القهار
كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...
العربية
المؤلف | عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
ما أحسنَ أن تجعلوا -يا رعاكم الله- من شهر الصيام شهرا للمبادَرات، فما أجمل أن تنطلق من كل واحد منا مبادرة الاستعداد وحُسْن الاستقبال وتجديد التوبة والإكثار من قراءة القرآن والتدبر، والتسامح والتصافي، ونبذ الحسد والأحقاد، وسلامة الصدور والقلوب، ووضع السلاح بين الفرقاء...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، مَنَّ علينا بحلول مواسم أَثْنَتْ بها الجوارحُ والسرائرُ، ولهجت بها الألسنُ والضمائرُ
فحمدًا لإله بإثر حمد | على فضل تكاثَر في ازديادِ |
وَشُكْرًا دائمًا في كل وقتٍ | نروم ثوابَه يوم التنادِي |
وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، أجزَل للصائمينَ الأجرَ في الأوائل والأواخر، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبدُ اللهِ ورسولُه، خير مَنْ صام وقام؛ فنال أسمى الذخائر، مَنِ اقتفي هديه حاز المآثِر والمفاخر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وذريته البدور الزواهر، وصحابته البالغين أسمى البشائر، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تبلى السرائر.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، وذَكُّوا أقوالَكم وأعمالَكم في شهر القرآن بالتقوى والإخلاص، وبادِرُوا بالتوبة قبل أن يُؤخذ بالنواص، ولاتَ حين مناص، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْبَقَرَةِ: 183].
وكُنْ مخبِتًا لله بالتقوى التي | هي الزاد للأخرى ودَعْ كلَّ مَنْ ألوى |
فحسبُكَ وانزل حيث ما نزل الهدى | وكُنْ حيثما كان التورُّع والتقوى |
معاشر المسلمين: ها قد أظلنا شهر المرابح بظلاله ونواله، وجَماله وجلاله، شهر عاطر، فضله ظاهر، بالخيرات زاخر، انبلجت بيمنه الصباحُ، وتأرَّجت الأمصارُ بعبقه الفوَّاح، شهر أشرقت في أفق الزمان العاتم كواكِبُه، وعادت -والعود أحمد- بسلامة الإياب أنجادُه ومراكبه، لينضح أرواحنا اللهفاء بالرَّوْح والريحان، والازدلاف إلى المولى الديان.
الله أكبر شهر رمضان نفحة ربانية، تُفعم حياةَ المسلمين بالذِّكْر والقربات، وفيه تلهج الألسنُ بعاطر التلاوات، وتبهج الأنفس بهدي الصيام ونور القيام، وَفَدَ ليوقظ رواكد الخير في القلوب، ويعطِّل روافدَ الحوب ومساقي الذنوب، وَفَدَ ليُرهف أحاسيس البِرِّ في الشعور، ومعاني الإحسان وبسط الحبور، فتبرأ النفوسُ الشاردةُ الكزَّةُ من أثقال الحياة، وتخفف من أوهاق المادة المعنَّاة، فالأُذُن سامعة، والعين دامعة، والروح خاشعة والقلب أوَّاه، هذا نسيم القبول هَبَّ، وهذا سيل الخير صَبَّ، وهذا الشيطان قد غُلَّ وتَبَّ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَتِ الشياطينُ ومردةُ الجنِّ، وغُلقت أبوابُ النارِ فلم يُفتح منها بابٌ، وفُتحت أبوابُ الجنةِ فلم يُغلق منها بابٌ، وينادي منادٍ: يا باغيَ الخيرِ أَقْبِلْ، ويا باغيَ الشرِّ أَقْصِرْ، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كلَّ ليلة"(أخرجه الترمذي، وابن ماجه بسند صحيح).
جاء الصيام فجاء الخيرُ أجمَعُه | ترتيلُ ذِكْر وتحميدٌ وتسبيحُ |
فالنفسُ تَدْأَبُ في قولٍ وفي عملٍ | صومُ النهارِ وبالليلِ التراويحُ |
معاشر المؤمنين: أحسِنوا استقبالَ شهركم بالتوبة النصوح، والتعفف الربوح، عن سفاسف الأمور الجنوح.
يا أمتي استَقْبِلوا شهرًا بروح تقى | وتوبة الصدق فالتأخير إغواءُ |
توبوا إلى ربكم فالذنب داهية | ذَلَّتْ به أممٌ واحتلها الداءُ |
الصيام عباد الله: ترسٌ للمسلم من الخطايا والأوزار، وَلَأْمَةٌ دون التلطخ بالأدران والأكدار، وجُنَّة واقية من لهيب النار، ألا فلتجعلوا لجوارحكم ذِمامًا من العقل والنُّهَى، ورقيبًا من الورع والتقى، حفظا للصيام عن النقص والانثلام، يقول صلى الله عليه وسلم: "الصيام جُنَّة، يَستجن بها العبدُ من النار"(أخرجه الإمام أحمد)، ولا يتحقق ذلك إلا بصوم الجوارح عن الموبقات والفوادح، وعفة اللسان عن اللغو والهذيان، وحفظ الكَلام عن الكِلام، وغضّ البصر عن الحرام، وكبح الأقدام عن قبيح الإقدام، وبسط ندى الكفِّ، والتورع عن الأذى والكفّ، والضراعة إلى الله بقلوب وجلة نقية، وطَوِيَّات على صادق التوبة والإخلاص والتوحيد والسُّنَّة مطوية.
