الوهاب
كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد - أسماء الله |
لتطمئن النفوس فإنه لا ينقطع رزقٌ حتى تنقطع أنفاس صاحبه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقُه كما يدركه الموتُ" [البيهقي وحسنه الألباني]. وإذا أعوزنا الرزق، فلا نطلبه بكثرة الحرص، فلن يزيد الحرصُ والشحُّ العبدَ في رزقه المقدّر فوق ما قسمه الله له...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].
عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، واشكروا له، فهو -سبحانه- المعطي الرزاق لجميع المخلوقات، وسع الخلقَ كلهم رزقُه, لا يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له، كما يسوقه إلى الجَلْد القوي، قال تعالى: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء:20], وخزائن الله -عزَّ وجلَّ- مملوءة بكل شيء، يعطي منها جميع الخلائق ولا تنقص إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر، قال الله -تعالى-: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل: 96].
عباد الله: وصف الله نفسه بأنه الرزاق، فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56 - 58]، ورزقه -سبحانه- أفضل الرزق, قال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة: 11].
كما بيّن أن رزقه للعباد صورة من صور لطفه بهم، فقال: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ) [الشورى:19], ورزقه ليس له عدٌّ ولا حساب (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [البقرة:212], تكفل -سبحانه- بأرزاق الخلائق جميعًا (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].
وقد وصف نبينا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- ربَّه بأنه الرزاق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله هو المسعِّر، القابض الباسط الرزاق" (الترمذي وصححه الألباني). وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينسب الرزق لربه مادحًا إياه على رزقه لعباده, مع عصيانهم وتمردهم على شرعه، وكل هذا من صبر الله الواسع, قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ" (البخاري).
عباد الله : والرّزَّاقُ -سبحانه- هو الذي خلق الأَرْزاق، وأَعطى الخلائق أَرزاقها، وهو القائم على كل نفس بما يقيمها من قُوتِها، وخزائنه مملوءة بكل شيء يحتاجه الخلق، يصرّف الأرزاق ويقسّمها على الخلائق بحسب علمه وحكمته كيف يشاء, وهو المتفرِّد بالرزق وحده لا شريك له، قال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر: 3].
أيها المؤمنون: لقد تكفل الرزاق -سبحانه- بإيصال جميع الأقوات التي تتغذى بها المخلوقات برّها وفاجرها، وذلك يشمل الإنسان والحيوان والجان، قال -سبحانه-: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يُصلحه، حتى الذرّ في باطن الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الأعماق، والأجنّة في الأرحام، والحشرات في الصخور، فسبحان الرزاق العليم.
أيها المسلمون: لا تحسبوا أن الرزق مجرد أموال ووظائف وأولاد فقط، بل هناك رزق الأرواح وهو أطيب الأرزاق وأفضلها، فالإيمان والتوحيد هو الرزق النافع الذي يوصل العبد إلى أعلى الغايات، ويرزقه الله من يستحقه ويشكره، فيمُنّ -سبحانه- برزق القلوب بالعلوم النافعة والإيمان الصحيح، ثم التخلق بالأخلاق الجميلة، والتنزَّه عن الأخلاق الرذيلة، ويحصل العبدُ الخير الوفير من هذا الرزق.
ومِن جميل رزقه: أن يرزق عبده لسانًا صادقاً، ويدًا منفقة متصدقة، ومن رزقه ما يضعه في قلوب الصالحين من المعرفة والمحبة والإنابة، ومن الأرزاق رزق خفي؛ بأن يرزق الله العبد القناعة، فيقنع العبد ويرضى بما أعطاه الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قد أفلح من أسلم، ورُزق كَفَافًا، وقنَّعه الله بما آتاه" (مسلم).
ومن جميل الرزق: أن يُغني الله عبدَه بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وهذا ما علّمه النبي -عليه الصلاة والسلام- أمته أن يحرصوا عليه، فعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ"(الترمذي وصححه الألباني).
وإذا رزق الله العبد العلم النافع والإيمان الصحيح، والرزق الحلال، والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره، واستقامت أحواله الدينية والبدنية، وهذا النوع من الرزق هو الذي مدحته النصوص النبوية، واشتملت عليه الأدعية النافعة، ومن لا يملكه فهو الفقير فعلاً الذي يُرثَى له.
وإن أعظم رزق يرزقه الله عباده، وأحسنه وأكمله، وأعلاه وأدومه، أن يرزقهم الجنة بفضله ومنّه، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) [ص: 54]، وذلك الرزق قد اختص به المؤمنين دون غيرهم، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) [الطلاق: 11].
