان بكل خصال الخير، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- القرآنَ، فإذا لَقِيَهُ جبريلُ -عليه السلام- كان أجودَ بالخير من الريح المرسَلة" (رواه البخاري، ومسلم).
فلقراءة القرآن مزية في رمضان، فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بتدبُّر وتفكُّر، كما قال ابن القيم -رحمه الله-: "فإنه يُورِثُ جميعَ الصفاتِ المحمودة التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه، فلو عَلِمَ الناسُ ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها".
وفي (مسند الإمام أحمد) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام ليلة كاملة، بآية واحدة، يركع بها ويسجد، يتلوها ويرددها حتى الصباح، (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الْمَائِدَةِ: 118]، وهذه الصِّدِّيقة -رضي الله عنها- وعن أبيها قال عنها ابن أخيها: "غدوتُ عليها يومًا فإذا هي قائمة تصلي وتقرأ: (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) [الطُّورِ: 26-28]، تُرَدِّدُ الآياتِ وتدعو، وتستعيذ وتبكي، قال: فقمتُ حتى مللتُ القيامَ، فذهبتُ إلى السوق لحاجتي ثم رجعتُ فإذا هي قائمة تصلي وتبكي؛ فيا أيها المُخبِتُونَ، هذه هي أيام الخير قد أقبَلَتْ، ومواسم البذل قد أَطَلَّتْ فاستَبِقوا الخيراتِ، واعمُروا أوقاتَكم بالقُرُبات، وتزوَّدوا من الطاعات، وأخلِصوا فيها لربكم، وحقِّقُوا فيها المتابَعة لرسولكم.
ثم اعلموا -معاشر المؤمنين- أن الله قد أمرَكم بأمر كريم، ابتدأ فيه بنفسه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صَلِّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعينَ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوكَ وكرمكَ وجودكَ يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزةَ الدينِ، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا، رخاءً سخاءً وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم يا حيُّ يا قيوم برحمتك نستغيث، أَصْلِحْ لنا شأنَنا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، برحمتك يا منان، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وَفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاك، وهيِّئ له البطانةَ الصالحةَ التي تدُلُّه على الخير وتُعينه عليه، اللهم وَفِّقْه ونائِبَه وأعوانَه لِمَا فيه خيرُ العباد والبلاد، اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين لما تحبه وترضاه، واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، وأنت على كل شيء قدير، اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم إنك سميع الدعاء، اللهم بارك لنا في شعبان، اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، اللهم أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اللهم أَعِنَّا فيه على الصلاة والصيام والقيام وقراءة القرآن، اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا حتى ينقضي وقد غفرتَ لنا ورحمتَنا وعفوتَ عنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا حي يا قيوم انصر جنودنا المرابطينَ على حدود بلادنا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم انشر الأمن والرخاء في بلادنا وبلاد المسلمين، واكفِنا شرَّ الأشرار وكيدَ الفُجَّار وشرَّ طوارق الليل والنهار، برحمتك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم تقبَّلْ منا إنكَ أنتَ السميع العليم، وتُبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180182]