يا صائما تَرَكَ الطعامَ تعفُّفًا | أضحى رفيقَ الجوع واللأواءِ |
أَبْشِرْ بعيدِكَ في القيامة رحمةً | محفوفة بالبِرِّ والأنداءِ |
يقول صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صائم ليس له من صيامِه إلا الجوعُ، وربَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهرُ"(أخرجه ابن ماجه والنسائي)، وهل مقاصد الصيام -عباد الله- إلا تهذيب النفوس وتربيتها؟ وذمها عن أدرانها وتذكيتها؟ وذلك هو المراد الأسمى والهدف الأسنى، من شرعة الصيام؛ ألا وهو التقوى، يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "الصيام لِجامُ المتقينَ، وجُنَّة المحاربينَ، ورياضة الأبرار والمقربينَ، وهو لربِّ العالمينَ من بين سائر الأعمال، وهو سِرٌّ بين العبد وربه، لا يَطَّلِعُ عليه سواه"، ويقول الإمام الكمال بن الهمام -رحمه الله-: "إن الصوم يُسَكِّن النفسَ الأمارةَ بالسوء، ويكسِر سَوْرَتَها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح".
أمة الصيام والقرآن: رمضان شهر القرآن، وكان جبريل -عليه السلام- يدارِس نبيَّنا -صلى الله عليه وسلم- فيه القرآنَ، وصحَّ عنه -صلوات الله وسلامه عليه- أنه قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ رَبِّ، منعتُه الطعامَ والشهوةَ فشفِّعْني فيه، ويقول القرآنُ: منعتُه النومَ بالليل فشَفِّعْني فيه، فيشفعانِ"(أخرجه الإمام أحمد والطبراني بإسناد صحيح).
فما أعظمَه من شهر اغدودقت فيه أصولُ المنن، واخضوضرت فيه قلوبُ النازعينَ إلى أزكى سَنَن، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ومَنْ تدبَّر القرآنَ طالِبًا الهدى منه، تبيَّن له طريقُ الحقِّ".
فتدبَّر القرآنَ إن رمتَ الهدى | فالخير تحت تدبُّر القرآنِ |
أيها المسلمون، أيها الصائمون: هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجَعة النفوس، وإصلاح الأعمال؛ لِمَا يحمله هذا الشهرُ الكريمُ من دروس عظيمة، في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحة، فهل عملت الأمة على الإبقاء على الصورة المشرقة التي اتسم بها هذا الدين الإسلامي في وسطيته واعتداله، ومكافحته للغُلُوِّ والتطرف والإرهاب، وهل تصدَّت لكل ما يُفسد على العالَم أمنَه واستقرارَه وتعزيزَ التسامح والتعايش بين الشعوب؟ ونبذ العنصرية والطائفية؟ هل وقفت بحزم أمام من يريد هزَّ ثوابتها والنَّيْل من محكَّماتها والتطاول على مسلَّماتها وقطعياتها؟ فالبدارَ البدارَ إلى فضل الله الممنوح، وبابه المفتوح، قبل فوات الروح، واجعلوا هذا الشهرَ شهرَ المبادَرات، تراحَمُوا تسامَحُوا تصافحوا تصالحوا صلوا أرحامكم واحفظوا أوقاتكم وتعاهدوا قلوبكم وحقِّقُوا مقاصدَ الصيام قولًا وعملًا، فرمضان فرصة لاستشعار المعاني السانية التي قصَد إليها الدينُ الإسلاميُّ الحنيفُ، يتوارد في تحقيق هذه الرسالة العظيمة الأسرةُ والمسجدُ والمدرسةُ والجامعةُ والمجتمعُ، ووسائلُ الإعلام وقنواتُ التواصل الحديثة، وهل كفاء ذلك إلا المنازل العلا في الجنان مفتحة للدخول مع باب الريان، فيا طوبى للصائمين، ويا بشرى للقائمين.
شهر الأمانة والصيانة والتقى | والفوز فيه لمن أراد قبولا |
طوبى لعبد صح فيه صيامه | ودعا المهيمنَ بكرة وأصيلا |
ألا فاشكروا ربَّكم أن بلَّغَكم هذا الشهرَ المباركَ، وإن من تمام الشكر كثرة الإحسان فيه، ومساعدة المحتاجين، والتيسير على عباد الله أجمعين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الغفور.