أيها المؤمنون: لتطمئن النفوس فإنه لا ينقطع رزقٌ حتى تنقطع أنفاس صاحبه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أن ابن آدم هَرَبَ من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقُه كما يدركه الموتُ" (البيهقي وحسنه الألباني).
وإذا أعوزنا الرزق، فلا نطلبه بكثرة الحرص، فلن يزيد الحرصُ والشحُّ العبدَ في رزقه المقدّر فوق ما قسمه الله له، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّـهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ" (صححه الألباني).
عباد الله: اعلموا أن الإيمان والتقوى سببان عظيمان للحصول على الأرزاق والبركات، وأن الكفر والفجور سببان عظيمان لنقص الأرزاق ومحق البركات، قال -سبحانه-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ" (ابن ماجه وحسنه الألباني).
والأرزاق تزيد بالشكر، وتنقص بالكفران والمعاصي، قال -سبحانه-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]، وإذا استحضر العبد أن الرزق مِن الله، لزم شكره، ولم يشكر غيره؛ لأن شكر غيره نكران للجميل، وجحود للمنعم، وعندما نشكر الآخرين إنما نشكرهم لأنهم كانوا أسبابًا وأدوات لوصول ذلك الرزق، وننسب الفضل أولاً وأخيرًا لصاحب الفضل كله رب العالمين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أما بعد:
عباد الله: فإن لاسم الله الرزاق آثارا؛ منها:
الثقة واليقين بأن الله هو المتفرد بالرزق وحده لا شريك له، قال تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ) [سبأ: 24].
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق : أن الرزاق هو وحده الذي يستحق أن يُفرَد بالعبادة ولا يُشرَك معه غيرُه، وأن يُفرد بالشكرِ والثناء، وشكر غيره تابعاً لشكره -سبحانه-, ولذلك أنكر الله على المشركين عبادتهم لغيره مع رزقه إياهم, قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ) [النحل: 73].
ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق: أن تظهر على العبد آثار فضل الله -سبحانه- ومنّه عليه، ولا يجحد النعم فيخفيها، بل يعلن نعم الله عليه؛ شكرًا لله، وهذا مما يحبه الله -عز وجل-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا أتاك الله مالاً فَلْيُرَ عليك أثر نعمة الله وكرامته" (النسائي وصححه الألباني)، وقال: "إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى نِعَمَهُ عَلَى عَبْدِهِ" (صححه الألباني).
ومن آثار اسم الله الرزاق: الإحسان إلى عباده, والصدقة والإنفاق في سبيل الله, فإن المال مال الله تعالى, وقد حصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجوه الانتفاع في الرزق في أمور، كما جاء عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ، أَوْ أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ" [مسلم (2958)].
عباد الله: ينبغي أن نرضى بقسمة الرزاق -سبحانه-، ونسأله وحده الرزق، كما قال إبراهيم -عليه السلام-: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: 17]، وقوله -تعالى- على لسان عيسى -عليه السلام-: (وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [المائدة: 114].
وعلى المسلم أن يثق كل الثقة أن الرزق بيد الله وحده، لا يزيده حرص حريص، ولا يردّه كراهية كاره، ولذلك ينأى المسلم بنفسه عن أن يأكل مالاً حرامًا، كما يحرص على ألا يذل نفسه لأي مخلوق من أجل لقمة العيش، وما دام أن رزقك لا يمسكه أحد، أو يقدر على منعه، فاطلبه منه وحده.
أيها المسلمون: هناك فكرة خاطئة، يعتقدها بعض الناس، وهي أنهم يظنون أن مجرد عطاء الله لخلقه، وتوسعته عليهم في الرزق، دليلٌ على محبة الله لهم، وهذا فَهْم غير صحيح، فكثرة الرزق في الدنيا لا تدل على محبة الله -تعالى- للعبد ورضاه عنه؛ لأن الله يعطي الدنيا مَن يحب ومَن لا يحب, قال الله: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا) [الفجر: 15 - 17], أي ليس الأمر كما يظنون ويزعمون, فقد يكون الكفار أكثر رزقًا وأفضل صحة، والمؤمن قد يكون مضيقًا عليه في رزقه؛ حماية له وصيانة من فتن الدنيا.
فاسألوا الله من واسع فضله, وقوموا بما يجب عليكم من حقه بعبادته وأداء شكره؛ يرزقكم الله من حيث لا تحتسبون.
ألا صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).