الخطبة الثانية:
الحمد لله العلي الشكور، أجزَل للصائمين الأجورَ، وحباهم بالتقى والسرور، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجو بها الفوزَ يوم النشور، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، خير من صام ودعا إلى الله حتى عمَّ الحقُّ والهدى والنور، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الهداة البدور، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فيا عبادَ اللهِ اتقوا الله قولا وفعالا، اتقوه خضوعا وامتثالا، بُكرًا وآصالا، تُحَقِّقوا عزا وجلالا، وسؤددا وكمالا.
إخوة الإيمان: ما أحسنَ أن تجعلوا -يا رعاكم الله- من شهر الصيام شهرا للمبادَرات، فما أجمل أن تنطلق من كل واحد منا مبادرة الاستعداد وحُسْن الاستقبال وتجديد التوبة والإكثار من قراءة القرآن والتدبر، والتسامح والتصافي، ونبذ الحسد والأحقاد، وسلامة الصدور والقلوب، ووضع السلاح بين الفرقاء، والاجتماع والاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، وحُسْن الظن بالمسلمين، والصدقة والإحسان وأعمال الخير والبر، والعناية بالبيت والأسرة، وصلة الرحم والأقارب، والاهتمام بالشباب والفتيات، وحُسْن التربية لهم، ووحدة الأمة، والبعد عن الخلاف والفُرْقة، وتعزيز منهج الوسط والاعتدال، وتحقيق الأمن والسلام، والولاء والانتماء، واللُّحْمة الوطنية، ولزوم الجماعة والإمامة، والعمل على حُسْن الختام، والعمل للجَنَّة والوقاية من النار، وحفظ الأوقات، ومواثيق الشرف القيمية، لمنصات التواصل وقنوات الفضاء والإعلام الجديد، وتسخير التقانة لخدمة الدِّين وأمن الأوطان، في تجافٍ عن الشائعات المغرضة والافتراءات الكاذبة.
ألا فَالْهَجُوا -عبادَ اللهِ- بالشكر والثناء على ما تنعمون به من شرف الزمان والمكان، في شهر رمضان المبارك، في بيت الله الحرام، فقد سخرت لكم منظومة الخدمات الشاملة المحفوفة بالأمن والأمان، والاستقرار والاطمئنان بفضل الله، ثم بفضل العناية الفائقة والرعاية الجليلة من ولاة أمر هذه البلاد المباركة، جعَلَه اللهُ في موازين أعمالهم الصالحة، وحقِّقُوا التعاونَ مع إخوانكم رجالِ الأمن في حفظ الأمن والنظام، وتحية تقدير وإجلال وفخر واعتزاز لرجال أمننا ولأبطالنا الأشاوس، وجنودنا البواسل المرابطين على ثغور وحدود بلادنا، على تضحياتهم وانتصاراتهم؛ فهم تاج رؤوسنا ومبعث آمالنا واعتزازنا ودعواتنا الحرَّاء لهم، من رحاب الحرم الشريف متوَّجة بشرف الزمان والمكان، فصبرًا صبرًا، وثباتًا ثباتا، وظَفَرا عاجلا وانتصارا.
والهجوا -يا رعاكم الله- في هذه الأيام المباركة بالدعوات الطيبات في شهر النفحات وارفعوا أكفَّ الضراعة لكم ولأهليكم وولاة أمركم وأوطانكم وأمتكم، وأَلِحُّوا عليه -سبحانه- بالدعاء، وارفعوا إليه الابتهال والندا، أن ينصر إخوانكم المستضعفين والمشردين واللاجئين والمنكوبين والمأسورين، والمضطهدين في دينهم في كل مكان، أن يفرِّج كروبَهم وهموهَم ويكشف شدائدهم وغمومهم؛ إنه سميع مجيب.
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على النبي الكريم، ذي الشرف الصميم والفضل الفخيم، كما أمركم المولى العظيم في الذِّكْر الحكيم، فقال جل في علاه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا".
صلاةً عليكَ نبي الهدى | بشير لأمته مرشدا |
صلاة تعطر أرواحنا | بحبك تدني إلينا المدى |
اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك وكرمكم يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، وارفع كلمة الحق والدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتَنا وولاة أمرنا، وأيِّد بالحق إمامَنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتُعينه عليه، اللهم وفقه وولي عهده وأعوانه إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير للبلاد والعباد، اللهم وفق ولاة أمر المسلمين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلهم لشرعك محكِّمينَ، ولأوليائك ناصرين، اللهم ادفع عنَّا الفتن، اللهم ادفع عنَّا الفتن، اللهم ادفع عنَّا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، ووالدينا ووالديهم وسائر المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم احفظ مقدَّسات المسلمين، اللهم احفظ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين، ومن مكر الماكرين، اللهم كن لإخواننا المستضعَفين والمضطهدين في كل مكان، اللهم وفق رجال أمننا، اللهم وفق رجال أمننا، وجنودنا المرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم سدد رميهم ورأيهم، اللهم تقبلْ شهداءهم، واشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وردهم سالمين غانمين، منصورين مظفَّرين، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّوْل والإنعام، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، وتُبْ علينا إنكَ أنتَ التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولوالديهم وجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].